تعتبر (ليزيستراتا)، و هي مسرحية كوميدية ساخرة من فصل واحد ألفها أريسطوفانيس حوالي سنة 411 قبل الميلاد، من أبرز ما أنتجه أبو الفنون الإغريقي في مجال الكوميديا المستهجنة/الهادفة. تلعب شخصية (ليزيستراتا) دور امرأة إغريقية اعتمدها المؤلف المسرحي أريسطوفانيس كي تكون أداة فعالة للتهكم على الهيمنة الذكورية فجعل منها امرأة قوية استطاعت بحيلة ماكرة ان تشحذ همم النساء ليجدن حلاً للحروب التي يخوضها الرجال (بدعوى أنهم مفوضون من قِبَل "الطبيعة" للخروج في سبيلها و أن نفس الطبيعة تفرض على المرأة الجلوس في البيت تنتظر عودة الرجال بالسلامة). فكانت الخطة المحكمة أن تُضرِب كل النساء عن معاشرة الأزواج حتى يتوب هؤلاء من طغيانهم و يقلعوا عن إراقة الدماء. فأمست الفكرة نوعاً من الاستراتيجيات الناجعة في استتباب الأمن و نشر السلام.
لعله الحل الأنجع لخروجنا اليوم من مستنقع الحروب الدامية التي لا حد لها و لا غاية. أليس ذلك أسلم للأنفس من الضياع و للأجيال من الشتات؟ خاصة بالنسبة لنا نحن الذين قضينا قرونا بأكملها نستنجد بصلاح الدين و لا نمل و نستغيث بالمعتصم و لا نكل. فلا الأيوبي استجاب للنداء و لا الخليفة سمع الصراخ. نحن من عند ساحة اليأس تحولقنا جماعات حول حكواتي المدينة الحالمة ينثر على مسامعنا مشاهد ماوراء الطبيعة من بطولات (العنترية) و خوارق (الأزلية) حتى ما إذا بلغت لعبة التشويق ذروتها و عند خط انفراج العقدة، استدرجنا المسترزق بدين الله، بين أذان و إقامة، يمسح بكف على نخوتنا المفقودة و يعري بالأخرى على سذاجتنا المنكوبة. النتيجة: صراع تراجيدي إغريقي بين جيلين متطاحنين، ممن صدقت فيهم فراسة مالك بن نبي، جيل "الاحتلال" و جيل "القابلية للاحتلال"؛ أحدهما يصرخ في وجه الحاكم: "ارحل!" و الآخر يتوسل عند عتبة المحتل: "أرجوك، لا ترحل!".
سكيزوفرينيا حادة لحالات جديدة قد تساعد على تشخيص أعراض حديثة تدون في كراسات العلوم النفسية؛ لعلها تمكن الباحثين مستقبلاً من إصدار نسخة منقحة لمجلد "سيكولوجية الجماهير".
إن كانت تلك هي النتيجة الحتمية، فإنني أفضل خطة (ليزيستراتا).
م.ش.
لعله الحل الأنجع لخروجنا اليوم من مستنقع الحروب الدامية التي لا حد لها و لا غاية. أليس ذلك أسلم للأنفس من الضياع و للأجيال من الشتات؟ خاصة بالنسبة لنا نحن الذين قضينا قرونا بأكملها نستنجد بصلاح الدين و لا نمل و نستغيث بالمعتصم و لا نكل. فلا الأيوبي استجاب للنداء و لا الخليفة سمع الصراخ. نحن من عند ساحة اليأس تحولقنا جماعات حول حكواتي المدينة الحالمة ينثر على مسامعنا مشاهد ماوراء الطبيعة من بطولات (العنترية) و خوارق (الأزلية) حتى ما إذا بلغت لعبة التشويق ذروتها و عند خط انفراج العقدة، استدرجنا المسترزق بدين الله، بين أذان و إقامة، يمسح بكف على نخوتنا المفقودة و يعري بالأخرى على سذاجتنا المنكوبة. النتيجة: صراع تراجيدي إغريقي بين جيلين متطاحنين، ممن صدقت فيهم فراسة مالك بن نبي، جيل "الاحتلال" و جيل "القابلية للاحتلال"؛ أحدهما يصرخ في وجه الحاكم: "ارحل!" و الآخر يتوسل عند عتبة المحتل: "أرجوك، لا ترحل!".
سكيزوفرينيا حادة لحالات جديدة قد تساعد على تشخيص أعراض حديثة تدون في كراسات العلوم النفسية؛ لعلها تمكن الباحثين مستقبلاً من إصدار نسخة منقحة لمجلد "سيكولوجية الجماهير".
إن كانت تلك هي النتيجة الحتمية، فإنني أفضل خطة (ليزيستراتا).
م.ش.
تعليق