الحقيقة والوهم بين تَوهُّم الحقيقة وتَحقُّق الوهم ! (مقالة فذلكية).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    الحقيقة والوهم بين تَوهُّم الحقيقة وتَحقُّق الوهم ! (مقالة فذلكية).

    الحقيقة والوهم بين توهُّم الحقيقة وتحقُّق الوهم
    (مقالة فذلكية).

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد: خطر على بالي وأنا أتهيأ لصلاة الصبح لهذا اليوم المبارك، يوم الجمعة 20 من ذي الحجة 1439 الموافق لـ31 أغسطس 2018، فكرةٌ عجيبة أحببت إشراككم فيها لعلي أستفيد من مناقشاتكم الكريمة لها؛ ومفاد هذه الفكرة هو:"جهلنا بالشيء الموجود حقيقةً لا ينفي وجوده كما أن معرفتنا بالشيء المفقود لا يثبت وجوده"، ومثالهما: أن جهلنا بوجود أقوام ما زالوا يعيشون حياة بدائية ساذجة "متوحشة" (؟!!!) في أدغال الأمازون أو في صحاري إفريقيا أو في جزر إندونسيا النائية المعزولة لا ينفي وجود تلك القبائل البدائية؛ كما أن معرفتنا بجزر "الواقواق"، أو "قارة أطلانطيس" الغارقة، لا يثبت وجدودهما، هذا ما أصبحت أفكر فيه ثم احترت في اختيار العنوان المثير للاهتمام فجاءني العنوان المثبت، ولست أدري ما مدى إصابته الحقيقةَ أم تراه هو كذلك غارق في الوهم؟ لست أدري.

    هذا "قانون" منطقي، بديهي، قد لا يختلف فيه اثنان، حسب ظني، {وإن الظن لا يغني من الحق شيئا}، وقد رقَّيتُه إلى مستوى "القانون" لإحساسي الدفين أنه كذلك، بل هو عندي من البديهيات التي لا يُعقل أن يختلف فيه اثنان يملكان ذرة من العقل وذرتين من التمييز ما يُرَكَّبُ به "ماءُ التفكير" السليمُ غيرُ الملوَّثِ، وما أكثر ملوِّثات التفكير في عصرنا المتعب هذا ! ومن قنوات التلويث الخطرة: وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وأشكالها وأدوارها، والله المستعان، وهل هناك من ينكر دور وسائل الإعلام في صناعة الرأي وتوجيهه والتأثير فيه وما إلى غير ذلك من الآثار؟

    من الأمثلة الماثلة للعيان ما يكثر الحديث عنه في مسألة "المؤامرة" على الإسلام وعلى المسلمين وعلى ثرواتهم الثقافية والتاريخية والمادية والمعنوية (الأخلاقية) والاجتماعية إلى غير ذلك مما تتعرض له الأمة الإسلامية من هجمات شرسة من القوى المعادية لها [ينظر موضوعي المثير للجدل في وقته:
    "المؤامرة على الإسلام و [على] الأمة الإسلامية: قضية عَقَدية و حقيقة تاريخية" والذي لم نكمله للأسف الشديد]، فهل هذه "المؤامرة" على كل ما سبق ذكره، وعلى ما لم يذكر، حقيقة أم وهم؟ وهل نفي المؤامرة يلغي وجودها؟ حتى قيل: "إنكار المؤامرة من المؤامرة"؛ وسؤال بديهي آخر يخطر على بالي الآن وهو: هل ما يحدث في العالم، الإنساني طبعا، شيء ألبتة غير مخطط له أو غير متآمر عليه أو له؟ هذا تساؤل آره واجبا عرضه على النفس وعلى الناس ليدبَّروه وليفكِّروا فيه وليس ليستدبروه وليسخروا منه؛ أرى أن "نفي المؤامرة" على الإسلام وعلى المسلمين، أقول هذا استطرادا وليس هو موضوعي هنا، "حقيقةٌ" تحاول إثبات وهم كبير وخطير، وهو إنكار المؤامرة، موجودةٌ فعلا ويتأكد وجودُها في كل يوم بل في كل ساعة بل في كل لحظة.

