منطقة رأس الجبل عبر العصور-ولاية بنزرت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاتم سعيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 02-10-2013
    • 1180

    منطقة رأس الجبل عبر العصور-ولاية بنزرت

    1- معتمدية رأس الجبل:
    تتكوّن المعتمدية بالإضافة إلى رأس الجبل من مجموعة أخرى من المدن و القرى العريقة مثل رفراف وصونين و الماتلين ورأس الزبيب وبني عطاء والقرية. وهي تتّسم بتنوّع التضاريس الطبيعية حيث تجتمع فيها السهول والتلال والغابات والأودية وعيون الماء الصالح للشراب، أما شريطها الساحلي الممتد من حدودها مع غار الملح في رأس سيدي على المكي إلى حدودها مع منزل الجميل في منطقة الرمال وتتزاوج فيه الشطوط الرملية مع الصخرية. كما تمتلك عدّة جزر .
    لهذه المنطقة تاريخ كبير، وهي تعتبر من أبرز الجهات التي شهدت استقرار المجموعات البشرية فقد سكنتها مختلف الشعوب المتوسطية المهاجرة أو المنتصرة في الحروب فخلّفت فيها آثارها وعنصرها وعاداتها وتقاليدها ولكنّ تلك الآثار وقع إهمالها وإغفالها وعبثت فيها يد الانسان أكثر من العوامل الطبيعية وكلّ ما يمكن معاينته لا يزيد عن الحجارة المتراكمة وحتّى ما وجد من اللّقى فهو يزيّن متحف باردو أو متحف أوتيك. غير أنّ ما بقي مدفونا تحت أديمها هو أكثر بكثير ممّا كشف وهو يطالعنا من حين لآخر ليقدّم الدليل على أصالة هذه الربوع.
    لم يغفل المؤرخون والرحالة القدامى عن تقديم معطيات مهمّة عن "ما كان" في هذه المنطقة الشاسعة كما قامت بعض البعثات الأثريّة بإماطة اللثام عن الكثير من المعطيات.
    تاريخ مدينة رأس الجبل:
    رأس الجبل: هي مدينة ساحلية تقع في أقصى الشمال التونسي وتحديدا في الجانب الشرقي من ولاية بنزرت، وفيها نجد مقرّ المعتمديّة الذي يبعد عن مركز الولاية 35 كم وعن تونس العاصمة 62 كلم.
    يمكننا أن نقسم تاريخ رأس الجبل إلى قسمين رئيسيين:
    1- التاريخ القديم:
    قليلة هي المعطيات التاريخية حول هذه المدينة في فترة ما قبل الميلاد ولكنّها بكلّ تأكيد مثلت امتدادا طبيعيا لموقع قديم يعرف Tunisa/ Thinissa يعود للألفية الأولى قبل الميلاد وقد ساد الاعتقاد بوجوده في أنحائها منذ الفترة الاستعماريّة الفرنسيّة، ، غير أن الدراسات الحديثة كشفت وجوده حول منطقة رأس الزبيب بصورة لم تعد تقبل الشكّ.
    2- التاريخ الحديث.
    تعتبر التسمية الحاليّة لرأس الجبل حديثة فهي تعود إلى زمن سيطرة الامبراطورية العثمانية على البلاد وقد عرفت قبل ذلك ببنى غالب وبالتحديد في بداية القرن القرن الثاني عشر، حيث تتحدث بعض الروايات أنه إثر سقوط سرقسطة في 1118 ميلادي بأيدي الإفرنج وسيطرة مملكة أراغون عليها في شرق إسبانيا, هاجرت مجموعة من العائلات الغنيّة من أعيان سرقسطة إلى هذه المنطقة و استقرت بها. ولا تزال الذاكرة تحتفظ بشواهد على هذا الترابط من خلال مقام الشيخ سيدي عبد الله اللخمي السرقسطي المتوفي سنة 1305 م (701 هـ).
    في تلك المرحلة كانت تعرف المدينة بقصر مرسى الثنيّة أمّا تسمية رأس الجبل فكان يطلق على الرأس الموجود في منطقة كاب زبيب لأن الرؤوس لا تطلق إلاّ على الأراضي التي تكون كلسان يدخل في البحر.
    استغل السرقسطيون بقايا المدن التي هجرها أصحابها لبناء دورهم واهتمّوا بالفلاحة والزراعة فاستصلحوا أراضيها الخصبة.
    من بين الحصون و القصور والمراسي التي ذكرها الرحالة والمؤرخون في هذه المنطقة نجد : قصر ترشة داود (في الماتلين) وكلمة "ترشة" تعني الصخور ، قصر صونين (في صونين)، والكنيسة ( في غار الملح)، مرسى بني وجاص ( في راس الزبيب) و قصر مرسى الوادي (في بني عطاء).
