فراغات ....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    فراغات ....

    فراغات


    حذو الحائط المجازي،
    شواهد وتأويلات تتشظّى
    فراغات موقوتة
    جياد تتواعد لتقدح الأرض
    و تحت سماء شديدة الإغراء،
    تنحدر قبائل متربصة بالضوء
    رحى حرب تدور فوق موائد الجوع
    فتُسقَى البلاد ببضحكات الراحلين..

    هناك،
    مقابر بلا أسوار
    أشجار صنوبر صامتة
    مدينة كبيرة تتساقط شوارعها بلا رغبة
    كأنّ الأفق التصق بالزمن الذبيح
    وكأنّ الإعصار لا يلوي على شيء.

    كل المواقيت تمائم ليل لا ينتهي
    أين ترقص الأساطير القديمة
    وحدها أنثى الشهوة الأخيرة،
    تخضّب ضفائرها بما لوحته الريح
    وعلى ضفاف الانتظار،
    تهرول القبلات المسروقة
    داخل أفواه خرساء...

    لا شيء يهزّ أغصان المسافات الآن،
    سوى تلك التي تستعيد خطيئتها الأولى
    تحاورها أشجار التوت
    لتتسلّ في غفلة الغواية
    إلى خلوة داخل الإنتظار.



    سليمى السرايري


    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • سامر السرحان
    أديب وكاتب
    • 24-11-2012
    • 860

    #2


    خيال خصب وتمكن من لغة الكبار وصفوة الكلم .
    هذا النص للنُخبة فقط
    . لوحة تعبر عن أحاسيس الضياع والشتات،التشاؤم يلتف حول عنق النص،
    تارة يشده بقوة وتارة يطلق له العنان ليصرخ...

    شواهد القبور
    الأسوار والرحى
    والحرب
    الراحلين
    وووو

    حتى
    الفراغات التي قد نجد فيها ما يجعلنا نتخلص من التفكير السلبي كانت موقوتة . والموقوت تعبير يذكرني بالقنابل الموقوتة .
    ليست مؤقتة بل موقوتة، فالحروب بشكلها العام تجلب التعاسة وتجلب المرض ويرخص اللحم.
    لحم بني البشر تحت سقف الغواية وسماء الاغراء

    *
    موائد الجوع : تعبير رائع .
    لا يوجد هناك سوى
    ضحكات الراحلين .
    بمعنى أن أيامهم وفي عصرهم فقط كانت الضحكات موجودة فهي اذا الذكرى!
    أشجار الصنوبر:

    في العادة شامخة ومُعمرة ووههنا لا هي لا تتكلم
    , بمعنى أنها صمتت عن الكلام وهذا ليس ديدنها
    تلك المدينة التى تصفينها هي مدينة الحزن فبدل أن تسقط الأشياء والأشلاء والبشر على شوارعها وأرصفتها ,
    اخترتِ بأن تقولي حتى الشوارع سقطت وتساقطت

    ولكن الى أين ونحو ماذا ؟ نحو قاع سحيق ودون رغبة منه

    لفتة ::::
    أظن أن تلك الشوارع اختارت بأن تتساقط للقاع لتكون شوارع لأصحاب الضحكات الأنفة الذكر وهم الأموات
    حتى الأفق الذي نتطلع له ونصبوا اليه يلتصق بالزمن الذبيح فالإعصار عندما يأتي يدمر أيضا.
    هنا لم يجد الاعصار شيئا يدمره او حتى يلتف من حوله ويلوي عليه . أتت بحرفية عالية
    لأن الاعصار بالعادة كالدوامة تلتوي ،، وتشكل دوائر ومنحنيات وكلمة يلوي تعني ينتظر او يعتمد فتمازج المعنيين لكلمة واحدة رائع
    والإعصار عندما جاء ولم يجد شيئا التوى على نفسة . فلا يهم الميت بعد الموت شيء...