    ولنعد إلى حديثنا بعد هذا الاستطراد للتمثيل فقط، يقال:"إن الإنسان إنما هو تفكيره"، أو ما يشبه هذا التعبير، ولو رحنا نسترسل في التمثيل لقلت:"قل لي كيف تكفر أقل لك من تكون"، هذا تمكنا من معرفة كيف يفكر الإنسان، أو:"قل لي فيمَ تفكر أقل لك من تكون"، وهذا التعبير أقرب إلى ... "الحقيقة" لأن الإنسان يعرف فيما يفكر ولا يعرف كيف يفكر، وهذا موضوع آخر أعيا علماءَ النفس وعلماءَ التشريح البحثُ فيه.

    إذن، تفكير الإنسان، أي إنسان، عالما كان أو جاهلا، قارئا أو أميا، موزع بين معرفة الحقيقة وتوهم عكسها، ولو رحنا نحسب النسبة لقلنا إن نسبة الوهم في تفكير الإنسان أكبر بكثير من نسبة الحقيقة فقد تكون للحقيقة بنسبة 20% وبنسبة 80% للوهم وكلما صغُرت نسبة الوهم كبُرت نسبة الحقيقة وهكذا وفوق كل ذي علم عليم، والله أعلم ونسبة العلم إليه، سبحانه، أسلم وأحكم وأفهم.

    هذا ما أحببت إشراككم فيه مما خطر على بالي هذه الصبيحة المباركة، صبيحة يوم الجمعة، عسانا نتشارك هم التفكير في الحقيقة، والحق، وفي الوهم، والباطل، كذلك وإن أمة تفكر هي أمة حيَّة وليست ميتة، فقراءة ممتعة وتفكير موفق إن شاء الله تعالى.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • محمد مزكتلي
    عضو الملتقى
    • 04-11-2010
    • 1618

    #2
    أخي حسين:
    كل عام وأنت بخير.
    نويت الخوض في غمار هذا الموضوع الهام والمفيد والشيق.
    لولا التحذير الذي أطلقه الكاتب في أول كلامه، منطلقاً من احساسٍ دفين.
    وحكَمَ على كل من لن يوافق رأيه بأنه لا يملك ذرة من العقل، وذرتين من التمييز.

    السلام عليكم.
    أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
    لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      سوء الفهم يؤدي إلى سوء الإجابة.

      الحمد لله علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم.

      ثم أما بعدُ، لما كنت مدرسا في الجامعة وفي الاختبارات الفصلية كنت أنصح الطلاب بقراءة السؤال، أو الأسئلة، جيدا وفهما أولا لأن فهم السؤال نصف الإجابة، وكنت أردد على مسامعهم المقولة العربية الشهيرة:"أساء فهما فأساء جابةً (أي إجابة،
      والأمثال تورد كما قيلت)"؛ ومما يؤسف له، أو منه، تسرع بعض القراء في القراءة وفي محاولة الفهم وفي التعليق إن علقوا ومن هنا يتسرب الاختلاف ثم الخلاف ثم تحدث أزمة أو مشلكة، ونعوذ بالله من سوء الفهم ومن التسرع ومن الانبتات لأن المُنبتَّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى كما جاء في الأثر.

      نسأل الله الرشاد في التفكير والسداد في التعبير والقصد في المسير، اللهم آمين يا رب العالمين.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • الهويمل أبو فهد
        مستشار أدبي
        • 22-07-2011
        • 1475

        #4
        كل عام وأنت بخير شيخنا ليشوري حفظك الله ورعاك

        بداية: انتابني شعور بأن مقالتك الفلسفية هذه هدفت للاستفزاز ورفع الضغط، فإن كان هذا هدفا فقد حققته على الأقل في حالتي. توقفت فترة لعل الضغط ينخفظ قليلا فأراها في ضوء أقل استفزازا. لكن كلما أعدت القراءة وأحسنت الظن (bona fide)، ارتفع الضغط مجددا. ولهذا قررت رفع المقالة بهذه المشاركة.

