إييييييييه أيتها الدنيا القاسية،هاأنت تعود يارمضان محملا بالأشواك لابالورود،وهاأنذي أرتدي ثوب الحداد بدل ثوب الزفاف،وهاهي ذي أصوات الرصاصات تخترق أذنيّ بدل الزغاريد..
أريد أن أصرخ،أن أستغيث،أن أرفع صوتي بالزجر ولكن..كلما نويت ذلك أصابتني رجفة،وأقعدني إحباط،لاتقولوا لماذا؟ أرجوكم لاتقولوا فأنتم تعلمون السبب..تعلمون أنه لاأحد سيستجيب لندائي...
امرأة أنا في ثوب بؤس كان يفترض أن يكون ثوب عرس...رصاص اليهودي اختطف اليوم خطيبي،كما اختطف من قبل أبي وأمي وكنت الوحيدة التي يملكان،فأصبحتِ الوحيدة التي أملك ياغزة الحب والجراح..
وهانحن معا،أنا وأنتِ نقتسم الشتات..غزة ياحياتي نقتسم الغربة والوحدة ..أليس كذلك؟أو ليس الحكام العرب يتنعمون الآن بينما نحن لانجد هواء نقيا نتنفسه؟؟؟؟أو ليست الشعوب العربية الآن تغرق في الملذات ولاأحد بادر بفك الحصار كما فعلت تلك المجموعة التي شقت عباب البحر ،وحملت إلينا بعض المؤونة رغم أنها لاتمت للإسلام بصلة؟؟؟؟؟؟...واااااااااااااإسلاااااامااااااااااااا ااااااااااااااه !!!
في الظلام أجتر المواجع..وأتأمل الفجيعة الكبرى التي اهتزت لها نفسي كما لم تهتز يوما..فجيعة دمار بيت والديّ الذي كنا أنا وخطيبي ننوي السكنى به،ورحيل الخطيب في يوم واحد..وهاهي الآمال تفنى وتفنى..وقلبي يذوب في الألم ويكاد يتلاشى بعد أن استحال رمادا مقرِِفا يلعن كل خائن ..
عفيفة أنا ..لاأقبل العروض الرخيصة ،ولا الصدقات المهينة ،كرامتي فوق كل كرامة ،وديني هو كل شيء في حياتي..ولكن ..إلى أين أذهب في هذا الليل الفاحم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.................................................. .................................................. ..................
سأذهب إلى أحد المساجد...ليتني كنت أملك عائلة وأقارب ككل الناس،ماذنبي أنا إن كانت أمي قد أتت ذات يوم من دولة أخرى للعيش هنا مع أبي الذي لايملك في الحياة أحدا..؟
سأذهب إلى أحد المساجد..حاملة معي ذكرياتي العلقم،وبسمة منطفئة وحسرة مابعدها حسرة،وسينتظرني مصيرٌ مجهول وفصول أخرى متروكة لما وراء شمس الغد التي أنتظر وصولها بشوق كبير،نعم بشوق ..
مدمرة أنا..لكني أملك بعض الأمل!