نكران / منيرة الفهري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    نكران / منيرة الفهري

    نكران

    بقلم
    منيرة الفهري




    رن الهاتف ملحا، نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط... كانت تشير إلى الثانية بعد الزوال... كان رقما لا أعرفه... مسكت الهاتف..
    - آلو...
    - أنا جهان.. عالسلامة عمتي... حبيت نقلك عيدك مبروك...
    - جهان؟ و عيد؟ أي عيد و قد مضى على العيد أكثر من أسبوع؟
    خفق قلبي ... فجهان لم تطلبني من أشهر... منذ أن قررت أن تبتعد عني و طلبت مني بكل إلحاح أن أتركها تعيش عند خالاتها...
    - أهلا جهان.. "أنت لاباس؟"
    - نعم
    - انتظرك بفارغ الصبر فالعام الدراسي على الأبواب... هل ستعودين؟
    - لا....
    سقط الهاتف من يدي... و قد أحسستُ ببرودة تعتريني من رأسي حتى أخمص قدمي....
    لا؟ ما معنى لا... و قد عدّلت حياتي كلَّها على صوتها... حركاتها... دخولها و خروجها من المنزل ذاهبة إلى المعهد... أنظر إليها فأسعد بوجودها بقربي و أهنئ نفسي بهذه الوردة المفتحة الجميلة التي رزقني اللهُ إياها عند الكبر...
    لا؟ ما معنى لا؟ و أنا التي لم تعد تهمني سوى سعادتها .. نجاحها و تألقها...
    لا؟ هل ستجد حضنا أحن عليها من حضني بعد أن فارقها أبوها و أمها رحمهما الله؟ هل سيمنحها القدر إخوة أحن من أبنائي عليها؟ هل ستجد أبا بديلا أحسن من زوجي الذي أحبّها بصدق و آلى على نفسه أن يرعاها و يحفظها و كان يخاف عليها من " الهوى الطاير"... و كان في كل مرة يحتضنها و يقول لها: "أعطيك عيني يا جهان ...المهم أن تكوني متميزة في دراستك "عيش بنتي".
    لماذا يا جهان؟ هل طلبتِ شيئا لم أنفذه لك و فورا؟ هل كان ينقصك أي شيء؟ هل كنت تشتكين من أي شيء و أنت معي؟
    كنت لك الأب و الأم و العمة الحنون طيلة أربع سنوات... و بنيت آمالا كثيرة ... و خططت لحياتك و رجوت الله أن يطيل عمري لأراك يانعة مسؤولة... تركبين سيارتك و تذهبين إلى العمل... و حلمت ... حلمت... حلمت بك تلهثين فرحة سعيدة لتزفي لي خبر نجاحك في الباكالوريا... حلمتُ بي و أنا أوصلك إلى الجامعة و أحمد الله على تألقك... حلمتُ بفرحة في بيتي و الكل يهنئني بتعيينك في أحد المعاهد أستاذة إنجليزية... كما كنت تريدين دائما ... حلمت و أنا أمسك يديك و أزفك إلى بيت الزوجية سعيدة متميزة متألقة ... حلمت و أنا أرفع رأسي فخورة بك و أقول: "هذه ابنتي التي ربيتها و أحسنت تربيتها..".

    لا؟ لماذا و جدران بيتي تهتف باسمك كل يوم و تفتقدك؟...لماذا و حديقة بيتي لازالت تنتظرك تكبرين بين أشجارها و تتفتحين مع أزهارها...؟
    لماذا و درب منزلي يفتقد خطاك و يسألني عنك فلاااااا أجد إجابة...؟؟؟؟
    لماذا و قد كنت أحسب أنك قدري و كل أزمنتي؟...
    لماااذاااااا؟


    نكران الجزء الثاني :

  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #2
    لماذا و قد كنت أحسب أنك قدري و كل أزمنتي؟...
    لماااذاااااا

    ... أفقت مذعورة و كل جسدي يرتعش حين أيقظني زوجي محمد لأداء صلاة الفجر جماعةً.

