الحاسَّةُ السّّابعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد مزكتلي
    عضو الملتقى
    • 04-11-2010
    • 1618

    الحاسَّةُ السّّابعة

    الحاسَّةُ السابعة

    يتسامرونَ حولَ حوضِ السِّباحةِ ، ويتغامزونَ على أعمى بينَهم.
    صاحَ أحدُهُم: حيَّ على الصَّلاة.
    استأَمُّوهُ بإلحاحٍ، تشريفاً وتفضيلاً.
    وقَّفوهُ على حافَّةِ البِرْكةِ واِصطَفُّوا وراءَهُ، يكتُمونَ ضحكاتِهِم.
    قامَ الأعمى وكَبَّرَ وصلَّى بهم صلاةَ الجَنازةِ على موتِ الضَّمير.
    أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
    لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    لم أفهم هل كانوا يستهزئون بالأعمى أم الاستهتار بشعائر الدين الصلاة على عظمتها، عن جهل.. حين يُعتبر المزاح جائزا بأشكاله!
    الفكرة التي وددت في البداية لو أني علمت مم هي مستقاة؟ من أي واقع أقصد؟ بعيد أم قريب، واقعي أم محاكي له.. إن جاز لي الود وقد لا يجوز فلي العودة للقصة نفسها
    القصة مترابطة متجانسة بين النهاية والعمل محكمة تحكي بيت القصيد، حيث قوبل الاستهتار بالجزاء الممكن، الصلاة على ميتة الضمير بما لا بمكن معه سجود أو ركوع لكي يقع وَهْم هؤلاء الفتية في البحيرة بدل أن يقع الأعمى.. الذي إن أحببنا نصحه.. فلننصح أن يسلم ويقفل راجعا بيته ليترك الفتية تغرق ضحاتهم في شاطئ السباحة!
    تحفة أن جعلتنا نقرأة لحاسة جديدة، سابعة، عن عالم نسمع عنه ولا نعاينه عن كثب، هؤلاء الفتية، لكنه موجود
    تحيتي

    تعليق

    • محمد عبد الغفار صيام
      مؤدب صبيان
      • 30-11-2010
      • 533

      #3
      الأستاذ المبدع / محمد مزكتلي...مؤلمة بحق !
      إن كان عمى القلوب هو العمى الحقيقي ...فكذا موت الضمير ليس بعده موت ! و أعجبني موقف بصيرك و قد استدرجهم من حيث أرادوا أن يستدرجوه... وذكرني بواقعة حقيقية عرفت بطلها عندما أراد أن يكشف فساد وزارة الصحة لدى وكيل الوزارة في محافظته فاستدرجه بذكاء حتى وقع منه شهادة وفاته ( أي وفاة وكيل الوزارة ) و علقها على باب الوزارة كشاهد مكين على صحة ما أنكروا !
      أرادوا أن يهزؤا منه فكبَّرَ عليهم أربعاً ، ورد صاعهم بأكبر ما يكون الصاع ...بثقةٍ و تسامٍ و إيمانٍ لا تجده إلا عند ذوى البصيرة ، إذ أقبحُ الموت موتُ الأحياء ، و إن ظل إيقاع نبضهم يتردد ، و بدتْ وظائفهم الحيوية على حالها ! أليست هناك قلوب كالحجارة أو أشد قسوة ؟ و هل في الحجارة حياة... كما أن المعنى هنا مجازي ، بدت لي الصلاة هنا مجازاً!
      أعجبني فيها قوة التسامي و الترفع لدى المتوهم ضعفهم عندما لا يعيرون الأنذال علي ظلمهم و كبرهم أي وزن!
      دام يراعكم بالإبداع نابضاً.
      "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد مزكتلي مشاهدة المشاركة
        الحاسَّةُ السابعة

        يتسامرونَ حولَ حوضِ السِّباحةِ ، ويتغامزونَ على أعمى بينَهم.
        صاحَ أحدُهُم: حيَّ على الصَّلاة.
        أصَرُّوا على الأعمى أن يأُمَّهُم، تشريفاً وتفضيلاً.
        وقَّفوهُ على حافَّةِ البِرْكةِ واِصطَفُّوا وراءَهُ، يكتُمونَ ضحكاتِهِم.
        قامَ الأعمى وكَبَّرَ وصلَّى بهم صلاةَ الجَنازةِ على الضميرِ الميِّت.
        الحواس الخمس نعرفها .. والحاسة السادسة أيضا
        الحاسة السابعة هل هي بصيرة الأعمى وعمى البصيرة يا مرسي !؟
        تحياتي أخي محمد مزكتلي

        تعليق

        • محمد مزكتلي
          عضو الملتقى
          • 04-11-2010
          • 1618

          #5
          سيدتي أُمَيمَة:

          القصةُ من خيالِ الكاتب...
          وإن كان في الواقعِ ما هو أشدُّ قبحاً مِنْ أوسعِ خيال.

          بعضُ الفَلسَفةِ هنا...
          يعتقدُ الكثيرُ بأنَّ الأعمى لا يرى الأشياءَ، وهَذا وهْمٌ.
          إنَّهُ يراها بطريقةِ التحليلِ والتركيبِ مُستنِداً على ملايين الصُّوَرِ المخزنةِ في ذاكرتِهِ.
          وهنا أتحدثُ عن من فقدَ بصرهُ وليسَ من وُلِدَ كَفيفاً.
          هَذهِ الرُّؤيةُ الجديدةُ تحملُ عناصراً إضافيةً للإبصار، ينشغلُ عنها المبْصِرُ في العادةِ أو لاَ ينتبِهُ إليها.
          في زحمةِ إشغالهِ بمتابعةِ نقاطِ الصورة، والتركيزِ على المثيراتِ الضَّوئية والألوان.
          هُنا يَسْلَمُ الأعمى من خداعِ البصر، وإيهامِ الصورة، ويُفلِت من مصيَدةِ المظهرِ والسمةِ والإيحاء.
          يستدعي من ذاكرتهِ الصوَرِ التي تلائمُ الموقفِ والحالة.
          سأضربُ مثلاً بسيطاً
          في يومٍ شتائيٍّ بارد نقولُ للأعمى أمامُكَ شجرة...يراها عاريةً يابسةً مجردةً من أوراقها.
          وفي شهرِِ آب نخْبِرُهُ أنَّهُ تحتَ داليةِ العنب...يعرفُ أنَّ عناقيدها الحلوة متدلِّيةً من بينِ أوراقها الخضراء.

          هَذهِ العمليةُ العقليةُ الخالصةُ مفيدةٌ جدّاً في العلاقاتِ الاجتماعية، تحملُ ميِّزةً يفتقدُها المبصر.
          ولذَلكَ نحنُ نعتقدُ أنَّ الأعمى لديهِ قدراتٍ فائقةٍ على تصوُّرِ الأشياء وتَوقُّعها.
          والحقيقةُ هي أنَّ هذا ليسَ تفوُّقاً بَل هي خاصَّةٌ يشارِكَهُ فيها الحكماءِ والفَلاسفَةِ المبصرين.

          تصوَّري سيدتي أنَّكِ على الشاطئ ، وأمامكِ البحرِ اللازوردِ الهادئِ والشمسِ في غروب.
          لَكنْ مَزاجُكِ مُعكَّر...كيفَ سيكونُ البحرُ والغروب؟.
          طبعاً هنا البحرُ مرتعُ الثعابينَ والقروش والشمسُ كرةٌ مِنْ نار.
          ولن يلتفِتَ عقلُكِ إلى الإشاراتِ القادمةِ من العين، هناكَ إشاراتٍ أهمٍ وأكثرَ إلحاحاً عليهِ أن يتولى أمرَها.
          هذا تماماً ما يفعلَهُ عَقْلُ الأعمى مع غِيابِ إشاراتِ العين.
          انسحابُ حاسَّةُ البصرِ يفسحُ المجالَ أمامَ الحواسِّ الأخرى.
          التي هي أكثرُ قُدرةً على معرفةِ حقيقةِ الشَّخصِ الواقفِ أمامك.
          مِنَ السَّهلِ معرفةِ عُمرَهُ عبرَ صوته، وجنسيته من خلال لغته.
          وتحديدُ بيئتهِ من طريقةِ كلامه، وشخصيتهِ من عباراتِهِ، وأخلاقهِ من مفرداتِه.
          ويمكنُ تحديدَ لباسِهِ بعدَ عشرِ دقائقٍ مِنَ الجلوسِ معَهُ.
          هَذهِ أُمْورٌ لاَ يستطيعُ الإنسانُ تزييفُها أبداً مع قدرتهِ على تزيينِ وجههِ بالأصباغِ وهيئتهِ بالملابسِ البرّاقة.
          لن أُطيل، وسأختُمُ بحقيقةٍ قد تكونُ غريبة.
          إنَّ فُقْدانَ البصرِ يحملكَ إلى عالمٍ جديدٍ فيهِ الأشياءِ أجملُ وأوضحُ وأنصَّع.
          تجربةٌ مثيرةٌ تطْلِعكَ على حقيقةِ أُمورٍ كانت عيناكَ تشغلَكَ عنها أو تُخفيها عنك.
          لَكنْ رُغمَ ذلكَ لاَ أتمنّاها لأحد في ضوءِ فَلسَفَتِهم الحالية.
          وأدعو للجميعِ بالصِّحَةِ والسَّلامةِ وتمامُ البصرِ والبصيرة.

          نعود للقصة...
          في القصةِ كلمةٌ تُؤَرِّقُني لم أقدر على حسمِ أمرها.
          هل هي يأمهم، أَم يؤمهم...واللَّهِ العربيةُ مُحيِّرَة.

          صباح الخير سيدتي أميمة.
          أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
          لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

          تعليق

          • محمد مزكتلي
            عضو الملتقى
            • 04-11-2010
            • 1618

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبد الغفار صيام مشاهدة المشاركة
            الأستاذ المبدع / محمد مزكتلي...مؤلمة بحق !
            إن كان عمى القلوب هو العمى الحقيقي ...فكذا موت الضمير ليس بعده موت ! و أعجبني موقف بصيرك و قد استدرجهم من حيث أرادوا أن يستدرجوه... وذكرني بواقعة حقيقية عرفت بطلها عندما أراد أن يكشف فساد وزارة الصحة لدى وكيل الوزارة في محافظته فاستدرجه بذكاء حتى وقع منه شهادة وفاته ( أي وفاة وكيل الوزارة ) و علقها على باب الوزارة كشاهد مكين على صحة ما أنكروا !
            أرادوا أن يهزؤا منه فكبَّرَ عليهم أربعاً ، ورد صاعهم بأكبر ما يكون الصاع ...بثقةٍ و تسامٍ و إيمانٍ لا تجده إلا عند ذوى البصيرة ، إذ أقبحُ الموت موتُ الأحياء ، و إن ظل إيقاع نبضهم يتردد ، و بدتْ وظائفهم الحيوية على حالها ! أليست هناك قلوب كالحجارة أو أشد قسوة ؟ و هل في الحجارة حياة... كما أن المعنى هنا مجازي ، بدت لي الصلاة هنا مجازاً!
            أعجبني فيها قوة التسامي و الترفع لدى المتوهم ضعفهم عندما لا يعيرون الأنذال علي ظلمهم و كبرهم أي وزن!
            دام يراعكم بالإبداع نابضاً.

            أخي محمد صيام :

            قراءة لا أبلغ ولا أحكم ولا أبدع منها.
            فاض النص بالحكم والأخبار والعبر التي زينته بها.

            أسألك هنا عن كلمة في النص أشكلت علي.
            هل هي يأمهم، أم يؤمهم...والله العربية بحر ليس له قرار.

            أشكرك أخي محمد وأدعو لك بالصحة والسلامة وتمام وكمال وكفاية البصر والبصيرة.

            صباح الخير.
            أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
            لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

            تعليق

            • محمد مزكتلي
              عضو الملتقى
              • 04-11-2010
              • 1618

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
              الحواس الخمس نعرفها .. والحاسة السادسة أيضا
              الحاسة السابعة هل هي بصيرة الأعمى وعمى البصيرة يا مرسي !؟
              تحياتي أخي محمد مزكتلي

              الدكتور فوزي:

              عمى البصيرة يا مرسي..
              لم أفهم هذه الجملة!؟.
              في الواقع مداخلتك كلها غامضة.

              صباح الخير.
              أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
              لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

              تعليق

              • أميمة محمد
                مشرف
                • 27-05-2015
                • 4960

                #8
                أغلب الظن أنها يؤمهم .. شكرا لإضافتك القيمة الفاضل محمد مزكتلي

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد مزكتلي مشاهدة المشاركة
                  الدكتور فوزي:

                  عمى البصيرة يا مرسي..
                  لم أفهم هذه الجملة!؟.
                  في الواقع مداخلتك كلها غامضة.

                  صباح الخير.
                  الغموض بات لعبة من يمارسون نشاط الق ق ج .
                  ليس هنا في هذا النص . إنما في " الحياة "
                  فلماذا تستكثرها على " ابو الفوز " إن غرّد " وشطح "
                  في خياله وفي تعليقاته وردوده ؟!
                  تحياتي أخي محمد مزكتلي

                  تعليق

                  • محمد عبد الغفار صيام
                    مؤدب صبيان
                    • 30-11-2010
                    • 533

                    #10
                    أستاذتا / مزكتلي
                    أعتقد الصواب ما قالت أ / أميمة
                    و إن رمت تكثيفاً إلا أن تكون لك رؤياك الخاصة ، و ديدنك كما عهدناك مصيب الرؤية في الغالب الأعم ،فلك أن تقول ــ والله أعلم ــ:
                    استأموه ـــ بإلحاح ـــ تفضيلاً و تشريفاً .
                    تقديري أخي رحب الفكر و الصدر أ / محمد مزكتلي.
                    "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

                    تعليق

                    • عوض بديوي
                      أديب وناقد
                      • 16-03-2014
                      • 1083

                      #11
                      سـلام مـن الله و ود ،
                      اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله...إذن :
                      لن يأل جهدا في تحديد اتجاهه وعقد نية صلاة....
                      من أجمل ما قرأت في الكوميديا السـوداء...!!
                      التقاط فيه الفارق وحقق الدهشة لا ريب...
                      أنعم بكم وأكرم...
                      مـحبتي


                      تعليق

                      • مادلين مدور
                        عضو الملتقى
                        • 13-11-2018
                        • 151

                        #12
                        الأستاذ محمد مزكتلي المحترم

                        لم تعجبني القصة، قاسية ولئيمة.
                        لا يمكن أن يجتمعوا على كل هذه القسوة واللؤم إلا إذا كانوا حثالة.

                        لكن ما أعجبني وأدهشني ردك على الأستاذة أميمة وما سميته بالفلسفة.
                        إنها حقائق يعرفها كل أطباء النفس والأعصاب.

                        أبي يقول دائماً أنه لا يصدق بأنك فقدت البصر وتتظاهر بذلك.
                        لكنه صدق الآن بعد ما قرأت عليه هذه الفلسفة.

                        عيد ميلاد سعيد وكل عام وأنت بخير
                        وكم كنا نتمنى أن تكون بيننا.
                        لا أُصَدِّقُ من يقولُ لا وقتَ لدي.
                        بِهِ أفعلُ كُلَّ شيءٍ، والفائضُ أستمتِعُ بإضاعته.

                        تعليق

                        • سعد الأوراسي
                          عضو الملتقى
                          • 17-08-2014
                          • 1753

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد مزكتلي مشاهدة المشاركة
                          سيدتي أُمَيمَة:

                          القصةُ من خيالِ الكاتب...
                          وإن كان في الواقعِ ما هو أشدُّ قبحاً مِنْ أوسعِ خيال.

                          بعضُ الفَلسَفةِ هنا...
                          يعتقدُ الكثيرُ بأنَّ الأعمى لا يرى الأشياءَ، وهَذا وهْمٌ.
                          إنَّهُ يراها بطريقةِ التحليلِ والتركيبِ مُستنِداً على ملايين الصُّوَرِ المخزنةِ في ذاكرتِهِ.
                          وهنا أتحدثُ عن من فقدَ بصرهُ وليسَ من وُلِدَ كَفيفاً.
                          هَذهِ الرُّؤيةُ الجديدةُ تحملُ عناصراً إضافيةً للإبصار، ينشغلُ عنها المبْصِرُ في العادةِ أو لاَ ينتبِهُ إليها.
                          في زحمةِ إشغالهِ بمتابعةِ نقاطِ الصورة، والتركيزِ على المثيراتِ الضَّوئية والألوان.
                          هُنا يَسْلَمُ الأعمى من خداعِ البصر، وإيهامِ الصورة، ويُفلِت من مصيَدةِ المظهرِ والسمةِ والإيحاء.
                          يستدعي من ذاكرتهِ الصوَرِ التي تلائمُ الموقفِ والحالة.
                          سأضربُ مثلاً بسيطاً
                          في يومٍ شتائيٍّ بارد نقولُ للأعمى أمامُكَ شجرة...يراها عاريةً يابسةً مجردةً من أوراقها.
                          وفي شهرِِ آب نخْبِرُهُ أنَّهُ تحتَ داليةِ العنب...يعرفُ أنَّ عناقيدها الحلوة متدلِّيةً من بينِ أوراقها الخضراء.

                          هَذهِ العمليةُ العقليةُ الخالصةُ مفيدةٌ جدّاً في العلاقاتِ الاجتماعية، تحملُ ميِّزةً يفتقدُها المبصر.
                          ولذَلكَ نحنُ نعتقدُ أنَّ الأعمى لديهِ قدراتٍ فائقةٍ على تصوُّرِ الأشياء وتَوقُّعها.
                          والحقيقةُ هي أنَّ هذا ليسَ تفوُّقاً بَل هي خاصَّةٌ يشارِكَهُ فيها الحكماءِ والفَلاسفَةِ المبصرين.

                          تصوَّري سيدتي أنَّكِ على الشاطئ ، وأمامكِ البحرِ اللازوردِ الهادئِ والشمسِ في غروب.
                          لَكنْ مَزاجُكِ مُعكَّر...كيفَ سيكونُ البحرُ والغروب؟.
                          طبعاً هنا البحرُ مرتعُ الثعابينَ والقروش والشمسُ كرةٌ مِنْ نار.
                          ولن يلتفِتَ عقلُكِ إلى الإشاراتِ القادمةِ من العين، هناكَ إشاراتٍ أهمٍ وأكثرَ إلحاحاً عليهِ أن يتولى أمرَها.
                          هذا تماماً ما يفعلَهُ عَقْلُ الأعمى مع غِيابِ إشاراتِ العين.
                          انسحابُ حاسَّةُ البصرِ يفسحُ المجالَ أمامَ الحواسِّ الأخرى.
                          التي هي أكثرُ قُدرةً على معرفةِ حقيقةِ الشَّخصِ الواقفِ أمامك.
                          مِنَ السَّهلِ معرفةِ عُمرَهُ عبرَ صوته، وجنسيته من خلال لغته.
                          وتحديدُ بيئتهِ من طريقةِ كلامه، وشخصيتهِ من عباراتِهِ، وأخلاقهِ من مفرداتِه.
                          ويمكنُ تحديدَ لباسِهِ بعدَ عشرِ دقائقٍ مِنَ الجلوسِ معَهُ.
                          هَذهِ أُمْورٌ لاَ يستطيعُ الإنسانُ تزييفُها أبداً مع قدرتهِ على تزيينِ وجههِ بالأصباغِ وهيئتهِ بالملابسِ البرّاقة.
                          لن أُطيل، وسأختُمُ بحقيقةٍ قد تكونُ غريبة.
                          إنَّ فُقْدانَ البصرِ يحملكَ إلى عالمٍ جديدٍ فيهِ الأشياءِ أجملُ وأوضحُ وأنصَّع.
                          تجربةٌ مثيرةٌ تطْلِعكَ على حقيقةِ أُمورٍ كانت عيناكَ تشغلَكَ عنها أو تُخفيها عنك.
                          لَكنْ رُغمَ ذلكَ لاَ أتمنّاها لأحد في ضوءِ فَلسَفَتِهم الحالية.
                          وأدعو للجميعِ بالصِّحَةِ والسَّلامةِ وتمامُ البصرِ والبصيرة.

                          نعود للقصة...
                          في القصةِ كلمةٌ تُؤَرِّقُني لم أقدر على حسمِ أمرها.
                          هل هي يأمهم، أَم يؤمهم...واللَّهِ العربيةُ مُحيِّرَة.

                          صباح الخير سيدتي أميمة.
                          انتهى الكلام والقصة هنا وما تركت فيه عذرا
                          أحييك على هذا النور ..
                          يؤمهم على الواو أستاذي
                          تحيتي

                          تعليق

                          • محمد مزكتلي
                            عضو الملتقى
                            • 04-11-2010
                            • 1618

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبد الغفار صيام مشاهدة المشاركة
                            أستاذتا / مزكتلي
                            أعتقد الصواب ما قالت أ / أميمة
                            و إن رمت تكثيفاً إلا أن تكون لك رؤياك الخاصة ، و ديدنك كما عهدناك مصيب الرؤية في الغالب الأعم ،فلك أن تقول ــ والله أعلم ــ:
                            استأموه ـــ بإلحاح ـــ تفضيلاً و تشريفاً .
                            تقديري أخي رحب الفكر و الصدر أ / محمد مزكتلي.

                            اعتمدت جملتك أخي عبد الغفار، جزاك الله عني كل الخير والسداد والبركة.

                            كل عام وأنت وأحبابك بخير.
                            أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
                            لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

                            تعليق

                            • محمد مزكتلي
                              عضو الملتقى
                              • 04-11-2010
                              • 1618

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
                              سـلام مـن الله و ود ،
                              اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله...إذن :
                              لن يأل جهدا في تحديد اتجاهه وعقد نية صلاة....
                              من أجمل ما قرأت في الكوميديا السـوداء...!!
                              التقاط فيه الفارق وحقق الدهشة لا ريب...
                              أنعم بكم وأكرم...
                              مـحبتي


                              كل عام وأنت وأحبابك بخير أخي عوض.
                              جعل الله السنة الجديدة كلها خير وبركة وأمن وسلام.
                              ورزقك فيها ألف مليون دينار، وصحة وشباب وراحة بال.

                              صباح الخير.
                              أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
                              لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X