فضل الفشل على النجاح: قصتي مع الفشل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    فضل الفشل على النجاح: قصتي مع الفشل

    إذا أردت إحصاء كل ما ذكر حول تعريف النجاح وأسباب النجاح و نماذج الشخصيات الناجحة لما كفتني رفوف بيت الحكمة العباسي و لما سعت للمقال خزانة الكونجريس الأمريكي. وبالمقابل، فإنني لن أفاجأ من هزالة المحصول و قتارة الإنشاء لو قمت بجرد ما خلفته البشرية من أثر للفشل. والسبب في المفارقة الجسيمة بين ما حازه - ولا يزال يحوزه - مفهوم النجاح من إسراف في القول و ما يكاد يلازم تعريف الفشل في مخيلة الشعوب، أفراداً وجماعاتٍ ، من شحٍ في السرد، راجع بالضرورة إلى ثقافة راسخة في الأذهان ترعرعت عليها جماهير غفيرة من الأجيال؛ وهي الثقافة نفسها التي اختزلتها الحكمة العبرية البليغة: Le succès a plusieurs pères; l’échec est orphelin: النجاح متعدد الآباء؛ الفشل يتيم.

    ويا للأسف! فإنني كلما أمعنت النظر في سير العظماء ممن شهد لهم التاريخ بالنجاح الخارق كل في ميدانه، و كلما حاولت قراءة ما بين الأسطر في دفاتر الفتوحات المنمقة و كتب الانتصارات المرشقة، كلما وجدت أثراً لفشلٍ دفين كان له الفضل على نجاحاتٍ شامخة.

    ولماذا أحلق بعيداً لآتي بدل المثال الواحد على المقال ألفاً، و لي في سيرتي الذاتية ما يغنيني عن التحليق!؟ كلما ذكرت لمحاورٍ أن أكبر شيء كنت - ولا أزال - أكرهه يتجسد في المدرسة و الدراسة، يكاد يصاب بأمرين: الدهشة مما أزعم أو نعتي بالتهكم (وربما سبق لي أن لاحظت التفاعلين في آن). مع أنها الحقيقة المطلقة، هاك الدليل: من اطلع على بعض ما أكتب في اللغتين الفرنسية و الإسبانية، و جزء منه منشور على صفحات الملتقى، لن يندهش مما أكتب الآن حول علاقتي بالمدرسة. فأنا منذ الصغر أوثر اللعب و السفر و الهروب إلى البراري على أن أحمل كراساً بئيساً أو أن أفني أحلى لحظات حياتي في حفظ مالايجدي من النثر والسرد و الشعر. و سيرتي الذاتية حافلة بشتى ضروب الفشل و أنواعه على رأسها أذكر أنني رسبت سنتين متتاليتين في مرحلة الإعدادي و كان الطرد من المؤسسة نهائياً هو جزائي إن رسبت في الثالثة! لكن شاءت الأقدار أن أشحد الهمة و أنجو بما تبقى من دم الوجه فنجحت عند المرحلة الحاسمة. ثم إنني لما بلغت السلك الجامعي و إن كنت نبيهاً إلا أنني كثيرا ما كنت أنتظر فرصة الهروب من الفصل دون مبالاة بما يفوتني من شرح لمادة قد تكون موضوع الاختبار. بل أتى علي حين من الدهر أنني تنازعت مع أستاذة كندية كانت تدرسني مادة المدارس الفكرية في علوم التواصل حين طلبت مني أن أقدم دراسات مستفيضة حول ما جاء حول بعض المدارس الفكرية لم تكن تروق لي شخصياً، لذلك قابلتها بالرفض فكدت أرسب في المادة (والرسوب في السلك العالي في حالتي كان جزاؤه إما الطرد أو العار؛ و في الحالتين قل وداعاً لكل حظوظ التدريس لاحقاً!) لكن مرارة الفشل هاته جعلتني أفيق و أستدرك قبل أن تصطدم السفينة بالرصيف فتحدث الكارثة.

