الشيخ نجم ... وماضٍ مُلبدٍ ( ** )
------------------
------------------
كنت وانا صبي أذهب إلى كُتّاب الشيخ احمد البيومي - رحمه الله - احفظ القرآن واتعلم بعض العربية
وكنت انظر للحياة وقتها من طاقة غريبة ..
ارى الالوان جميلة .. والزرع ذا رائحة مميزة .. ملمسه جميل ورونقه بهي ندي
كنت ألهو فوق هذه الرقاع الجميلة التي مازالت تحتفظ بجزء كبير من شكلها ، ربما في هذه البقعة فقط ..
ولكن أصبحت الآن كمثل غذاء منزوع الدسم .. لذيذ ربما لكنه غير مغذٍ
وكان شيخ كتابنا رحمه الله من المولعين بعمارة هذا الضريح القابع هناك على طرف بحرنا الصغير وفي طريق ممشانا الى الساقية القريبة منه والتي ضاقت الصورة هذه عن احتمالهما معا (الضريح والساقية)
ربما اعتناؤه هو دون غيره بهذا الضريح لانه كان إمام المسجد الكبير بقريتنا ، وهو اولى من غيره بكل ما يتصل بالأمور الروحية والتعبدية في القرية ...
...
ويغلب على ظني ان الشيخ احمد - رحمه الله - لم يكن يُكِنُّ أي تقديس لهذا الضريح ...
فقط يناله من وراء عمارته بعض مال وطعام ولحم .. ربما
وهذا سر تمسكه واحتفائه به
كعادة الكثيرين من الصوفية وغيرهم ..
يتظاهرون بتقديس اضرحة بالية ، لأجل انتفاعهم من ورائه .. وهم يقرون في قرارة انفسهم أنهم لا يملكون نفعا ولا ضرا
فقط من يعتقد ذلك بعض الفلاحين المحيطين والقريبين من هذه الأضرحة ..
يحملهم على ذلك قرب المكان من بيوتهم وفرط الجهل بحقيقة دينهم وقلة التعليم والوعي
...
ويُروى ان احدهم سأل الشيخ احمد البيومي عن حقيقة (الشيخ نجم ) صاحب هذا المقام غير المحمود
فأجاب- كعادته الساخرة دائما - قائلا :
هو احد عساكر الانجليز الذي قتله المصريون إبان الاحتلال ووصلت جثته الى هنا - ربما جرفها تيار بحرنا الصغير - حيث استقر هناك
فقام احدهم وبنى لها قبرا ودفنه وتحول بعد فترة إلى هذه الضريح الذي تصالح الناس على تسميته بالشيخ نجم ..
وهنا يصدق المثل المصري الشهير( احنا دافنينه سوا ) وأصله ان اثنان اختلفا في توزيع غنائم الضريح الذي يتعهدانه واتهم احدهم الأخر بسرقة بعض النذور .. فما كان من الأخر إلا ان أقسم براس الشيخ صاحب الضريح المعني .. فرد صاحبه قائلا : ..
(عليا الكلام ده .. ! ، دا احنا دافنينه سوا )
وكانا قد دفنا كلبا أو حيوانا وبنَيَا عليه ضريحا لاكل اموال الناس بالباطل ...
-----------------
( ** ) الصورة قريبة جدا من بيتنا وقد التقطها اخي محمد سالم .. ويظهر فيها الضريح المهجور ..
-------------------
للحديث بقية ...
تعليق