        ورد في مقالك الفلسفي ما يلي:


        "من الأمثلة الماثلة للعيان ما يكثر الحديث عنه في مسألة
        المؤامرة على الإسلام وعلى المسلمين وعلى ثرواتهم الثقافية والتاريخية والمادية والمعنوية (الأخلاقية) والاجتماعية إلى غير ذلك مما تتعرض له الأمة الإسلامية من هجمات شرسة من القوى المعادية لها [...] فهل هذهالمؤامرةعلى كل ما سبق ذكره، وعلى ما لم يذكر، حقيقة أم وهم؟ وهل نفي المؤامرة يلغي وجودها؟"

        بمثل هذه المقدمة المثالية لـ"أمْثَلَة" الأمثلة الماثلة للعيان، أظنك تصادر النتيجة على ما ينبغي إثباته. فالنتيجة في السؤال نفسة "ماثلة للعيان" وما هو ماثل للعيان لا يقتضي إثبات أو جدل. وإذا "مَثَلَ" الأمر للعيان فهو ليس "مؤامرة" حسب تعريف المؤامرة لسانيا وسياسيا:


        (مؤامَرة
        ): اسم
        • [*=right]الجمع : مؤامرات
          [*=right]مصدر آمرَ
          [*=right]مكيدة للقيام بعملٍ معادٍ إزاء حكم أو بلد أو شخص ، ما يدبِّره أشخاص خفيةً ويصمِّمون على تنفيذه ضدّ شخصٍ أو مؤسّسةٍ أو أمن دولة.


        والمكيدة في اللسان تعني ضمن ما تعنيه في المصطلح السياسي: (تخطيط وتنفيذ لأغراض ليست شرعية وفي سرية تامة)


        وكما يتضح، فإن المؤامرة تقتضي الكيد والسرية.


        وعليه، لا يمكن أن تكون المؤامرة ماثلة للعيان وفي الوقت نفسه تكون "مؤامرة"، ولا يثبتها أو ينفيها كونها من "الأمثلة"، لأن المَثَلَ ليس المُمَثْل له ولا هو مُمثِّلَه أو النائب عنه، شأن حال النواب أو الأعيان أو الشيوخ في مجالس الدول الديمقراطية.


        والمؤامرة حسب توصيفك لا تحتاج إلى أي ذرة من عقل أو جهل لأنها مَثَلٌ من أمثلة وماثلة للعيان. هذا التدوير المثالي الذي يستنسخ نفسه ليجسد المؤامرة في جلاء أمثلتها أو مثاليتها يجعلها ماثلة للعيان لا تعتمد كيدا ولا سرّية.


        أما أن سبب المؤامرة مرتبط بالإسلام والمسلمين فكأن لا وجود لمؤامرات قبل الإسلام والمسلمين. وأغرب الغرائب في هذه المؤامرة أن دافعها الغريزي هو الطمع بثروات المسلمين الثقافية والتاريخية والمادية والمعنوية. لعل صباح جمعتك كان صباح إشراق ومكاشفة. يعني غير المسلمين لم يتعرضوا لمؤامرات؟ والأجناس عديمو الثروات لم يتعرضوا لمؤامرات؟


        ما تسميه مؤامرة أمر واقع ليس لأن هناك إسلام أو غير إسلام. والمسلمون أول من تآمروا على بعضهم بعضا ولا زالوا وطمعهم بثروات بعضهم أجشع من طمع غيرهم وأبشع. مثل هذا الجشع لم يكن "مؤامرة" بل كان طمعا له أسبابه، وهذه هي طبيعة الاجتماع البشري. ففي سالف الدهر والآوان (معذرة شهرزاد) تكونت الأسرة للدفاع عن نفسها وحفظ بقائها، ثم أصبحت أحلافا قَبَلية ضد أحلاف قبلية أخرى. وفي عصر "الدولة" استمر الأمر نفسه . الآن نسمع عن "المجتمع الدولي" أو "الأسرة الدولية" التي لا تعدم "ابنا ضالا" أو أوديبـ(ـا). وهلم جرا
        .

        الوهم — إن كان لا بد من وهم— الذي لا يختلف عليه الملايين، هو الاعتقاد أو الظن أن المسلمين— عبر التاريخ— من الأهمية أو المنعة ما يقتضي التآمر عليهم. والقانون الذهبي يقول: "إن الضعف يستجدي (يرحب بـ) الاعتداء
        ".

