لي عودة .. ! ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعد الأوراسي
    عضو الملتقى
    • 17-08-2014
    • 1753

    لي عودة .. ! ؟

    قرأت كتابا لأبي عبيدة بن المثنى وأغفيت ..
    فرأيت المدينة سوقا لحشاشي الاحساس ، وعلماء القلوب
    وإذا بحشاش يصيح : " لي عودة "
    فملأ الصهيل والحمحمة أركان السوق ..
    أدرك أمير المدينة أنها ليست تلك المرة من عاد وثمن
    فأصدر بيانا :
    ( إلى كل من يريد التثمير ، خصصنا ركنا للحمحمة والشخير )
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
    قرأت كتابا لأبي عبيدة بن المثنى وأغفيت ..
    فرأيت المدينة سوقا لحشاشي الاحساس، وعلماء القلوب
    وإذا بحشاش يصيح: "لي عودة"
    فملأ الصهيل والحمحمة أركان السوق ..
    أدرك أمير المدينة أنها ليست تلك المرة من عاد وثمن
    فأصدر بيانا:(إلى كل من يريد التثمير، خصصنا ركنا للحمحمة والشخير)
    الأستاذ سعد هنا؟ يا ألف مليون مرحبا.
    استوحشنا المكان في غيابك يا أخي، والحمد لله على سلامتك وعلى عودتك بالمعنايين: الحقيقية والقصة.
    لعل الركن المخصص للحمحمة والشخير هو وسائل الإعلام (العربية) بلا جدال.
    قصة طريفة، أعجبتني، رغم أنني لم أستطع الربط بين جملها أو لملمة شعثها، وجاءت كقهوة الصباح وأنا أدخل الملتقى ... هذا الصباح.
    تحياتي البُليْدية.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • سعد الأوراسي
      عضو الملتقى
      • 17-08-2014
      • 1753

      #3
      أهلا بشيخ البليدة العزيز على قلوبنا
      عساك بخير وعافية ، ووقاك الله من كل سوء أنت والعائلة الكريمة
      وكل سكان مدينة الورود والجزائر عامة وكل المسلمين ..
      العتب ليس على القاريء ، بقدر ما هو على شساعة فسحة التأويل في فضاء
      لغتنا الجميلة ، وانت الأدرى بملفوف القصد ، وقد رأيتك تبتسم في وجه
      المفهوم في تدخلك ..
      وعليه سأهديك أغنية قديمة لمجموعة مسناوة " عودي لزرڨ بلجامو "
      وعليك البحث عنها ..
      تقبل تحيتي واحترامي

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        وأهلا بك أخي العزيز وسهلا ومرحبا.
        سلمك الله وحفظك وبارك الله فيك على الدعاء الطيب فما أحوجني إلى مثله.
        أما عن القصة الطريفة وتردداتها (répliques) فما عرفت "المسناوة" وحصانهم الأدهم، أو الأسود، "لزر
        ق" ولجامه إلاَّ الآن فقط من ردك الكريم والبحث:

        لكنني أدري (!) قول عنترة بن شداد العبسي:
        "يدعون عنترَ والرِّماحُ كأنها = أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهم
        ما زلتُ أرميهمْ بثغرة ِ نحره = ولِبانِهِ حتى تَسَرْبلَ بالدّم
        فازورّ من وقع القنا بلبانهِ = وشكا إليّ بعَبْرة ٍ وَتَحَمْحُمِ
        لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى = وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي"
        (اهـ من "
        هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم" المعلقة)
        بداية موفقة هذه التي بدأتها اليوم بالحوار معك وقد كنت أشعر ببعض "ضيقة الخاطر" فلا أراك الله منها شيئا، آمين.
        تحياتي.

        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • محمد شهيد
          أديب وكاتب
          • 24-01-2015
          • 4295

          #5
          لعلك بلغت باب ذكر "عيوب الخيل" من كتاب "الخيل" لابن المثنى، فغفوت و نقلك السبات إلى قبة برلمان حيث تجتمع صنوف العيوب لدواب من جنس آخر:

          ومن العيوب التي ذكرها العلامة ابن المثنى:

          "المعر والزعر والسعف والخذا والزرق والحول والأغراب والصدف والفدع والمدش والحنف والإدرار - والتلقيف والكزم والدنن والكتف والقعس والبزخ والثجل والفرق والعصل والكشف والصبغ والشعل والشرج والصكك
          والحكل والقفد والقسط والرجز والإخطاف والهضم والزور والبدد - والجنف والرسح والفحج الفاحش والقران في الكعبين"

          فقط قراءة سريعة لنص يحتمل تأويلات عدة.

