" ليست أزمة سياسية ولا أقتصاديّة ، بل هي أزمة أخلاق "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    " ليست أزمة سياسية ولا أقتصاديّة ، بل هي أزمة أخلاق "

    " ليست أزمة سياسية ولا أقتصاديّة ، بل هي أزمة أخلاق "
    **
    جلست مع صديقي الدكتور بعد الصّلاة ، نتبادل الأخبار . لم اعهد صديقي ، صاحب تلك الرّوح المرحة ، بهذا التشاؤم ؟ا أردت دغدغته ، فطلبت منه أن يتكلّم قليلاً باللّهجة "الشاويّة " المحليّة ، للتّرفيه عن أنفسنا ، وحتّى ننسى هموم الدنيا ومآسيها فكلّ أيّامنا " آهات وأحزان " . قال لي بالحرف الواحد : " كرهت الحياة وما فيها " اا؟ . لمَ هذا التشاؤم وصديقي طبيب دكتور ، وكل وسائل الحياة متوفّرة لدى أمثاله من الأطبّاء ؟اا "سؤال محيّر راح يجول في خاطري ؟اا
    كل شيء أصبح متوفّرًا في ربوع هذا الوطن الغني الكبير . حتّى القنوات الإعلامية المتوفّرة بكثرة ، ببرامجها التّافهة ومستواها الهابط الذي يشعرنا بالرّغبة في التفيّؤ أحيانًا . وقد تسبّبت في مساءلة وزير الإعلام نفسه ، من طرف نواب في " بر الأمان " ، والذين صار همّهم الوحيد الامتيازات و الرّواتب الكبيرة التي يسألون عنها في كل حين ولحظة … وزير إعلام خرج ينتقد برامج " تلفزيونيه " الرّمضانيّة ، وماذا عنّا نحن " العبيد " اا؟
    لم يعد يميّز بين المشاهد " الكريم " ، كما يحلو لأصحاب الشّاشة المتلوّنين مناداته بهذا الإسم ، وبين ما يُعرض من خلال جهاز يتلقّى " الوحي " من هوائي مفعّر ، سوى الإعلانات التّجاريّة الخادعة التي تروّج للسّلع و البضائع على حساب عقولنا وراحة بالنا . حتّى غدت أدمغتنا مجرّد أوعية للأستهلاك والتّخزين اا؟ فكيف سنمضي بقيّة حياتنا ونحن " نأكل لنعيش أم نعيش لنأكل ؟ " . سؤال آخر راح يراودني ؟اا
    فقدت الشّاشة بريقها بعدما أُفرِغت من محتواها الفكري والأخلاقي، ولم يبق منها تقريبًا سوى الدّعاية التي تأتي لتذكّرنا بالأسواق وملء البطون، وقد أخذت حصّة الأسد .يكاد الأمر يكون طبيعيًّا ، مقارنة بفئة كبيرة من " القطيع " ، السّواد الأعظم الذي لايهمّه سوى تمضية الأوقات في الأكل واللّهو والعبث ، فنحن في كوكب ممسوخ يعجّ بالقُمامة . لولا أن الأمر أخذ بعدًا آخرًا ؛ففي ثمانينات القرن الماضي ، وقبل أن تعلو مقعّرات " البرابول " الهوائيّة أسطح المباني وواجهاتها ، قامت قناتنا "اليتيمة " المحترمة ، تدعو المثقّفين الأحرار لمواجهة " غزوٍ فكريّّ " على الأبواب ، وحرب خطيرة يشنّها الغرب ضدّ القيّم والمبادئ والأخلاق . لكن الموضوع الخطير لم يلبث أن غاب بعد ذلك عن الأنظار وطويت صفحته .
    الغزو الفكري الذي نبّهنا إليه مخلصون أحرار ، بات اليوم " أمر عادي " و" واقع معتاد " … من مظاهره ، موجة البرامج السّاقطة ، " فوازير " ، و تمثيليّات ، و" سكيتشات " لا تفرّق بين السّخرية والمهزله ، أبطالها " كاسيات عاريات مميلات مائلات " وشباب ضائع ، لم يجد من يأخذ بيده ، فصار آلة لكلّ من يريد أن يستنسخ الآفات.حتى أنّه لم يعد للمبادئ و لا للقيّم والأخلاق مكانة في قلوب هؤلاء الشباب " المُستنسَخ ". وصدق الفقيد الرّئيس الرّاحل ( بن يوسف بن خدّة ) ، رحمة الله الواسعة عليه وعلى أمثاله من الرّجال ، حين قال بأن الأزمة في البلاد : " ليست أزمة سياسية ولا أقتصاديّة ، بل هي أزمة أخلاق " .

