" غَزَلٌ عَفِيْفٌ "
قالتْ بِدلالٍ : كيف تَراني ؟
قالَ بِدهشةٍ : سبْحان الله ، بِعَيْنَيَّ .
* : ما قصدتُ ذلكَ .
_ : فماذا تَقْصديْن ؟
* : كيفَ تَرانِي و النِّساءَ ؟
_ : أَصيْلةٌ فِيْهنَّ !
* : ما أردتُ ذلكَ أيضاً .
_ : إذاً فماذا أردْتِ ؟
* : ما مَيْزَتِي عليْهِنَّ ؟
_ لأَنتِ أَبْسَطُ قامَةً فِيْما أَظُنُّ !
قالتْ بِتَأَفُّفٍ : إِنَّكَ لا تَفْهَمُنِي .
قالَ : أَفْهِمِيْنِي إِذاً .
*: أَلا تُحْسِنُ الغَزَلَ ؟
_: لا أدَّعِى ما لمْ أُجَرِّبْ .
* : و مَا يَمْنَعُكَ مِن الْتَّجَرِيْبِ .
_ : حقاً ، و ما يَمْنَعُنِي !
ثُمَّ اتَّجَهَ بِطَرْفِهُ إلى السماءِ قائِلاً : ما أَجْملَ السَّماءَ !
فقالتْ : فِيْمَ تَتَغزَّلُ يا شَقِيُّ ؟
_ : في السَّماءِ .
قالتْ مُسْتنكِرَةً : أَلِشُحٍّ في النساءِ ؟
قالَ : النِّساءُ ! ما لَهُنَّ ؟
*: أَلا تتغَزَّلُ فيْهنَّ ؟
_ : أَيُ نِساءٍ ؟
* : أَتَرَى نساءً بِقُرْبِكَ غَيْرِى ؟
_ : المكانُ يَضِجُّ بِهِنَّ .
زادتْ وَتيْرةُ تَأَفُّفِها و قالتْ : أَلا تقولُ فِيَّ غَزَلا ً ؟
قال : بَلىْ ، لكنَّكِ لمْ تَطْلُبِي .
* : مِثْلُ ذلكَ لا يُطْلَبُ ، فَهَبْنِي طَلبْتُ إذاً .
_ : تَوَدِّيْنَهُ عَفِيْفَاً أَمْ صَرِيْحَاً
قالتْ في اسْتِحْيِاءٍ : أنتَ و ما تَوَدُّ
قالَ : أَوَدُّهُ عَفِيْفَاً .
ثُمَّ أَرْدَفَ :
_ مَنْطُوقاً أمْ مَكْتُوباً ؟
*: أنتَ و ما تَوَدُّ
- : أَوَدُّهُ مَكْتُوبَاً .
* : لكنَّ حُضُورُكَ يَجُبُّ المكتُوبَ .
_ : و إذاً ؟؟
* : لِلْمنْطُوقِ سِحْرُهُ .
_ : إذاً مَنْطُوقاً تَوَدِّيْنَ ؟
تَبَسَّمَتْ بِغُنْجِ و دلالٍ ... و قالتْ : انْطِقْ تَكَلَّمْ إِنِّي مُصْغِيَةٌ .
قالَ مُتَلِعْثِمَاً : معْذرةً ، قدْ بَاغَتِّنِي يا امْرَأَةُ ... لا أُجِيْدُ الارْتِجَالَ !
قالتْ بِحِنْقِ و ضَجَرٍ : ألا تَعْسَاً لكمْ مَعْشَرَ الرِّجَالِ !
و فَسَخَتْ وَشِيْجةَ ما بيْنهُما إِلى غَيْرِ رَجْعَةٍ .
تعليق