    تعليق

    • منيره الفهري
      مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
      • 21-12-2010
      • 9870

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
      لماذا و قد كنت أحسب أنك قدري و كل أزمنتي؟...
      لماااذاااااا

      ... أفقت مذعورة و كل جسدي يرتعش حين أيقظني زوجي محمد لأداء صلاة الفجر جماعةً.
      قفلة رااائعة لم أفكر فيها...
      شكرااااا من القلب
      محمد شهيد الرائع

      تعليق

      • المختار محمد الدرعي
        مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
        • 15-04-2011
        • 4257

        #4
        قد تفارقك جيهان لكنها تبقى قريبة منك فهي منك و إليك , ربما أرادت أن تغيّر نمط الحياة و لو لفترة زمنية
        ثم تعود .. جيهان التي أعرف قصتها الحقيقة تملك الآن أكثر من أم و أكثر من أب منذ وفاة والديها
        و ما أنت إلاّ إحدى أمهاتها
        جيهان تبقى أكثر منك قرابة و لها حرية التنقل بين أهلها و ذويها
        شكرا لهذا البوح الواقعي المؤثر أستاذة منيرة
        دمت و الصدق يرافق كتاباتك
        خالص الود و التقدير
        [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
        الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



        تعليق

        • منيره الفهري
          مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
          • 21-12-2010
          • 9870

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
          قد تفارقك جيهان لكنها تبقى قريبة منك فهي منك و إليك , ربما أرادت أن تغيّر نمط الحياة و لو لفترة زمنية
          ثم تعود .. جيهان التي أعرف قصتها الحقيقة تملك الآن أكثر من أم و أكثر من أب منذ وفاة والديها
          و ما أنت إلاّ إحدى أمهاتها
          جيهان تبقى أكثر منك قرابة و لها حرية التنقل بين أهلها و ذويها
          شكرا لهذا البوح الواقعي المؤثر أستاذة منيرة
          دمت و الصدق يرافق كتاباتك
          خالص الود و التقدير
          شكرا استاذي العزيز المختار محمد الدرعي على الرد
          و لكنها قصة ككل القصص
          و ليت القارئ يؤثث لها نهاية لأني تركت النهاية مفتوحة للتأويل
          اسعدني مرورك المميز دائما أستاذي العزيز

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            زوج العمة لم يعوضها عن فقدان الأب ، ولا عن حميمية
            العلاقات الأسرية .
            عفوا أستاذة منيرة ، جهان التي " كتبتها " تتمرد
            على الواقع الحياتي ، ها هي تنطلق منتفضة تبحث
            عن ذاتها المرهونة في شخص زوج العمة .


            دائما مشاغب أنا يا أستاذة منيرة
            فسامحيني
            النص رقيق وصادق
            تحياتي
            فوزي بيترو

            تعليق

            • منيره الفهري
              مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
              • 21-12-2010
              • 9870

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
              زوج العمة لم يعوضها عن فقدان الأب ، ولا عن حميمية
              العلاقات الأسرية .
              عفوا أستاذة منيرة ، جهان التي " كتبتها " تتمرد
              على الواقع الحياتي ، ها هي تنطلق منتفضة تبحث
              عن ذاتها المرهونة في شخص زوج العمة .


              دائما مشاغب أنا يا أستاذة منيرة
              فسامحيني
              النص رقيق وصادق
              تحياتي
              فوزي بيترو
              اهلا و سهلا بدكتورنا العزيز فوزي سليم بيترو
              النص قابل للتأويل و نتقبلها كلها
              سعدت بإطلالتك الجميلة يا دكتور

              تعليق

              • فاطمة الزهراء العلوي
                نورسة حرة
                • 13-06-2009
                • 4206

                #8
                قصة تكاد تلامسنا جميعا ففي كل زمان ومكان توجد جيهان والعمة والنكران
                لكن السؤال
                لماذا لا يحدث في هكذا حالات وجود طاولة حوار لبسط كل ما يتعلق ب : لماذا وتبعاتها ؟
                لابد أن هناك سببا ما ؟ لا يمكن للمرء كيفما كانت طبيعته ان يتغير هكذا ؟
                الانفلات من روتينية اللقاءات؟ الانفلات من الجمع الى الانفرادية كما أشار الدكتور فوزي ؟ ربما وربما الاخرى في جوفها الجواب
                قصة من واقع حياة كتبت دون زواق
                يروق لي دوما حضور العامية في السرديات /ولكن أتمنى وضعها ما بين معقوفتين
                لك البشرى أستاذة منيرة العزيزة
                لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                تعليق