    أصبحت المواقيت معلقة لا تجد من يطرقها فالمواعيد لا تعتبر مواعيد الا بالإنتظار والحضور.
    أين علامة الإستفهام بعد ( أين ترقص الأساطير القديمة ؟ ) أظن أن الأساطير لوحدها علامة استفهام كبرى

    هنا نأتي لذكر الأنثى
    أنثى الشهوة الأخيرة :
    ...الشهوة ههنا هي الرغبة ولكن الرغبة بماذا ؟
    أظن أنها رغبة في الرجوع للزمن القديم ...قد تكون لضحكة , لهمسة , لقبلة .....
    فهي تجهز نفسها وتخضب ضفائرها لأمل جلبتة الريح ولوحت لها به
    فالانساب يتحلل ويصبح ترابا بعد ما كان وكان...
    فلا أستبعد بأن ذرات التراب تلك هي عبارة عن بقايا بشر
    وعطرهم الممزوج بتلك الأغب
    رة.

    نأتي لضفاف الانتظار :الإنتظار يعني الأمل، وفي طياته أمل للقاء....والضفاف تطلق على جوانب وحواف الأنهار
    امتزاج النهر والحياة على ضفافه أتت رائعة، فالنهر أمل وحياة لني البشر، والإنتظار ههنا فيه أمل...

    القبلات المسروقة :
    تهرول للمنتظر، فتعطيه بسمة ودافعاً للذكرى والاستقواء على الانتظار...
    لا شيء يهز أغصان المسافات الأن سوى ....
    تستذكر الكاتبة ههنا الخطيئة الأولى، وتريد أن تعود لها لتهتز أغصان المسافات وتحرك ما في الدواخل من أشياء سكنت،
    من أشياء قد حااولت أن تتناساها او تبعد التفكير عنها على الأقل . وهي بالنسبة لها خطيئة والحب حتى في بلادنا خطيئة


    تحاورها أشجار التوت، :
    التوت ههنا له معان عده :
    يقال بأن حواء غطت نفسها بورق التوت بعدما تكشفت.

    -

    أتمنى أن يكون التحليل قد اقترب من روح النص
    حماك الله أديبتنا .
    -------

    سامر
    https://www.facebook.com/samer.al.940

    تعليق

    • محمد شهيد
      أديب وكاتب
      • 24-01-2015
      • 4295

      #3
      جسد القصيدة يمشي على خطى الدم المتناثر هنا وهناك كأثر يدل على مرور الأوباش من المدينة الفاضلة؛ ذكرى موحشة لزمن عامر، و غيوم تسد الافق يحسبها "جياع الأرض" عارضاً ممطراً فإذا بالانتظار يطول و إذا بالغيوم سحاب يهطل وابلا من الأعاصير تسيل أودية لتهدم أسوار القلعة الهادئة كموقع اعتراه النسيان فصار خبراً بعد أن كان أثراً.

      أما روح القصيد فمتشبع بإلهام الواقع من أحداث تقض المضجع تعرضها (مأدبة اللئام على مائدة الأيتام).

      كنت موفقة جدا في ربط المجاز بالأساطير و الحاضر.

      صديقتي سليمى، لك التحية الخالصة.

      م.ش.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 23-10-2018, 17:57.

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #4



        الصديق الكاتب صاحب الحرف العذب
        الأستاذ سامر السرحان

        لا أعرف من أين لي أن ابدأ كلامي وأنا واقفة عاجزة أمام ردك العميق والدقيق و الذي جاء كقراءة تحليلية تناولتَ فيها تقريبا كلّ تموجات النص بأحزانه الكثيرة وأفراحه القليلة
        سأعتزّ دائما دائما بإلتفاتتك النبيلة نحو حرفي المتواضع يا أستاذ سامر.

        -
        شكرا من القلب
        -
        -
        -
        -
        -
        -
        سليمى
        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • منيره الفهري
          مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
          • 21-12-2010
          • 9870

          #5
          جميلة انت يا سليمى و جميلة كلماتك الحزينة الرقيقة ...أستمتع بالفعل و أنا أقرأ قصائدك..
          كنتُ هنا في مأدبة أدبية...فشكرااا و ألف لهذا الألق...
          تحياتي الصادقة عزيزتي

          تعليق

          • عمر غراب
            شاعر
            • 02-01-2010
            • 167

            #6
            تصويب

            الرائعة : سليمى السرايري
            نصّ بديع و دالّ ..
            تتوالدُ فيه المشاهدُ بصدق و احترافية ..
            متماسّاً مع المتلقى و مثيرآ لأسئلةٍ شتّى ..
            أهنئك و أشكرك .
            التعديل الأخير تم بواسطة عمر غراب; الساعة 24-10-2018, 03:41. سبب آخر: خطأ مطبعي

