المباديء الثلاثة في فن تسيير الاختلاف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    المباديء الثلاثة في فن تسيير الاختلاف

    ذكر لي أحد رجال الأعمال الكنديين تجاوز عمره الثمانين و لا يزال يباشر أعماله...بنفسه:
    "لا يهم أن توافقني الرأي، بل من الطبيعي جداً أن يخالف رأيك رأيي في أكثر من مسألة؛ لكن، ما دمنا نتحاور، فمن الضروري أن يفهم كلانا الآخر."

    انطلاقا من وجهة نظر الرجل المسن، ذي الخبرة الواسعة في الحياة، يمكن استخلاص المبدإ الرئيس الذي يؤسس لما أسميه: فن تسيير الخلاف. أجل، إن الاختلاف في الرأي مع من نتواصل معهم يومياً- و لا يمكن للحي أن لا يتواصل -يعتبر فناً له أصوله و قواعده و كذا تسيير الخلاف بات أمراً ضرورياً يسهل على طرفي الحوار تدبيره إذا ما كانا على وعي تام بأصول الفن و قواعده.

    المبدأ الأول : الفهم، أساس تسيير الاختلاف.

    ذكر ديل كارنيجي في كتابه القيم stop worrying and start living (انظر كذلك استلهام الشيخ الغزالي في كتابه "دع القلق" الذي يسير فيه على خطى ديل كارنيجي) أن أحد كبار رجال الأعمال كان يبحث عن ذراعه اليمين يعينه على تسيير المقاولة التي أسسها، فلما عثر على الشخص الأنسب للمهة الضخمة، صارحه بالقول: لا أريدك أن تكون صورة طبق الأصل لي؛ وإلا مااحتجت إلى مساعدتك. أريد رأياً مغايراً/نظرة ثانية A second thought لما أعتقده صواباً حتى نسير بالمشروع نحو الأفضل.
    لكن، نجاح المهمة رهين باتحاد الوجهة التي نسلكها سوياً. بمعنى أدق: لا عيب في معرفة وجهة نظر مخالفة للرأي الشخصي و تبنيها، لكن شريطة أن يكون الهدف من الطرفين الوصول إلى الحل الأنجع و ضمان سلامة العلاقة، لا أن يكون بمثابة استسلام طرف و تعنت طرف آخر.

    إذن، يمكن أن نستخلص المبدأ الثاني في فن تسيير الاختلاف، على النحو التالي:

    المبدأ الثاني: لا للخلاف من أجل الخلاف، لكن سعياً وراء الأفضل للجميع.


    عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال : " قَدِمَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْلَ ، يَقُولُونَ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ ، فَقَالَ : ( مَا تَصْنَعُونَ ؟ ) قَالُوا : كُنَّا نَصْنَعُهُ ، قَالَ : ( لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا ) ، فَتَرَكُوهُ ، فَنَفَضَتْ أَوْ فَنَقَصَتْ ، قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : ( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيِي فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ) قال عكرمة : أو نحو هذا ) .
    رواه مسلم في " صحيحه " (حديث رقم/2362)، وابن حبان في " صحيحه " (1/202) والطبراني في " المعجم الكبير " (4/280) من طريق النضر بن محمد ، حدثنا عكرمة وهو ابن عمار ، حدثنا أبو النجاشي ، حدثني رافع بن خديج

    الحادثة التي رواها أكثر من راوي حديث من أهل الحديث الثقاة، توضح لنا أن مسألة الرأي والرأي المخالف مسألة في غاية الفنية و تستلزم في تسييرها والتفاعل معها شخصيات و همم في قمة الرقي؛ و لا أرقى من شخصية النبي الكريم - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. هنا نرى على أنه في قضية دنيوية صرفة، تحتاج الفتوى فيها خبيراً عالما بخبايا الزراعة و التلقيح، فلم يتوان من لا ينطق عن الهوى في إبراز أهمية الأخذ بنصائح الخبراء في هذه القضية بالذات، واستثناها - وهو معلم البشرية الأكبر - من الوحي الإلهي.

