( مداوروش ) : الانحراف بلغ ذروته في الحي العتيق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    ( مداوروش ) : الانحراف بلغ ذروته في الحي العتيق

    ( مداوروش ) :
    الانحراف بلغ ذروته في الحي العتيق
    *****************************
    عندما غادرته في بداية ثمانينيات القرن الماضي ، لم يكن سوى " دورتوار " للكبار والصّغار . ثم عدت إليه لأجده في السنوات الأخيرة ، وكرًا للمُهمّشن والمنحرفين وباعة المخدّرات . السبب في ذلك يعود إلى التركيبة الاجتماعية الجديدة ، والتي تسبّب فيها النّزوح والسّكنات الجديدة التي قامت بإنجازها المندوبية آنذاك للقضاء على السكنات الهشّة . أضف إلى ذلك سياسة التهميش الممارسة ضدّه والمتمثّلة في حرمان شبابه على وجه الخصوص من المشاريع ذات الطّابع الاجتماعي الثقافي والرّياضي ، وغياب البرامج القادرة على استيعابهم وتنشيط حياتهم اليوميّة وإدماجهم في الحياة الاجتماعيّة المهنيّة . فالحي العتيق أو " النّهج المرّ " كما كان يُسمّى قديما ، لم يتغيّر كثيرًا ، ولا يزال سكّانه يتجرّعون المرارة ذاتها وهم يشاهدون أبناءهم المنحرفين على " شفا جرف هار" ، يجرّهم التهميش والحرمان إلى ما هو أخطر .
    بعد تدشينه من قبل وزير الشّؤون الدّينيّة ، قام رئيس جمعية العلماء والمسلمين رفقة المسؤولين المحلّيين بزيارة مسجد " الإمام علي " ، والذي يوجد في بوّابة الحي ، وكان المصلّون يومها يعقدون كل الأمل على هذه الزّيارة وعلى المسجد لإصلاح هؤلاء الشباب المنحرفين الذين لم يجدوا من يأخذ بيدهم ويعيد إليهم الأمل الضّائع المفقود ، وكان قد أخذ إنجازه وقتا طويلاً ، نظرًا للظّروف الصّعبة التي مرّ بها ، وجغرافيته باحتلاله قلب المدينة ، وتاريخه الكبير ، والذي يعود إلى عهد ( الإمام عبد الحميد بن باديس ) - رحمة الله عليه - . لكن الوفد كما جاء عاد ، " خالي الوفاض " ، ولم يقدّم شيئًا ، سوى الكلام المُمل عن الثّورة والتاريخ المجيد.
    نفس الشّيء يُقال عن محلاّت " الرّيْع " ، والتي ضاق بها الحي ذرعًا ، كأنّما شُيّدت لتكون أماكن للقاذورات ومجمّعات القمامة ، وأوكارًا للحيوانات الضالّة ، وملجأ للمشرّدين يتبرّزون ويتبوّلون فيها ... لو تمّ استغلالها بطريقة عقلانيّة لعادت بالفائدة على الشباب المحرومين وعلى الحيّ ككل .
    لم نعد نعرف بماذا نجيب أو ماذا نقول ، في ظلّ التكتّم الذي بات يُميّز أشغال المجلس الشعبي البلدي و منتخبيه ، ولجنة الحي الغائبة عن السّاحة تمامًا .قد يكون القصد من وراء كل ذلك الاستعداد للتّزوير القادم ، او التّلاعب بالأموال العامّة والمشاريع ، كما هي العادة دائمًا .
    نناشد هؤلاء الذين لا نراهم سوى عندما تُدقُّ " طبول " الانتخابات وتدفعهم " حُمّى " الكراسي فيهرعون إلى الشّارع يستعطفونه ليفوزوا بأصوات النّاخبين ، ومعها تبقى الآمال معلّقة إلى حين ، أن يلتفتوا إلى هؤلاء الشباب المهمّشين ، و ينظروا إليهم بعين الاحترام ، فهم في الأخير ، ابناء بلدة أحرار وليسوا متسوّلين .
    ****************************************
    " دورتوار " : كلمة أجنبيّة ، تعني في اللّغة العربيّة ( مرقد ) لكن عند الاختصاصيّين في عمليّات الاحصاء تعني تجمّع سكني خالي من جميع المرافق والمنشآت .
    ملاحظة / هذا المقال امتنعت عن نشره وسائل الإعلام المحلية رغم ادّعائها بتبنّي حرّيّة التعبير .
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 11-07-2018, 19:09.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X