خير الكلام ما قل ودلّ!
و(عِ) مثل (قِ) وغيره، فعل أمر من الأفعال ذات الأصلين المعتلين مثل (وعى) و(وقى) وغيرهما، يفيان بغرض الوعظ والإيجاز والتنبيه. وقد وظف الأولَ خطيبُ العرب قس بن ساعدة الذي روى عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطبته الشهيرة التي مطلعها: (أيها الناس، اسمعوا وعُوا)!
ولكن هذا الحديث يأخذنا بعيدًا عن هدف الموعظة أقصد القصيصة. فبعض الناس يكفيهم حرفٌ، وبعضهم لا يكفيهم كتاب! هكذا فهمت.
دمتَ كيِّسًا فطنًا!
تحيات لا تبلى.

أخي و أستاذي الحبيب عبد الرحمن،
تحية تليق بمقامك
أما بعد،
أشكرك على ما تفضلت به من تخريج لغوي لفعل (وعى) كما ورد في القصيصة التي أردتها إشارة خفيفة لمبدأين أراهما في غاية الأهمية: الإيجاز و الوعي. الأول مكلف بالالتزام به كل من أمسك قلماً أو صعد منبراً أو حمل رسالةً. و الثاني هو غاية كل مستنصح و هدف كل سامع و نبراص كل مقتد. فكما أن الواعظ/الخطيب/الكاتب/الناصح مطالبٌ بالاكتفاء بما قل ودل مع التركيز على ما ينفع من القول تاركاً حشو الكلام كي لا يسقط في الإطناب أو يحصل الملل - وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعي هذه الحكمة أكثر من سواه - أو الخروج عن لب الموضوع فيضيع فرصة الاستفادة و بلوغ المقصود، أي التأثير الإيجابي في المتلقي (مع التزام الوضوح التام)،
كذلك وجب على المستمع/المستنصح/القاريء/المحاور...أن يعي المقالة التي سمعها و يفهمها كما ينبغي (وللفهم و الوعي ايضاً مقومات و تربية و مناهج لا تقل أهمية).
ولربما لتلك الأسباب وغيرها، تجد المناهج التعليمية و التربوية الحديثة تركز بشكل كبير على تلقين المتعلم المبدأين معاً:
الإيجاز في الخطاب :
Straight to the point
Clarity
Concision
و الوعي/الفهم الصحيح عند المسألة Understanding Skills.

متعك الله بالصحة.
كن بخير.

م.ش.