            تعليق

            • محمد بوسنة
              أديب وكاتب
              • 30-04-2013
              • 507

              #7
              الأستاذة الفاضلة ابنة وطني العزيز سليمى السرايري
              تحية لقلمك المبدع.قصيدة متميزة حزينة و جميلة .بوركت أستاذة

              تعليق

              • سليمى السرايري
                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                • 08-01-2010
                • 13572

                #8

                المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                جسد القصيدة يمشي على خطى الدم المتناثر هنا وهناك كأثر يدل على مرور الأوباش من المدينة الفاضلة؛ ذكرى موحشة لزمن عامر، و غيوم تسد الافق يحسبها "جياع الأرض" عارضاً ممطراً فإذا بالانتظار يطول و إذا بالغيوم سحاب يهطل وابلا من الأعاصير تسيل أودية لتهدم أسوار القلعة الهادئة كموقع اعتراه النسيان فصار خبراً بعد أن كان أثراً.
                أما روح القصيد فمتشبع بإلهام الواقع من أحداث تقض المضجع تعرضها (مأدبة اللئام على مائدة الأيتام).

                كنت موفقة جدا في ربط المجاز بالأساطير و الحاضر.
                صديقتي سليمى، لك التحية الخالصة.

                م.ش.




                وكنت موفّقا جدّا في قراءة ما بين السطور صديقي محمد شهيد
                اعتدنا البطون الكبيرة التي تأكل ما يقتات المحتاج من قوت لأجل الحياة
                اعتدنا بمن يمسح السعادة على حساب سعادته ورغباته ونهمه
                اعتدنا بدم الشهداء الذين رحلوا مبتسمين لأنهم أدركوا جيّدا أن الأوطان لا تُباع
                وأنّه هناك كثيرون لا يفرّطون فيه حتّى لو شعرنا بأنّنا غرباء في أوطاننا مادامت البطون الكبيرة تنفخ جيوبها ورصيدها...
                وبين كلّ هذا وذاك، كانت الأنثى التي هي تلك الأرض وتلك الأمّ وتلك الأرملة وتلك الحبيبة وتلك الأخت تستعيد خطيئتها الأولى اشتياقا، بينما أوراق التوت التي تستر بها أصبحت أكثر أهميّة من الوجوه العارية التي لا تستحي.....
                نعم هناك مزج بين الأسطورة والواقع...
                -
                أعجبني حضورك وتعليقك
                شكرا لك.
                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                  جميلة انت يا سليمى و جميلة كلماتك الحزينة الرقيقة ...
                  أستمتع بالفعل و أنا أقرأ قصائدك..
                  كنتُ هنا في مأدبة أدبية...فشكرااا و ألف لهذا الألق...
                  تحياتي الصادقة عزيزتي



                  حضورك الأجمل والأبهى الغالية منيرة
                  قال المسعدي ابن منطقتك رحمه الله :
                  الأدب مأساة او لا يكون
                  والنصوص الشجيّة دائما لها ذلك الرونق المتفرّد..
                  -
                  تحياتي واحترامي صديقتي

                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  • فوزي سليم بيترو
                    مستشار أدبي
                    • 03-06-2009
                    • 10949

                    #10
                    هذه سليمى التي لوَّنت بريشتها الملهمة قصائدها منذ أن عرفتها في
                    أنا آخر أنثى بللورية
                    مرورا ب ...
                    قد تجيء مريم
                    طفلة تشتهيها المشانق
                    والكثير الكثير ...
                    اليوم هنا سليمى بثوب جديد وأنيق
                    فراغات من النصوص التى تتميّز بها سليمى
                    في النص نتوقف قليلا عند .. ضفاف الإنتظار .. والقبلات المسروقة
                    لكن في أشجار التوت هناك فسحة من أمل ووعد


                    تحياتي
                    فوزي بيترو

                    تعليق

                    • حاتم سعيد
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 02-10-2013
                      • 1180

                      #11
                      حذو الحائط المجازي،
                      شواهد وتأويلات تتشظّى
                      فراغات موقوتة
                      جياد تتواعد لتقدح الأرض
                      و تحت سماء شديدة الإغراء،
                      تنحدر قبائل متربصة بالضوء
                      رحى حرب تدور فوق موائد الجوع
                      فتُسقَى البلاد ببضحكات الراحلين..