    المبدأ الثالث: أخذ الرأي من أهل الاختصاص، و الاعتراف بالخطأ.

    و للفن مباديء أخرى، قد يتفق معي فيها نفر و يخالفني فيها أخر، فإنما هي خلاصة مجتهد لا وحي نبي؛ و سأكون جد سعيد لو يضيف إليها القاريء الكريم مالم يتيسر لي الوقوف عنده.

    م.ش.

    إضافات حول الموضوع مقتبسة من تدخلات الأعضاء الكرام:

    (أ/ مصباح فوزي):

    # بالفعل، كما ذكرنا أستاذ مصباح مشكوراً، وردت رواية لحديث النبي عليه الصلاة والسلام قال فيها :
    " أنتم أعلم بأمور دنياكم " -
    # دور التكنولوجيا الحديثة في تسهيل التواصل
    # صراع الأجيال، يمكن أن يشكل عائقا للتواصل الإيجابي بسبب تباعد الأفكار.


    (أ/ محمد عبد الغفار):
    # لا جدال في التوابث الشرعية
    # زاوية الرؤيا قد تختلف، و قد تتحد الأهداف

    (أ/ أميمة محمد):

    # مبدأ هام: تقبل الرأي الآخر،
    # تربية الاختلاف منذ الصغر
    # لا للطرق الانفعالية في إبداء الرأي

    # لا جدال في المسلمات الدينية
    # الفصل بين العقل و العاطفة.

    وسوف أضيف مايجود به علينا القراء الكرام




    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 07-08-2018, 10:09.
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    وفي حديث آخر قال : " أنتم أعلم بأمور دنياكم " - صلى الله على خير الورى ، بدر التّمام ونور الدّجى -
    الاختلاف في الرّأي ثقافة مكتسبة . كما أن العوامل الشّخصيّة ، النفسية والاجتماعية ، هي من تحدّد طبيعة العلاقة مع الآخر . فصاحب الشخصية المتسلّطة ، مريض بالكِبر ، لا يقبل بالرّاي الآخر. وكذلك الشخص الذي يعاني من " فوبيا " الرّهاب الاجتماعى ، ضعيف لا يقدر على التّواصل و يفشل باستمرار في إقامة علاقة سليمة ودائمة مع غيره .
    من مظاهر الخلاف السلبيّة ، صراع الأجيال مثلا ، وهو الذي يباعد في وجهات النّظر بين الأصول والأبناء .
    كما لا يمكن إهمال دور التكنولوجيا المتطوّرة في تسهيل طريقة التواصل في هذا العصر .
    موضوع الخلاف هذا ، موضوع مهم وشائك ، ذو شجون . يتطلّب شحذ الهمم ، لأنّه يحدّد طبيعة الصّراع القائم في هذا العالم .
    كما عوّدتنا دائما بخرجاتك أخي ( محمد ) تجود علينا بأفكارك القيّمة
    جزيل الشكر والامتنان
    نتابعك بشغف ..

    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 07-08-2018, 06:49.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • محمد عبد الغفار صيام
      مؤدب صبيان
      • 30-11-2010
      • 533

      #3
      أ / محمد شهيد
      موضوع من الأهمية بمكان ، و أصبح زرده و هضمه من أمارات الأمم المتحضرة .
      أما فيما يخص المبدأ الأول فيسلتزم تربية و قدوة منذ الصغر ليترسخ فى الذهن أن الاختلاف سنة كونية و أن الإنسان كائن حى يخطيء و يصيب و قد نختلف و كلانا صواب بحسب زاوية الرؤية شريطة وحدة الهدف و سموه .
      و أما فيما يخص المبدأ الثانى فأحيانا يتوسع البعض فى إبداء رأي في غير محله فيتعدى حدوده ؛ إذا لا رأي مع نص قاطع الثبوت قاطع الدلالة ، أى لا يجب الخلط بين الديني المشمول بتشريع الله ، و الدنيوي المكفول للبشر أن يتباينوا حوله ، و تلك ــ لعمرى ــ أم آفات هذه الأمة فى هذه الحقبة .
      و أثمن للأستاذ / محمد شهيد جهده فى جدية ما يطرح .
      "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