        أتمنى أن يذكر أحدٌ لي حقبة بريئة في التاريخ الإسلامي استمتع المسلمون خلالها بحياة مزدهرة: لا يحدثني أحد عن دار الحكمة والمأمون وعصر الترجمة والأندلس والكلام المستهلك. الحضارة تترك آثارا مادية وفكرا وثقافة. وحاضرنا يؤكد أننا ما زلنا أعرابا، سواء كنا مثقفين؟ أو جهلة، متعلمين أو أميين، تقدميين أو رجعيين. ومن برز من المسلمين في علم أو فكر "مَلْحَدوه" وزندقوه وكفروه وتتبعوه، هذا إن نجا بحياته. ثم يفتخرون بأن غيرهم أفاد من علمه أو فكره. واليوم يسمون بعض شوارع مدنهم بأسماء من زندقوهم ربما تذكيرا بما ارتكبه المسلمون من فشل مخجل
        . نحن لا نعرف غير الافتخار في أفضل الأحوال بالأنساب وبالإسلام الذي قصرناه على العبادات وكأن عمارة الأرض ليست عبادة. الوهم أن نظن أننا نستحق الأوكسيجين الذي نتنفسه. وهذا الوهم حقيقة حقيقية والتحوصل مركزيا حول الذات ليس غير دعوة للعقم وإنكار لموعظة ابن الخطاب في تغريب النكاح.

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          المؤامرة لا تعني الشر فقط.

          السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
          أهلا بأستاذنا الجليل المبجل الهويمل أبوفهد وسهلا ومرحبا.
          حفظك الله من ارتفاع الضّغط وكفاك جهد البَطِّ (مشقة شق ما تورَّم، وقد شققت ما يظن أنه متورم في المقالة) فما رفع الضغط أردتُّ وما "نرفزة" القراء قصدتُّ وكل ما في الأمر أن مثال المؤامرة على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية إنما جاء عرضا للتمثيل للبديهيات ولم يكن مقصدي من الحديث أساسا.

          ثم أما بعد، سعدت أيما سعادة بمشاركتك القيمة وقد استفدت منها كثيرا لأنها، ببساطة، أكدت لي ما أُومن (أأمن) به من حقائق المؤامرة على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية، رغم أن هذا الموضوع لم يكن من مقاصدي في تحرير المقالة وتحبيرها بدايةً.
          هذا وإن ما قلته عن المؤامرة:"
          (...) وكما يتضح، فإن المؤامرة تقتضي الكيد والسرية، وعليه، لا يمكن أن تكون المؤامرة ماثلة للعيان وفي الوقت نفسه تكون "مؤامرة"، ولا يثبتها أو ينفيها كونها من "الأمثلة"، لأن المَثَلَ ليس المُمَثْل له ولا هو مُمثِّلَه أو النائب عنه، شأن حال النواب أو الأعيان أو الشيوخ في مجالس الدول الديمقراطية." صحيح 100%، ونحن "نعلم" المؤامرة من آثارها وليس من أصلها ولا من وثائقها، وقديما قيل:"البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير"، وإلا صارت مؤامرة مكشوفة ظاهرة جلية واضحة وينتفي عنها طابع، أو ميزة، السرية والكتمان والإخفاء مع أنه، ومع تطور وسائل التجسس الحديثة، قد عُلمت كثير من المؤامرات وكشفت وثائقها وعُلم مدبروها والمتآمرون فيها.

          هذا، وأن معنى المؤامرة لا يختص بالشر فقط بل قد يكون التآمر في الخير إذ معنى التآمر التشاور وتبادل الرأي في مسألة ما أو في قضية ما ومنه "المؤتمر"، ولو سمحت لنفسي بالاسترسال في التمثيل للمؤامرة لقلت إن المؤامرة متصلة بوجود الإنسان الأول، آدم عليه السلام، ذاته لكنني أخشى سوء الفهم فأدخل في حيص بيص وما لي طاقة على المجادلة لتبرير ما أعتقده في هذا الشأن بالذات والصحة لا تسمح بذلك.

