هل يجدي الحوار مع الأحمرة ؟
**********************
**********************
أليس من الصّواب ألاّ نحكم على شيء قبل معرفته . وفي الحديث : " من جهل شيئًا عاداه . " . و العلم جهل عند أهل الجهل ، كما أن الجهل جهل عند أهل العلم .نرى ذلك في الأحكام الجائرة التي يصدرها بعض الجهلة في شأن المخلوقات البريئة ، كتلك التي تُنسج الأساطير حولها ، مثل الدّجاج الأسود ، والقط الأسود ، والغراب ، والثور الأسود ، والبومة ...وغيرها من المخلوقات التي قد نبغضها لذنب لم تقترفه .
قد تبدو مثل هذه الظواهر بسيطة لأنّها متفشيّة بكثرة و" مسكوت عنها " ، لكنّها مقرونة بالجهل " عدو البشريّة " وخطورتها لا تكمن في الشّرك الذي قد يعتبر أمر شخصي بمعنى " بيني وبين مولاي الله " كما يحلو للبعض قوله ، بل في ازدراء مخلوقات الله والذي يؤدّي في معظم الأحيان إلى الاعتداء عليها بغير وجه حق .
كان لي مسكن في مكانٍ معزول قبل أن أقوم ببيعه ، ومثل هذه الأمكنة المعزولة تقصدها الطّيور البرّيّة ليلاً ، ومنها البومة على وجه الخصوص ، والتي يتشاءم بعض الجهلة من نعيقها ، لجهلهم بهذا الكائن الغريب وما له من أسرار عجيبة أودعها الله فيه ، يربطون أصواتها بخزعبلات الأساطير ومرويات ما أنزل الله بها من سلطان ، رغم محاربة الدّين الإسلامي للتّشاؤم والتطيّر ،لكن يبدو حظّه سيّئًا مع هذا الصّنف من النّاس .ووجدت هذه الذّهنيّة طريقًا إلى نفوسهم المريضة وتبنّتها عقولهم الضّعيفة ، بحيث صدّقوا كل الخرافات التي وجدوها أمامهم ، وفي أمثال هؤلاء قال المولى عزّ وجل :" وإذا قيلَ لهُم اتبعوا ما أنـزل اللهُ قالوا بَل نتِّبع ما ألفينا عَليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا ولا يَهتدون "، كان ذلك سببًا من الأسباب التي جعلتني أرحل من ذاك المكان ليس تطيّرًا به ، ولكن بسبب المنفّرين الجهلة من حولي .
لي قصّة أخرى ، وهذه المرّة مع قط أسود تعلّقت به كثيرًا ، أكثر من البنت الصّغرى التي تدّعي أنه لها ، رغم أن أخاها الأكبر منها سنًّا هو الذي وجده وقام بإحضاره ، ورغم أنّها لا تقوم برعايته مثلما أفعل أنا معه ، أتفقّده عند الحضور و أثناء الغيّاب . خرجت ذات مساء فوجدت بعض الصبيان يطاردونه . طلبت من أحدهم أن يتوقّف ، فقال لي بالحرف الواحد : " إنّه شيطان "
قد تبدو مثل هذه الظواهر بسيطة لأنّها متفشيّة بكثرة و" مسكوت عنها " ، لكنّها مقرونة بالجهل " عدو البشريّة " وخطورتها لا تكمن في الشّرك الذي قد يعتبر أمر شخصي بمعنى " بيني وبين مولاي الله " كما يحلو للبعض قوله ، بل في ازدراء مخلوقات الله والذي يؤدّي في معظم الأحيان إلى الاعتداء عليها بغير وجه حق .
كان لي مسكن في مكانٍ معزول قبل أن أقوم ببيعه ، ومثل هذه الأمكنة المعزولة تقصدها الطّيور البرّيّة ليلاً ، ومنها البومة على وجه الخصوص ، والتي يتشاءم بعض الجهلة من نعيقها ، لجهلهم بهذا الكائن الغريب وما له من أسرار عجيبة أودعها الله فيه ، يربطون أصواتها بخزعبلات الأساطير ومرويات ما أنزل الله بها من سلطان ، رغم محاربة الدّين الإسلامي للتّشاؤم والتطيّر ،لكن يبدو حظّه سيّئًا مع هذا الصّنف من النّاس .ووجدت هذه الذّهنيّة طريقًا إلى نفوسهم المريضة وتبنّتها عقولهم الضّعيفة ، بحيث صدّقوا كل الخرافات التي وجدوها أمامهم ، وفي أمثال هؤلاء قال المولى عزّ وجل :" وإذا قيلَ لهُم اتبعوا ما أنـزل اللهُ قالوا بَل نتِّبع ما ألفينا عَليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا ولا يَهتدون "، كان ذلك سببًا من الأسباب التي جعلتني أرحل من ذاك المكان ليس تطيّرًا به ، ولكن بسبب المنفّرين الجهلة من حولي .
لي قصّة أخرى ، وهذه المرّة مع قط أسود تعلّقت به كثيرًا ، أكثر من البنت الصّغرى التي تدّعي أنه لها ، رغم أن أخاها الأكبر منها سنًّا هو الذي وجده وقام بإحضاره ، ورغم أنّها لا تقوم برعايته مثلما أفعل أنا معه ، أتفقّده عند الحضور و أثناء الغيّاب . خرجت ذات مساء فوجدت بعض الصبيان يطاردونه . طلبت من أحدهم أن يتوقّف ، فقال لي بالحرف الواحد : " إنّه شيطان "
قلت : " وما أدراك ؟ا " .
قال : " ليس فيه شعرة بيضاء واحدة "
قال : " ليس فيه شعرة بيضاء واحدة "
استوقفني هذا الصبي بكلامه الغريب ، لأعود إلى بعض الحقائق المؤلمة ، كالّتي وردت في شأن بعض المخلوقات السّوداء . ففي المغرب العربي يقدّم الثّور الأسود قربانًا في " زردة " ( طقوس تُؤدّى فيها الولائم والقرابين تقرّبًا من الولي الصّالح ؟اا ) لأجل الاستسقاء بعد القنوط من رحمة الله ؟اا. وفي بعض البلدان الأخرى ، يعرِف الدّجاج الأسود أسعارًا خياليّة ، ليس بسبب لحمه الشهي الغني بالطّاقة ، ولكن لأهميّة اللّون في استحضار الجِن والشياطين.كل ذلك وأكثر وما خفي كان أعظم ، ولا من ينهى ولا من ينهر ، ولا من يدّكر أو يتدبّر . ولا يزال معظم النّاس في غيّهم القديم ، ينفّرون الخلق من مخلوقات ضعيفة لا ذنب لها ، ولا للونها الأسود دخل فيما " جفّت به الأقلام وجرت به المقادير " .
فهل يجدي الحوار مع الأحمرة ؟اا