      تعليق

      • أميمة محمد
        مشرف
        • 27-05-2015
        • 4960

        #4
        جميل ومنطقي ومفيد هذا المقال أ/ محمد شهيد
        يخطر ببالي أن علينا كذلك *التقبل.. تقبل التطور.. تقبل التنوع..
        * تعلم سبل الإقناع وعرض الرأي منذ الصغر فإبداء الرأي لا يصح وغير نافع بالطرق الانفعالية
        *علم ما هي النقاط التي لا يجب المجادلة فيها لأنها من المسلمات لديك إلا مع من له رغبة في الفهم وعند امتلاك أدواتك
        مثل التوحيد هنا يكون التقبل من منطلق (لكم دينكم ولي دين) أي قبول وجود الآخر وليس قبول فكره
        *الفصل بين العواطف والعقل في متفرقات من الحياة فنحن شعوب عاطفية أكثر مما ينبغي وأمور كثيرة في الحياة تؤخذ بميزان العقل
        تقديري

        تعليق

        • محمد شهيد
          أديب وكاتب
          • 24-01-2015
          • 4295

          #5
          السلام عليكم، أ/ مصباح، أ/ محمد و أ/ أميمة،
          وضعت أعلاه على هامش الموضوع، بعض آرائكم مختصرة كما فهمتها نظرا لأهمية ماورد فيها و تعميما للفائدة. وسوف أرد على كل مداخلة انفراديا بإذن الله.

          شاكرا لكم جهودكم القيمة في إثراء المادة.
          تحياتي الصادقات

          تعليق

          • محمد شهيد
            أديب وكاتب
            • 24-01-2015
            • 4295

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
            وفي حديث آخر قال : " أنتم أعلم بأمور دنياكم " - صلى الله على خير الورى ، بدر التّمام ونور الدّجى -
            الاختلاف في الرّأي ثقافة مكتسبة . كما أن العوامل الشّخصيّة ، النفسية والاجتماعية ، هي من تحدّد طبيعة العلاقة مع الآخر . فصاحب الشخصية المتسلّطة ، مريض بالكِبر ، لا يقبل بالرّاي الآخر. وكذلك الشخص الذي يعاني من " فوبيا " الرّهاب الاجتماعى ، ضعيف لا يقدر على التّواصل و يفشل باستمرار في إقامة علاقة سليمة ودائمة مع غيره .
            من مظاهر الخلاف السلبيّة ، صراع الأجيال مثلا ، وهو الذي يباعد في وجهات النّظر بين الأصول والأبناء .
            كما لا يمكن إهمال دور التكنولوجيا المتطوّرة في تسهيل طريقة التواصل في هذا العصر .
            موضوع الخلاف هذا ، موضوع مهم وشائك ، ذو شجون . يتطلّب شحذ الهمم ، لأنّه يحدّد طبيعة الصّراع القائم في هذا العالم .
            كما عوّدتنا دائما بخرجاتك أخي ( محمد ) تجود علينا بأفكارك القيّمة
            جزيل الشكر والامتنان
            نتابعك بشغف ..