    أمثلة حية لدور الفشل في حياة ناجحة سوف يجدها كل من توقف لحظة نزيهة مع الذات. حينئذ، لن نتوانى في ذكر فضائل الفشل علينا و خصوصا لن ننعت بعد أحداً بالإنسان الفاشل. وكما تقول الحكمة الصينية المأثورة: "كل فشل هو خطوة نحو النجاح".

    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 11-09-2018, 16:00.
  • الهويمل أبو فهد
    مستشار أدبي
    • 22-07-2011
    • 1475

    #2
    الفرق واضح:

    سيرتك العطرة تحكي نجاح "الفشل" في المدرسة العربية. ولنا
    أن نقلب مقولة النجاح الغربية ونقول (لا نجاح مثل الفشل)
    Nothing succeeds like failure

    الآن أنت في بيئة تقدر النجاح فينبغي أن تتأقلم مع
    نجاح النجاح، فمقولة (Lincoln Steffens) تحذر بأن:
    لا (مثيل) لـ فشل النجاح:
    Nothing fails like success.

    تعليق

    • محمد شهيد
      أديب وكاتب
      • 24-01-2015
      • 4295

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
      الفرق واضح:

      سيرتك العطرة تحكي نجاح "الفشل" في المدرسة العربية. ولنا
      أن نقلب مقولة النجاح الغربية ونقول (لا نجاح مثل الفشل)
      Nothing succeeds like failure

      الآن أنت في بيئة تقدر النجاح فينبغي أن تتأقلم مع
      نجاح النجاح، فمقولة (Lincoln Steffens) تحذر بأن:
      لا (مثيل) لـ فشل النجاح:
      Nothing fails like success.
      عطر الله أنفاسك بكل (مسك) معتق و سقاك من حوض المصطفى. أشكرك عزيزي أبوفهد على تفاعلك الجميل كما عهدته منك منذ البدء.

      الحقيقة ما ذكرتَ و أعجبتني ترجمتك لمعنى (فشل النجاح) : بالفعل، للنجاح مصيدة تتربص بصاحبه و على رأسها الغرور. فإذا كانت ضريبة الفاشل دينار أو دينارين فإن ضريبة الناجح إذا فشل بعد نجاح تقدر بالملايير. ولعلك تستحضر أمثلة لجموع من المشاهير في ميادين سياسية واقتصادية و علمية كيف كانت عاقبة غرورهم و ما آلوا إليه من خزيٍ و عار يمحو بجرة قلم ما سطره تاريخهم صفحاتٍ من أمجاد.

      ولعلي أنا وأنت نجد ضالتنا لهزيمة فشل النجاح في إحدى استراتيجيات الحرب التي خطها الحاذق الصيني Sun Tzu منذ ألوف السنين:


      Warriors win first and then go to war, while defeated warriors go to war first and then seek to win.

      أو باختصار كما قال:

      Know yourself and you will win all battles.

      رحم الله من عرف قدر نفسه، علماً بأن مفهوم (معرفة النفس، ناهيك عن قدرها) معركة أخرى قد يخرج منها داخلها بربح و قد يتكبد خلالها أكبر خسارة.

      تحيات لشخصك النبيل من مونتريال الماطرة.

      م.ش.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 11-09-2018, 17:47.

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #4


        هناك أشخاص تدفعهم خبراتهم الفاشلة وتجاربهم المحبطة في اعادة التفكير واستنهاض الهمّة والعزيمة
        وتأكيد الإرادة فيأخذوا من فشلهم سبيلا قويّا وثابتا للنجاح بل ويكون نجاحا باهرا في جميع مراحل الحياة المستقبليّة.