                      هناك،
                      مقابر بلا أسوار
                      أشجار صنوبر صامتة
                      مدينة كبيرة تتساقط شوارعها بلا رغبة
                      كأنّ الأفق التصق بالزمن الذبيح
                      وكأنّ الإعصار لا يلوي على شيء.

                      كل المواقيت تمائم ليل لا ينتهي
                      أين ترقص الأساطير القديمة
                      وحدها أنثى الشهوة الأخيرة،
                      تخضّب ضفائرها بما لوحته الريح
                      وعلى ضفاف الانتظار،
                      تهرول القبلات المسروقة
                      داخل أفواه خرساء...

                      لا شيء يهزّ أغصان المسافات الآن،
                      سوى تلك التي تستعيد خطيئتها الأولى
                      تحاورها أشجار التوت
                      لتتسلّ في غفلة الغواية
                      إلى خلوة داخل الإنتظار.
                      تعليق الشاعرة:
                      اعتدنا البطون الكبيرة التي تأكل ما يقتات المحتاج من قوت لأجل الحياة
                      اعتدنا بمن يمسح السعادة على حساب سعادته ورغباته ونهمه
                      اعتدنا بدم الشهداء الذين رحلوا مبتسمين لأنهم أدركوا جيّدا أن الأوطان لا تُباع
                      وأنّه هناك كثيرون لا يفرّطون فيه حتّى لو شعرنا بأنّنا غرباء في أوطاننا مادامت البطون الكبيرة تنفخ جيوبها ورصيدها...
                      وبين كلّ هذا وذاك، كانت الأنثى التي هي تلك الأرض وتلك الأمّ وتلك الأرملة وتلك الحبيبة وتلك الأخت تستعيد خطيئتها الأولى اشتياقا، بينما أوراق التوت التي تستر بها أصبحت أكثر أهميّة من الوجوه العارية التي لا تستحي.....
                      نعم هناك مزج بين الأسطورة والواقع...



                      قرأت النصّ لمرات ومرّات، دهشت من زخم المعاني، أربكتني، حاولت أن أفهم ماذا تريد فراشتنا الشاعرة أن تقول، هل تركت الوحي والخيال يتكلّم، هل هي فورة أحاسيس في ليلة أرق؟
                      أوّل كلمة مررت بها هي ---الحائط--تساءلت هل هو اختيار مدروس؟
                      لماذا لم تختاري (الجدار-مثلا) ولكن فهمت من السياق أنها أرادت أن تقول أنها ستتكلم بكل حيطة واحتياط (حذو الحائط) ستتكلم وستحتاط.

                        • واحْتاطَ الرجلُ : أَخذ في أُموره بالأَحْزَم .
                          واحْتاط الرجل لنفسه أَي أَخذ بالثِّقة .
                          والحَوْطةُ والحَيْطةُ : الاحْتِياطُ .
                          وحاطَه اللّه حَوْطاً وحِياطةً ، والاسم الحَيْطةُ والحِيطة : صانه وكَلأَه ورَعاه .
                          وفي حديث العباس : قلت يا رسول اللّه ما أَغْنَيْتَ عن عمك ، يعني أَبا طالب ، فإِنه كان يَحُوطُك ؟ حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً إِذا حفظه وصانه وذبَّ عنه وتَوفَّرَ على مصالحِهِ
                        • مع الحائط سنجد المجاز: شاعرتنا ستمر حذو (بجانب الحائط المجازي) والمجاز هو أن تقول ولا تقول وكلّ من يقرأ سيفهم ما يريد أن يفهمه فكأنّنا بأحجية.
                        • المَجازُ من الكلام : ما تجاوز ما وُضع له من المعنى.
                        • - شواهد وتأويلات: ما كل ما تراه العين وتسمعه الأذن يمكن أن يكون حقيقة ..كل أمر هو قابل للتأويل. كل كلمة يمكن أن تكون شضيّة للغم تناثرت أجزاءه.
                          وهذا المعنى كتبت عنه في روايتي رصاصة واحدة لا تكفي حين قلت أن بين الحقيقة والخيال خيط رفيع (رابط) تحدّده مشيئة الله قد يصل إلى ما نعبّر عنه ((((المعجزة)))) أي معنى غير قابل للتصديق. نجده في القرآن الكريم حين يقول جلّ جلاله:(بلسان سيدنا الخضر عليه السلام مخاطبا موسى عليه السلام)..قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صبرا...



