رسالة إلى المعتصم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    رسالة إلى المعتصم



    **
    رسالة إلى المعتصم
    ***
    أعرف أن رسالتي هذه لن تتجاوز سطورها مربّع هذا الجهاز ، ومع ذلك قرّرت أن أكتبها ، مهما كلّفني الأمر . لأنّني ببساطة ، سئمت من الواقع ، ومن الحالة المزرية وأنا أعيش في هذا المربّع الذي يسمّونه " الوطن " . لكنّه زنزانة كتلك التي تركوني فيها منزويًّا ذات غدر ، وراحوا يزفّون البشرى لأسيادهم . لأنّني كنت شوكة في حلقهم ، وعائقًا أمامهم .كنّا فيها ، مثل علبة السّردين ، بلا ثقوب ولا تهوية ، عدا نافذة في أعلى نقطة لا تدركها الأيادي ، يصعد القوي على الضّعيف لنستعير منه الأكسجين . بحثت عن غير الوطن الذي أنا فيه ، وعن ثالث ورابع وآخر ، وعن أيّ وطن يكون عربيًّا ، فأدركت أن الأوطان العربيّة كلّها قد غزاها القيد والحدود . عندها رحت أكلّم نفسي ، وقرّرت أن أذهب إلى البلاد البعيدة التي لايُظلم فيها النّاس. تقدّمت إلى سفاراتهم ، وقفت طويلاً حتّى تشقّقت رجلاي ولم تعد تقدر على حملي ، وافترشت التراب. فكّرت في ركوب الأهوال فلم تهن نفسي عليّ ، فأحجمت . الآن وقد انتهى المطاف بي إلى وطن غير الذي كنت أرغب فيه ، وأخطأت لمّا أدركت أن مصيري سينتهي بنفس القيود عند الحدود.أنا الآن في غربة أحن إلى وطن ، أترقّب الحرّيّة بجسدي العاري وصدري المفتوح ؛ وكل الظّنون والشّكوك تحوم من حولي وأنا أعاني من الهواجس التي تؤرّقني ، بلا روح ولا وطن .
    أين العروبة ؟اأين الشّهامة ؟الا نخوة ولا كرامة اا.
    رحت أنهل من كتب التّاريخ ، لأن التي أمامي أصحابها لا يصنعون سوى الكذب . وقلت في نفسي لا يقدر على أستعادة الوطن المُغيّب سواك سيّدي ؛ أرفع قبّعتي لك ، إجلالا وتقديرًا ، و اعتزازا وفخرا . أنا الذي كنت أُعاني من غربة في وطني ، الأوّل و الثّاني ، سألت عنك لما قرأت كتابك إلى كلب الرّوم :
    ؛ لتخرجنّ من المدينة أو لأخرجنّك منها صاغراً ذليلاً "
    وأنا أقرأ عليك رسالتي سيّدي وأعرف مسبقًا ، أن الوطن لا يعني بالنسبة إليك سوى صنمًا . لكنّني لا أملك عزّا ولا جاها ولا عطفا . ورغم ذلك لن أيأس ، وسأظلّ صابرًا صامدًا، يحدوني الشّوق و الأمل .

    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 07-08-2018, 19:31.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #2
    سقطت معظم أصنام العروبة و لم يتبق سوى بعض فتات الأمل منه الضعيف يقتات...إلى حين تأتي النسور فتخطف منه اللقمة عند عتبة الأفواه. رسالتك ستصل إلى من يهمه الأمر، ولو بعد حين.

    تحياتي للأخ مصباح.

    تعليق

    • مصباح فوزي رشيد
      يكتب
      • 08-06-2015
      • 1272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
      سقطت معظم أصنام العروبة و لم يتبق سوى بعض فتات الأمل منه الضعيف يقتات...إلى حين تأتي النسور فتخطف منه اللقمة عند عتبة الأفواه. رسالتك ستصل إلى من يهمه الأمر، ولو بعد حين.

      تحياتي للأخ مصباح.
      أرجو ذلك أخي محمّد الغالي .
      جزيل الشّكر على اهتمامك وحضورك المميّز .
      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #4
        ولك الشكر، أخ مصباح، على مدوناتك الهامة.
        وأنا أقرأ صرختك، تذكرت كتاب Les désorientés لصاحبه أمين معلوف الغني عن التعريف. في مقطع مدوي يكاد يكتب كما جاء في تمردك، حيث يقول رداً على مقولة كينيدي الشهيرة: "لا تتساءل عن ما هيأه لك بلدك، لكن تساءل عن ما هيأته أنت لبلدك" (ترجمة مختصرة، سأترك لك المقطع الأصلي بالفرنسية)، فيجيب: سهل جدا أن تقول مثل هذا الكلام حينما تكون ميليارديرا، وتستيقظ ذات صباح فتجد نفسك رئيسا للولايات المتحدة المريكية و أنت ابن الثالثة و الأربعين..."