          ثم أما بعد، إنه لمن دواعي سروري وابتهاجي أن يحظى كلامي المتواضع باهتمام أستاذنا جميعا الأستاذ الهوميل أبوفهد ولي عودة إن شاء الله تعالى إلى مشاركتك القيمة لأنني خارج الآن للعلاج.

          تحيتي إليك أستاذنا ومحبتي لك ودمت على التواصل البناء الذي يغني ولا يلغي.

          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            مستشار أدبي
            • 23-05-2007
            • 5434

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
            الأخوين العزيزين الأستاذ حسين ليشوري والأستاذ الهويمل أبو فهد،

            هذا رجل يقول الحق ويضع يده على الجرح! وكلامه حق كله. ويؤيده الحاضر، فنحن في تاريخنا المعاصر نقتلُ بعضنا بعضًا ليهنأ عدونا! (والآتي أشبه بالماضي من الماء بالماء) كما قال ابن خلدون في مقدمته.

            الحق بيّن وجميعنا نعرفه - مثلما عرفته هذه العجوز من بادية الشام:



            وتحيات لا تبلى!
            عبدالرحمن السليمان
            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            www.atinternational.org

            تعليق

            • الهويمل أبو فهد
              مستشار أدبي
              • 22-07-2011
              • 1475

              #7
              شكرا دكتور على هذا الفيديو
              هذه المرأة من بقايا الأمويين، والنص القرآني حاضر في ذهنها رغم تقدمها في السن
              هنيئا لها وأثابها الله ورعاها في الدنيا والآخرة.
              طلاقة لسانها أمر عجيب وانتقالها بين اللغة الفصيحة واللغة المحكية أعجب.
              فأن استشهدت بالقرآن كانت جهيزة وإن استشهدت بالشعر الشعبي كانت
              من القيسيين.

              اللعنة على من كان سببا في دمار سوريا

              تعليق

              • الهويمل أبو فهد
                مستشار أدبي
                • 22-07-2011
                • 1475

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
                أهلا بأستاذنا الجليل المبجل الهويمل أبوفهد وسهلا ومرحبا.
                حفظك الله من ارتفاع الضّغط وكفاك جهد البَطِّ (مشقة شق ما تورَّم، وقد شققت ما يظن أنه متورم في المقالة) فما رفع الضغط أردتُّ وما "نرفزة" القراء قصدتُّ وكل ما في الأمر أن مثال المؤامرة على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية إنما جاء عرضا للتمثيل للبديهيات ولم يكن مقصدي من الحديث أساسا.

                ثم أما بعد، سعدت أيما سعادة بمشاركتك القيمة وقد استفدت منها كثيرا لأنها، ببساطة، أكدت لي ما أُومن (أأمن) به من حقائق المؤامرة على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية، رغم أن هذا الموضوع لم يكن من مقاصدي في تحرير المقالة وتحبيرها بدايةً.
                هذا وإن ما قلته عن المؤامرة:"
                (...) وكما يتضح، فإن المؤامرة تقتضي الكيد والسرية، وعليه، لا يمكن أن تكون المؤامرة ماثلة للعيان وفي الوقت نفسه تكون "مؤامرة"، ولا يثبتها أو ينفيها كونها من "الأمثلة"، لأن المَثَلَ ليس المُمَثْل له ولا هو مُمثِّلَه أو النائب عنه، شأن حال النواب أو الأعيان أو الشيوخ في مجالس الدول الديمقراطية." صحيح 100%، ونحن "نعلم" المؤامرة من آثارها وليس من أصلها ولا من وثائقها، وقديما قيل:"البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير"، وإلا صارت مؤامرة مكشوفة ظاهرة جلية واضحة وينتفي عنها طابع، أو ميزة، السرية والكتمان والإخفاء مع أنه، ومع تطور وسائل التجسس الحديثة، قد عُلمت كثير من المؤامرات وكشفت وثائقها وعُلم مدبروها والمتآمرون فيها.

