" بين تحْذيرِ الهزيمةِ ، و تخْديرِ النَّصرِ! "
" بين تحْذيرِ الهزيمةِ ، و تخْديرِ النَّصرِ! "
تقليص
X
-
" بين تحْذيرِ الهزيمةِ ، و تخْديرِ النَّصرِ! "
في ذكرى نصر معركة أكتوبر المجيدة ، أردت أن أسردَ الوقائعَ لأبنائي كاملةً غير منقوصةٍ أو مبخوسة ، فظننتُ بادئ الأمرِ سهولةَ المهمة ؛ لكنَّني بعد قليلٍ من التأمل أدركتُ مدى ما نقترفُ في حقِّ أبنائِنا مِنْ تزييفٍ و تدليسٍ ، فليس المستهدفُ أن يحفظَ أبناؤنا سِفْراً من أسفار تاريخِنا المجيد ، أو يَتِيهون فخراً بوقائعِ نصرِنا التليد ! دون مغالاةٍ في إثباتِ النصر ، أو إسرافٍ في نفيِّ وقائعِ الهزيمةِ و الكَسْر ! إِذْ هي أيضاً ـــ أي وقائعُ الهزيمةِ ـــ وفيرةٌ على مدارٍ التاريخ ! و لا أجدُ عيْباً في إِطْلاعِهم على الانكساراتِ كما الانتصاراتِ ، بقدرِ ما أجدُ العيبَ في تبريرِها ، و نسبتِها إلى غيرِ أسبابِها إنصافاً لِعِرْقٍ ، أو إِجْحافاً لآخرَ ؛ فإِنَّ ذلكَ ضربٌ من تزييفِ التاريخ ، و تزييفُ التاريخ طريقٌ غيرُ شريفةٍ لتخديرِ الشعوبِ ، قد يصلُ حد الإدمانِ الذي يعقبُهُ موتٌ مؤكدٌ! فَزَمَنُ المُعجزاتِ انْدَرسَ أوانُهُ ، و ولَّى زمانُهُ ، و بديلُ ذلك الأخذُ بالأسبابِ ، و أَعني بذلك عواملَ التخطيطِ و التدريبِ و الإعدادِ المُتْقَنِ ؛ فلأسبابِ النصرِ و الهزيمةِ سننٌ و نواميسُ تجري على كل البشر، دون انْتِقاءٍ أو اصْطِفاءٍ ، و تصديرُ غيرِ ذلك للأبناءِ خديعةٌ مُنَظَّمةٌ ، و جريمةٌ مُحْكَمَةٌ ، أَربأُ بنفسي أَنْ أُشاركَ فيها ، أَوْ أكونَ مِنْ داعِمِيها . فإِنَّ التحذيرَ مِنْ تلافِي السُقُوطَ في بَرَاثِنَ الهزيمةِ مُقَدَّمٌ لَدَيَّ ، على الاحْتِفاءِ المُفْرِطِ بِإِحْرازِ النَّصرِ ، اقْتفاءً لأَثرِ القاعدةِ الأُصُوليةِ " دَرْءُ المَفْسَدَةِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ الْمَنْفَعَةِ " .
"قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
-
يبدو أنني قرأت متأخرا مقالتك الموضوعية عن نقل أخبار السلف لمن يليهم من الخَلف؛ و لعلك في تحليك للنزاهة نادر زمانك لأنك كما تعلم، الهزيمة يتيمة لا يتبناها أحد، على خلاف "النصر" الذي ينسبه إليهم الأبطال و الأوغاد و من بينهما حد الإسراف.
تحياتي الأخ محمد.
م.ش.
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركةيبدو أنني قرأت متأخرا مقالتك الموضوعية عن نقل أخبار السلف لمن يليهم من الخَلف؛ و لعلك في تحليك للنزاهة نادر زمانك لأنك كما تعلم، الهزيمة يتيمة لا يتبناها أحد، على خلاف "النصر" الذي ينسبه إليهم الأبطال و الأوغاد و من بينهما حد الإسراف.
تحياتي الأخ محمد.
م.ش."قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 66979. الأعضاء 5 والزوار 66974.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق