وهل من المفروض أن يكون لي رأي في كل "قضية" حتى و إن كانت "القضية" سراً من أسرار (بوليشينيل)؟ طيب، مادمتَ مصِرّاً على معرفة رأيي في حادثة (خشقجي) التي أشعلت مواقع التنافق الاجتماعي العربي و ألهبت ساحات كبريات عواصم المسترزق الغربي، فإليك، صديقي، سأبوح بسر لم تطلع عليه مخابرات (الذباب الإلكتروني) و لم يهتز لسماعه عرش كسرى و لا ملك الفرس و لن يهدد وقعه الأمن القومي للعم صام و لن يصدع المنبر و لن تقرع لهوله أجراس الكنائس و لن يمنع عني منتجات إسرائيل و لن تتحرك لصده دبابات (الكريملين) و لن توقع على مصادرته لجان (الكونجرس) و لن يتشدق للتنديد به حقوقيون...
إليك رأيي بعجالة، بلغة الأرقام التي أفهمها أكثر من لغة الخشب:
ثلاث سنين حرب اليمن : القتلى بالألوف؛ الكوليرا تحصدالأرواح؛ التجويع ينخر بطون الرضع و الشيوخ؛
شهر واحد في ميانمار: 6700 قتيل، من بينهم 70% قضوا حتفهم إما حرقاً و هم أحياء، أو بتراً للأعضاء أو قطعاً للأحشاء...و منهم كذلك 730 طفلا سيسألونك: بأي ذنب قتلنا؟
سبع سنين في سوريا: 353 ألف قتيل و فوقهم 600 و قد يزيدون عند كل ساعة تمتد فيها الحرب المدمرة داخل البلد الذي كنت أحلم ذات يوم أن أزوره من شدة احترامي لعلمائه و شغفي بحضارته! هذا عن القتلى، أما عن الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق و هُجِّروا و تشردوا و تشتتوا فحدث عن هول الخطب و لا حرج.
و هل تريد رأيي عن (خشجقي) بعد كل هذا أم تريد أن تتريث قليلا حتى أزودك بالمزيد من الأرقام التي يشيب لهولها الولدان، من إحصائيات تقتيل و تعذيب داخل سجون الاستبداد و عن فلسطين و الأردن و لبنان و عن الصهاينة و عن الفراعنة و عن الأكاسرة و عن الشرفاء العلويين و عن و عن و عن...؟
فيا صديقي، قبل أن تسألني عن رأيي - و هل رأي مثلي يُعْتدّ به في مثلها "قضية"؟ - فدعني و شأني لأنني ابن رجل تاجر، رضعت لغة الأرقام من الثدي قبل أن ينطلق لساني في المدارس ليتقن فن الخطابة و يدرس لغة الخشب.
تحياتي
م.ش.
إليك رأيي بعجالة، بلغة الأرقام التي أفهمها أكثر من لغة الخشب:
ثلاث سنين حرب اليمن : القتلى بالألوف؛ الكوليرا تحصدالأرواح؛ التجويع ينخر بطون الرضع و الشيوخ؛
شهر واحد في ميانمار: 6700 قتيل، من بينهم 70% قضوا حتفهم إما حرقاً و هم أحياء، أو بتراً للأعضاء أو قطعاً للأحشاء...و منهم كذلك 730 طفلا سيسألونك: بأي ذنب قتلنا؟
سبع سنين في سوريا: 353 ألف قتيل و فوقهم 600 و قد يزيدون عند كل ساعة تمتد فيها الحرب المدمرة داخل البلد الذي كنت أحلم ذات يوم أن أزوره من شدة احترامي لعلمائه و شغفي بحضارته! هذا عن القتلى، أما عن الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق و هُجِّروا و تشردوا و تشتتوا فحدث عن هول الخطب و لا حرج.
و هل تريد رأيي عن (خشجقي) بعد كل هذا أم تريد أن تتريث قليلا حتى أزودك بالمزيد من الأرقام التي يشيب لهولها الولدان، من إحصائيات تقتيل و تعذيب داخل سجون الاستبداد و عن فلسطين و الأردن و لبنان و عن الصهاينة و عن الفراعنة و عن الأكاسرة و عن الشرفاء العلويين و عن و عن و عن...؟
فيا صديقي، قبل أن تسألني عن رأيي - و هل رأي مثلي يُعْتدّ به في مثلها "قضية"؟ - فدعني و شأني لأنني ابن رجل تاجر، رضعت لغة الأرقام من الثدي قبل أن ينطلق لساني في المدارس ليتقن فن الخطابة و يدرس لغة الخشب.
تحياتي
م.ش.
تعليق