                هذا، وأن معنى المؤامرة لا يختص بالشر فقط بل قد يكون التآمر في الخير إذ معنى التآمر التشاور وتبادل الرأي في مسألة ما أو في قضية ما ومنه "المؤتمر"، ولو سمحت لنفسي بالاسترسال في التمثيل للمؤامرة لقلت إن المؤامرة متصلة بوجود الإنسان الأول، آدم عليه السلام، ذاته لكنني أخشى سوء الفهم فأدخل في حيص بيص وما لي طاقة على المجادلة لتبرير ما أعتقده في هذا الشأن بالذات والصحة لا تسمح بذلك.

                ثم أما بعد، إنه لمن دواعي سروري وابتهاجي أن يحظى كلامي المتواضع باهتمام أستاذنا جميعا الأستاذ الهوميل أبوفهد ولي عودة إن شاء الله تعالى إلى مشاركتك القيمة لأنني خارج الآن للعلاج.

                تحيتي إليك أستاذنا ومحبتي لك ودمت على التواصل البناء الذي يغني ولا يلغي.

                لا بأس شيخنا
                نسأل الله أن يسبغ عليك الصحة والعافية

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                  الأخوين العزيزين الأستاذ حسين ليشوري والأستاذ الهويمل أبو فهد،
                  هذا رجل يقول الحق ويضع يده على الجرح! وكلامه حق كله ويؤيده الحاضر، فنحن في تاريخنا المعاصر نقتلُ بعضنا بعضًا ليهنأ عدونا! (والآتي أشبه بالماضي من الماء بالماء) كما قال ابن خلدون في مقدمته.
                  الحق بيّن وجميعنا نعرفه - مثلما عرفته هذه العجوز من بادية الشام:[الشريط الملحق بالمشاركة].
                  وتحيات لا تبلى!
                  أهلا بأخينا العزيز الغالي وأستاذنا الفاضل عبد الرحمن السليمان وسهلا ومرحبا.
                  الحمد لله على عودتك إلينا لنطمئن عليك ولنستفيد من علمك ورجاحة عقلك، بارك الله فيك وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة، اللهم آمين.
                  ثم أما بعد، واقع الأمة الإسلامية أبلغ من كل كلام أو مقالة فلسفية أو فذلكية، أو ... كذلكية، والأمة مصابة بـ"داء فقدان المناعة الفكرية المكتسب" (نسأل الله السلامة والعافية) منذ اغتيال الفاروق عمر، رضي الله عنه وأرضاه؛ وهو "الباب المكسور" (الحديث في صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى برقم
                  1435) الذي منه تسرب الأعداء إلى قلب الأمة وعقلها وروحها ففعلوا بها الأفاعيل، والله المستعان.

                  أدواء الأمة كثيرة ومزمنة ولا شفاء منها إلا بالتوبة إلى الله تعالى والأوبة إلى الرشد تدينا وتفقها وفكرا وعملا فمن يرد الله به خيرا يفقه في الدين (الحديث).

                  تحيتي إليك أخي الحبيب ومحبتي لك.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                    لا بأس شيخنا
                    نسأل الله أن يسبغ عليك الصحة والعافية
                    اللهم آمين يا رب العالمين.
                    بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله عني خيرا.

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • mmogy
                      كاتب
                      • 16-05-2007
                      • 11282

                      #11
                      فزلكية أم فذلكية
                      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                        فزلكية أم فذلكية [فذلكية أم فزلكية؟]
                        السلام عليكم عميدنا المثقف الذكي محمد ورحمة الله تعالى وبركاته.
                        مرحبا بك في هذا المتصفح المثير للـ ... فذلكة والكذلكة كذلك.
                        أشكر لك فطنتك وانتباهك إلى أنني غيَّرت في عنوان الموضوع من "مقالة فلسفية" إلى "مقالة فذلكية" نسبة إلى "الفذلكة"، بالذال المعجمة أخت الدال المهملة، وهي كما يعرفها المعجم:"
                        • [*=right]فَذلَكة: (اسم) فذلكة: (اسم)
                          • الجمع: فَذْلَكات؛
                          • مصدر فذلكَ؛
                          • الفَذْلَكَةُ: مُجمَلُ ما فُصِّلَ وخلاصتُه؛
                          • فذلكة: مصدر فَذلَكَ.


