عظم الله أجركم و أحسن عزاءكم
رحمه الله رحمة واسعة خاصة...
لا حول و لا قوة إلا بالله
وإنا لله وإنا إليه راجعون

شكر الله سعيكم الاستاذ المبدع محمد مزكتلي،
مؤخرا التحق والدي بوالدتي على الجانب الآخر.

ربنا يرحمهما الاثنين وإنا لله وإنا إليه راجعون..
مهما بلغنا من العمر يبقى احساس اليتم موجودا،
ربنا يحفظك من كل شر ويطول عمرك..

كن بخير وعافية.

خالص شكري الاستاذين المبدعين الكريمين الدكتور عبد الرحمن السليمان وعوض بدوي،
ولا اراكم الله حزنا أبدا، البقاء لله.

ذكرى والدي الأربعون:


مضت الأربعون يوما من قسوة الفراق ولوعته، وحرقة الفؤاد ولهيبه على رحيلك الحزين، تمر الأيام والجرح ما زال ينزف والقلب ما زال يبكي، وكأنها الدهر بلا نهايه فهذا الفراق أبديّ لا عوده منه ابداً.


يا أعزّ الناس، يا حبيب القلب ومهجته، أصبحت بعدك أعيش وجع الحنين الذي أعانيه منذ رحيلك، ولم تنشف دمعتي بعد، كلّما باغتتني فكرة أنني لن أراك قطّ. ولكنّها إرادة الله، ولا رادّ لقضاء الله.


مازالت روحك الطاهره النقيّة تعيش في الوجدان المكسور، وما زالت الدار كئيبة موحشة، ولم أعد أراك تمارس رياضة المشي المحبّبة في الحديقة، تملأ النّافورة بالماء يوميّا سبيلا للطيور التي أحببتها وهي تتسبّح بها، وللقطط وحتى النحل ترتوي منها.

ستظل في الذاكرة الانسان الممتلئ تفاؤلاً وحبّاً للحياة، صاحب المبادئ والقيم، الرّاجح العقل الذي كان بحكمته ملجأ الجميع في المشاكل. وفي القلب ستظل تلك الحسرة والغصّة التي لن تعالجها السنين. والله إنني أكتب إليك لأبثّ لك ما في قلبي من لوعة ولأعبّر عن شوقي لرؤياك، فالفرح أصبح بالنسبة لي ضائعاً غير موجود والأماني التي تتحقق بعدك أكذوبة.


ما زلت أراك دوماً في أحلامي وما زلت أشعر بصوت خطواتك حولي ويظلّ صوتك الحنون ساكناً في الوجدان وحيّاً في القلب والروح، وستظلّ دوماً معي في أحزاني وأفراحي وفي كل لحظه من لحظات العمر. وسأظلّ أعيش على ذكراك الطيّبه التي تمدني بالقوّة والقدرة على الاستمرار لتظلّ حيّاً في الذاكرة وفي قلوب الكثيرين.


لقد ارتحلت إلى عالم أرحم وأنقى من هذا العالم الذي نعيشه، فرحمة الله تشملك وترأف لك أكثر من البشر، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.