
ترنيمة أسى على أطلال وفاءٍ دارسٍ ...(*)
أيها المعدود كان عـنـدنـا
من ذوى الألباب أين عهدنا؟!
غِـيضَ ماءُ الودِّ فيـنا بعدما
كنت بالتحْنَان أسـقى ودنـا
وتلاشـت ذكرياتٌ ومـضـت
ونـسـيـنا ما عليـنا ولـنا
وطوانا الهجر فى أحـشَـائِه
عـند ليلٍ لا نرى فيه سـنا
هل قطاف الحب أمسى حنظلا
وقَتاداً يرتوى من هجرنا؟!
أَنَّ قلبي واسْـتَحَرَّ جرحُه
من أُناسٍ قد تناسَـوْا وصلنا
كم حلمنا العمـر نحياه معا
فانطرحنا فاسـتراحوا بعدنا
صاحِ ليس المجد يحظاه الفتى
والـوفاء عـنه مال وانثنى
إنما يحفـظ عهد الحب من
يرتضى من دونه طعـنَ القَـنَا
كم عرفنا وألِفْـنَا أنفسا
ثم باعوا بالقليل إِلْـفَـنَا
أنكرونا فى الرَزايا بعدما
عوَّدُوا النفس على نسياننا
لو ترى أفعالَهم يوم الصفا
لرأيت الود يزهو والمنى
فإذا ما الصفو بات كُدرةً
أصبحت أفعالهم أفعَى لنا
ليس يبلو المرءَ في أخلاقه
غير أظفار البلايا والعنا
بعدها إما تراه شامخا
قد كساه الضر حلما وأنا
أو يهون المرء حتى ينحني
ثم يغشى - لاهيا - سوق الخنا
------------------------
زفرة ألم تناديت بها قبل 20 عاما في يوم نحس مستمر على حين عاصفة من رماد مطبق وكنت يومها غرا في عالم الخليل تتقاذفني الايقاعات ، فألهو بها مكابرا غير محاذر ، ولا أعرف كيف أقيم اللغة الشعرية على وجهها ...
زفرة ايقظها في قلبي قول علي رضى الله عنه معاتبا لبعض من كان يرتجي منه خيرا ، فقال له كلاما نال موقعه من نفسي ... وكان مفتتح رسالة الامام رضي الله عنه هي العبارة التي نسجت عليها زفرتي : ( أيها المعدود كان عندنا من ذوي الالباب كيف تسيغ شرابا وطعاما وأنت تعلم أنك تأكل حراما ... ) ..
(*) بحر الرمل .
تعليق