                          جياد تتواعد لتقدح الأرض
                          وهنا أيضا سؤال جديد : لماذا اختارت الجياد ولم تختار (الحصان/الخيل....)


                          لأن الجياد من الجود والجيّد وهو الكرم والحسن- فكأن هذه الجياد منزّلة من السماء.

                          تتواعد= تلتقي

                          لتقدح الأرض: لتشعل الأرض، اشعال الأرض = يمكن أن يكون اخضرارا كما يمكن أن يكون لهيبا.
                        • تنحدر: يقال فلان ينحدر من عائلة عريقة أي أنه معلوم الأصل..و انحدر منه : تفرّع منه وانتسب إليه انحدرت هذه الحضارةُ من تليد موروث ، وطريف مقبوس.
                        • قبائل: يقال أشرف القبائل قريش بعث فيها خاتم الأنبياء وتفهم من متربّصة بالضوء (الضوء= هو نور الاله) والأنبياء قبس من نور الله.

                      • المعنى: نحن أمام رؤيا (حلم) نبوءة قابلة للتحقق.



                        • عندما يحدث هذا سنرى:

                          رحى حرب تدور فوق موائد الجوع
                          فتُسقَى البلاد
                          بضحكات
                          الراحلين..

                          الحرب لابدّ أن تقع سيقودها جياع هذا العصر
                          وضحكات الراحلين؟
                          هم بالتأكيد من بشروا بهذا الحلم إزاء استهزاء (ملوك هذا الزمان من المتسلطين المتغطرسين) الذين سيعلمون أن للحق موعدا قريب...

                          ---------
                          والحمد لله أن الشاعرة قدمت تعليقا بخصوص النص:
                          تعليق الشاعرة:
                          اعتدنا البطون الكبيرة التي تأكل ما يقتات المحتاج من قوت لأجل الحياة
                          اعتدنا بمن يمسح السعادة على حساب سعادته ورغباته ونهمه
                          اعتدنا بدم الشهداء الذين رحلوا مبتسمين لأنهم أدركوا جيّدا أن الأوطان لا تُباع
                          وأنّه هناك كثيرون لا يفرّطون فيه حتّى لو شعرنا بأنّنا غرباء في أوطاننا مادامت البطون الكبيرة تنفخ جيوبها ورصيدها...
                          وبين كلّ هذا وذاك، كانت الأنثى التي هي تلك الأرض وتلك الأمّ وتلك الأرملة وتلك الحبيبة وتلك الأخت تستعيد خطيئتها الأولى اشتياقا، بينما أوراق التوت التي تستر بها أصبحت أكثر أهميّة من الوجوه العارية التي لا تستحي.....
                          نعم هناك مزج بين الأسطورة والواقع...
                          -----------------------

                          فراشتنا الشاعرة كنت مبهرة في هذا النصّ

                          تحياتي

                      من أقوال الامام علي عليه السلام

                      (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                      حملت طيباً)

                      محمد نجيب بلحاج حسين
                      أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                      نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                      تعليق

                      • سليمى السرايري
                        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                        • 08-01-2010
                        • 13572

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عمر غراب مشاهدة المشاركة
                        الرائعة : سليمى السرايري
                        نصّ بديع و دالّ ..
                        تتوالدُ فيه المشاهدُ بصدق و احترافية ..
                        متماسّاً مع المتلقى و مثيرآ لأسئلةٍ شتّى ..
                        أهنئك و أشكرك .

                        الشاعر الرائع عمر غراب

                        مرورك أسعدني هذا المساء وأنا أعود إلى فرغاتي المتّشحة بشيء من الحزن
                        فعلا ، هناك أسئلة كثيرة تئنّ داخل تلك المشاهد.
                        -
                        شكرا لأنّك هنا.
                        -
                        -
                        -
                        تقديري

                        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                        تعليق

                        • سليمى السرايري
                          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                          • 08-01-2010
                          • 13572

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد بوسنة مشاهدة المشاركة
                          الأستاذة الفاضلة ابنة وطني العزيز سليمى السرايري
                          تحية لقلمك المبدع.
                          قصيدة متميزة حزينة و جميلة .