        لأنهم تذوّقوا كأس الفشل ومرارته، الفشل الذي لا يخلّف سوى الوجع والاحباط يصل إلى امور نفسية خطيرة
        ربما تحطّم المستقبل طول العمر.
        وكانّ سقوط الإنسان في الفشل، هو بمثابة قنبلة موقوتة تفجّر فيه طاقته الخلاّقة وامكانية ابداعية خارقة
        فيستأنس بالنجاح ويتذوّق حلاوته فيستمر في طريقه صاعدا قمم العلم الجميل والابداع الساحر.
        -
        هكذا يصنعنا الفشل ذلك الذي نمقته لكن له الفضل في تكوين الانسان نحو الأفضل

        بل ويفتح الأبواب التي كانت مغمضة على النجاح والتفوق تلوَ التفوّق.
        وأراك صديقي وانت تتحدث عن نفسك ،
        قد صنعت صرحا متينا من العلم والنجاح الباهر في حياتك العلمية والمهنية وأيضا الادبيّة،
        فكم من مرّة يستعصي عليّ موضوعا لك فأخيّر الصمت في حضرة ما تفضّلت به
        وأتعلّم منك الكثير ا
        لكثير
        فبالعلم تبنى الأمجاد...
        وأظلّ أتردد على المتصفح عدّة أيام حتّى أتمكّن من كتابة ما يليق بفكر نيّرٍ مثلك
        او أمضي في حال سبيلي ولسان حالي يردّد ابيات
        الامام الشافعي :

        رأيت العلم صاحبه كريمٌ......ولو ولدته آباءُ لئِـامُ
        وليس يزال يرفعه إلى أن......يُعظم أمره القوم الكرامُ
        ويتبعونه في كل حالٍ......كراعي الضأن تتبعه السوام
        فلولا العلم ماسعدت رجال......ولاعُرِف الحلال ولا الحرامُ

        -
        تقبّل أسمى التحايا صديقي محمد شهيد.
        س.س

        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • محمد شهيد
          أديب وكاتب
          • 24-01-2015
          • 4295

          #5
          صديقتي الفنانة و الشاعرة سليمى،
          صباحك معطر بنكهة الشكولاطة البيضاء

          أشكرك جزيل الشكر على ماتفضلت به من تعقيب مستفيض حول موضوع (الفشل الناجح). هو كذلك بالفعل، تأتي على كل فرد منا لحظات يكون الفشل فيها حليف التجارب العملية أو العلاقاتية على حد سواء. لكن منا من يستقوي ويسترجع القوى ليخوض التجربة التي يومن بصلاحيتها المرة تلو المرة حتى يستفيد من الفشل فيحوله إلى نجاح. وكأنه يعمل بالمبدإ القائل : "إذا لم تسقط ثلاث مرات فذاك الدليل على أنك لست تحاول".

          في يوم 22 أكتوبر 1879، نجح مخترع أمريكي عصامي في ابتكار ما يعرف بالمصباح الكهربائي المتوهج ليعطي الانطلاقة لحضارة بأكملها تعتمد أساساً على اختراعه: الكهرباء. هذا العصامي الذي لقب ب "ساحر مينلو بارك ( The wizard of Menlo Park) لأنه بعبقريته الخارقة استطاع أن يضم بحوزته أزيد من 1000 براءة اختراع داخل أمريكا فقط و له غيرها في فرنسا و غيرها، قبل أن ينجح في الوصول إلى طريقة اختراع المصباح الكهربائي، فشل في أزيد من 6000 محاولة! وكان يدون كل محاولاته حتى إذا جاء اليوم الذي سئل فيه عنها أجاب: "إنني لم أفشل آلاف المرات، لكنني تعلمت آلاف الطرق التي لا تصلح لابتكار الكهرباء".

          العصامي الساحر هذا، اسمه لا يحتاج إلى تعريف: إنه توماس أديسون!

          وقد صدقت في العلماء وقدرهم أبيات الشافعي البليغة (وهو أيضاً لرفعة قدره و علو كعبه له قصص مع نجاح الفشل).

          أما ما ذكرتِ بخصوص تفاعلك مع بعض ما أكتب، فإنني أسعد في كل مرة يحضى فيها أحد النصوص بتوقيعك الجميل. لا يهم أن نختلف حول وجهة نظر لكن الأهم هو أن تتفاهم. إنه "فن تسيير الاختلاف" و أنت فنانة في التسيير.

          حفظك المولى ورعاك، صديقتي سين سين.

          م.ش.
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 12-09-2018, 09:29.