                • منيره الفهري
                  مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                  • 21-12-2010
                  • 9870

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
                  قصة تكاد تلامسنا جميعا ففي كل زمان ومكان توجد جيهان والعمة والنكران
                  لكن السؤال
                  لماذا لا يحدث في هكذا حالات وجود طاولة حوار لبسط كل ما يتعلق ب : لماذا وتبعاتها ؟
                  لابد أن هناك سببا ما ؟ لا يمكن للمرء كيفما كانت طبيعته ان يتغير هكذا ؟
                  الانفلات من روتينية اللقاءات؟ الانفلات من الجمع الى الانفرادية كما أشار الدكتور فوزي ؟ ربما وربما الاخرى في جوفها الجواب
                  قصة من واقع حياة كتبت دون زواق
                  يروق لي دوما حضور العامية في السرديات /ولكن أتمنى وضعها ما بين معقوفتين
                  لك البشرى أستاذة منيرة العزيزة
                  الغالية العزيزة أستاذتي فاطمة الزهراء العلوي
                  استمتعت بما نثرته من جمال هنا
                  عدلت النص كما أشرت لي سيدتي
                  امتناني و تقديري

                  تعليق

                  • فاطمة الزهراء العلوي
                    نورسة حرة
                    • 13-06-2009
                    • 4206

                    #10
                    بارك الله فيك أستاذة المنيرة العزيزة
                    تواضعك النبيل يحفز
                    شكرا على تقبل الرأي الآخر
                    الكتابة بخير مادام فيها إنصات للرأي المعارض
                    جمعة مباركة يا ابنة الخضراء
                    لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                    تعليق

                    • أميمة محمد
                      مشرف
                      • 27-05-2015
                      • 4960

                      #11
                      أحببتها وودت لو لم تتوقف
                      نكران فأين ذهب الوفاء؟
                      العزيزة منيره
                      تصيغنا الحياة في قوالبها فنتكيف مع نكرانها بمرور الأيام
                      ولو بالتماس العذر للآخرين
                      أسلوب راقي شدني بصفائه لآخر حدود الإصغاء
                      مودتي

                      تعليق

                      • محمد عبد الغفار صيام
                        مؤدب صبيان
                        • 30-11-2010
                        • 533

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                        نكران