    دار الكتب العلمية الجزء الثاني صفحة 269 –المسالك والممالك للبكري-على الشبكة-
    ثم توافد المورسكيون و الأتراك في القرن 16 و17ميلادي وتوسعت المدينة وأسست حومة القصر التي يتوسطها أحد أعرق المعالم الدينية بالمدينة وهو الجامع الكبير أو جامع القصر والذي يعود تاريخ افتتاحه حسب نقيشة كانت تعلو محرابه إلى فاتح رمضان 904 هـ..
    يعرف أهالي المدينة أنفسهم أنهم غوالبية (أغالبة) ولا نعلم إن كان لذلك علاقة بالقيروان ودولة بني الأغلب أو الأصول السرقسطية التي استوطنت المدينة أو الموريسكيين الآخرين.
    لكن تشتهر قصّة طريفة يرويها الشيوخ تذكر أن سبب التسمية تتعلّق بمسابقة أجريت بين مجموعة من الأفراد للفوز بفتاة: انتهت بفائز سمي غالب، وهي طبعا أسطورة أراد روّاتها غرس الشجاعة في أبنائهم من خلال قصّ الحكايات. مثل قصة " حجرة رفراف" التي يحكى أنها سفينة ملعونة مسخها الله صخرة، أو حتّى قصة تسمية "ماتلين" التي تدور حول رجل اسمه لين يملك أراضيها عرف بقسوته فلما توفي قالوا مات لين فكانت التسمية.
    و قد إستقر عدد كبير من الأوروبيين على مر التاريخ مثل الإيطاليين و الفرنسيين والمالطيين واليهود في مدينة وامتزجوا بالسكان المحليين.

    يقول البكري في كتاب المسالك والممالك ص 1271:
    1271 ثمّ مدينة مرسى الخرز، ثمّ مرسى طبرقة. ويلي طبرقة من المراسي المشهورة مرسى قرطاجنة، وبينهما من المراسي الصغار مرسى أنف أبي خليفة قبالته جزائر الأخوين. ثمّ مرسى الروم، ثمّ مرسى القبّة وهو مرسى بنزرت، وعلى مقربة منه جزيرة قملارية منه يقطع قواطع الطير من الأندلس وغيرها إلى بلاد الروم، وهناك ترتقب سكون الريح لطيرانها فتستعلي على أوطانها. ثمّ مرسى رأس الجبل وهو مشتى مأمون. ثمّ مرسى الثنية، ثمّ رباط قصر أبي الصقر، وقبالته جزائر الكرّات الّتي قتل فيها زيادة الله عمومته وإخوته. ثمّ مرسى رباط قصر الحجّامين، ثمّ مرسى قرطاجنة.

    أبرزت بعض المراجع والمصادر التاريخية أن الجهة عرفت في الفترة البونيقية قبل 700 عام من ميلاد المسيح عليه السلام وهو ما يعني أنها جمعت بين أحضانها مثل أوتيك وهيبودياريتوس وقرطاج ثقافة الفينيقيين وتجارتهم في البحر المتوسط وثقافة النوميديين التي تعتمد على الفلاحة وهو ما جعلهما ينصهران في مجتمع واحد دوّنه المؤرخون تحت اسم تينيسة وتونيزا مثلما برز على الخرائط القديمة.

    ولعبت الجهة أدوارا مهمّة في تاريخ البلاد فكانت بمثابة الثغر الذي يمنح الشريط الساحلي الحماية اللازمة لمراقبة كل قادم من ناحية البحر وجزره القريبة بفضل مرتفعاتها التي تكشف شريطا ساحليا ممتدا من الرأس الأبيض الكانديدوم ببنزرت إلى رأس سيدي علي المكي بغار الملح المعروف بالبلشرم، أما رأسها فقد أطلق عليه رأس أبولون ومجموعة الجزر التي تقابلها دراقونتيا وفولتوريا وتعنيان التنين والنسر .
    كانت تينيسة القديمة عبارة عن قرية محصنة وضمت في أنحائها مصانع لشي الفخار والسيراميك فنشطت تلك الحرف لوجود المواد الأولية اللازمة لتلك الصناعة وكان سكانها أيضا بحّارة يزاولون أنشطة الصيد البحري ويبدو أنهم كانوا أيضا يصطادون سمك التن الذي يمر بالقرب من تلك الأنحاء ولكن الجهة أيضا عرفت بمناجمها الحجريّة لاستخراج مواد البناء التي تنقل بسهولة عبر القوارب إلى عدد من المناطق الساحليّة.