          تعليق

          • البكري المصطفى
            المصطفى البكري
            • 30-10-2008
            • 859

            #6
            أخي شهيد تحيتي العطرة؛ وبارك الله في جهودك. عندي ملاحظتان:
            1/ كتبتَ ( من اطلع على بعض ما أكتب في اللغتين الفرنسية والإسبانية ؛ وجزء منه منشور على صفحات الملتقى لن يندهش مما أكتب الآن حول علاقتي بالمدرسة ) أعتقد أن الصواب هو ( يندهش مما أكتب الآن ) ليستقيم المعنى ؛ لأن المراد هو بيان النقلة النوعية أو الفكرية في مسارك التعليمي ؛ وهي مصدر إثارة دهشة المتلقي .
            2/ نتكلم دائما عن الإنسان بصفته الكائن المعجزة ؛ وكل العلوم تصب في إثبات هذه الحقيقة الدامغة التي لن يجادلها إلا جاحد . معجزة التفكير والقدرات الإبداعية الخلاقة . وهي مرتكزات إنسانية ثابتة ؛ تبرهن أن السر كامن في توظيف واستثمار وتنمية هذه القدرات . لذلك ؛ من حيث المبدأ لايوجد فاشل إطلاقا ؛ بل تجارب فاشلة . فمن من الله عليه ؛ وتنبه لتجاربه الفاشلة وأصر على خوض غمار التحدي بعزيمة وإرادة سيقلب التراب إبريزا.والتاريخ الإنساني حافل بزاد وفير من الأمثلة على ذلك.

            دامت لك المسرات .

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #7
              أستاذي البكري المصطفى

              بعد إذن الصديق محمد شهيد، أحببت ان أكتب شيئا لكم
              أعجبتني جدّا جملتكم هذه :

              الإنسان بصفته الكائن المعجزة

              ذلك لأن الله كرّم الإنسان خير تكريم فهو الكائن الجميل ، الكائن المعجزة فعلا
              فجسم الإنسان قد صنعه الله بل خلقه في أحسن تقويم ، الله الذي لا حدود لعلمه وقدرته،
              فنفخ في الروح وأسكنها الجسد ، تلك الروح هي التي يهب الله بها الحياة والحركة، ولا نعرف كيفية سريانها في الجسم، هي المجهول الذي أراد الله لنا أن لا نعرف عنه إلا القليل،
              الروح التي جعلها في ذلك الجسد : الإنسان.
              ذلك المخلوق الغريب أو الكائن المعجزة...

              -
              تحياتي سيّدي
              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              • محمد شهيد
                أديب وكاتب
                • 24-01-2015
                • 4295

                #8
                أهلا ومرحبا بالأستاذ الفاضل، البكري المصطفى.
                كل عام وأنت بخير و دامت لك السعادة.

                أشكرك على حسن القراءة و جميل التعليق.
                بخصوص الملاحظة الأولى، لم أقصد من ذكر النصوص الفرنسية والإسبانية إدهاش المتلقي (و القراء ماشاء الله منهم الكثيرون ممن يفوقونني علما ومعرفة). لكنني أشرت أن من يطلع على بعض تلك النصوص، لن يندهش من قولي أنني كنت و لازلت أكره المدرسة لأنني في تلك النصوص ذكرت هذا الأمر بصريح العبارة و في أكثر من مناسبة. وبما أنني ربما لأول مرة أذكر هذا الأمر باللغة العربية هنا، فإنني أشرت إلى المسألة حتى أؤكد للقاريء الكريم أنني فعلاً مررت بمحطات لم أنجح فيها في مسيرتي الدراسية سواءً داخل البلد أو خارجه. إنما سر دهشة المتلقي فهو كامن فعلاً في عدم تصديقي لأنه غالباً ما يعتقد أن من بلغ درجات مشرفة من التعليم يستحيل أن يكون يوماً يكره التعلم! و هذا ما يجرنا إلى ملاحظتك القيمة التي تلي:

                بالفعل، أنا جد متفق معك فيما ذكرتَ أن (السر في توظيف واستثمار الطاقات، و أنه من حيث المبدأ، لا يوجد فشل مطلق، بل إنما هي تجارب فاشلة...).