                          [*=right]فَذلَكَ: (فعل) فذلكَ يفذلك، فذلكةً، فهو مُفذلِك، والمفعول مُفذلَك؛
                          [*=right] فذلك كلامَه: أجمل ما فصّله؛ وهو منحوت من (فذلك كذا وكذا) فَذْلَكَ حسابًا / مقالاً؛
                          [*=right] فَذْلَكَ الحسابَ: أنهاهُ وفَرَغَ منه."اهـ من معجم المعاني.(https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D9%81%D8%B0%D9%84%D9%83%D8%A9).


                        هذا، وقد تناولنا: أنا والأستاذ الغائب وسام البكري وأستاذنا محمد فهمي يوسف هذه المسألة في:
                        في الجديد اللغوي باستفاضة و..."عنف" أخوي كم أحن إليه لما فيه من الفوائد علمية ولغوية و... نفسية (تنظر المشاركة رقم
                        #72 فما بعدها)؛ وأما "فزلكة" فلا وجود لها إلا في اللهجة المصرية وما نحا نحوها من اللهجات المحلية أما في المعاجم والقواميس فلا توجد حسب اطلاعي المتواضع.

                        سؤال من ثلاث كلمات استدعى إجابة بـ222 كلمة وهذا كله من الفذلكة أو من الكذلكة كذلك وما غيرت في العنوان إلا لأنني استكثرت وصف "فلسفية" على مقالتي المتواضعة فاقترحت "فذلكية" وما الفلسفة في الأخير إلا فذلكة، أو كذلكة، فرجعنا من حيث انتهينا إلى حيث ابتدأنا.

                        تحيتي إليك ومحبتي لك.

                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                          شكرا دكتور على هذا الفيديو
                          هذه المرأة من بقايا الأمويين، والنص القرآني حاضر في ذهنها رغم تقدمها في السن
                          هنيئا لها وأثابها الله ورعاها في الدنيا والآخرة.
                          طلاقة لسانها أمر عجيب وانتقالها بين اللغة الفصيحة واللغة المحكية أعجب.
                          فأن استشهدت بالقرآن كانت جهيزة وإن استشهدت بالشعر الشعبي كانت
                          من القيسيين.

                          اللعنة على من كان سببا في دمار سوريا
                          نعم أخي الأستاذ الهويمل. والحمد لله أني نشأت في وسط معظم عجائزه مثل هذه العجوز الصالحة. ولعمري إنها تشبه جدتي سارة رحمة الله عليها، ليس فقط بهيئتها وطريقة حديثها، بل حتى في لفة الحجاب وألوانه أيضًا. وقبل أربعة أشهر فقدت الوالدة عن عمر يناهز الواحدة والتسعين. ومهما كان موضوع الحديث الذي كنا نطرحه مع الوالدة والجدة، فإن الجواب ما كان يخرج عن كونه آية قرآنية أو حديثًا نبويًا أو بيت شعر فصيح أو شعرً بدويًا أو حكمة أو مثلاً. كانوا نادرًا ما يجيبون من عندياتهم. وما زلت أحفظ الكثير من أمثالهم. وقد كتب الله أن أزور بيت الله الحرام قبل ثلاثة أسابيع قبل وفاتها، وعمل لها ابني سامي عمرةً، فأخذت - بعدما أخبرتها بعمرتها - تستقصي وتسأل عن كيفية أدائه العمرة كي تتحقق من سلامة أدائها وبالتالي من نيل أجرها! لم يكن هذا الجيل من جيل الدكاترة، ولكني أشهد الله بأني لم أر أفهم منه ولا أذكى منه ولا أتقى منه بل ولا أفقه منه في الدين. إن هذا الجيل هو الذي يحفظ البلاد ويجعل منها حاضنة لكل خير وكرامة. وإن إرث هذا الجيل هو المستهدف من كل ما يحصل في الشام كي يخلو المجال لأصحاب العقائد المسيخة وشذاذ الآفاق. لكن بلاد الشام أكبر منهم ومن أحلامهم.

                          أحزنني خذلان الدواعش لهذه العجوز فقد طلبت منهم أن يوصلوها بالسيارة إلى مكان كانت تريده فرفضوا متحججين بالانشغال.

                          ألا لعنة الله عليهم وعلى المتنطعين وعلى الطائفيين الذين خربوا سورية وباعوها لروسيا وإيران وسائر شذاذ الآفاق.