            الأخ مصباح، أسعد الله أوقاتك بكل خير

            ذكرت في مداخلتك نقطة لم تكن قد خطرت ببالي وأنا أُعِدّ المادة لكتابة الموضوع: مسألة صراع الأجيال.
            تصديقاً لقولك الذي أتفق معك فيه تماماً، أذكر مثالاً مستوحى من الثقافة اليابانية المعاصرة. فمثلا، في فن تسيير المقاولات و تديير الشركات، حين يبلغ المسؤول سناً متقدمة لا يُحال على المعاش/التقاعد، لكن يخصص له مكتب داخل الشركة التي قضى حياته يزاول فيها عمله، و يؤتى بمسؤول شاب يضخ دماً جديداً في شرايين الجهاز النابض للشركة من عمال و موظفين و أطر...لكن المسؤول الكبير في السن لايزال موجودا في عين المكان يستشير معه الشاب في أمور التسيير والتدبير كي لا تكون قطيعة بين الجيلين، لكن تحافظ الشركة بهذه الاستراتيجية التسييرية Management Strategy على استمرارية ثقافتها - ولكل شركة ثقافة - في سيرها نحو تحقيق الهدف الذي تم تحديده من قبل، لكن دون السقوط في الروتينية فتتعرض للتآكل ثم الاندثار، بل دائما و أبداً تجدد النظرات والآليات بتجديدها للأطر المسيرة. هكذا يتم النموذج الياباني في التسيير بخلق جسر تواصلي مستديم بين الجيل الأول من الرواد و بين من يليهم من المبتكرين ذوي النظرة المستقبلية Futurists من الشباب. وهو نموذج يدرس في أعرق الجامعات والمعاهد في العالم.

            يمكن اسقاط مثل هاته التجارب على موضوعنا، بخلق جسر تواصلي بين الأجيال وذلك تطبيقا عملياً لما نسميه مجازاً: الأصالة والمعاصرة أو ما يشاع في الثقافة الدارجة المغربية: الجديد له جدة و البالي/القديم لا تُفَرِّطْ فيه.

            وللحديث بقية إذا كان لنا من العمر بقية.

            شكرا مجددا على تواصلك الفعال.
            كن بخير.

            تعليق

            • مصباح فوزي رشيد
              يكتب
              • 08-06-2015
              • 1272

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
              الأخ مصباح، أسعد الله أوقاتك بكل خيرذكرت في مداخلتك نقطة لم تكن قد خطرت ببالي وأنا أُعِدّ المادة لكتابة الموضوع: مسألة صراع الأجيال. تصديقاً لقولك الذي أتفق معك فيه تماماً، أذكر مثالاً مستوحى من الثقافة اليابانية المعاصرة. فمثلا، في فن تسيير المقاولات و تديير الشركات، حين يبلغ المسؤول سناً متقدمة لا يُحال على المعاش/التقاعد، لكن يخصص له مكتب داخل الشركة التي قضى حياته يزاول فيها عمله، و يؤتى بمسؤول شاب يضخ دماً جديداً في شرايين الجهاز النابض للشركة من عمال و موظفين و أطر...لكن المسؤول الكبير في السن لايزال موجودا في عين المكان يستشير معه الشاب في أمور التسيير والتدبير كي لا تكون قطيعة بين الجيلين، لكن تحافظ الشركة بهذه الاستراتيجية التسييرية Management Strategy على استمرارية ثقافتها - ولكل شركة ثقافة - في سيرها نحو تحقيق الهدف الذي تم تحديده من قبل، لكن دون السقوط في الروتينية فتتعرض للتآكل ثم الاندثار، بل دائما و أبداً تجدد النظرات والآليات بتجديدها للأطر المسيرة. هكذا يتم النموذج الياباني في التسيير بخلق جسر تواصلي مستديم بين الجيل الأول من الرواد و بين من يليهم من المبتكرين ذوي النظرة المستقبلية Futurists من الشباب. وهو نموذج يدرس في أعرق الجامعات والمعاهد في العالم. يمكن اسقاط مثل هاته التجارب على موضوعنا، بخلق جسر تواصلي بين الأجيال وذلك تطبيقا عملياً لما نسميه مجازاً: الأصالة والمعاصرة أو ما يشاع في الثقافة الدارجة المغربية: الجديد له جدة و البالي/القديم لا تُفَرِّطْ فيه. وللحديث بقية إذا كان لنا من العمر بقية. شكرا مجددا على تواصلك الفعال. كن بخير.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــوهي تجربة ناجعة جدّا . قبل أسابيع من الآن ، قامت قناة جزائرية بعرض تجربة لبعض المتقاعدين من الذين تطوّعوا بغرض تمكين مستخلفيهم من وظائفهم الجديدة . وقد لقيت هذه المبادرة استحسانًا كبيرًا من قبل المواطنين . لكن الذي فاتنا ربّما هو موضوع " صراع الحضارات " Le conflit de civilisations " ؛ وما ينجم عنه من خلافات بين الأفراد والأمم . وقد يساعد هذا الرّابط في إثراء الموضوع :ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــhttps://journals.openedition.org/conflits/894ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ " The Rise and Fall of the Great Powers " ( Paul Kennedy )ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـكل التوفيق أخي ( محمّد )
              التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 08-08-2018, 22:22.
              لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