                فإذا كان هذا هو التعريف الصحيح و المنطقي لمفهومي الفشل و النجاح، فكيف إذن تفسر تفاعل المجتمعات مع من يذمونه فاشلاً و مع الذي يمجدونه ناجحاً؟ إذا كان الجميع يومن بالقدرات الشخصية التي تجعل من الفرد على حد قولك "يحول التراب إبريزا" فلماذا لا نجد الكل يعمل بمبدإ تكافؤ الفرص فيخلقون البيئة الإيجابية التي تحفز هذا و تأخذ بيد ذاك؟ ألا ترى معي أن لسان الواقع - سواء في الشرق أو الغرب على درجات مختلفة حتى لا ينعتنا البعض بالخيانة العظمى - أن البيئة حليف النجاح و أن هناك من حظي بالتشجيع فحقق الذات و هناك من عرقل مسيرته التحبيط فتكبد الخسارات؟

                وفي الأخير، أليس هنالك إشكالية تطرح نفسها بإلحاح، كتلك التي تجعلنا نعيد النظر في بعض مناهجنا التربوية التي شاء لها بعض العاملين عليها أن تحدد، عبر مقاييس فاسدة، من الناجح و من الفاشل؟ فلو كان الجميع يتحلى مثلي و مثلك بروح إيجابية لما أفرزت لنا البيئة المجتمعاتية شخصاً واحدا ينطبق عليه لقب (إنسان فاشل).
                أين موطن الخلل إذن؟

                كن بخير، سيدي.

                م.ش.

                تعليق

                • مها راجح
                  حرف عميق من فم الصمت
                  • 22-10-2008
                  • 10970

                  #9
                  الفشــــــــــــل يلعب دورا في الحياة
                  نريد أن نفشل حتى نعمل على التقليل من المخاطر
                  والفشل يساعدنا على صقل مهاراتنا أفضل بكثير من النجاح.

                  جذبتني التجربة ..وعلقت بوجهة نظري
                  شكرا استاذ محمد شهيد
                  وشكرا لمن أثروا الموضوع
                  رحمك الله يا أمي الغالية

                  تعليق

                  • محمد شهيد
                    أديب وكاتب
                    • 24-01-2015
                    • 4295

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                    الفشــــــــــــل يلعب دورا في الحياة
                    نريد أن نفشل حتى نعمل على التقليل من المخاطر
                    والفشل يساعدنا على صقل مهاراتنا أفضل بكثير من النجاح.

                    جذبتني التجربة ..وعلقت بوجهة نظري
                    شكرا استاذ محمد شهيد
                    وشكرا لمن أثروا الموضوع
                    أرحب بوجهة نظرك وأشكرك على إثراء النقاش بخبرتك
                    وأكيد لديك من التجارب الشخصية ما يؤكد هذا الرأي أو ذاك.

                    كوني بخير

                    تعليق

                    • البكري المصطفى
                      المصطفى البكري
                      • 30-10-2008
                      • 859

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                      أستاذي البكري المصطفى

                      بعد إذن الصديق محمد شهيد، أحببت ان أكتب شيئا لكم
                      أعجبتني جدّا جملتكم هذه :

                      الإنسان بصفته الكائن المعجزة

                      ذلك لأن الله كرّم الإنسان خير تكريم فهو الكائن الجميل ، الكائن المعجزة فعلا
                      فجسم الإنسان قد صنعه الله بل خلقه في أحسن تقويم ، الله الذي لا حدود لعلمه وقدرته،
                      فنفخ في الروح وأسكنها الجسد ، تلك الروح هي التي يهب الله بها الحياة والحركة، ولا نعرف كيفية سريانها في الجسم، هي المجهول الذي أراد الله لنا أن لا نعرف عنه إلا القليل،
                      الروح التي جعلها في ذلك الجسد : الإنسان.
                      ذلك المخلوق الغريب أو الكائن المعجزة...

