قرأت الـ ق ق ج براقش للأستاذ مزكتلي فتذكرت مقال للكاتبة جودي بريدي نشرته في سبعينيات القرن الماضي، فيما يلي ترجمتي:
Author: Judy Brady (Syfers)
Literature for Composition, (Third Edition),Sylvan Barnet, Morton Berman, William Burto, Marcia Stubbs. 1993, Harper Collins Customs Books, Pages 775-776.
مقال الكاتبة جودي بريدي: "أريد زوجة"
ضمن الجنس البشري، أنتمي إلى ذاك القطاع المعروف تحت تصنيف "الزوجات". فأنا "زوجةٌ"، وأنا كذلك — ليس بمحض المصادفة— أمٌ!
من فترة ليست بالبعيدة، ظهر على شاشة حياتي صديق قديم خرج للتو من حالة طلاق. وله طفل وحيد يعيش مع طليقته، بطبيعة الحال. و هو الآن بصدد البحث عن زوجة بديلة. تذكرته في إحدى الأمسيات وأنا أقوم بكيّ الملابس، وخطر لي فجأة أنني أنا أيضا أرغب بامتلاك زوجة. ولِمَ لا أريد زوجة؟
فأنا أحب أن أعود للدراسة لأحقق أستقلالي الاقتصادي، وأعتمد على نفسي، وإذا اقتضت الحال أعيل من يعتمدون عليّ. أريد زوجة تعمل وتتكفل بتكاليف دراستي. وتعتني بأطفالي أثناء فترة تحصيلي العلمي. أريد زوجة تحفظ مواعيد طبيب أطفالي ومواعيد عيادات طبيب الأسنان. وتحفظ مواعيدي الطبية أنا أيضا. أريد زوجة تعتني جيدا بغذاء أطفالي وبنظافتهم. أريد زوجة من شأنها أن تغسل ملابس الأطفال وتصلحها دائما. أريد زوجة مغذية عاطفيا وسلوكيا تشرف على أطفالي، تعتني بشؤونهم التعليمية، وتضمن أن يحضوا مع أترابهم بحياة اجتماعية مناسبة، وتصطحبهم إلى المتنزهات وحديقة الحيوان، وما إلى ذلك. أريد زوجة تعتني بالأطفال أثناء مرضهم، زوجة تكون حاضرة كلما احتاجوا عناية خاصة، فأنا بطبيعة الحال لا أستطيع أن أغيب عن دروسي في الجامعة. أما زوجتي فعليها أن ترتب أمر غيابها عن العمل دون أن تفقد وظيفتها. ومع أن هذا قد يعني نقص القليل من دخلها المادي من وقت لآخر، أظن أن باستطاعتي احتمال ذلك. ومن نافلة القول إن على زوجتي تتدبر أمر وتكاليف جليسة الأطفال أثناء ساعات عملها.
أريد زوجة من شأنها أن تولي احتياجاتي الجسدية عنايتها. أريد زوجة تُبقي بيتي نظيفا. زوجة من شأنها أن تلتقط ما يبعثره أطفالي، وتلتقط ما قد أسقطه. أريد زوجة من شأنها أن تحفظ ثيابي نظيفة، مكوية، مُصلِحة عيوبها، مجهزة بديلها عند الضرورة، ومن شأن زوجتي أن تحرص على حفظ أشيائي الشخصية دائما في مكانها المناسب حتى أجدها لحظة أحتاجها. أريد زوجة تعد الوجبات، زوجة ماهرة الطهي. أريد زوجة من شأنها تخطيط قائمة الطعام، وتتسوق موادها الضرورية، وتُحضّر الوجبة، وتقدمها بطريقة سارّة، ثم تغسل الأطباق بينما أُحضّر أنا دروسي. أريد زوجة توليني عنايتها حين أمرض وتتعاطف مع ألمي وما ضاع من وقت دراستي. أريد زوجة مستعدة لمرافقة أُسْرتنا في رحلاتنا حين أرغب بالاستجمام والتغيير فتضمن استمرار العناية بي وبأطفالي.
أريد زوجة من شأنها ألاّ تزعجني بترهات التذمر حول واجبات الزوجة. لكنني أريد زوجة تصغي إليّ عندما أشعر بالحاجة إلى شرح نقطة عويصة واجهتني في مسيرة دراستي. ثم إنني أريد زوجة "ترقن" لي بحوثي عندما أنتهي من كتابتها.