    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 30-05-2018, 14:09.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • محمد مخفي
    أديب وكاتب
    • 08-07-2008
    • 130

    #2
    فعلا هي أزمة أخلاقية
    جميل طرحك سيدي........بوركت
    لا تحرج من معك، بإضافة الى ما لم يريد قوله، في منوال الحديث.
    " لن نكن ملائكة، و لم نولد شياطين "

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      القضية كلها أن الأزمة أزمة أخلاق وليست أزمة أرزاق.

      رحم الله الرئيس بن يوسف بن خدة وغفر له وعفا عنه، فقد لخص الأزمات كلها في أزمة هي رزمة الأزمات كلها: "الأزمة الأخلاقية".
      عرفت السيد الفاضل عن قرب وكانت لنا لقاءات ثنائية خاصة في بيته في بداية التسعينيات من القرن الماضي نتحاور فيها ونتشاور في كثير من الأمور السياسية و... الحَرَكية (الإسلامية).
      نعم، هي أزمة أخلاق وقيم و"إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة" (الحديث) لما يحدث في هذا التَّوسيد من تضييع الأمانة وفاقد الشيء لا يعطيه، نسأل الله السلامة والعافية والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فالقضية كلها أنها أزمة أخلاق وليست أزمة أرزاق.
      موضوع ممتاز يحسب لك أخي مصباح وليتك تعيد النظر في بعض الكلمات والصيغ فقد جاءت خاطئة.
      تحياتي إليك أخي العزيز.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • مصباح فوزي رشيد
        يكتب
        • 08-06-2015
        • 1272

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
        رحم الله الرئيس بن يوسف بن خدة وغفر له وعفا عنه، فقد لخص الأزمات كلها في أزمة هي رزمة الأزمات كلها: "الأزمة الأخلاقية".
        عرفت السيد الفاضل عن قرب وكانت لنا لقاءات ثنائية خاصة في بيته في بداية التسعينيات من القرن الماضي نتحاور فيها ونتشاور في كثير من الأمور السياسية و... الحَرَكية (الإسلامية).
        نعم، هي أزمة أخلاق وقيم و"إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة" (الحديث) لما يحدث في هذا التَّوسيد من تضييع الأمانة وفاقد الشيء لا يعطيه، نسأل الله السلامة والعافية والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فالقضية كلها أنها أزمة أخلاق وليست أزمة أرزاق.
        موضوع ممتاز يحسب لك أخي مصباح وليتك تعيد النظر في بعض الكلمات والصيغ فقد جاءت خاطئة.
        تحياتي إليك أخي العزيز.

        أرجو التّصحيح مثلما عوّدتنا دائمًا شيخنا الفاضل ، فلولاك لقتلنا الارتجال .
        تحيّة محبّة ، وتبجيل ، وعرفان .
        لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد مخفي مشاهدة المشاركة
          فعلا هي أزمة أخلاقية
          جميل طرحك سيدي........بوركت
          إطلالتك البهيّة كانت الأجمل سيّدي المحترم
          جزيل الشّكر على مرورك الكريم .
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            "ليست أزمة سياسية ولا اقتصاديّة، بل هي أزمة أخلاق".

            المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
            "ليست أزمة سياسية ولا اقتصاديّة، بل هي أزمة أخلاق"
            **
            جلست مع صديقي الدكتور بعد الصّلاة، نتبادل الأخبار، لم أعهد صديقي، صاحب تلك الرّوح المرحة، بهذا التشاؤم ؟! أردت دغدغة [مشاعره]، فطلبت منه أن يتكلّم قليلاً باللّهجة "الشاويّة " المحليّة، للتّرفيه عن أنفسنا، وحتّى ننسى هموم الدنيا ومآسيها فكلّ أيّامنا "آهات وأحزان".

            قال لي بالحرف الواحد: "كرهت الحياة وما فيها"!!؟
            لمَ هذا التشاؤم وصديقي طبيب دكتور، وكل وسائل الحياة متوفّرة لدى أمثاله من الأطبّاء ؟!! "سؤال محيّر راح يجول في خاطري ؟!!