                      -
                      تحياتي سيّدي
                      الأديبة الراقية سليمى السرايري
                      بعمق رؤيتك ؛ وإمعانك النظر وضعت اليد على السر الكامن الذي أودعه الله في خلقه . بدوري أعجبني كلامك في صنعة الله في خلقه حد الإعجاز. جميل أن يتأمل الإنسان هذا الإعجاز في المظهر الإنساني المتناسق: أعضاء بتقابلات مدهشة ؛ وأحجام متناسقة ؛ وتماثلات مضبوطة ....يا الله ما أجملك أيها الإنسان وما أروع صورتك !! ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) الآية. كما أودع فيه الروح اللغز الغيبي المحير؛ وسر الأسرار. سر الإبداع . هنا بالذات تأمل ولا تسأل أيها الإنسان ؛ فبين يديك الجواب الحاسم والنتيجة الدامغة (ويسألونك عن الروح ؛ قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.) الآية.

                      دامت لكِ المسرات.
                      التعديل الأخير تم بواسطة البكري المصطفى; الساعة 15-09-2018, 20:00.

                      تعليق

                      • البكري المصطفى
                        المصطفى البكري
                        • 30-10-2008
                        • 859

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                        أهلا ومرحبا بالأستاذ الفاضل، البكري المصطفى.
                        كل عام وأنت بخير و دامت لك السعادة.

                        أشكرك على حسن القراءة و جميل التعليق.
                        بخصوص الملاحظة الأولى، لم أقصد من ذكر النصوص الفرنسية والإسبانية إدهاش المتلقي (و القراء ماشاء الله منهم الكثيرون ممن يفوقونني علما ومعرفة). لكنني أشرت أن من يطلع على بعض تلك النصوص، لن يندهش من قولي أنني كنت و لازلت أكره المدرسة لأنني في تلك النصوص ذكرت هذا الأمر بصريح العبارة و في أكثر من مناسبة. وبما أنني ربما لأول مرة أذكر هذا الأمر باللغة العربية هنا، فإنني أشرت إلى المسألة حتى أؤكد للقاريء الكريم أنني فعلاً مررت بمحطات لم أنجح فيها في مسيرتي الدراسية سواءً داخل البلد أو خارجه. إنما سر دهشة المتلقي فهو كامن فعلاً في عدم تصديقي لأنه غالباً ما يعتقد أن من بلغ درجات مشرفة من التعليم يستحيل أن يكون يوماً يكره التعلم! و هذا ما يجرنا إلى ملاحظتك القيمة التي تلي:

                        بالفعل، أنا جد متفق معك فيما ذكرتَ أن (السر في توظيف واستثمار الطاقات، و أنه من حيث المبدأ، لا يوجد فشل مطلق، بل إنما هي تجارب فاشلة...).

                        فإذا كان هذا هو التعريف الصحيح و المنطقي لمفهومي الفشل و النجاح، فكيف إذن تفسر تفاعل المجتمعات مع من يذمونه فاشلاً و مع الذي يمجدونه ناجحاً؟ إذا كان الجميع يومن بالقدرات الشخصية التي تجعل من الفرد على حد قولك "يحول التراب إبريزا" فلماذا لا نجد الكل يعمل بمبدإ تكافؤ الفرص فيخلقون البيئة الإيجابية التي تحفز هذا و تأخذ بيد ذاك؟ ألا ترى معي أن لسان الواقع - سواء في الشرق أو الغرب على درجات مختلفة حتى لا ينعتنا البعض بالخيانة العظمى - أن البيئة حليف النجاح و أن هناك من حظي بالتشجيع فحقق الذات و هناك من عرقل مسيرته التحبيط فتكبد الخسارات؟

                        وفي الأخير، أليس هنالك إشكالية تطرح نفسها بإلحاح، كتلك التي تجعلنا نعيد النظر في بعض مناهجنا التربوية التي شاء لها بعض العاملين عليها أن تحدد، عبر مقاييس فاسدة، من الناجح و من الفاشل؟ فلو كان الجميع يتحلى مثلي و مثلك بروح إيجابية لما أفرزت لنا البيئة المجتمعاتية شخصاً واحدا ينطبق عليه لقب (إنسان فاشل).
                        أين موطن الخلل إذن؟

                        كن بخير، سيدي.