              تعليق

              • محمد شهيد
                أديب وكاتب
                • 24-01-2015
                • 4295

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبد الغفار صيام مشاهدة المشاركة
                أ / محمد شهيد
                موضوع من الأهمية بمكان ، و أصبح زرده و هضمه من أمارات الأمم المتحضرة .
                أما فيما يخص المبدأ الأول فيسلتزم تربية و قدوة منذ الصغر ليترسخ فى الذهن أن الاختلاف سنة كونية و أن الإنسان كائن حى يخطيء و يصيب و قد نختلف و كلانا صواب بحسب زاوية الرؤية شريطة وحدة الهدف و سموه .
                و أما فيما يخص المبدأ الثانى فأحيانا يتوسع البعض فى إبداء رأي في غير محله فيتعدى حدوده ؛ إذا لا رأي مع نص قاطع الثبوت قاطع الدلالة ، أى لا يجب الخلط بين الديني المشمول بتشريع الله ، و الدنيوي المكفول للبشر أن يتباينوا حوله ، و تلك ــ لعمرى ــ أم آفات هذه الأمة فى هذه الحقبة .
                و أثمن للأستاذ / محمد شهيد جهده فى جدية ما يطرح .
                الأخ المحترم محمد،

                من بين ماجاء في مداخلتك القيمة، أسجل نقطتين هما أيضا في بالغ الأهمية:
                1. التطاول و التجاوز عند ابداء الرأي
                2. آفة الخلاف و الخلط بين دين مقدس و دنيوي قابل للأخذ والرد و القياس.

                ولا خير عندي كدليل على صحة قولك، من قصة واقعية حكاها لي شاهد على أحداثها.

                إليك القصة

                من سلسلة سِفْرٌ وَ أَسْفارٌ: مفتي الورق يبدو أن صاحبي لازال في جعبته المزيد من عجائب الهند و طرائف علمائها. حدثني الليلة قائلا: "بينما نحن جلوس في حلقة علم في أحد مساجد بلاد الهند، إذ طرح رجل من الحاضرين سؤالا على الشيخ المُحَدِّث، يستفتيه في مسألة من المسائل الفقهية الشائكة. فما أن أنهى السائل مسألته، حتى بادره أحد


                دمت في رعاية الله

                تعليق

                • محمد شهيد
                  أديب وكاتب
                  • 24-01-2015
                  • 4295

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                  جميل ومنطقي ومفيد هذا المقال أ/ محمد شهيد
                  يخطر ببالي أن علينا كذلك *التقبل.. تقبل التطور.. تقبل التنوع..
                  * تعلم سبل الإقناع وعرض الرأي منذ الصغر فإبداء الرأي لا يصح وغير نافع بالطرق الانفعالية
                  *علم ما هي النقاط التي لا يجب المجادلة فيها لأنها من المسلمات لديك إلا مع من له رغبة في الفهم وعند امتلاك أدواتك
                  مثل التوحيد هنا يكون التقبل من منطلق (لكم دينكم ولي دين) أي قبول وجود الآخر وليس قبول فكره
                  *الفصل بين العواطف والعقل في متفرقات من الحياة فنحن شعوب عاطفية أكثر مما ينبغي وأمور كثيرة في الحياة تؤخذ بميزان العقل
                  تقديري
                  أجدد الترحيب بك، أ.أميمة،
                  أعجبتني النقاط التي أضفت في تدخلك لذا وضعتها مختصرة أعلاه كي يستفيد منها الجميع.