    بقايا آثار حصن تينيسة الذي يعتلي جبل التوشلة اليوم والذي يستمد تسميته من القشلة مثل عبر العصور مكان تموضع الحامية أو الجيش وكان الحصن الحصين للثوار من النوميديين وجيش المرتزقة الذي أعلن العصيان بقيادة ماتو ويعرف أيضا بماتوس النوميدي أو اللوبي فيما بين القرن الثالث والثاني قبل الميلاد على حكم قرطاج بعد خسائرها الكبيرة في صيقلية أمام الرومان وتوقيعها لمعاهدات مذلة تقوم بمقتضاها بدفع أموال طائلة للعدوّ.
    انتصرت قرطاج بصعوبة في هذه الحرب وقمعت تلك الثورة ومثلت بجثة ماتوس وأدّبت جميع المناطق التي ساندته والأهالي الذين دعموه فكان مصير تينيسة الخراب والدمار.
    استغل الرومان حوالي سنة 204 ق م ذلك الدمار الذي خلفته الحرب في الشريط الساحلي الممتد من أوتيك إلى بنزرت للقيام بعملية انزال ناجحة ويحقق انتصارات متوالية على القرطاجيين انتهت بتدمير مدينة قرطاج العظيمة واحراقها.
    تعود هذه القرية أو المدينة للظهور تاريخيا في الفترة المسيحية حوالي القرن الثالث والرابع ميلادي مع القديس الشهيد سانت فليكس الذي وجد ميتا في سجن بهذه الأنحاء قبل أن يتم اعدامه مثلما ذكره القس سانت أوقستين وأيضا عند الحديث عن محاكمات الأبيتان بقرطاج لإثناء المسيحيين عن ديانتهم من حكام روما وهي ما تعرف بفترة قمع المسيحيّة منذ سنة 303 ميلادي وقد برزت على ما يبدو في فترة تبني الحكام الرومان لهذه الديانة كنيسة مسيحية ذات شعائر بينيفنتية عرفت ببني فنتوم وتعريبها الهواء الصالح بمنطقة الماتلين.
    بعد الونداليين والبيزنطيين تأتي الفتوحات الاسلامية إلى افريقية في القرن السابع ميلادي لتتحوّل مناطق البلاد إلى الديانة الاسلامية وينتشر منها نحو الجزائر والمغرب وينتقل إلى الأندلس مع الأمويين ويمكن وضع تاريخ تقريبي لاعتناق جهة بنزرت للاسلام مع حملة القائد معاوية ابن حديج حوالي سنة 661 م وقد مثلت الجهة حلقة الوصل بين افريقية والاندلس بفظل المراكب التي كانت تربط بين موانئ شمال المتوسّط وجنوبه.
    وعرفت المنطقة خلال العصر الوسيط أيضا بتسمية تعود لقبيلة بربرية وهي اقليم سطفورة.
    ومع توالي الحكومات الاسلامية وتغيّرها كانت حركة الأسر الحاكمة بين جذبين هامين إما من المشرق نحو المغرب بتملّك الأصول العربية أو من المغرب نحو المشرق بتملّك الأصول الأمازيغية والبربريّة ولكن الثابت لدينا أن بأنحاء بنزرت قامت دويلة صغيرة وذلك إثر غزوة الهلاليين وانحلال الحكم الصنهــاجي حين أقام القائد الورد اللخمـــي وهو من ملوك الطوائف ببنزرت دولــــة بني الورد وحصن مدينتـها ونظم شؤونها ودام حكمها 151 سنة ( من سنة 404هــ إلى 555هـ / 1013م إلى1160م(.
    في تلك الفترة شهد الشريط الساحلي لكامل ولاية بنزرت بروز قصور عدّة ومراسي تحدث عنها الإدريسي خلال القرن الثاني عشر ميلادي فبين أنه بجهة الماتلين كان يوجد قصر ترشة داود ومرسى بني وجاص وقصر مرسى الوادي وقد أكد الكثير من الباحثين أن هذه القصور لعبت أدوارا هامة دينية وعسكرية حيث كان يرابط فيها الأولياء الصالحون وأهل الثغور للدفاع عن أهاليهم ضد الهجمات العدائية الخارجيّة وتعرف تلك الفترة باتساع دولة الموحدين القادمين من المغرب حيث سيطروا تقريبا على كامل شمال افريقيا، في هذه الفترة بالذات عرفت تسميات جديدة في منطقة الماتلين منها السويسية نسبة لبلاد السوس بالمغرب والصفية نسبة لأصفي بالمغرب وعرف مرسى بني وجاص وربما يكون أصلها ولهاصة وهي قبيلة بربرية اشتهرت باسم قائدها ولهاص المنحدر من قبيلة نفزاوة وهي منتشرة في كامل شمال افريقيا وتعرف في منطقة باجة وتعني هذه التسمية القوة والصلابة ويبدو أنه يوجد عوائل تحمل لقب البحري تعود جذورهم إلى سلالة تعرف بالأشراف ولكن لا تزال الأبحاث جارية لمعرفة أصول العائلات ويبدو أيضا أن تسمية قصر ترشة داود ليست عربية الأصل
    كما عرفت المنطقة أيضا بتسمية رأس الجبل وهي المنطقة الساحليّة التي أصبحت تعرف برأس الزبيب.