        أقتبس لك نص أمين مععلوف:

        Tout homme a le droit de partir, c’est son pays qui doit le persuader de rester – quoi qu’en disent les politiques grandiloquents. « Ne te demande pas ce que ton pays peut faire pour toi, demande-toi ce que tu peux faire pour ton pays ». Facile à dire quand tu es milliardaire, et que tu viens d’être élu, à 43 ans, président des Etats-Unis d’Amérique! Mais lorsque, dans ton pays, tu ne peux ni travailler, ni te soigner, ni te loger, ni t’instruire, ni voter librement, ni exprimer ton opinion, ni même circuler dans les rues à ta guise, que vaut l’adage de John F. Kennedy? Pas grand-chose! C’est d’abord à ton pays de tenir, envers toi, un certain nombre d’engagements. Que tu y sois considéré comme un citoyen à part entière, que tu n’y subisses ni oppression, ni discrimination, ni privations indues. Ton pays et ses dirigeants ont l’obligation de t’assurer cela; sinon, tu ne leur dois rien. Ni attachement au sol, ni salut au drapeau. Le pays où tu peux vivre la tête haute, tu lui donnes tout, tu lui sacrifies tout, même ta propre vie; celui où tu dois vivre la tête basse, tu ne lui donnes rien. Qu’il s’agisse de ton pays d’accueil ou de ton pays d’origine. La magnanimité appelle la magnanimité, l’indifférence appelle l’indifférence, et le mépris appelle le mépris. Telle est la charte des êtres libres et, pour ma part, je n’en reconnais aucune autre.

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
          ولك الشكر، أخ مصباح، على مدوناتك الهامة.
          وأنا أقرأ صرختك، تذكرت كتاب Les désorientés لصاحبه أمين معلوف الغني عن التعريف. في مقطع مدوي يكاد يكتب كما جاء في تمردك، حيث يقول رداً على مقولة كينيدي الشهيرة: "لا تتساءل عن ما هيأه لك بلدك، لكن تساءل عن ما هيأته أنت لبلدك" (ترجمة مختصرة، سأترك لك المقطع الأصلي بالفرنسية)، فيجيب: سهل جدا أن تقول مثل هذا الكلام حينما تكون ميليارديرا، وتستيقظ ذات صباح فتجد نفسك رئيسا للولايات المتحدة المريكية و أنت ابن الثالثة و الأربعين..."

          أقتبس لك نص أمين مععلوف:

          Tout homme a le droit de partir, c’est son pays qui doit le persuader de rester – quoi qu’en disent les politiques grandiloquents. « Ne te demande pas ce que ton pays peut faire pour toi, demande-toi ce que tu peux faire pour ton pays ». Facile à dire quand tu es milliardaire, et que tu viens d’être élu, à 43 ans, président des Etats-Unis d’Amérique! Mais lorsque, dans ton pays, tu ne peux ni travailler, ni te soigner, ni te loger, ni t’instruire, ni voter librement, ni exprimer ton opinion, ni même circuler dans les rues à ta guise, que vaut l’adage de John F. Kennedy? Pas grand-chose! C’est d’abord à ton pays de tenir, envers toi, un certain nombre d’engagements. Que tu y sois considéré comme un citoyen à part entière, que tu n’y subisses ni oppression, ni discrimination, ni privations indues. Ton pays et ses dirigeants ont l’obligation de t’assurer cela; sinon, tu ne leur dois rien. Ni attachement au sol, ni salut au drapeau. Le pays où tu peux vivre la tête haute, tu lui donnes tout, tu lui sacrifies tout, même ta propre vie; celui où tu dois vivre la tête basse, tu ne lui donnes rien. Qu’il s’agisse de ton pays d’accueil ou de ton pays d’origine. La magnanimité appelle la magnanimité, l’indifférence appelle l’indifférence, et le mépris appelle le mépris. Telle est la charte des êtres libres et, pour ma part, je n’en reconnais aucune autre.
          . Merci beaucoup mon ami ( Mohammed ), c'est vraiment gentil de votre part
          " Bonne note est prise "

          https://youtu.be/zFW7IU958S0

          لم استطع ادراجها في رد منفصل لسبب لا افمهه
          فمعذرة إن أضفتها لردك (الهويمل أبو فهد)
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          • مصباح فوزي رشيد
            يكتب
            • 08-06-2015
            • 1272

            #6
            كل التقدير والأحترام أستاذي المبجّل (الهويمل أبو فهد) على هذا التعديل القيّم الذي أجريته بإدراج فيديو الأغنية الرّاقيّة للفنّان ( بوشناق ) .
            اطمئن لقد جاء التّعديل مناسبا .
            جزاك الله عنّي وعن بقية القرّاء المتابعين كل خير.
            التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 07-08-2018, 11:20.
            لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

            تعليق

            • محمد شهيد
              أديب وكاتب
              • 24-01-2015
              • 4295

              #7
              وصلتنا المعزوفة، شكرا للعزيز أبوفهد.
              شكرا للأخ مصباح على حسن الضيافة.

              تعليق

              • سليمى السرايري
                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                • 08-01-2010
                • 13572

                #8


                من أجمل أغاني الفنان التونسي الكبير
                لطفي بوشناق



                حقا رسالة مؤثرة جدا والجزائر بلد ألشهداء الأبرار
                بلد الرجال والكرامة

                مع فائق تحياتي أستاذي الكريم
                مصباح فوزي

                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                تعليق

                • مصباح فوزي رشيد
                  يكتب
                  • 08-06-2015
                  • 1272

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                  من أجمل أغاني الفنان التونسي الكبيرلطفي بوشناقhttps://www.youtube.com/watch?v=zFW7...ature=youtu.beحقا رسالة مؤثرة جدا والجزائر بلد ألشهداء الأبراربلد الرجال والكرامةمع فائق تحياتي أستاذي الكريممصباح فوزي
                  شكرا على الإطراء
                  التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 08-08-2018, 21:40.
                  لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                  تعليق

                  يعمل...
                  X