                          وتحيات لا تبلى.
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            مستشار أدبي
                            • 23-05-2007
                            • 5434

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                            أهلا بأخينا العزيز الغالي وأستاذنا الفاضل عبد الرحمن السليمان وسهلا ومرحبا.
                            الحمد لله على عودتك إلينا لنطمئن عليك ولنستفيد من علمك ورجاحة عقلك، بارك الله فيك وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة، اللهم آمين.
                            ثم أما بعد، واقع الأمة الإسلامية أبلغ من كل كلام أو مقالة فلسفية أو فذلكية، أو ... كذلكية، والأمة مصابة بـ"داء فقدان المناعة الفكرية المكتسب" (نسأل الله السلامة والعافية) منذ اغتيال الفاروق عمر، رضي الله عنه وأرضاه؛ وهو "الباب المكسور" (الحديث في صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى برقم
                            1435) الذي منه تسرب الأعداء إلى قلب الأمة وعقلها وروحها ففعلوا بها الأفاعيل، والله المستعان.

                            أدواء الأمة كثيرة ومزمنة ولا شفاء منها إلا بالتوبة إلى الله تعالى والأوبة إلى الرشد تدينا وتفقها وفكرا وعملا فمن يرد الله به خيرا يفقه في الدين (الحديث).

                            تحيتي إليك أخي الحبيب ومحبتي لك.

                            أحسن الله إليك أخي الحبيب الأستاذ حسين ليشورى.
                            وتحيات لا تبلى!
                            عبدالرحمن السليمان
                            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            www.atinternational.org

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #15
                              وسائل التضليل و"التفريق" بين الناس.

                              الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وأسأل الله تعالى أن يمن علي بالشفا، آمين.

                              ثم أما بعد، كنت، الليلة البارحة، أجيل الفكر في موضوعي هذا وخطر لي أن أضرب مثالا لما زبرته هنا من حديث حتى يكون كلامي أكثر وضوحا أو يتضح إن لم يكنه قبلا، وجالت بذهني الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(النور:39) والآية الكريمة: {(...) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ؛ قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}(الأعراف: 115 و116)؛ فما يراه الرائي في الصحراء من سراب وَهْمٌ حقيقي يظنه حقيقةً لكن عندما يصل إلى المكان، إن وصل، لم يجد شيئا وقد يكون هناك هلاكه؛ كما أن السحرة يوهمون الناس أن ما يرونه حقيقةٌ وما هو إلا تخييل و... و"توهيم" (!) فقط وهذا ما أريد الحديث فيه في هذه المشاركة.

                              يسعى كثير من الناس، ولاسيما المتنفذون منهم ولأسباب معقولة جدا وإن كانت غير مقبولة أصلا، إلى مغالطة إخوانهم الطيبين السذج بتوهيمهم أن ما يقولونه لهم، أو ما يريدون إثباته لهم، حقيقي، أو صحيح، أو صادق، ويستعملون لتحقيق ذلك وسائل كثيرة ومتنوعة بعضها أخطر من بعض وأفتك منها كالكلام المغري الخادع وهو في نفسه كذب وبهتان وافتراء وغش، أو كوسائل الإعلام المختلفة التي تعمل عمل السحر في المتلقين؛ ووسائل الإعلام هذه بما لها من "قدرات" خارقة ونافذة حتى إلى المضاجع في البيوتات، أخطر من سحر الساحرين وأخدع من السراب للعطشان المتلهف في الفلوات، ولذا تجد المتسلطين يستعملونها بكل "اقتدار" ومكر في توهيم الناس بما لا وجود له كالسراب أو في تسحير أعين المتلقين لإرهابهم وتخويفهم ... وتفريقهم، من التفريق أي التشتيت ومن الفَرَقِ أي الخوف والوجل، وهذان الوجهان من "التفريق"، التشتيت والتخويف، هما المقصودان من توظيف وسائل الإعلام لأغراض أقل ما يمكن وصفها به أنها خبيثة وشريرة و... شيطانية.

                              هذا، وللحديث بقية إن كان في العمر بقية إن شاء الله تعالى.


                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X