--
كان الرجل الذي أحببته كثيرا، يعالج نوافذ البيت حين تشتدّ الرياح في فصل الشتاء ولا ينسى أن يتفقد الكراسي الصغيرة و(الميدة) المائدة المستديرة القصيرة الموجودة في أغلب البيوت التونسية خاصة سكان المدينة العتيقة والمتشبثين بالتقاليد والعادات كحفل الشاي كل مساء صيفا شتاء، هذا الرجل الذي تكاد ابتسامته لا تفارق وجهه (السمح) يضفي على سكون المكان كثيرا من الحيوية والألفة والأنس...
كثيرا ما ينهض من فراشه وكلّنا نيام في صباحات باكرة وعصافير شارع الحبيب بورقيبة تزين السماء البعيدة، ليجهز لي قهوتي ويحثني على النهوض كي أتناول فطوري واتّجه لمقر شغلي بهدوء وراحة...
كل الأشياء منظمة في البيت الذي يفتقده....كلّ النوافذ محكمة وزجاجها مثبتا سليما والكراسي الصغيرة جميلة بطلائها البنيّ وطبقة اللامّاع تجعلها رائعة المنظر...
مع السنين فقدت تلك الأشياء بريقها، وفقد البيت حيويته وألفته وأنسه أيضا، أما النوافذ أصبحت حزينة وهي تفقد بلورها وأخشابها التي لوحتها أشعة الشمس وضخمّتها الأمطار فصارت تُغلق بصعوبة...
أشياء كثيرة فقدت صحتها وأصبحتُ بدوري لا ألتفت إليها فهي كثيرة الحزن مثلي تماما..
ومثلها أصبحتُ أحتاج إلى ترميم ما انكسر في داخلي ...........
الرجل الذي أحببته كثيرا، رحل إلى مدينته البيضاء وكراسيها الناصعة ونوافذها المطلّة على الجنّة.......
-
~~~~ يوميات فراشة تحترق ~~~
~~~~~ سليمى السرايري ~~~~~
كان الرجل الذي أحببته كثيرا، يعالج نوافذ البيت حين تشتدّ الرياح في فصل الشتاء ولا ينسى أن يتفقد الكراسي الصغيرة و(الميدة) المائدة المستديرة القصيرة الموجودة في أغلب البيوت التونسية خاصة سكان المدينة العتيقة والمتشبثين بالتقاليد والعادات كحفل الشاي كل مساء صيفا شتاء، هذا الرجل الذي تكاد ابتسامته لا تفارق وجهه (السمح) يضفي على سكون المكان كثيرا من الحيوية والألفة والأنس...
كثيرا ما ينهض من فراشه وكلّنا نيام في صباحات باكرة وعصافير شارع الحبيب بورقيبة تزين السماء البعيدة، ليجهز لي قهوتي ويحثني على النهوض كي أتناول فطوري واتّجه لمقر شغلي بهدوء وراحة...
كل الأشياء منظمة في البيت الذي يفتقده....كلّ النوافذ محكمة وزجاجها مثبتا سليما والكراسي الصغيرة جميلة بطلائها البنيّ وطبقة اللامّاع تجعلها رائعة المنظر...
مع السنين فقدت تلك الأشياء بريقها، وفقد البيت حيويته وألفته وأنسه أيضا، أما النوافذ أصبحت حزينة وهي تفقد بلورها وأخشابها التي لوحتها أشعة الشمس وضخمّتها الأمطار فصارت تُغلق بصعوبة...
أشياء كثيرة فقدت صحتها وأصبحتُ بدوري لا ألتفت إليها فهي كثيرة الحزن مثلي تماما..
ومثلها أصبحتُ أحتاج إلى ترميم ما انكسر في داخلي ...........
الرجل الذي أحببته كثيرا، رحل إلى مدينته البيضاء وكراسيها الناصعة ونوافذها المطلّة على الجنّة.......
-
~~~~ يوميات فراشة تحترق ~~~
~~~~~ سليمى السرايري ~~~~~
تعليق