                          بوركت أستاذة


                          مرحبا بك أستاذنا محمد بوسنة

                          أوّلا سعيدة جدا بمرورك لسيما انك ابن تونس الخضراء وما كنتُ أعرف ذلك
                          ثانيا، فرحتُ لأنّ كلماتي لاقت القبول الحسن لديك.

                          فشكرا من القلب.
                          -
                          -
                          -
                          -
                          تقديري

                          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                          تعليق

                          • عوض بديوي
                            أديب وناقد
                            • 16-03-2014
                            • 1083

                            #14
                            ســلام من الله و ود ،
                            نص يحتاج لصفاء بحجم الفراغات ،
                            وكأجراء أولي ولحين عودة قريبة بحوله تعالى
                            و
                            للجـمال والاشتغال :

                            تعليق

                            • الهويمل أبو فهد
                              مستشار أدبي
                              • 22-07-2011
                              • 1475

                              #15
                              الفراغ الواعد في فراغات..

                              جئت إلى القصيدة متسلحا بأدوات نقد بالية. الأمر بدا بسيطا. سأقابل المادي بنقيضه خاصة أن عنوان القصيدة (فراغات ..) والفراغ نقيض المادي، والمعاجم تقول إنه "الخلو" أو المكان الخالي. كثيرون كتبوا عن الأضداد وأعرف من كتبوا عن السواد والبياض وعن المشاكلة والختلاف وعن غيرها من الأضداد أو عن مجازات بها نحيا (هذا عنوان كتاب). والقصيدة حين قرأتها أول مرة بدأت بالمادي (الحائط). وحين عدت للقصيدة، قرأتها عدة مرات أحاول بناء مسرد من النقائض ثم معالجة دلالاتها وعلاقاتها ببعضها. لكنني كلما قرأتها ظهر لي فراغ جديد. بحثت عن ماديّ واحد فلم أجد. حتى الحائط لم يكن غير فراغ يفضي إلى فراغ حذوه، لأنني أدركت أخيرا أن القصيدة لا تبدأ بالحائط بل "حذوه"، سواء كانت المفردة تعني مكانيا بـ"جانبه" أو تعني "مثله" أو"شبيهه" كما أنه لم يكن أبدا حائطا ماديا بل مجازيا. وعندما يعجز القارئ أن يجد مدخلا فليعد إلى سيرته الذاتية ليسرد الصعوبات التي قابلته. وها أنا قد فعلت.

                              لنرسم، إذاً، على الماء حين ترفض القصيدة البوح أو حين ترسم ألوانها ببياض الزيغ اللوني أو حين تتكلم اللغة. القصيدة ببساطة فراغ فيه فراغات أو هي فراغات في فراغ. مثل هذه مفارقة مستحيلة.


                              وإذا كانت "الشواهد والتأويلات" تحذو "حذو الحائط المجازي" فإنها لن تكون غير حائط مجازي آخر أو شواهد (إن شئت) بل تأويلات تتشظي! التأويل في اللسان يعني الجمع (جمع ما تشتت أو تشظى). فكيف نقرأ تأويلات تتشظى، تأويلات تُفرّق، مع أن وازع التأويل ودافعه هو تفرق ما يقتضي الجمع؟ لا بد أن التأويلات تشظت وتعددت قبل أن تكون. فالقصيدة نفسها تؤكد أن الشواهد والتأويلات "فراغات موقوتة" أو هي تجعلها مساوية ومماثلة للفراغات الموقوتة زمانا ومكانا لنقف قليلا: (قالت المعاجم: "واسْتَعْمَلَ سيبويه لفظ الوَقْتِ في المكان ، تشبيهاً بالوقت في الزمان، لأَنه مقدار مثله"). كان بإمكان المعجم أن يقول (لأنه مقدار "حذوه"). تستطيع المعاجم أن تفعل ذلك لأن المكان والزمان، عند المعاجم، مُسلَّمَاتان. أما في القصيدة فإن الزمان هو المكان والعكس صحيح. من هذه السيولة الزمانية (أي أن الفرغات مطبوعة على الزمان، لأن المكان معدوم أو "خلوة") نجد أن مكانية الفراغ زمان (و"موقوته": تعني مؤكدة ولا يمكن تأكيد الوقت إلا في مكان حتى لو كان المكان فضاء). حسرة المعاجم أنها لم تر "فراغات .." وإلا اقتدحت في العربية مفردة جديدة.