    خلال نهاية فترة السلالة الحفصية شهدت البلاد تكالبا على الحكم وتذمرا من السكان نتيجة لارتباطه بالاسبان وهي نفس الفترة التي عرفت في المتوسّط ببروز الجهاد البحري والقرصنة التي مارسها المسلمون والصليبيون على بعضهم البعض وكان من أشهر القادة الإخوة عروج بربروس الذين تمكنوا بدعم من العثمانيين من احتلال الجزائر.

    ما ترويه المصادر عن مشيخة الماتلين:

    مشيخة الماتلين من النشأة إلى زمن الاحتلال
    بقلم الباحث حاتم سعيد-2018
    الماتلين: هي مدينة تقع شمال البلاد التونسية وقد برزت بهذا الاسم خلال القرن السابع عشر ميلادي على أغلب الظن عندما وهبت أراضيها لقدماء المحاربين من الجيش الانكشاري العثماني للاستيطان بها فعرفت آنذاك كمشيخة تتبع إداريّا عمل غار الملح.
    يحدّد المؤرّخون زمن ذلك الاستقرار بالفترة التي صعد فيها نجم الدّاي أسطى مراد بن عبد الله وعثمان باي حاكم الايالة التونسيّة وقرارهما بناء ميناء حربي لأسطول المملكة في غار الملح التي عرفت قديما "بورتو فارينا".
    استقدم الداي القوي أسطا مراد بن عبد الله (شهر مراد كورسو) في تلك الفترة نخبة من أمهر "الصنايعية" والفلاحين من الموريسكيين الذين هاجروا إلى شمال افريقيا عند سقوط الأندلس للمشاركة في أعمال البناء واستصلاح الأراضي الفلاحيّة للمشاركة في تشييد مدينة عسكريّة بغار الملح فقاموا بالمهمّة على أفضل وجه حيث بنوا الحصون ، وأقاموا ميناء عصريّا جديدا، وعدّة قصور، واستصلحوا الأراضي الزراعيّة وغرسوا الأشجار المثمرة، ممّا وفّر للإيالة التونسية قاعدة منيعة تؤمن الحماية للسفن التي تجوب البحر المتوسّط للقيام بعمليات القرصنة البحريّة السريعة والقويّة والناجحة وهو نشاط تنامى في فترة ذالك الداي خاصّة بعد حصوله على قرار من الباب العالي باسطنبول يتولّى بموجبه حكم افريقية في سنة 1631م.
    عند الإنتهاء من تلك الأشغال سمح لهؤلاء العملة بالاستقرار حيث شاؤوا فخيّر الكثير منهم منطقة العالية وقلعة الأندلس والبعض رفراف وصونين ورأس الجبل وتحوّلت مجموعات أخرى إلى الماتلين.
    كما نال المتقاعدون في الجيش من الحكومة عديد الامتيازات بغية تأمين كامل المنطقة الممتدة حول رأس الزبيب البحري كما تعرف اليوم ولكنها كانت تسمّى رأس الجبل ومفهوم الرأس لا يعني أبدا قمم الجبال ولا التلال بل يفيد ذلك اللسان من الأرض الذي يمتد داخل البحر وهو مصطلح أطلق على جميع الرؤوس البحرية منذ القدم وكلها على تلك الشاكلة حيث تحيطها المياه من جهات ثلاث.
    في تلك الفترة أيضا توافد على الماتلين من غار الملح والعالية عديد الأفراد ذوي الأصول الموريسكيّة من أصحاب الصنائع الذين غادروا الأندلس في الهجرات الأخيرة حوالي سنة 1609م.
    كانت الماتلين تعد في سنة 1725م قرابة 200 منزل، عدد منها كان خربا ومتداع للسقوط بعد أن هجرها أهلها أو ماتوا إثر تعرّضهم لوباء الكوليرا الفتّاك في مناسبتين وكانت تتبع إداريا عمل غار الملح، وهو نفس الرقم الذي أثبتته الاقامة العامّة الفرنسيّة سنة 1882م بعد أكثر من مائة عام، أماّ السكان فكانوا ينحدرون من أصول ثلاثة:
    سكّان أصليّون تعود جذورهم إلى قبائل زواوة وماجر وبجاوة وبنو زيد إضافة إلى المطماطية والطرابلسية والمنسوبون للجزائر وهؤلاء كانوا يقدّمون المجبى(الضرائب) لمسؤول ينوبهم يسمّى(شيخا) وكانوا يتعبّدون بالمذهب المالكي.