          كن بخير.

          م.ش.

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
            قرأت كتابا لأبي عبيدة بن المثنى وأغفيت ..
            فرأيت المدينة سوقا لحشاشي الاحساس، وعلماء القلوب
            وإذا بحشاش يصيح: " لي عودة "
            فملأ الصهيل والحمحمة أركان السوق ..
            أدرك أمير المدينة أنها ليست تلك المرة من عاد وثمن
            فأصدر بيانا: ( إلى كل من يريد التثمير، خصصنا ركنا للحمحمة والشخير)
            مبروك عليك "العودة"، هي داحس أم الغبراء ؟
            ثبت السرج وشد اللجام ولا تحلف براس "عودك" كما قال أحمد وهبي !!!
            ها ها ها


            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • سعد الأوراسي
              عضو الملتقى
              • 17-08-2014
              • 1753

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
              وأهلا بك أخي العزيز وسهلا ومرحبا.
              سلمك الله وحفظك وبارك الله فيك على الدعاء الطيب فما أحوجني إلى مثله.
              أما عن القصة الطريفة وتردداتها (répliques) فما عرفت "المسناوة" وحصانهم الأدهم، أو الأسود، "لزر
              ق" ولجامه إلاَّ الآن فقط من ردك الكريم والبحث:

              لكنني أدري (!) قول عنترة بن شداد العبسي:
              "يدعون عنترَ والرِّماحُ كأنها = أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهم
              ما زلتُ أرميهمْ بثغرة ِ نحره = ولِبانِهِ حتى تَسَرْبلَ بالدّم
              فازورّ من وقع القنا بلبانهِ = وشكا إليّ بعَبْرة ٍ وَتَحَمْحُمِ
              لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى = وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي"
              (اهـ من "
              هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم" المعلقة)
              بداية موفقة هذه التي بدأتها اليوم بالحوار معك وقد كنت أشعر ببعض "ضيقة الخاطر" فلا أراك الله منها شيئا، آمين.
              تحياتي.

              أهلا بشيخنا الكريم
              أبعد الله عنك ضيق الخاطر وأسعدك
              أشكرك على نقل ما بحثت عنه هنا ..
              ومازودتنا به بخصوص " العود "
              وعودك في سياق البدء كما عرفناك محللا ومستدركا ومقترحا ..
              كل جمعة وانت بخير

              تعليق

              • سعد الأوراسي
                عضو الملتقى
                • 17-08-2014
                • 1753

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                لعلك بلغت باب ذكر "عيوب الخيل" من كتاب "الخيل" لابن المثنى، فغفوت و نقلك السبات إلى قبة برلمان حيث تجتمع صنوف العيوب لدواب من جنس آخر:

                ومن العيوب التي ذكرها العلامة ابن المثنى:

                "المعر والزعر والسعف والخذا والزرق والحول والأغراب والصدف والفدع والمدش والحنف والإدرار - والتلقيف والكزم والدنن والكتف والقعس والبزخ والثجل والفرق والعصل والكشف والصبغ والشعل والشرج والصكك
                والحكل والقفد والقسط والرجز والإخطاف والهضم والزور والبدد - والجنف والرسح والفحج الفاحش والقران في الكعبين"

                فقط قراءة سريعة لنص يحتمل تأويلات عدة.

                كن بخير.

                م.ش.
                أهلا بالأستاذ المحترم م ، ش
                دائما ما يكون تدخلك مثمرا ، يقربن ويزيد ..
                يبعث المرسوم للحياة ..
                أخي بين تراجيديا الصلصال وحيرة الماء
                يشكلنا الحرف أحيانا كيف يشاء ..
                تقبل تحيتي واحترامي

                تعليق

                • سعد الأوراسي
                  عضو الملتقى
                  • 17-08-2014
                  • 1753

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                  مبروك عليك "العودة"، هي داحس أم الغبراء ؟
                  ثبت السرج وشد اللجام ولا تحلف براس "عودك" كما قال أحمد وهبي !!!
                  ها ها ها


                  أهلا بالشيخ الجميل
                  ربما هذه القصة ،يسيجها الوسط المغاربي
                  لذا كان لك السبق في تفاصيلها ..
                  رحم الله أحمد وهبي ..
                  تحيتي الخالصة لك

                  تعليق

                  • محمد مزكتلي
                    عضو الملتقى
                    • 04-11-2010
                    • 1618

                    #10
                    طيَّبَ اللَّهُ ثرى الأوراس...
                    أهلاً بك أيُّها الأوراسي المبدع...
                    ودُمْتَ ذخراً لهذا الملتقى...