                        م.ش.
                        أخي محمد تحيتي العطرة.
                        لقد أعدتَ طرح الإشكال القديم/ الجديد.والجديد / القديم. من يملك قرار الحسم النهائي في تطوير قدرات الإنسان؟ هل هو الواقع ( المجتمع) أم الإنسان نفسه هو الذي يخلق واقعه؟
                        سالت أقلام ؛ وتأسست نظريات تخوض معركة تحديد الأولويات ؛ من المؤثر؛ ومن المتأثر؟ من الفاعل ومن المنفعل؟ . تحت عنوان" حتى يغيروا ما بأنفسهم " كتب المفكر جودت سعيد مؤلفه المعروف. وأثبت فيه أطروحته المستخلصة من الآية الكريمة " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " الرعد:11. هذا توجه يفضح التكهنات المفرطة حول شماعة التخلف .
                        الأبحاث الأنثربولوجية التي واكبت حمى الاستعمار ؛ كانت تراهن على تجدير الرؤية حول المركزية الأوروبية واختلافها عن المحيط . فساد الاعتقاد أن المركز يمثل كمال العقل؛ وقمة الذكاء ، والمحيط يعكس الطابع المتخلف بناءا على اختلالات موروثة بشكل مفرط في نظام الاشتغال العقلي . وقد تبين زيف هذه الدعوى وخلفيتها (الاستقوائية) في ردود أفعال علمية قاسية تؤكد وحدة العقل البشري ؛ وقدرته على الإبداع والتفاعل مع الأشياء والظواهر....هنا بيت القصيد ؛ وأعود إلى طرحك حول دور البيئة في تنشيط القدرات ؛ وتنمية المهارات . هنا بالضبط يكمن الحديث عن مناهج تربوية فاعلة ؛ وبناء الآفاق؛ وترسيخ الطموحات .لكن من حيث المبدأ _ كما سبق الحديث _ وفي مثل هذه الظروف التغيير يبدأ من الداخل ( القطع مع الكسل / التهاون / الانبطاح...) لولا خشيتي من التطاول على منظومة المفسرين لقلت إن مفهوم " النحر" دليل على القطع مع هذه الأشياء في قول الله تعالى : " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر" سورة الكوثر .
                        مودتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي.

                        تعليق

                        • محمد شهيد
                          أديب وكاتب
                          • 24-01-2015
                          • 4295

                          #13
                          الأستاذ القدير، البكري المصطفى

                          لقد قرإت بعناية ما ورد في ردك الأخير من أفكار نيرة فتحت باب النقاش، بالدرس و التحليل، على مصراعيه. وسوف أعود للرد بإذن الله ريثما أجد متسعاً من الوقت.
                          ولعلك في هذا الرابط سوف تجد صدىً لما ذهبتَ إليه من وصف للإنسان...ذلك المعلوم/المجهول.

                          تقبل أسمى تحياتي.

                          تعليق

                          • محمد شهيد
                            أديب وكاتب
                            • 24-01-2015
                            • 4295

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                            أستاذي البكري المصطفى

                            بعد إذن الصديق محمد شهيد، أحببت ان أكتب شيئا لكم
                            أعجبتني جدّا جملتكم هذه :

                            الإنسان بصفته الكائن المعجزة

                            ذلك لأن الله كرّم الإنسان خير تكريم فهو الكائن الجميل ، الكائن المعجزة فعلا
                            فجسم الإنسان قد صنعه الله بل خلقه في أحسن تقويم ، الله الذي لا حدود لعلمه وقدرته،
                            فنفخ في الروح وأسكنها الجسد ، تلك الروح هي التي يهب الله بها الحياة والحركة، ولا نعرف كيفية سريانها في الجسم، هي المجهول الذي أراد الله لنا أن لا نعرف عنه إلا القليل،
                            الروح التي جعلها في ذلك الجسد : الإنسان.
                            ذلك المخلوق الغريب أو الكائن المعجزة...