    وسكّان ينحدرون من أصول أجنبية تعود إلى أبناء عائلات الجنود العثمانيين الذين استقرّوا بعد أن وقع تسريحهم بسبب الكبر في السنّ ويطلق عليهم (الكرغلية) ويقدّمون الضريبة إلى رئيسهم الذي يدعونه (الآغا) وهم يتعبّدون بالمذهب الحنفي.
    وهناك صنف ثالث يعرف (الدّاليّة) ويضمّ العائلات الموريسكيّة التي قدمت إثر سقوط الأندلس وأصهارهم، وقد أطلقت عليهم هذه التسمية نسبة للمرأة العظيمة للاّ دالية هذه السيّدة الغنيّة التي أوقفت أراضيها وأموالها على كلّ من يتصل بنسبها وأنشأت مقبرة القرية ومن بين أملاكها تلك البساتين المعروفة بهنشير الماثلين بجهة بنزرت الغربية.
    في هذه المنطقة الصغيرة، كان السكان يعيشون في تكتل ملفت للنظر بما يمثل قرية صغيرة تعد قرابة 3000 نسمة تتوزع في جميع أنحاء المنطقة الجبلية لا يفصل بينها إلا الوادي الأزرق الذي يشطرها إلى نصفين متقابلين تتوسطه عين الماء الجارية المعروفة الى اليوم بعين البلد، أما حدودها فقد رسمتها الطبيعة بين الكثبان الرملية وصخور التلال الجبلية ، وتتوزع الأراضي الخصبة نحو الشرق والغرب لتلتصق بالسهول، هذه الميزة التي لا نجدها الا في قرى الوطن القبلي والساحل.
    كان سكان الماتلين في تلك الفترة عبارة عن فلاحين ومزارعين بالأساس يؤمنون لقمة عيشهم من العمل في الهناشر المعروفة بالمعيز والدويمينة والدمنة والقرية وبني عطاء وأحمد بن الشيخ، وكان بعضهم من الصيادين في جهة رأس الزبيب حيث قام الأجانب بإنشاء مصيدة للتن ومصنع لتعليبه فيقوم الكثيرون بتزويده بالحطب الصالح لهذه الصناعة.
    وتنتشر غابات الزياتين في كامل المنطقة لتقدم لنا نسبة تقريبية تمثل 80 شجرة لكل عائلة سنة 1931.
    وتنتشر أبراج المراقبة في كامل أنحائها نعدّ منها (برج العوينة – برج القرية- وبرج حكيمة جهة العالية – وبرج سيدي أحمد بن الشيخ جهة رأس الجبل) وغيرها (برج الحاج قاسم- وبرج الزيادي-وبرج محمد بن عبد المنعم..) وكلها تقوم بمهمة المراقبة لصالح الأيالة التونسيّة ويقع فيها تخزين المحاصيل الزراعية.
    هذا ونشير الى ان تسمية العوينة يعود الى بساتين هذه النوعية من الفواكه التي اشتهرت بمذاقها لدى الباي فيطلبها عندما تجمع ثمارها.



    من بين الاسر التي تولت منصب مشيخة القرية نجد العائلة المعروفة بابن الشيخ التي كانت جذورها أندلسيّة حيث تحدثنا المصادر عن:
    الشيخ أحمد بن علي بن حسن بن علي بن قاسم زعوقة الذي عرفت عائلته بابن الشيخ وهو الذي تولى المشيخة عن أبيه عن جدّه الحاج قاسم في قرية الماتلين. تولى جده هذه الخطة إلى حين وفاته سنة 1195ه الموافق لسنة 1780م، فخلفه في المشيخة ولده حسن وكان فيمن دافع عن بنزرت حين ورد إليها العدوان في تلك الفترة من قبل البحر وتوفي في شعبان سنة 1246 الموافق لسنة 1830 م وترك ولده علياً خطيباً بجامع الماتلين، وكان خيراً ملازماً لقراءة القرآن يتمنى كثيراً حج بيت الله الحرام والموت هنالك، وقد أجاب الله أمنيته فقد أتم الحج والزيارة وتوفي بالينبع، ودفن هنالك في المحرم سنة 1297 الموافق لسنة 1880م وأما ولده أحمد فقد تقلّب في خدمة الدولة منذ أن قدّمه شاكير صاحب الطابع لخلاص أعشار غار الملح وعمله عند امتناع جده لعجزه وامتناع والده مراعاة لخطة الإمامة فقام بذلك قياماً تستحسنه الدولة حتى تيسر له بذلك أخذ خدمات كثيرة منها استلزامه لمحصول المحصولات ريع الفواكه والخضر والبقول بباب البحر.
    واستمر في خدمة الدولة إلى أن ولي المشير محمّد باي الثاني في سنة 1855م الذي صدر في عهده أول دستور في العالم الاسلامي (سماه عهد الأمان) ونعمت البلاد بالرخاء والازدهار طيلة حكمه، فكان ممن لزم بيته وأقام ببلد رأس الجبل وحج بيت الله الحرام سنة 1294 الموافق لسنة 1877 م ورجع إلى بلده مشتغلاً بما يعنيه.