                    مساء الخير.
                    أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
                    لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

                    تعليق

                    • سعد الأوراسي
                      عضو الملتقى
                      • 17-08-2014
                      • 1753

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد مزكتلي مشاهدة المشاركة
                      طيَّبَ اللَّهُ ثرى الأوراس...
                      أهلاً بك أيُّها الأوراسي المبدع...
                      ودُمْتَ ذخراً لهذا الملتقى...

                      مساء الخير.
                      وطيب الله ثرى الشام وأحرأرها
                      أشگرك وأتمنى لك الصحة والبركة
                      وكل عام وأنت بخير

                      تعليق

                      • سعد الأوراسي
                        عضو الملتقى
                        • 17-08-2014
                        • 1753

                        #12
                        بمناسبة عاشوراء
                        أهديكم أغنية " عودي " لمجموعة السهام
                        لست فارسا في نقلها ابحثوا عنها
                        وكل عام وأنتم بخير

                        تعليق

                        • ريما ريماوي
                          عضو الملتقى
                          • 07-05-2011
                          • 8501

                          #13
                          اعتقد النص من قبيل "مالي أسمع جعجعة ولا أرى طحنا" ،
                          مثل جاهلي يضرب لكثير الصخب بلا فائدة. يعد بالعودة ولا يعود.

                          من الجيد ان الامير انتبه الى هذا. ونقل الجعجعة الى ركن خاص بها.

                          احترامي.


                          أنين ناي
                          يبث الحنين لأصله
                          غصن مورّق صغير.

                          تعليق

                          • سعد الأوراسي
                            عضو الملتقى
                            • 17-08-2014
                            • 1753

                            #14
                            [quote=ريما ريماوي;1211392]اعتقد النص من قبيل "مالي أسمع جعجعة ولا أرى طحنا" ،
                            مثل جاهلي يضرب لكثير الصخب بلا فائدة. يعد بالعودة ولا يعود.

                            من الجيد ان الامير انتبه الى هذا. ونقل الجعجعة الى ركن خاص بها.

                            احترامي.
                            [/quote

                            أهلا بالاخت ريما
                            نعم من الجيد أنه تم نقل الجعجعة إلى خلوتها ..
                            أسعدني مرورك وأثرك المثمر
                            دمت بخير وعافية وكل عام وأنت بخير

                            تعليق

                            • جهاد بدران
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 04-04-2014
                              • 624

                              #15
                              لي عودة .. ! ؟

                              قرأت كتابا لأبي عبيدة بن المثنى وأغفيت ..
                              فرأيت المدينة سوقا لحشاشي الاحساس ، وعلماء القلوب
                              وإذا بحشاش يصيح : " لي عودة "
                              فملأ الصهيل والحمحمة أركان السوق ..
                              أدرك أمير المدينة أنها ليست تلك المرة من عاد وثمن
                              فأصدر بيانا :
                              ( إلى كل من يريد التثمير ، خصصنا ركنا للحمحمة والشخير )