                  أتفق معك بخصوص فكرة وجوب امتلاك أدوات النقاش و الحوار، فمثلاً الشخص المتعصب لفكرة ما غير القادر على التحلي بأخلاق الحوار التي هي اللين و التريث و الدعوة بالتي هي أحسن - وإن كان محقاً - لا يمكنه أن يفلح في إقناع محاوره مهما كان هذا الأخير مخطئاً. السبب الرئيس في فشل عملية التواصل مع المخالف لا يرجع بالضرورة إلى مفاهيم معقدة كالحق و الحقيقة، بل إلى أبسط من ذلك بكثير، ألا وهو الطريقة في عرض الحق و الحقيقة. بخلاصة، ممكن للمخالف أن يتفق معك في الجوهر شريطة أن تتفق معه في المظهر.

                  ولعلي أستغلها فرصة، لإعادة نقل بعض نقاط منهجية حول الطرق المختلفة في الإقناع. كنا في الماضي القريب نختلف حول موضوعي (كل ما يعرفه الرجل عن المرأة)، و كنت أنت و ثلة من الأدباء الكرام، في حوار متشعب بخصوص المنهج المتبع. عندها كانت فرصة للتذكير ببعض الطرق المنهجية المتبعة في مثل تلك الخلافات أعيد بعضاً منها للاستئناس الفكري، لأنها تخدم قضية الجدال عموما:



                  "في نقاش فكري دار الاسبوع الماضي بيني وبين الاستاذ نور الدين لعوطار حول المشروع الذي شرعت في انجازه بالقسم الفرنسي حول ما اسميته "فن كيف تكون محقا دائما" انطلاقا من كتاب شوبنهاور dialectique eristique و اشكالية الجدال. احببت ان اعرض على حضراتكم، بعد اذن الاستاذ نور الدين، اقتباسا من النقاش، لعلي أقرب اليكم طبيعة المشكل الذي يخصنا هنا:

                  كتب نور الدين: "
                  وجدت أن الإقناع غالبا ما يأتي بعديا، يقولون نتبنى موقفا وبعد ذلك نبحث عن الحجة والدليل".

                  فأجبت:

                  صدقت. هذا ما نطلق عليه اصطلاحا : DEDUCTION
                  la méthode déductive ou la déduction
                  . لقد كنت منهم اتبنى نفس المنهج لكنني سرعان ماطرحته جانبا لفائدة منهاج اجده افضل من سابقه، وهو نقيضه: INDUCTION
                  la méthode inductive ou l'induction
                  اي ادرس اولا القاعدة المكونة من مجموعة ادلة وبراهين منها ماهو عيني ملموس واخر مجرد محسوس، ثم اقرع البرهان بنقيضه (عملا بمبدأ الكون ان بضددها تعرف الاشياء: ماعرف الظلام الا بمعرفة النور...)، ثم في الاخير اخرج بخلاصة تهديني الى حقيقة ما (مع احتمال ان اكون مخطئا).

                  هناك منهاج ثالث يطلق عليه اصطلاحا: ABDUCTION (له شروحات معقدة ومتشعبة تستعمل في العديد من العلوم، لكن في مايخص علم النفس الذهني الذي درسته psychologie cognitive فهو نوع من البرهان الذهني raisonnement intuitif
                  نقوم بواسطته بالغاء و اقصاء كل نتيجة غير معقولة او غير متوقعة improbable ونتفرد بما هو حتمي ومعقول. (كما اشار الى ذلك العلامة ابن حزم الاندلسي في امثلة عديدة من ابرزها تلك التي بواسطتها نلغي مثلا ان النخل يمكن ان يحمل زيتونا وان الحمير قد تحمل جمالا وان البغال سوف تتكلم في النحو والشعر والفلسفة...)
                  انتهى