    من بين المشاهير الذين أنجبتهم هذه العائلة والذين خلدهم التاريخ وقد ولدوا في الماتلين سنة 1824م الشيخ الجليل والعلامة والمربي أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن حسن بن علي بن قاسم زعوقة المعروف (عمر ابن الشيخ) الذي اختاره المصلح «خير الدين التونسي» في أيام توليه لرئاسة الوزارة التونسية سنة 1873م لوضع برنامج جديد لإصلاح التعليم الزيتوني.
    وقد كان فيمن انتخب للمجالس القانونية عند وضعها سنة سبع وسبعين ومائتين وألف هجريّة 1277هج ، فولي عضواً في المجلس الأكبر وكاهية رئيس المجلس الاعتيادي، وظهرت له البراعة في التطبيق على كليات القوانين.
    ولما علمت الدولة مبلغ علمه ودرايته في ذلك العهد انتخبته وكيلاً عنها في الدعوى التي أقامتها على الوزير مصطفى خزنة دار عند عزله ولما انتهت النازلة المذكورة قدمته لخطة قضاء باردو المعمور في الثامن والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة 1290 تسعين ومائتين وألف.
    وإثر انتصاب الحماية سنة 1881، اقترح المقيم الفرنسي «كاميون» وضع قانون عقاري للبلاد التونسية وبمقتضاه تأسس «المجلس المختلط» ليتم انتخاب المربي «عمر بن الشيخ» لرئاسة القسم التونسي فيه، ثم سمي سنة 1890 مفتيا مالكيا للديار التونسية مع احتفاظه بوظائفه الاخرى فكانت براعته مضرب الامثال، وتوفي الشيخ سنة 1911م ودفن بمقبرة الجلاز بتونس.
    عندما سيطر الفرنسيون على بنزرت ووصلوا إلى جهة الماتلين، كانت الفكرة تراودهم في استغلال مرتفعاتها لتأمين الحماية إلى أساطيلهم الراسية في ميناء بنزرت من كل غزو خارجي خاصّة وأنه يمثل موقعا استراتيجيا طبيعيا يمكن من خلاله مراقبة الشريط الساحلي الممتد من رأس غار الملح من الناحية الشرقية الى رأس بنزرت من الناحية الغربية، وتحركات جميع المراكب القادمة من بلدان شمال البحر الأبيض المتوسط، فقرروا أن يجعلوا منها قاعدة حربية تحتوي على مدافع عملاقة مضادة للسفن و الطائرات مستغلين تلك المرتفعات أبشع استغلال بحفرها وبناء مدينة محفورة في أعماق الأرض مجهزة بترسانة حديثة من الأسلحة والذخائر وكأنهم باقون أبد الدهر.
    لم يراع المحتل الفرنسي في فكرته وانجازه لمدفعيّته تلك القيمة التاريخية للمنطقة والمعالم الأثرية المنتشرة على الشريط الساحلي كما على المرتفعات ومنها مدينة تينيسة وحصنها ومصانع الفخار ومقابرها البونيقية على جبل التوشلة فقاموا بتدمير الكثير منها ونهب القطع الأثرية من القبور بعدما أعلنت شركاتها زورا وبهتانا في بداية القرن العشرين عدم عثورها على معالم مهمّة وقد كانت سياسة ممنهجة للاستيلاء على المنطقة ككل وتحويلها إلى ثكنة عسكريّة للبحريّة الفرنسية متعدّدة الخصائص.
    كلّفت السلطة الاستعمارية أشغال بناء الجزء الثاني لمدفعية الماتلين على جبل باب بنزرت قرب الملعب البلدي لكرة القدم بعد انتهائها من بطارية رأس الزبيب على جبل التوشلة شركة (شوفور دوماز Chauffour-Dumez).
    انطلقت الأشغال في ثلاثينات القرن العشرين باستقطاب اليد العاملة المحلّية والأجنبيّة، فتدفقت أعداد هائلة من الرجال وخاصة الشباب العاطل عن العمل من أبناء الجهة لتأخذ مواقعها في الحظائر حيث بلغ المجموع قرابة 300، ممّا جعل القرية منطقة جذب وأصبح لها في وقت قصير سوق أسبوعيّة ينتصب فيها أصحاب الصنائع والتجار وصغار الفلاحين.
    كانت هذه الصورة تخفي معاناة العمال الحقيقية والأخطار التي كانت تتهددهم وهم يشتغلون في أنفاق أرضية ويتعرّضون لكافة أشكال الاهانة والعنصريّة والنعوت من رؤسائهم والعملة الأجانب الذين تسند لهم وظائف الاشراف، حيث يتم طرد المريض أو الضعيف وتغييره كلّما وجدوا أنه أصبح لا يقدم المردود المنتظر منه.
    قامت الشركة باستغلال حاجتهم للعمل لتكليفهم بالحفر والأعمال البدنية المضنية وتمضية الساعات الطويلة في برد الشتاء القارس والرياح الشمالية المشبعة بالرطوبة على سفح تلال سيدي بوشوشة والتوشلة وباب بنزرت وكل من يتذمّر يتم طرده في الحال، ولا حقوق للعمّال التونسيين إلا ما يرتضيه مزاج أرباب العمل من الشركات الاستعماريّة التي تحلم بالثراء الموعود من حكومات زمن الاحتلال.
    في سنة 1940 لم يتم اختبار سوى برج واحد ومع انطلاق الحرب العالمية سنة 1942، تم اطلاق حوالي 50 قذيفة من هذه المدافع .
    تمكنت الجيوش الايطالية من احتلال الموقع في نوفمبر سنة 1942 فقامت بتخريبه ثم اخلته في ماي 1943 حين استعادت فرنسا وحلفاءها زمام المبادرة.
    و رغم جميع المشاريع التي وقع تقديمها لإعادة تأهيل أبراج هذه المدفعية إلا أن العسكرية الفرنسية تخلت عن الفكرة عندما قررت الدخول في مفاوضات منح التونسيين الاستقلال الداخلي ثم وثيقة الاستقلال في سنة 1956م.
    قامت فرنسا بتفكيك ما بقي من تلك الأسلحة وتخريب باقي التجهيزات قبل تسليم الموقع للسلطات التونسية في 12 فيفري 1961م حتى لا يتم الاستفادة منها .
    وكان رحيل آخر جندى فرنسي عن الأراضي التونسية وخاصّة عن بنزرت في 15 أكتوبر 1963م بعد معارك عرفت بحرب الجلاء، وقد شارك فيها عدد كبير من أبناء الماتلين كما كانت القرية ملجأ لعديد العائلات التي هربت من القصف الهمجي لطائرات العدوّ على مدينة بنزرت وتكفلت بإيوائها وإطعامها.

    بقلم حاتم سعيد
    من بين أهمّ الأسر التي تولت مشيخة قرية الماتلين منذ نشأتها نجد العائلة المعروفة بابن الشيخ التي قدمت من الأندلس حيث تحدثنا المصادر عن:
    الشيخ قاسم زعوقة الذي تولى خطة المشيخة إلى حين وفاته سنة 1195هج الموافق لسنة 1780م.
    خلفه حفيده الشيخ الحسن بن علي وكان فيمن دافع عن بنزرت حين ورد إليها العدوان في تلك الفترة من قبل البحر وتوفي في شعبان سنة 1246هج الموافق لسنة 1830 م، ذلك أنّ والده عليّا قد أصبح خطيبا بجامع الماتلين الأعظم.
    كان عليّ ابن القاسم خيّرا ملازما لقراءة القرآن يتمنى كثيراً حج بيت الله الحرام والموت هنالك، وقد أجاب الله أمنيته فقد أتم له الحج والزيارة وتوفي بالينبع، ودفن هنالك في المحرم سنة 1297هج الموافق لسنة 1880م فتسمّى أبناؤه وأحفاده بالصفة التي أطلقت عليه (أولاد الشيخ حجي) ولم تعد تعرف العائلة بلقب زعوقة (ZAOUGA ) للمكانة التي نالها في صفوف الخاصّة والعامّة.
    تولّى المشيخة بعد الحسن، حفيده أحمد بن علي بن حسن بن علي بن قاسم بن الشيخ الذي تقلّب في خدمة الدولة منذ أن قدّمه شاكير صاحب الطابع لخلاص أعشار غار الملح وعمله عند امتناع جده لعجزه وامتناع والده مراعاة لخطة الإمامة فقام بذلك قياماً تستحسنه الدولة حتى تيسر له بذلك أخذ خدمات كثيرة منها استلزامه لمحصول المحصولات المعروف بريع الفواكه والخضر والبقول بباب البحر بتونس العاصمة.
    والوزير الأول شاكير صاحب الطابع ولد بآسيا حوالي عام 1795م وقد أصبح مملوكا منذ صغره فوقع بيعه وهو في الحادية عشرة من عمره لأحد الأثرياء التونسيين بعاصمة الدولة العثمانية بتركيا، فقام بإهدائه إلى حمودة باشا الذي ربّاه في قصره الملكيّ.
    ضمه حسين باي ليكون في خدمته وجعل منه صاحب طابعه، فكان يرافقه عند الخروج بالمحلة، ثم عينه وزيرا كبيرا بسلطات واسعة عوضا عن حسين خوجة قبل أن يزوّجه إحدى بناته.
    لعب هذا الوزير دورا كبيرا في السياسة الاستقلالية تجاه الدولة العثمانية عندما حوّل المراسلات مع الباب العالي من اللغة التركيّة إلى اللغة العربيّة ويعود له الفضل في البدء ببعض الإصلاحات التي من بينها تشكيل وحدات من الجيش النظامي شكلت النواة الأولى من الجيش التونسي الذي سيكبر أكثر في عهد أحمد باشا باي، وقد واصل قيامه بأدوار هامّة في الحكومة بعد وفاة حسين باي عام 1835، إذ احتفظ به مصطفى باي ككبير الوزراء، ولكن سحب منه الطابع، ثم أسندت إليه قيادة ولاية سوسة والمنستير.
    تدخل الواشون للايقاع به عند الباي وخاصّة القنصل الفرنسي ومصطفى خزندار موسوسين بأنّه يتآمر عليه فأصبحت الشكوك تنتابه في كل عمل يعمله فقرّر قتله، وهكذا تمّ خنقه في رواق قصر باردو ليتم تعويضه بمصطفى صاحب الطابع في 11 سبتمبر سنة 1837م.
    واستمر الشيخ أحمد بن علي بن حسن بن علي بن قاسم زعوقة (ابن الشيخ) في خدمة الدولة إلى أن ولي المقدس المشير الثاني فكان ممن لزم بيته وأقام ببلد رأس الجبل وحج بيت الله الحرام سنة 1294هج أربع وتسعين ورجع إلى بلده مشتغلاً بما يعنيه.
    حرص الشيخ على تعليم أبنائه الستة ( عمر - صالح- عثمان- عبد الرحمان- عبد القادر – محمد) تعليما راقيا بحيث أنه أقام لهم مؤدباً أولاً ثم أحضر لهم الشيخ محمد بن شعبان لتجويد القرآن العظيم والشيخ أحمد بن الطاهر لقراءة العلم الشريف
    نبغ ابنه البكر (عمر) الذي ولد سنة 1824م نبوغا عاليا منذ دخوله جامع الزيتونة في شوال سنة 1843م ، جلس للإقراء بجامع الزيتونة في ربيع الأول سنة 1266هج الموافق 1850م ، ثم تقدّم للرتبة الثانية في التدريس بجامع الزيتونة فنالها، وتقدم للرتبة الأولى في بعد ذلك فزان الخطة بعلمه. وقد وصفه المؤرخون بأنه آية الله في الذكاء والتحقيق لما له من تحصيل زائد في العلوم العقلية خاصّة علم المنطق وآداب البحث فأصبح يشار اليه بالتوقير في ذلك المعلم الديني والعلمي، وكانت له قدرة فائقة في تصوير المعقول محسوساً لم تكن لغيره وحسن خلق.
    انتخب للمجالس القانونية عند وضعها سنة 1277هج الموافق 1862م ، فأصبح عضواً في المجلس الأكبر وكاهية رئيس المجلس الاعتيادي، ثم ظهرت له البراعة في التطبيق على كليات القوانين. ولما علمت الدولة منه كل ذلك العلم انتخبته وكيلاً عنها في الدعوى التي أقامتها على الوزير مصطفى خزنة دار عند عزله ولما انتهت النازلة المذكورة قدمته لخطة قضاء باردو المعمور في الثامن والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة 1290هج الموافق 1874م.
    وفي أثناء ذلك تقدم الشيخ أبو حفص عمر لخطة النيابة عن مستشار الدولة في نظارة الدروس والمدرسين بجامع الزيتونة ليضع الترتيب الصادقي في المحرم سنة 1293 هجريّة.
    تولي بعدها رئاسةً القسم التونسي في المجلس العقاري المختلط قبل أن يصبح مفتياً مالكياً للديار سنة 1891م وبقي على خطته.
    توفي الشيخ عمر بن الشيخ سنة 1911م ودفن بتربة الأشراف في مقبرة الزلاج تشريفا لعلمه ومكانته ولما كان له من علاقة متينة بالبيت الحسيني
    أما أخوه محمّد بن أحمد بن علي بن حسن بن علي بن قاسم زعوقة(بن الشيخ) فقد نال الشهادة العادلة للإمامة بالجامع الأعظم بالماتلين سنة 1883م.

    من أقوال الامام علي عليه السلام

    (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
    حملت طيباً)

    محمد نجيب بلحاج حسين
    أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
    نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    #2
    مدينة راس الجبل الساحرة بطبيعتها الخلابة و عذب مائها و حلو معاشرة أهلها...قضيتُ فيها أروع الأيام في المحطة الاستشفائية المميزة...
    شكرااا للمؤرخ و الباحث التونسي القدير حاتم سعيد ابو هادي...حضور مثري عبق...

    تعليق

    يعمل...
    X