أريد زوجة من شـأنها أن تعتني بتفاصيل حياتي الاجتماعية. حين يدعونى وزوجتي صديقٌ، أريد زوجة تتدبر ترتبات جليسة الأطفال. وعندما أقابل أشخاصا في الجامعة أعزهم وأرغب في استضافتهم، فإنني أريد زوجة من شأنها أن تنظف البيت، وأن تحضر وجبة خاصة، وتقدمها بنفسها لي ولأصدقائي، وألاّ تقاطع عندما أتحدث عن أمور تهمني وتهم أصدقائي. أريد زوجة من شأنها أن تكون تدبرت طعام الأطفال وهيأتهم للنوم قبل وصول ضيوفي حتى لا يزعجوننا. أريد زوجة من شأنها أن تولي احتياجات ضيوفي عنايتها حتى لا يشعرون بشيء من الحرج، وتتأكد أن منافض سجائرهم جاهزة، وأن المشهيات (hors d'oeuvres) قد قُدِّمت لهم، وأن دورة ثانية من الطعام قد عُرِضت، وأن كؤوس مدامتهم أُترِعت كلما دعت الحاجة، وأن رغبة كل منهم في القهوة قد حُققِت. وأريد زوجة تعلم أنني أحتاج من وقت لآخر أن أمضي وحدي سهرة خارج البيت.
أريد زوجة من شأنها أن تكون على حساسية عالية برغباتي الجنسية، زوجة جياشة العاطفة، تستجيب لي عندما أرغب، وتحرص أن رغباتي أُشبعت. وبالطبع أريد زوجة لا تفرض عليّ رغباتها عندما لا مزاج لي. أريد زوجة تتولى المسئولية الكاملة فيما يخص موانع الحمل، فأنا لا أريد المزيد من الأطفال. أريد زوجة من شأنها أن تبقى مخلصة لي، فلست بحاجة أن تبلبل قضايا الغيرة حياتي الفكرية. وأريد زوجة تتفهم أن رغباتي الجنسية قد تقتضي أكثر من الالتزام الصارم بمفهوم أحادية الزوجية. فمن المقضي به، بداهة، وجوب قدرتي على التعاطي مع الآخرين بأكمل ما أستطيعه.
وإذا حصل وصادفت أخرى، أكثر من زوجتي ملاءمة للزوجة، فإنني أريد حرية استبدال زوجتي الحالية بها. ومن الطبيعي بهذه الحالة أن أتطلع إلى بداية منعشة وحياة جديدة، ولذلك على زوجتي [السابقة] أن تتولى حضانة الأطفال وتكون وحدها المسؤولة عنهم حتى أبقى أنا حرا.
وحين أتخرج من الجامعة وأتوظف فإنني أريد زوجتي أن تستقيل وتلزم البيت حتى تستطيع أن تولي واجبات الزوجة عنايتها القصوى والكلية.
يا إلهي! مَن [منا] لا يريد زوجة؟
ضمن الجنس البشري، أنتمي إلى ذاك القطاع المعروف تحت تصنيف "الزوجات". فأنا "زوجةٌ"، وأنا كذلك — ليس بمحض المصادفة— أمٌ!
من فترة ليست بالبعيدة، ظهر على شاشة حياتي صديق قديم خرج للتو من حالة طلاق. وله طفل وحيد يعيش مع طليقته، بطبيعة الحال. و هو الآن بصدد البحث عن زوجة بديلة. تذكرته في إحدى الأمسيات وأنا أقوم بكيّ الملابس، وخطر لي فجأة أنني أنا أيضا أرغب بامتلاك زوجة. ولِمَ لا أريد زوجة؟
فأنا أحب أن أعود للدراسة لأحقق أستقلالي الاقتصادي، وأعتمد على نفسي، وإذا اقتضت الحال أعيل من يعتمدون عليّ. أريد زوجة تعمل وتتكفل بتكاليف دراستي. وتعتني بأطفالي أثناء فترة تحصيلي العلمي. أريد زوجة تحفظ مواعيد طبيب أطفالي ومواعيد عيادات طبيب الأسنان. وتحفظ مواعيدي الطبية أنا أيضا. أريد زوجة تعتني جيدا بغذاء أطفالي وبنظافتهم. أريد زوجة من شأنها أن تغسل ملابس الأطفال وتصلحها دائما. أريد زوجة مغذية عاطفيا وسلوكيا تشرف على أطفالي، تعتني بشؤونهم التعليمية، وتضمن أن يحضوا مع أترابهم بحياة اجتماعية مناسبة، وتصطحبهم إلى المتنزهات وحديقة الحيوان، وما إلى ذلك. أريد زوجة تعتني بالأطفال أثناء مرضهم، زوجة تكون حاضرة كلما احتاجوا عناية خاصة، فأنا بطبيعة الحال لا أستطيع أن أغيب عن دروسي في الجامعة. أما زوجتي فعليها أن ترتب أمر غيابها عن العمل دون أن تفقد وظيفتها. ومع أن هذا قد يعني نقص القليل من دخلها المادي من وقت لآخر، أظن أن باستطاعتي احتمال ذلك. ومن نافلة القول إن على زوجتي تتدبر أمر وتكاليف جليسة الأطفال أثناء ساعات عملها.