                        بقلم
                        منيرة الفهري




                        رن الهاتف ملحا، نظرت الى الساعة المعلقة على الحائط...كانت تشير الى الثانية بعد الزوال...كان رقما لم اعرفه...مسكت الهاتف..
                        - الو...
                        انا جهان.."عالسلامة عمتي...حبيت نقلك عيدك مبروك"...
                        جهان؟ و عيد؟ اي عيد و قد مضى على العيد اكثر من أسبوع؟
                        خفق قلبي ...فجهان لم تطلبني من اشهر..منذ ان قررت فجاة ان تبتعد عني و طلبت مني بكل الحاح ان اتركها تعيش عند خالاتها...
                        - اهلا جهان.."انت لاباس؟"
                        نعم
                        -انتظرك بفارغ الصبر فالعام الدراسي على الابواب..هل ستعودين؟
                        - لا....
                        سقط الهاتف من يدي..و قد احسست ببرود يعتليني من راسي حتى مخمص قدمي....
                        لا؟ ما معنى لا...و قد عدلت حياتي كلها على صوتها...حركاتها...دخولها و خروجها من المنزل ذاهبة الى المعهد...انظر اليها فأسعد بوجودها بقربي و أهنئ نفسي بهذه الوردة المفتحة الجميلة التي رزقني اياها الله عند الكبر...
                        لا؟ ما معنى لا؟ و انا التي لم تعد يهمني سوى سعادتها ..نجاحها و تألقها...
                        لا؟ هل ستجد حضنا أحن من حضني بعد ان فارقها أبوها و أمها رحمهما الله؟ هل سيمنحها القدر اخوة أحن من ابنائي عليها ؟ هل ستجد أبا بديلا احسن من زوجي الذي أحبها بصدق و آلى على نفسه أن يرعاها و يحفظها و كان يخاف عليها من " الهوى الطاير"...و كان في كل مرة يحضنها و يقول لها: اعطيك عيني يا جهان ...المهم ان تكوني متميزة في دراستك "عيش بنتي"
                        لماذا يا جهان؟ هل طلبت شيئا لم انفذه لك و فورا؟ ماذا كان ينقصك ؟ أكنت تشتكين من أي شيء و انت معي؟
                        كنت لك الاب و الام و العمة الحنونة طيلة أربع سنوات...و بنيت امالا كثيرة ...و خططت لحياتك و رجوت الله أن يطيل عمري لأراك يانعة مسؤولة...تركبين سيارتك و تذهبين للعمل...و حلمت ...حلمت...حلمت بك تلهثين فرحة سعيدة لتزفي لي خبر نجاحك في الباكالوريا...حلمت بي و أنا اوصلك للجامعة و أحمد الله على تألقك...حلمت بفرحة في بيتي و الكل يهنئني بتعيينك في احد المعاهد استاذة انجليزية...كما كتت تريدين دائما ...حلمت و انا امسك يديك و ازفك لبيت الزوجية سعيدة متميزة متألقة ...حلمت و انا ارفع رأسي فخورة بك و أقول هذه ابنتي التي ربيتها و أحسنت تربيتها..
                        لا؟ لماذا و جدران بيتي تهتف باسمك كل يوم و تفتقدك؟...لماذا و حديقة بيتي لازالت تنتظرك تكبرين بين أشجارها و تتفتحين مع أزهارها...؟
                        لماذا و درب منزلي يفتقد خطاك و يسألني عنك فلاااااا أجد إجابة...؟؟؟؟
                        لماذا و قد كنت أحسب أنك قدري و كل أزمنتي؟...
                        لماااذاااااا؟

                        الأستاذة المبدعة القديرة / منيرة الفهري
                        وددت لو تقبلت الأمر بصدر أرحب ! فالمشكلة في أنك تحلمين لها ، و لم تتكلفي عناءالبحث في أحلامها ! قد تكون أحلامك الأرقي و الأصوب ؛ لكن الأمور لا تتجه بالضرورة في اتجاه تطلعاتنا ، و البشر ليسوا قطعا صماء فوق رقعة شطرنج نحركهم كما نهوى ، و هذه آفة الدنيا و مشكلة الجل من البشر فقد تتعدد مناظير الرؤية فيظن كل ناظر أن زاوية نظره الأصوب ، علما بأن الجميع على صواب ؛ من حيث موقعه و منظوره و رؤيته ، لكن ما من أحد يقتنع بأن الجميع على صواب أو ربما جميعنا صواب و هناك من هو أصوب ...وددت لو حققتِ ذلك و استنطقتْهِا في قصتك فنطَّلِعَ من خلال منظارها ؛ لعلها تملك منطقا و تحوز رؤية تحرف وجهة نظرنا إلى حيث لا تودين ! ستكون قصة أكثر تشويقا و أعظم إفادة .
                        قد يعتقد البعض أن جهان في مرحلة عمرية لا تمكنها من إدراك الأصوب و الأنجع ، هذا أيضا ليس مدعاة للخوف أو فقدان الأمل فالصغير يكبر و ينضج و يصبح ذا رؤية و رأي .، و على كل الوجوه لن يصح إلا الصحيح.
                        و لست مع النهايات المعلبة نهايات الهروب عبر دروب الأحلام على طول الخط ... إنها نهايات عتيقة لا تحسم أمرا ، و لا تقدم حلا.
                        دام العطاء أستاذتنا ، و دام الألق .
                        عظيم تقديري .
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبد الغفار صيام; الساعة 06-10-2018, 19:04.
                        "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
                          (التوبة:51)
                          قصة حزينة في نفسها ومحزنة في الوقت نفسه، لعل لجهان حسابات لم تحسبيها أو لم تقدريها، أو لها طموح لم يكن متوقعا لديك ولذا قررت الابتعاد لتعيش حياتها كما تريد هي وليس كما يراد لها، ومن المستحيل أن يكون أبناؤنا نسخا منا مهما حاولنا استنساخهم على أهوائنا، وكما ينسب إلى سقراط، أو إلى أفلاطون:"لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"، أو: "لا تجبروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"، وهذه المقولة يجب أن تؤخذ بتحفظ شديد إذ إن الحديث هنا عن العادات المكتسبة أو الممراسات المعيشية التي لا شأن لها بالفضائل والقيم النبيلة لأن هذه ثابتة وغير متحولة و غير متغيرة، وإذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده فلعل في المبلاغة في "التدليل" وتكلف تحقيق الرغبات ما يأتي بنتائج عكسية.