                            -
                            تحياتي سيّدي
                            أجل، الإنسان ذلك المخلوق الغريب...

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة البكري المصطفى مشاهدة المشاركة

                              الأبحاث الأنثربولوجية التي واكبت حمى الاستعمار ؛ كانت تراهن على تجدير الرؤية حول المركزية الأوروبية واختلافها عن المحيط . فساد الاعتقاد أن المركز يمثل كمال العقل؛ وقمة الذكاء ، والمحيط يعكس الطابع المتخلف بناءا على اختلالات موروثة بشكل مفرط في نظام الاشتغال العقلي . وقد تبين زيف هذه الدعوى وخلفيتها (الاستقوائية) في ردود أفعال علمية قاسية تؤكد وحدة العقل البشري ؛ وقدرته على الإبداع والتفاعل مع الأشياء والظواهر....
                              الأستاذ المصطفى،
                              توقفت عند ما ذكرتَ هنا من قول سليم، فتذكرت ما ذكره ابن خلدون حول هذه القضية بالذات.

                              ورد في المقدمة ما يضحد به الباحث الموضوعي نظريات الغطرسة العنصرية، سواء الغربية أو الشرقية على حد سواء:

                              يكتب ابن خلدون في هذا الصدد:


                              و لما رأى النسابون اختلاف هذه الأمم بسماتها و شعارها حسبوا ذلك لأجل الأنساب فجعلوا أهل الجنوب كلهم السودان من ولد حام و ارتابوا في ألوانهم فتكلفوا نقل تلك الحكاية الواهية و جعلوا أهل الشمال كلهم أو أكثرهم من ولد يافث و أكثر الأمم المعتدلة و أهل الوسط المنتحلين للعلوم و الصنائع و الملل و الشرائع و السياسة و الملك من ولد سام و هذا الزعم إن صادف الحق في انتساب هؤلاء فليس ذلك بقياس مطرد إنما هو إخبار عن الواقع لا أن تسمية أهل الجنوب بالسودان و الحبشان من أجل انتسابهم إلى حام الأسود. و ما أداهم إلى هذا الغلط إلا اعتقادهم أن التمييز بين الأمم إنما يقع بالأنساب فقط و ليس كذلك فإن التمييز للجيل أو الأمة يكون بالنسب في بعضهم كما للعرب و بني إسرائيل و الفرس و يكون بالجهة و السمة كما للزنج و الحبشة و الصقالبة و السودان و يكون بالعوائد و الشعار و النسب كما للعرب. و يكون بغير ذلك من أحوال الأمم و خواصهم و مميزاتهم فتعميم القول في أهل جهة معينة من جنوب أو شمال بأنهم من ولد فلان المعروف لما شملهم من نحلة أو لون أو سمة وجدت لذلك الأب إنما هو من الأغاليط التي أوقع فيها الغفلة عن طبائع الأكوان و الجهات أن هذه كلها تتبدل في الأعقاب و لا يجب استمرارها سنة الله في عباده و لن تجد لسنة الله تبديلاً و الله و رسوله أعلم بغيبه و أحكم و هو المولى المنعم الرؤوف الرحيم.


                              ثم يضيف انتقادا صريحا لنظريات التمييز العنصري التي كانت سائدة آنذاك حتى عند المشارقة أنفسهم:

                              "و قد تعرض المسعودي للبحث عن السبب في خفة السودان و طيشهم و كثرة الطرب فيهم و حاول تعليله فلم يأت بشيء أكثر من أنه نقل عن جالينوس و يعقوب بن إسحاق الكندي أن ذلك لضعف أدمغتهم و ما نشأ عنه من ضعف عقولهم و هذا كلام لا محصل له و لا برهان فيه و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم."

                              وحبذا لو تحدثنا باقتضاب عن كتاب (جودت سعيد) الذي ذكرته كي نستفيد؛ ذلك لأنني لم أسمع به من قبل.

                              مع الشكر و التقدير.

                              م.ش.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X