                              ........
                              لي عودة .. !؟
                              عنوان يقبع تحت ظله تأويلات عدة تأخذنا لمفاهيم متنوعة ودلالات مختلفة..
                              لكن سنحاول طي كل التأويلات لنخرج من فوهة الحدث اليوم وما يجري على أرض الواقع من انقلاب المعايير والمبادئ الأساسية التي تحفظ ماء وجه الأرض ..
                              فالسؤال هنا //العودة إلى أين// ومن هذا الذي سوف يعود// وهل العودة من زمان مضى لزماننا الحاضر//؟
                              عنوان يطرح الكثير من التساؤلات التي تأخذنا إلى لب الحدث وجوف المحتوى الذي قصده الكاتب أو الذي لمّح له بطريقة البحث والتنقيب عن جداوله النقية..
                              فالعودة لها حيّز مختلف من قبَل الفكر المجنّد له ووفق ذلك الخيال العميق الذي يتجذر في شرايين النص والمضمون الذي يعتمد في أساسه على الرمزية الإحترافية الفذة..وهذا ما يحث الفكر بفتح نوافذه وطرق المجهول بتحليلات المتلقي..
                              ربما تكون عودة للأرض..عودة للفكر من جديد بثوب مختلف يساهم في التجديد وعقد صفقات التغيير وفقاً لمستجدات التكنلوجيا والعلوم المزهرة اليوم..عودة لكلمة حق عند سلطان جائر..عودة للمجتمع وإصلاحه..عودة لبناء الأمة بمفهوم شامل وأوسع..
                              من خلال عنوان// لي عودة//
                              الكاتب هنا خص العودة لنفسه من خلال قوله// لي//للمتحدث الذي يرمز إليه أو لكلمة الحق أو للعدل..
                              يبدأ الكاتب افتتاح لوحته الراقية العميقة المكتنزة بالتأويلات والقراءات..بقوله:

                              // قرأت كتابا لأبي عبيدة بن المثنى وأغفيت .//

                              هنا لمجرد قول الكاتب// قرأت كتاباً// هذا يحيلنا توجهاً لركن القراءة وإعادة النظر في العلوم المختلفة لإنارة العقل وشحذ الذهن بذبذبات الوعي والإدراك في معالم الحياة الدنيا ليزداد المرء نوراً على نور وتتسع أبعاد نظراته في تغيير الواقع للرقي والعلو..
                              لأن في عملية القراءة تذويت الروح فيما يدفعها نحو الأمن والأمان والاطمئنان والفكر الآمن الذي يخطط ويعمل في حدود الضمير والإنسانية...والقراءة التي تعنى بالعلوم والتاريخ والفقه بأنواعه والاطلاع على مؤسسات الحكم والإدارة وكيفية تطبيق عملية التثمير ..إلخ ..هي عامل محفز للنهض بالأمة بعيداً عن التسلط الفردي والارتجال في عملية البناء..فالقراءة الواعية وتذويتها بشكل عملي.. تهيء لبيئة مخططة مع استثمار الموارد البشرية والمادية بما ينفع الإنسان وبما يتناسب مع حاجات الزمان والمكان..وللمساهمة في عملية الإصلاح والتجديد لا القمع والقتل وحرق الفكر الناضج والقلم الواعي الذي يقدم طرق النجاة والتقدم والتحضر لنشل الأمة من التيه والضياع والانحطاط على جميع الأصعدة..
                              عملية القراءة كانت أول اتصال بين الأرض والسماء..وأول وصية ربانية من الله سبحانه لنبيه العظيم محمداً عليه الصلاة والسلام..كي ينير بها العقول والقلوب وتصبح سلوكاً مضيئا في كل مكان بعيداً عن الاستبداد والظلم..فمن يترك القراءة والإبحار فيها فإنه يترك نور الله وقناديله المشعة بالإيمان والكمال لينطفئ نور الله من القلب والروح والفكر ليعيش في غياهب الظلم ويبتعد عن معالم الإنسانية..وهذا ما يحدث لعالمنا اليوم..ابتعدت الأمة عن قراءة كتاب ربها والعلوم المختلفة ليعم مكانها الجهل ثم التخبط بالوحل والجنون في قتل البشرية دون وجه حق..كلما ابتعدنا عن التنوير في لغتنا كلما ازددنا ظلاماً واسوداداً ..كلما تخبطنا في مسارات الحياة...أمة إقرأ لا تقرأ..قاعدة تأخذنا لما يحصل اليوم من محاولات الطغاة من تجهيل وتضليل وتجويع لأبناء أمتنا كي يغرقوا في ملذاتهم ويحافظوا على مناصبهم ويستبدوا بالسيادة في الأرض..
                              الكاتب هنا بلا إرادة مخصصة وجّهنا لعالم النور من خلال القراءة كي نحافظ على أنفسنا في محراب الله ولا نطمس أنفسنا في جبّ الجهل ومؤثراته حتى لا تنعكس في سلوكنا..
                              ثم ذكر الكاتب كلمة // كتابا// غير معرفة بلا أل التعريف..حتى يشدنا للإطلاع على جنيع كتب أبو عبيدة بن المثنى..لأنه لو حدد لنا كتاباً معيناً لاقتصرنا عليه دون التوسعة في جميع كتبه وعلومه..