                  وللمزيد من الأمثلة العملية و المناهج الذهنية في الحوار، يمكن تصفح مواضيع ذات صلة:

                  تعليق

                  • محمد شهيد
                    أديب وكاتب
                    • 24-01-2015
                    • 4295

                    #10
                    حول مشروع شوبنهاور "فن كيف تكون محقاً على الدوام"
                    Voici le type de réactions que je reçois à chaque fois que mes invités découvrent dans ma bibliothèque privée le livre du philosophe allemand Artur Schopenhauer Eristische Dialektik Dialectique éristique (connu sous le titre français: L’art d’avoir toujours raison): hmm tu lis ça! On comprend mieux maintenant pourquoi tu

                    تعليق

                    • محمد شهيد
                      أديب وكاتب
                      • 24-01-2015
                      • 4295

                      #11
                      الشكر لك، أ/أميمة على تحاورنا الهاديء.

                      كوني بخير.
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 12-08-2018, 13:31.

                      تعليق

                      • أميمة محمد
                        مشرف
                        • 27-05-2015
                        • 4960

                        #12
                        أعجبني تلخيصك
                        (أ/ أميمة محمد):

                        # مبدأ هام: تقبل الرأي الآخر،
                        # تربية الاختلاف منذ الصغر
                        # لا للطرق الانفعالية في إبداء الرأي

                        # لا جدال في المسلمات الدينية
                        # الفصل بين العقل و العاطفة.

                        وقد أعجبني من مواضيعك مؤخرا هذا الموضوع وموضع أحلام الآخرين وأشكرك لجهدك المثمر
                        أعترف أنك أحيانا تكتب ببعد ثقافي ومعرفي مختلف عما لدي أو عما اكتسبته كاللغة والفلسفة
                        لكن يعجبني العمق في كتاباتك وإن لم أدل بدلوي فيه أو خرج في بعض الأحايين دلوي فارغا لسبب ما كسرعة القراءة أو نمط الاهتمام
                        أتمنى لك المزيد من التوفيق
                        تحيتي

                        تعليق

                        • محمد شهيد
                          أديب وكاتب
                          • 24-01-2015
                          • 4295

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                          أعجبني تلخيصك
                          (أ/ أميمة محمد):

                          # مبدأ هام: تقبل الرأي الآخر،
                          # تربية الاختلاف منذ الصغر
                          # لا للطرق الانفعالية في إبداء الرأي

                          # لا جدال في المسلمات الدينية
                          # الفصل بين العقل و العاطفة.

                          وقد أعجبني من مواضيعك مؤخرا هذا الموضوع وموضع أحلام الآخرين وأشكرك لجهدك المثمر
                          أعترف أنك أحيانا تكتب ببعد ثقافي ومعرفي مختلف عما لدي أو عما اكتسبته كاللغة والفلسفة
                          لكن يعجبني العمق في كتاباتك وإن لم أدل بدلوي فيه أو خرج في بعض الأحايين دلوي فارغا لسبب ما كسرعة القراءة أو نمط الاهتمام
                          أتمنى لك المزيد من التوفيق
                          تحيتي

                          الاختلاف لا يفسد للود قضية؛ مادام الأمر يتعلق باختلاف النشأة و الجنس و البيئة، فمن الطبيعي أيضا أن يطال الاختلاف أيضا طبيعة الاهتمامات الثقافية و المعرفية. وصدقيني، أ. أميمة، لو قلت لك أن أهم من كل ما سبق، ييبقى هو قضية الاحترام و الحفاظ على روح التواصل الإيجابي بعيدا عن الطعن في الأشخاص...أي، اختلف أيها الكاتب مع من شئت شريطة أن تحترم و يحترمك الجميع.

                          بدوري أتمنى لك مشوار أدبي موفق.

                          دمت بخير

                          م.ش.

                          تعليق

                          يعمل...
                          X