                          في كثير من الأحيان يكون ما يعاملنا به أبناؤنا نتيجة حتمية لما أخطأنا في حقهم من تربية سليمة صحيحة موافقة لشرع الله تعالى وفي الأمثال الشعبية عندنا:"من خالف حرفا من الشرع يشتاقه" أي سيأتي يوم يحتاجه فيه لكنه لا يجده، وأبناؤنا غرسنا فإن رعيناه وحافظنا عليه بما يوافق الشرع الحنيف جنينا ثماره الزكية الطيبة وإن نحن خالفنا الشرع وربينا أولادنا وفق أهوائنا ولاسيما إن كانت أهواؤنا بعيدة عن الدين الحق أصابنا المكروه عاجلا أو آجلا وجنينا الثمار المرة، وقد ورد عن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، قوله:"لاعب ولدك سبعا، وأدِّبه سبعا، وصاحبه سبعا، ثم دع الحبل على الغارب"، أو كما قال رضي الله تعالى عنه، فهل راعينا هذا التوجيه؟ وقبل هذا وفوق هذا قول النبي، صلى الله عليه وسلم:" مُرُوا أولادَكُم بالصلاةِ وهُم أبناءُ سبعِ سنينَ، واضرِبُوهُم عليهَا وهُمْ أبْنَاءُ عَشْرٍ وفرِّقُوا بينِهِم في المَضَاجِعِ" فما مدى التزامنا بهذا التوجيه النبوي؟

                          هي تساؤلات أعرضها على نفسي أولا ثم على القراء ثانيا لعلنا نفهم ما يصيبنا من "عقوق" أبنائنا وقد نكون نحن من عقَّهم ابتداءً.
                          نص محزن حقيقة وقد آلمني لأن خيبة الأمل مؤلمة فعلا.

                          تحياتي إليك أستاذتنا الأديبة والشاعرة منيرة وتقديري لك.

                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • منيره الفهري
                            مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                            • 21-12-2010
                            • 9870

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                            أحببتها وودت لو لم تتوقف
                            نكران فأين ذهب الوفاء؟
                            العزيزة منيره
                            تصيغنا الحياة في قوالبها فنتكيف مع نكرانها بمرور الأيام
                            ولو بالتماس العذر للآخرين
                            أسلوب راقي شدني بصفائه لآخر حدود الإصغاء
                            مودتي
                            عزيزتي اميمة الرائعة...شكرا لكلامك الجميل المحفز..
                            تحياتي و ودي

                            تعليق

                            • البكري المصطفى
                              المصطفى البكري
                              • 30-10-2008
                              • 859

                              #15
                              الأستاذة الفهري ؛ تتواتر الخواطر في موضوعات القيم بشكل يغرينا ويحثنا على المزيد ،. هكذا كانت ردود الإخوان في صميم الموضوع ، لأننا نشعر جميعا أننا قد تذوقنا مرارة الهجر من بعيد أو قريب ، من التفاتة وغض الطرف يوما إلى إسبوع إلى سنوات . وأولنا ؛ ودققنا ؛ وأمعنا النظر؛ فاعتبرنا ذلك خيانة أو نكرنا للجميل أو سوء تصرف؛ وفي حالات كثيرة يصل بنا الأمر إلى الارتشاف من قول المتنبي جرعات المعنى وهو المسكوب في قوله :
                              إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ×× وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
                              هذا جزء من إكسير الحياة . وتصدعها . نعيش بين شد وجدب ؛ بين إقبال وإدبار ؛ بين فرح وحزن .
                              الأديبة الراقية منيره الفهري قصتك واقعية بطعم أدبي.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X