متحف آخر الزمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد معمري
    أديب وكاتب
    • 26-05-2009
    • 460

    متحف آخر الزمان

    هذا الذي نحن فيه ليس عالما..
    بل مركبا في وسط البحار العميقة..
    في ليلة حالكة اشتدت فيها الرياح...
    العلم في المدارس صار جهلا..
    وفي الجامعات صار ملاهيا..
    منذ أن تأسست أول جامعة في مركبنا هذا..
    لم تنجب عالما واحدا! فقط حاملو الشواهد..
    فلماذا كانوا علماء عندما لم تكن حتى المدارس!؟
    ولماذا كانت عزة النفس، والشخصية، والقوة..؟
    عندما لم تكن سوى الرسل من يلقنون أقوامهم..
    فصنع تاريخهم رجالا، ونساء، وأطفالا..
    فماذا صنع تاريخنا؟
    ولماذا بكل ما يروج الآن لازلنا في مركبنا تصفعه الأمواج من كل جانب..
    ونحن ننتظر ماذا سوف يحل بنا..؟
    لم أر قط عقلا تخدعه الشمس فيحسبها بدرا..
    قلب الماكر والممكور به صارا توأما..
    فهذا يهدي إلى هذا شهد الزنبور..
    وهذا يهب له جسده وروحه بحبور..
    فظن الماكر من شدة ضعف كيده أنه خالد..
    وصاحبه سوف يُباد إلى الأبد..
    والجدل في هذا الأمر بين عقول نائمة جدل عقيم..
    لا طائلة في الإصغاء إليه ما داموا نياما..
    فهل حقا فرعون أهدى قومه سبيل الرشاد؟
    منذ ذلك الحين وهم يرجون العودة إلى دنياهم..
    فقط ليقولوا لفرعون أيها الماكر!..
    ولكن، هيهات! هيهات!
    تكسر الكأس، واليد صارت مشلولة..
    دخل الماكر وضح النهار قلب صاحبه..
    أخذ منه الدم والشرايين..
    وتركه تحفة في متحف آخر الزمان..
    فصار القلب مريضا بداء عشق الماكر..
    وآخر أراد أن ينبش عش طيرا أبابيل
    لترميه بحجارة من سجيل..
    وأخر شيد متحف آخر الزمان..
    ورتب فيه "كالسونات" زمان..
    فجلس الزوار يبكون أمامها..
    كم كانت تستر عورات الأجداد..!
    وجيل آخر الزمان سوف لا يرى قط "الكلسونات"..
    إلا في المتاحف معلقة..
    وأخر اشترى جحشة بمليار..
    معذرة!
    لست أدري كم يساوي هذا المبلغ!
    لأنه خيال بالنسبة لدولة مثل الصومال، و..و..و...
    إنهم قوم لا يريدون الخير لبعضهم..
    لأنهم ببساطة عملاء لأعدائهم..
    وإذا اشتد الوطيس بينهم تراهم أسودا في ساحة الوغى..
    وإذا أضاء فتيل العدو تراهم فئرانا أمام القطط المريضة..
    والقط في زماننا قد تزوج ببنت الفأر فأنجبا القطفار..
    وبينما هذه السلالة تتجول في العالم.. إذا بها ترى سلالة الكلبقط..
    وربما في آخر الزمان الكل يوضع في متحف آخر الزمان..
    وتنقشع السحب.. ويرسو المركب فوق الجودي
    فتنزل أحفادُ أحفادِ أحفادُ أحفادِ أحفادنا..
    حاملين راية المجد؛ ليصنعوا تاريخا كم عجزنا لصنعه..!
    كنا فقط نحلم بأجدادنا، وعندما نظن أننا استيقظنا نفتخر بهم..
    وإذا كذب المنجمون نقول هذا عندنا في كتابنا..
    نلهث وراء حضارة زائفة زائلة..
    النجدة! النجدة! النجدة!
    يا حفدة الأحفاد!
    .......................................
    بقلم: محمد معمري
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد معمري; الساعة 11-04-2018, 09:27.
    [glint]
    كل مواضيعي قابلة للنقد

    [/glint]https://maammed.blogspot.com/
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    إذا اشتد الوطيس بينهم تراهم أسودا في ساحة الوغى..
    وإذا أضاء فتيل العدو تراهم فئرانا أمام القطط المريضة..


    شديدة القسوة هذه " الساخرة "
    ارحم جلد جلودنا التي صارت كجلود التماسيح من كثرة الوعود الزائفة
    تحياتي لك أخي معمري
    فوزي بيترو

    تعليق

    • محمد معمري
      أديب وكاتب
      • 26-05-2009
      • 460

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
      إذا اشتد الوطيس بينهم تراهم أسودا في ساحة الوغى..
      وإذا أضاء فتيل العدو تراهم فئرانا أمام القطط المريضة..


      شديدة القسوة هذه " الساخرة "
      ارحم جلد جلودنا التي صارت كجلود التماسيح من كثرة الوعود الزائفة
      تحياتي لك أخي معمري
      فوزي بيترو
      سلام الله عليك أخي فوزي
      وهل الأدب الساخر لا ينبع إلا من غير القسوة، والمرارة؟
      إنما قساوتها وردت تصريحا..
      تحيتي
      [glint]
      كل مواضيعي قابلة للنقد

      [/glint]https://maammed.blogspot.com/

      تعليق

      يعمل...
      X