                              كادت "الجياد" (وفي نواصيها الخير) أن تكون الأمر المادي الواعد لولا أنها "تتواعد لتقدح الأرض"، محصورة بين الفراغات الموقوتة وقبائل تتربص بالضوء. فبماذا تعد الجياد، من هذا الموقع، أو تتوعد؟ ليس أمامها، (سواء تواعدت أو توعدت أو وعدت) غير "رحى حرب تدور"! فهي كما الرحى (إن بقي من مجايلي الرحى من يعرفها) لا تبعث على الأمل. ثم إنها رحى حرب تدور "فوق موائد الجوع"! عادة، تدور الرحى لتسد جوعا. أما رحى القصيدة رحى لا "ثفال" لها ولا "لهوة"، بل على مائدة بما لها من دلالات تنقضها لتؤكد الفراغ، لأنها "مائدة الجوع". وهي في النهاية لن تسد سغبا. وعلى البلاد أن ترتوي بضحكات الراحلين، فراق أو فراغ آخر. هل هذه سخرية أم مجاز؟ الماء دليل الحياة، وبما أن البلاد "تُسقَى بضحكات الراحلين" فثمة أمل خارج ما تركه الراحلون من فراغات.


                              ومع فسحة الأمل الغامضة تعود الفراغات تملأ الفراغ، تكثفه لعل ولادة جديدة تأتي بعدما التصق الفضاء "بالزمن الذبيح" وبعدما أمست "كل المواقيت تمائم ليل لا ينتهي"، وبعد إعصار حذو أو مثل من "لا يلوي على شيء"، أقول "بعد" مع أن القصيدة بخيلة ظروف الزمان والمكان. بل اعتمدت بشكل خاص على تراتب أبياتها لتعوض تسلسلها الزمني والمكاني، وكأن محض وجودها يكفي. نعم، جاءت "تحت" (سماء شديدة الإغراء)، و"هناك" المبهمة و "أين" التي لا تدري معها أ هي استفهام أم هي إستنكارية نافيه. وهي في النهاية تبحث عن فراغ موغل في القدم، تبحث عن الأساطير! (أين ترقص الأساطير) دون علامة استفهام. بعد كل هذه المعمعة تعود فسحة الأمل "تحت سماء شديدة الإغراء"! لا بد من أسطورة، إذاً.


                              "وحدها أنثى الشهوة الأخيرة" جديرة بالوجود تحت سماء شديدة الإغراء؛ فهي "تخضّب ضفائرها بما لوحته الريح"، تخضب ضفائرها بكل ما مسته "الريح/الروح"، حركة جنين أولى، أمل ولادة لا شك، أسطورة حياة وبعث. ههنا "على ضفاف الانتظار تهرول" التباشير (قبلات مسروقة/ داخل أفواه خرساء). ما زال "الفراغ" يطلب الملء وتكثيف الوجود.


                              الآن، الآن: ثمة من يهز المسافات رغم أن اللغة تبدأ بالنفي (لا شيء يهز المسافات). إنها أنثى الشهوة الأخيرة:
                              لا شيء يهزّ أغصان المسافات الآن،
                              سوى تلك التي تستعيد خطيئتها الأولى

                              لماذا خطيئة أولى، خطيئة ليس كمثلها خطيئة؟ خطيئة لا قبلها وربما ما بعدها خطيئة؟ إنها خطيئة رقصة الأساطير، خطيئة السقوط، خطيئة الحياة أو بالمفهوم الديني سبب "إعمارالأرض".


                              لم تكن الفراغات إذاً غير الكون قبل عمارته وها هي الأنثى تبدأ بمحاورة "أشجار التوت" استعدادا لما يقتضيه جهد البناء وتصحيح المسار. فلتتسلّ إذاً "في غفلة الغواية" أو لتتسلل: إلى أين؟ لا بد من فراغ أخير. فلتتسلل أو لتتسلّ إلى فراغ أخير، "إلى خلوة داخل الإنتظار".

                              تعليق

                              يعمل...
                              X