            كل شيء أصبح متوفّرًا في ربوع هذا الوطن الغني الكبير، حتّى القنوات الإعلامية متوفّرة بكثرة، ببرامجها التّافهة ومستواها الهابط الذي يشعرنا بالرّغبة في الت
            قيّئ أحيانًا؛ وقد تسبّبت في مساءلة وزير الإعلام نفسه، من طرف نواب "بر الأمان"، والذين صار همّهم الوحيد الامتيازات و الرّواتب الكبيرة التي يسألون عنها في كل حين ولحظة … وزير إعلام خرج ينتقد برامج "تلفزيونه" الرّمضانيّة، وماذا عنّا نحن "العبيد"!!؟

            لم يعد يميّز بين المشاهد "الكريم"، كما يحلو لأصحاب الشّاشة المتلوّنين مناداته بهذا ال
            اسم، وبين ما يُعرض من خلال جهاز يتلقّى "الوحي" من هوائي مقعّر، سوى الإعلانات التّجاريّة الخادعة التي تروّج للسّلع و البضائع على حساب عقولنا وراحة بالنا؛ حتّى غدت أدمغتنا مجرّد أوعية للاستهلاك والتّخزين!!؟ فكيف سنمضي بقيّة حياتنا ونحن "نأكل لنعيش أم نعيش لنأكل؟"، سؤال آخر راح يراودني ؟!!

            فقدت الشّاشة بريقها بعدما أُفرِغت من محتواها الفكري والأخلاقي، ولم يبق منها تقريبًا سوى الدّعاية التي تأتي لتذكّرنا بالأسواق وملء البطون، وقد أخذت حصّة الأسد، يكاد الأمر يكون طبيعيًّا، مقارنة بفئة كبيرة من "القطيع"، السّواد الأعظم الذي لا يهمّه سوى تمضية الأوقات في الأكل واللّهو والعبث، فنحن في كوكب ممسوخ يعجّ بالقُمامة لولا أن الأمر أخذ بعدًا آخرَ؛ ففي ثمانينيات القرن الماضي، وقبل أن تعلو مقعّرات "البرابول" الهوائيّة أسطح المباني وواجهاتها، قامت قناتنا "اليتيمة" المحترمة، تدعو المثقّفين الأحرار لمواجهة "غزوٍ فكريٍّ" على الأبواب، وحرب خطيرة يشنّها الغرب ضدّ القيّم والمبادئ والأخلاق، لكن الموضوع الخطير لم يلبث أن غاب بعد ذلك عن الأنظار وطويت صفحته.

            الغزو الفكري الذي نبّهنا إليه مخلصون أحرار، بات اليوم "أمرا عاديا" و" واقعا معتادا" … من مظاهره، موجة البرامج السّاقطة، "فوازير"، و تمثيليّات ، و"سكيتشات" لا تفرّق بين السّخرية والمهزلة، أبطالها "كاسيات عاريات مميلات مائلات" وشباب ضائع، لم يجد من يأخذ بيده، فصار آلة لكلّ من يريد أن يستنسخ الآفات حتى إنّه لم يعد للمبادئ و لا للقيّم والأخلاق مكانة في قلوب هؤلاء الشباب "المُستنسَخ"، وصدق الفقيد الرّئيس الرّاحل (بن يوسف بن خدّة)، رحمة الله الواسعة عليه وعلى أمثاله من الرّجال، حين قال بأن الأزمة في البلاد: "ليست أزمة سياسية ولا اقتصاديّة، بل هي أزمة أخلاق".

            استجابة لطلبك الكريم أجريت قلم التصحيح على الهفوات الإملائية التي لاحظتها وقد جعلت التصحيح بالأخضر تفاؤلا مع الاعتذار على هذه الجرأة مني.
            تحياتي أخي مصباح وصح شريبتك.

            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • مصباح فوزي رشيد
              يكتب
              • 08-06-2015
              • 1272

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
              استجابة لطلبك الكريم أجريت قلم التصحيح على الهفوات الإملائية التي لاحظتها وقد جعلت التصحيح بالأخضر تفاؤلا مع الاعتذار على هذه الجرأة مني.
              تحياتي أخي مصباح وصح شريبتك.

              أَصْلَحَ اللهُ حَالَكَ ويَسَّرَ لَكَ أُمُورَكَ و أَرَاحَ لَكَ بَالَكَ و قَلْبَكَ وشَرَحَ لَكَ صَدْرَكَ ! آمين .
              التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 11-06-2018, 21:04.
              لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
                أَصْلَحَ اللهُ حَالَكَ ويَسَّرَ لَكَ أُمُورَكَ و أَرَاحَ لَكَ بَالَكَ و قَلْبَكَ وشَرَحَ لَكَ صَدْرَكَ ! آمين.
                اللهم آمين يا رب العالمين ولك مثل ما دعوت به لي أخي مصباح ولعل دعاءك الطيب يوافق ليل القدر فيستجيب الله لك ولي فنفوز فوزا عظيما.
                بارك الله فيك وزادك تواضعا وكرما.

                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                يعمل...
                X