أريد زوجة من شأنها أن تولي احتياجاتي الجسدية عنايتها. أريد زوجة تُبقي بيتي نظيفا. زوجة من شأنها أن تلتقط ما يبعثره أطفالي، وتلتقط ما قد أسقطه. أريد زوجة من شأنها أن تحفظ ثيابي نظيفة، مكوية، مُصلِحة عيوبها، مجهزة بديلها عند الضرورة، ومن شأن زوجتي أن تحرص على حفظ أشيائي الشخصية دائما في مكانها المناسب حتى أجدها لحظة أحتاجها. أريد زوجة تعد الوجبات، زوجة ماهرة الطهي. أريد زوجة من شأنها تخطيط قائمة الطعام، وتتسوق موادها الضرورية، وتُحضّر الوجبة، وتقدمها بطريقة سارّة، ثم تغسل الأطباق بينما أُحضّر أنا دروسي. أريد زوجة توليني عنايتها حين أمرض وتتعاطف مع ألمي وما ضاع من وقت دراستي. أريد زوجة مستعدة لمرافقة أُسْرتنا في رحلاتنا حين أرغب بالاستجمام والتغيير فتضمن استمرار العناية بي وبأطفالي.
أريد زوجة من شأنها ألاّ تزعجني بترهات التذمر حول واجبات الزوجة. لكنني أريد زوجة تصغي إليّ عندما أشعر بالحاجة إلى شرح نقطة عويصة واجهتني في مسيرة دراستي. ثم إنني أريد زوجة "ترقن" لي بحوثي عندما أنتهي من كتابتها.
أريد زوجة من شـأنها أن تعتني بتفاصيل حياتي الاجتماعية. حين يدعونى وزوجتي صديقٌ، أريد زوجة تتدبر ترتبات جليسة الأطفال. وعندما أقابل أشخاصا في الجامعة أعزهم وأرغب في استضافتهم، فإنني أريد زوجة من شأنها أن تنظف البيت، وأن تحضر وجبة خاصة، وتقدمها بنفسها لي ولأصدقائي، وألاّ تقاطع عندما أتحدث عن أمور تهمني وتهم أصدقائي. أريد زوجة من شأنها أن تكون تدبرت طعام الأطفال وهيأتهم للنوم قبل وصول ضيوفي حتى لا يزعجوننا. أريد زوجة من شأنها أن تولي احتياجات ضيوفي عنايتها حتى لا يشعرون بشيء من الحرج، وتتأكد أن منافض سجائرهم جاهزة، وأن المشهيات (hors d'oeuvres) قد قُدِّمت لهم، وأن دورة ثانية من الطعام قد عُرِضت، وأن كؤوس مدامتهم أُترِعت كلما دعت الحاجة، وأن رغبة كل منهم في القهوة قد حُققِت. وأريد زوجة تعلم أنني أحتاج من وقت لآخر أن أمضي وحدي سهرة خارج البيت.
أريد زوجة من شأنها أن تكون على حساسية عالية برغباتي الجنسية، زوجة جياشة العاطفة، تستجيب لي عندما أرغب، وتحرص أن رغباتي أُشبعت. وبالطبع أريد زوجة لا تفرض عليّ رغباتها عندما لا مزاج لي. أريد زوجة تتولى المسئولية الكاملة فيما يخص موانع الحمل، فأنا لا أريد المزيد من الأطفال. أريد زوجة من شأنها أن تبقى مخلصة لي، فلست بحاجة أن تبلبل قضايا الغيرة حياتي الفكرية. وأريد زوجة تتفهم أن رغباتي الجنسية قد تقتضي أكثر من الالتزام الصارم بمفهوم أحادية الزوجية. فمن المقضي به، بداهة، وجوب قدرتي على التعاطي مع الآخرين بأكمل ما أستطيعه.
وإذا حصل وصادفت أخرى، أكثر من زوجتي ملاءمة للزوجة، فإنني أريد حرية استبدال زوجتي الحالية بها. ومن الطبيعي بهذه الحالة أن أتطلع إلى بداية منعشة وحياة جديدة، ولذلك على زوجتي [السابقة] أن تتولى حضانة الأطفال وتكون وحدها المسؤولة عنهم حتى أبقى أنا حرا.
وحين أتخرج من الجامعة وأتوظف فإنني أريد زوجتي أن تستقيل وتلزم البيت حتى تستطيع أن تولي واجبات الزوجة عنايتها القصوى والكلية.
يا إلهي! مَن [منا] لا يريد زوجة؟
***
مقال الكتابة جودي بريدي بعنوان:
أريد زوجة I Want a Wife
Literature for Composition, (Third Edition),Sylvan Barnet, Morton Berman, William Burto, Marcia Stubbs. 1993, Harper Collins Customs Books, Pages 775-776.
تعليق