                              // لأبي عبيدة بن المثنى//

                              لماذا أرادنا الكاتب أن نعود لقراءة كتب أبي عبيدة بن المثنى؟
                              طبعاً هذا ذكاء وتخطيط في بناء سلسلة حروفه لتكون قالباً مميزاً ومفيداً بهدف إحياء النفوس وطمس الغفلة التي تحركها..من خلال التمسك بالعلم وما يصدر عنه.
                              فهذا العالِم الكبير أبي عبيدة أعلم بجميع العلوم..فقد قيل في حقه منقولاً من المكتبة الشاملة:
                              "كان أبو عبيدة عالمًا بالشعر والغريب والأخبار والنسب. أخذ عنه أبو عبيد، وأبو حاتم والمازني، والأثرم وعمر بن شبَّة. وله نحو مائتين من المصنفات منها: مجاز القرآن؛ إعراب القرآن؛ الأمثال؛ في غريب الحديث؛ ما تلحن فيه العامة؛ نقائض جرير والفرزدق؛ أيام العرب؛ الخيل، وغيرها."

                              // وأغفيت//..

                              الغفوة هنا من النوم الخفيف..
                              لماذا تمّ ذكر الغفوة بعد قراءة الكتاب..؟
                              الغفوة هنا هي عملية استرجاع لمادة الكتاب وتخزينها في الذاكرة حتى تبقى مرسوخة لا تنتسى..عدا عن أن الغفوة لها دور كبير في فتح المجال للخيال أن ينبت ويزهر بأفكار تكون كعملة مكملة لما أجمعه الذهن من نور البصيرة أثناء قراءة الكتاب..عدا أيضاً عن دور الغفوة في حفظ المادة التي استوعبها البصر وتلاها اللسان..وهذه طريقة تجربة خضتها كثيراً وكان لها الدور في تفعيل وتنشيط الذهن واسترجاع ما انتسخ في الذاكرة...
                              أو أن تأويل الغفوة ذهبت لمسار آخر معاكس..ربما أراد الكاتب منها..أن القراءة وتذويت العلم لم يثمر بصاحبه ولم يضيء له دربه ولم ينتفع به لتحل الغفوة مكان العمل فيما يحمل الكتاب من فائدة مرجوة..
                              كمن يتخذون الأفكار شعارات فقط لا تمس بتطبيقها على أرض الواقع مثقال ذرة..أقوال بلا أفعال..وكأن الغفوة جاءت حائلاً بين المادة النظرية وبين العمل على تطبيقها بشكل فعلي مثمر...

                              // فرأيت المدينة سوقا لحشاشي الاحساس ، وعلماء القلوب//

                              بعد عملية الإغفاءة انتقل بنا الكاتب لعالم آخر يفسر به فكره وخياله ويأخذنا لطرح مفاهيم معينة تعتمد على تفكيكنا لشيفرة فكره ومقاصده تقع بين جدران الواقع المرير ويحكي ربما بسخرية عن ظل الأحداث التي تضرب أمتنا العربية اليوم...
                              فيقول // فرأيت المدينة سوقا ً//
                              هل الكاتب جعل علاقة متجانسة بين كتاب أبو عبيدة وبين رؤيته المدينة سوقا لحشاشي الإحساس..فما هو الرابط الذي يجمعهما ..هل ذلك امتداد الواقع الذي عايشه الكاتب من خلال قراءة الكتاب ومحتواه وبين العالم الآخر الذي كان ترجمة لخياله أثناء الإغفاءة الخفيفة؟؟
                              أو أنه أراد عملية تحويل الواقع وتغييره؟
                              هذه الأسئلة هي مما يتوقعه المتلقي الذي يبحث عن كشف أسرار اللغة العجيبة التي يخلقها الكاتب من خلال لحظة تجلي استوت مع ميادين المجتمع الحاضر..
                              فالكاتب جعل من رؤيته للمدينة وكأنها //سوقاً//..وهذا نوع من الذكاء والعبقرية في انتقائه لحروفه بحرفية وإتقان ودقة مذهلة.. وذلك لأن السوق يجمع كل شرائح المجتمع بكل مستوياتهم..فلا يكون السوق لطبقة واحدة فقط بل مختلط الجنسيات والهويات والأفكار بما يشمل كل أصناف البشر..
                              لكن عندما يضيف حالة وصفات هذا السوق فهو يجعله لاختصاص حشاشي الإحساس وعلماء القلوب...
                              وهنا جعل الكاتب مكاناً خاصاً يجمع علماء القلوب وأصحاب الحس العميق يتداولون المشاعر في هذا المكان ..المكان الموجود في أحلام الكاتب..وكأنه يريد أن يقول أن حشاشي الإحساس وعلماء القلوب التي تحرك كل مشاعر الحب والعواطف التي تجمعهم على الرقة والشعور بالآخر..ليس لهم مكان في الواقع بل هم خارج منظومة الحياة الحقيقية..والتي يحكمها الأشرار بدلاً عنهم...
                              وهذا ما أراده من الإغفاءة التي فصلت بين الواقع والخيال..وربما هم من يحمل الإنسانية بمضامينها ومعانيها بما يشمل الضمير..يريد مجتمعاً يحركه القلب ويعالجه بالحس والضمير لا باللاإنسانية..
                              وأما علماء القلوب هم العلماء الذين يجمعون ما بين المشاعر والحس الإنساني وبين العقل والفهم..وذلك لأن القلب مركز العقل وليس مجرد مضخة للدم..إذ هناك تناسق بينه وبين الدماغ..وكأنه يترجم ما فيه عن طريق عمليات ذهنية متشابكة توافق ما يطبعه في الواقع من ترددات..وفي هذا التناسق والنظام المشترك بين الدماغ والقلب ما زال البحث جارياً ليومنا هذا..وأما عمل القلب وما فيه من عقل يعود ذلك لقوله تعالى:
                              (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 179 ].

                              وقوله تعالى:
                              (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46].

                              من بين حروف هذه الآيات دليلاً واضحاً على وظيفة القلب في عملية للعقل والفهم دون الاقتصار فقط على ضخ الدم..لو تأملنا في تدبر وخشوع ودون ان نذهب لِما قاله الباحثون والأطباء والعلماء في معادلة بسيطة لوجدنا أن القلب مركز العقل والحواس..عن طريقه حين نتدبر آيات الله في الكون وفي النفس نجد إيقاظاً للحواس والتي دفعها العقل للخشوع في تجانس عقلي قلبي..وهذا يدل على تناسق
                              أعضاء الجسد في نظام عجيب دقيق من صنع الله..سبحانه وتعالى ما أعظم آلائه فيما خلق..
                              لذلك نعود لعلماء القلوب الذين ذكرهم الكاتب في لوحته البارعة..إذ هم يجمعون بين أدلة عقلية بإحساس التقرب من الله مع كل ما يجمعهم من مشاعر لا تحيد عن الإنسانية قط..


                              // وإذا بحشاش يصيح : " لي عودة "
                              فملأ الصهيل والحمحمة أركان السوق ..//

                              حشاشي الإحساس..في حرفيتها تأويلات عدة..ربما تعكس مجتمعات اليوم التي تحاكي المكان والزمان تحت منظومة إحياء القلوب والنفوس ..إلا أنها لا تحصد إلا أصواتاً كالصهيل والحمحمة والتي هي كناية عن عدم تذويت أصواتهم أو قبول صرخاتهم وكلماتهم التي تنبع من الأعماق..والإستماع لهم وتطبيق أفكارهم ومنظومات عقولهم..فهم لا يُسمعونهم إلا مجرد حمحمة وصهيلاً لا تمت بالتطبيق على أرض الواقع..بمعنى أن هناك فئات مختلفة من البشر الذين يقدمون التنديد والمعارضة فيقابلونهم بآذان صماء..

                              وعندما يستعمل الكاتب كلمات:
                              // " لي عودة "//
                              هي بنظري أن العودة صحوة الضمير والعودة للوطن والمكان الذي عزلوه عنه بسبب صوته وكلمة الحق أو ما يحيي المكان ويعيد اخضراره بأية حجة كانت..والعودة تأتي بعد الهجرة من مكان سكناه..وكأنه وصراخه بالعودة يريد إثبات الهوية والانتماء للمكان..بالصيحة يريد الثورة والمقاومة لمن كان السبب بابتعاده..والعودة تعني حجم الغربة التي كان يقتاتها ذلك الذي يناجي بالعودة..وتعني عدم التفريط بأي شيء يكون فيه حرية إن كان بالكلمة أو بالأرض والوطن ولو على حساب الروح..
                              ولكن الكاتب هنا قال:/"لي عودة"/ ولم يقل
                              /أريد العودة/ والفرق بينهما كبير..
                              /لي عودة/ لا يتضح متى ..نكرة بدون أل التعريف..وهذا يدل على عدم وجود توقيت معين للعودة جعلها مفتوحة بلا عقارب زمنية وبلا تشديد على العودة ..بينما/ أريد العودة/ فيها إصرار وتأكيد على وعد مقطوع على النفس..وفيها مقاومة لكل من يوقف في سبيل عودته...
                              ومع ذلك حينما قال/ لي عودة/ كان التجاوب والهتاف بالتصديق على ذلك واضحا وبشكل أثار من حوله كل من في المكان..فصدر على الفور صوت الصهيل والحمحمة أركان السوق..
                              والأصوات هذه تنبع من الخيل.. والحمحمة هي كما في معجم المعاني:
                              " الحمْحَمة:
                              صوت الفرس إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه"....
                              يتضح من ذلك أن عملية توظيف صوت الصهيل والحمحمة لها دلالات عدة وتأويلات مختلفة تخدم أهمية الخيل في نسيجها المثخن بالعبر ..فالخيل كناية عن الأداة المعقود في جبينها الخير للجهاد في سبيل الله ودحر كل منافذ الظلم والوقوف في وجه كل ظالم مهما كبرت منزلته في الدنيا...والخيل وسيلة عظيمة لتحقيق النصر..لكنها تحتاج فارسها القوي ليوجهها في طرق الجهاد لتحقيق العدالة والأمن ..والخيل بدون هذا الفارس لا تحقق شيئاً..لذلك هنا في هذه القصة عندما قيل فيها / لي عودة/ وكأنه الفارس والصحوة الذي كان في غياب طويل وعاد يريد العودة ليكون هو من يقود الجهاد بكل أنواعه..فعندما سمعت الخيل صوت فارسها أطلقت صوتها الصهيل والحمحمة وكأنها رأت فارسها المغوار الذي يهتم بها ويعيدها للحرية وعادت للاستئناس به بعد ما ذاقت في غيابه الإهمال والتنكيل والتجويع..ولماذا التجويع؟؟ لأن صوت الحمحمة يكون مقداره أقل من الصوت المرتفع وهذا نتيجة تعرضها للتعب والإرهاق بسبب الجوع ..فأطلقت صوت الصهيل كما ذكرت من معنى هذا الصوت أنه يطلقه إذا ما طلب العلف..والعلف هو وقود الحركة والنصر..وهذه هي سياسة الدول العربية اليوم في استخدامها للشعوب حتى تستطيع إخضاعها وإذلالها..بالجوع والتضليل والتخويف مبادئ القادة للحصول على منافذهم وكراسيهم وسيادتهم للحكم والتلاعب في الأرض بما يفيض منهم من فساد...فالخيل لا تتحرك بدون صاحبها وفارسها...وقد قيل في حديث صحيح عن فضل الخيل بما يلي:
                              روى البخاري (2371) ، ومسلم (987) - واللفظ له - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَلِرَجُلٍ وِزْرٌ ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ : فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَيُعِدُّهَا لَهُ ، فَلَا تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرًا ، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ ، مَا أَكَلَتْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا أَجْرًا ، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهْرٍ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ، - حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا - وَلَوْ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِهَا، وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا، وَبَذَخًا وَرِيَاءَ النَّاسِ، فَذَاكَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ ) .
                              طبعاً هنا لن أذهب لتفسير الحديث وما فيه من فضل الخيل التي نوجهها في سبيل الله كم نأخذ الخير والأجر منها إذا ما أحسنّا صيغة النية وعقدناها لتكون خالصة لوجه الله..
                              لذلك صوت الصهيل جاء عندما أحست بوجود صاحبها الذي تستأنس به وكأنها تستنجد به..مثلها كالشعوب التي يذلها الحكام بالسيطرة عليها بالمبادئ التي ذكرتها ثم تستفيق وتقوى بوجود قائد قوي يتكلم عنها ويناصرها ويشد من أزرها كي تستفيق من الصمت والتخدير..
                              لكن عندما قرر العودة كان الجواب واضحاً من الكبار والذي يمثلهم الأمير بقوله:

                              // أدرك أمير المدينة أنها ليست تلك المرة من عاد وثمن
                              فأصدر بيانا :
                              ( إلى كل من يريد التثمير ، خصصنا ركنا للحمحمة والشخير )//

                              عملية الإدراك هنا وكأنها عملية التحاق الأمر قبل وقوع نتائجه من خلال عودة الذين يعيدون الصوت للحناجر وقول الحق ..أدرك الأمير كأمراء اليوم والملوك والقادة..أن بعودة هؤلاء إنما يُشكل خطراً على منصبه ويثير القلائل وزعزعة منصبه..ليكون ردة الفعل سريعاً في حرف الفاء في كلمة / فأصدر/ في إبعادهم عن المكان العام وتخصيص مكان خاص كالسجن مثلاً أو المنفى لصوت الحمحمة والشخير..الشخير هنا الصوت الذي يخرج أثناء النوم..وهو صوت مزعج ويدل على علة ما بصاحبه..وكأنهم في حصر الصوت في سخرية لجعله صوتاً مزعجاً لا فائدة فيه..يريدون كل الإصوات أن تكون شخيراً بلا صحوة ومع غفوة أبدية كي يصلوا لتحقيق مآربهم...
                              الأمير في بيانه قال/ إلى كل من يريد التثمير/
                              التثمير معناه كما ذكر في معجم المعاني

                              /تثمير ( اسم ):مصدر ثمَّرَ توظيف ، تنمية لابدَّ من تثمير طاقات الشَّباب في الأعمال البنَّاءة تفعيل وتنشيط عمل النُّوّاب على تثمير الحوار وتقريب وجهات النَّظر/...
                              هنا برز المعنى الأقرب للتثمير وتفعيل الطاقات لإعادة بناء المجتمعات..والأمراء والكبار لا يريدون ذلك ..يريدون شعوبا لا تعي مخدرة صامتة لا تعترض على سيادتهم وسلطتهم...
                              وهؤلاء يتم تخصيص ركناً خاصاً بهم بعيداً عن سلطتهم والمساس بمناصبهم ونفوذهم...
                              فيطلقون على من يقول كلمة الحق وينتقد مساوئهم وسلطتهم بالحمحمة والشخير..كناية عن الذل والاستهزاء بأصحاب العقول النيرة الصادقة الحقة...
                              فهل العودة مرتبطة بالوطن فقط..وهل مرتبطة بعودة الضمير..وهل مرتبطة بعودة الفكر المنير وترك ثوب الذل والاستعمار للعقول النيرة..هل لنا عودة من غفلتنا ومن صمتنا البغيض..؟؟؟؟
                              سنعود للحق مهما أصابنا من وجع..سنعود والأكفان على أكتافنا ناصعة البياض لا نخاف في الله لومة لائم..سوف نكسر كل الحواجز المختبئة من الذات حتى أعناق الوطن..
                              ...
                              أستاذنا الكبير الراقي الفذ المبدع البارع في اصطياد الكلمة الماينة والبناء المحكم بعمق الهدف..
                              أ.سعد الاوراسي
                              شكراً لكم على تحفتكم البارعة وما فعلتم بالفكر والهيال للوصول لأبعد مدى في السبر بين ظلال قصتكم الوارفة..
                              وقفت طويلاً أمام لوحتكم النضرة هذه ومازال في جعبتي الكثير من التأويل من خامتها المعتقة بالقوة والجمال..
                              قصة تفتحت معها شرايين الذائقة وسال منها عذب المعاني والأهداف العميقة التي ترمي بعمقها لمناحي مختلفة من أركان هذا الكون الفسيح وما فيه من تضاريس أدبية مختلفة..
                              قصة وجدت فيها ذلك الذكاء المحترف والبراعة في تنظيم سبل الحرف نحو لوحة فنية فريدة..وهذا هو الجمال الأدبي المزركش بزهور الحرف الناضج الواعي..
                              دمتم ودام عطر حرفكم ينثر شذاه في سماء الأدب الراقي..
                              وفقكم الله لنوره ورضاه ورفع شأنكم وأسعدكم في الدنيا والآخرة..وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير..

                              جهاد بدران
                              فلسطينية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X