كان يعيش كلبا في الشوارع..
يحمل قنديلا في وضح النهار..
ليبحث عن الحقيقة، والإنسان..
وذات يوم اختطفه القراصنة..
فقال لهم متوسلا:
- خذوني أيها العبيد، فأنتم بحاجة إلى سيد..
أما تدرون أن معظم الناس في ذل..؟
فالعبيد أذلة لأسيادهم والسادة أذلة لأهوائهم..
ولما جاءوا به إلى سوق الرقيق وقف مخاطبا:
- أيها الرجال! أيها الرجال!
فلما اجتمع حوله الناس، قال لهم:
- لست أناديكم، بل أنادي الرجال!..
وفجأة ظهرت أمامه في ساحة الأحكام محاكمة لص..
فقام ثانية مخاطبا معشر البشر:
- أيها البشر: هؤلاء لصوص كبار يعاقبون لصاً صغيراً..
فاعتقلوه..
ولما خرج من السجن.. مارا من قاعة المحضرات.. فدخلها..
سمع سوفسطائيا يقول:
- الإنسان حيوان بدون ريش..
خرج.. ثم عاد متيما طاولة المحاضرات، وفي يده يس..
ولما وصلها.. أخرج من الكيس ديكا منزوع الريش، ثم قال له:
- ها هو الإنسان الذي تتحدث عنه!
ثم خرج في اتجاه بيته الفاخر..
وما أن طلعت الشمس حتى مر الاسكندر المقدوني في موكبه..
فرأى أرجلا خارجة من برميل في أحد الأزقة فتساءل:
- ما هذا؟
فقيل له إنه ديوجين.. وهذا هو بيته..
نزل الاسكندر من حصانه، ثم ناداه..
خرج ديوجين من برميله، محملقا في الاسكندر..
فقال له الاسكندر:
- ألم تعرفني؟ أنا الاسكندر المقدوني.
فأجاب ديوجين:وأنا ديوجين السينوبي.
ثم قال له:
- اطلب ما تريد؟
أجابه ديوجين:
- تنحى.. لقد حجبت عني ضوء الشمس!
تبسم الاسكندر قائلا:
- لو لم أكن الاسكندر، لكنت ديوجين!
هكذا ظل يعيش ديوجين كالكلب في الشوارع..
حتى مات كالكلب..
لكن ميراثه الفكري كان ديوجين، ولم يكن كلبا!
.......................
بقلم: محمد معمري
يحمل قنديلا في وضح النهار..
ليبحث عن الحقيقة، والإنسان..
وذات يوم اختطفه القراصنة..
فقال لهم متوسلا:
- خذوني أيها العبيد، فأنتم بحاجة إلى سيد..
أما تدرون أن معظم الناس في ذل..؟
فالعبيد أذلة لأسيادهم والسادة أذلة لأهوائهم..
ولما جاءوا به إلى سوق الرقيق وقف مخاطبا:
- أيها الرجال! أيها الرجال!
فلما اجتمع حوله الناس، قال لهم:
- لست أناديكم، بل أنادي الرجال!..
وفجأة ظهرت أمامه في ساحة الأحكام محاكمة لص..
فقام ثانية مخاطبا معشر البشر:
- أيها البشر: هؤلاء لصوص كبار يعاقبون لصاً صغيراً..
فاعتقلوه..
ولما خرج من السجن.. مارا من قاعة المحضرات.. فدخلها..
سمع سوفسطائيا يقول:
- الإنسان حيوان بدون ريش..
خرج.. ثم عاد متيما طاولة المحاضرات، وفي يده يس..
ولما وصلها.. أخرج من الكيس ديكا منزوع الريش، ثم قال له:
- ها هو الإنسان الذي تتحدث عنه!
ثم خرج في اتجاه بيته الفاخر..
وما أن طلعت الشمس حتى مر الاسكندر المقدوني في موكبه..
فرأى أرجلا خارجة من برميل في أحد الأزقة فتساءل:
- ما هذا؟
فقيل له إنه ديوجين.. وهذا هو بيته..
نزل الاسكندر من حصانه، ثم ناداه..
خرج ديوجين من برميله، محملقا في الاسكندر..
فقال له الاسكندر:
- ألم تعرفني؟ أنا الاسكندر المقدوني.
فأجاب ديوجين:وأنا ديوجين السينوبي.
ثم قال له:
- اطلب ما تريد؟
أجابه ديوجين:
- تنحى.. لقد حجبت عني ضوء الشمس!
تبسم الاسكندر قائلا:
- لو لم أكن الاسكندر، لكنت ديوجين!
هكذا ظل يعيش ديوجين كالكلب في الشوارع..
حتى مات كالكلب..
لكن ميراثه الفكري كان ديوجين، ولم يكن كلبا!
.......................
بقلم: محمد معمري
تعليق