من يوميات امرأة حيزبون.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سامي الشريم
    أديب وكاتب
    • 11-12-2015
    • 107

    من يوميات امرأة حيزبون.


    إنّي امرأة كالروح الخالدة أقطن فوق السماء، بالقرب من الأنبياء والشُّعراء، ليس لأنّي لم أجِد موطئ قدم لي على الأرض، بل لأنّي تعاليت على العيش بين هذه المجتمعات البشرية المتوشحة بمعطف الرضوخ، والغارقة كسفينة في وسط الإعصار، في تفاهات وسخافات أنا في غنىً عن ذكرها الآن.

    كانت لديّ عائلة عرفتني أكثر وقت، ولكني هجرتها، وغير نادمة على ذلك، بعد أن تمكّن منها فايروس غباء العصور الوسطى. وكان لي أصدقاء نوابغ حقًا، ذوي كفاءات فكرية عالية، كانوا يملكون عقولاً عظيمة، تضخ أفكارًا جبّارة كأفكار الآلهة، ولكن يا للأسف، لقد رحلوا الواحد خلف الآخر بعد أن اغتالتهم حماقات النّاس. لا زلتُ أفتّش عنهم الآن بين النجوم والمجرات السابحة في هذا الفضاء الفسيح.
    لستُ فرحة في الأعلى كما تظنّ، فما زلت أحمِلُ معي آثار مآسي العالم السفلي، إنّ جسدي لا يفتأ ينوء تحت ثقل الأرق الّذي أخذته من أعمق الظلمات، ومن أخطار الحياة.
    أنتم بحاجة لأن تعرفوا أنّه لا تحكمني نواميس الكون التي تحكم عالمكم البائس، فأنا لا أنهض عند طلوع الفجر كالفقراء والكادحين، ولا أغتسل من خيوط النور كالنساء القرويات على ضفاف الأنهار، ولا أضطر أن أرجع إلى بيتي مثل سرب العصافير حين يحلّ غسق المساء، فهنا في هذا العالم السماوي، لا ليل يُقبِل ولا نهار، لا فصول تتعاقب ولا سنوات، إنّها حياة سرمدية، زاخرة بالحريّة، إنّها حياة ليس لساعة الزمن سلطان عليها، وهذا أجمل ما فيها.
    هنا أنا لا أنام مطلقًا، أعيش في يقظة دائمة، انتباه بلا حدود، سُهاد لا نهاية له. إنّي أعيش كالملائكة في قلب هذه الظلال البيضاء الواسعة، وأتغذى على رحيق الزهرات الخالدات التي تؤرجحها ريح الأبدية، وأملأ جوفي بالماء الزُلال الّذي ينساب من بين أنامل الآلهة.
    لقد أخذتُ من كوكبكم الغارق في التعقيد، خمسة كُتب فقط، هي ما أحتاجها، وهي قريبة إلى نفسي، منها أتسلّى بها، ومنها لتصدّ عني الهواجس المشؤومة؛ أولها: مقتطفات من أقوال ماو تسي تونغ، وثانيها: تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي، وثالثها: تقرير إلى غريكو، ورابعها: الحرب والسلم، وخامسها: الكوميديا الإلهية.




    أساتذتي الكرام في هذا الصرح الشامخ!
    رأيكم يهمني، ونقدكم يساعدني على التقدّم والنجاح.

    التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 23-12-2018, 08:26.
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    السلام عليكم، كيف حالك؟ هل أنت مستعد للنقد والرأي الآخر حقا؟ إن وافقت سأعود
    مبدئيا.. ماذا أحببت أن تكتب أخي قصة أم خاطرة...؟ أحب أن يُذكر تصنيف النص كما أراده الكاتب
    وأيضا.. اخترت موضوعا فلسفيا شائك.. لرفض المرأة الواقع والتحليق في عالم غير ملموس بما فيه من أنامل الآلهة! وكوميديا آلهية!
    شكرا لك

    تعليق

    • سامي الشريم
      أديب وكاتب
      • 11-12-2015
      • 107

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم، كيف حالك؟ هل أنت مستعد للنقد والرأي الآخر حقا؟ إن وافقت سأعود
      مبدئيا.. ماذا أحببت أن تكتب أخي قصة أم خاطرة...؟ أحب أن يُذكر تصنيف النص كما أراده الكاتب
      وأيضا.. اخترت موضوعا فلسفيا شائك.. لرفض المرأة الواقع والتحليق في عالم غير ملموس بما فيه من أنامل الآلهة! وكوميديا آلهية!
      شكرا لك
      وعليكم السلام أستاذة أميمة. بخير وللهِ الحمدُ والمنّة.
      بالطبع مُستعد، ولو لم أكن كذلك، لما جئت إليكم لأقرأ آرائكم وانتقاداتكم.
      أصنّف النص على أنّه خاطرة حُرّة..
      أودّ أن أقرأ تعليقك أولاً لكي أجيبك عن الشقّ الأخير الّذي ذكرتيه بشأن موضوع النص.

      تعليق

      • أميمة محمد
        مشرف
        • 27-05-2015
        • 4960

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم. بداية، شكرا لردك وإصغائك سيدي الكريم وأرجو أن نستفيد من بعضنا.
        أربكني النص في معرفة هويته، كنت مستعدة لتصنيفه كمحاولة قصصية أو حتى مقتطف قصير من رواية إذ بدأ بالسرد وليس بالبوح ثم بتتالي الأحداث الخيالية التي قاربتني من قراءة جزء من أدب خيالي بما في ذلك الصراع الخافي في نفس البطلة
        "كانت لديّ عائلة عرفتني أكثر وقت، ولكني هجرتها، وغير نادمة على ذلك"
        خلط النص بين القصة والخاطرة وكنت أبحث عن سبب جريان النمط الفلسفي فيه الذي وضع بين أيدينا هرطقة امرأة حيزبون! في أسلوب سردي واثق لكنه مغال فأي فكرة يحملها النص..؟ لم تكن واضحة وجلية ــ لي على الأقل ــ وما زلت أبحث...
        لأجد نفسي أعود للبداية..
        "إنّي امرأة كالروح الخالدة أقطن فوق السماء، بالقرب من الأنبياء والشُّعراء،"
        أنّى لنا أن نختار العيش قرب الأنبياء بل نسأل الله. والشعراء منهم الغاوون. وكيف تكون فوق السماء! بل فوق السحاب مثلا

        "ليس لأنّي لم أجِد موطئ قدم لي على الأرض، بل لأنّي تعاليت على العيش بين هذه المجتمعات البشرية المتوشحة بمعطف الرضوخ، والغارقة كسفينة في وسط الإعصار، ..."
        توالت الأحداث حتى قرأت وتوقفت عند "أفكار الآلهة" كيف يجوز أن نقولها ولماذا؟ لا بأس قلت لنفسي حيزبون ولكني ما زلت أبحث عن السبب وراء عرض أفكار الشخصية الحيزبونية. ليس النص مجرد بوح خاطف ولا فضفضة لحظية إنه إفراغ لتكدسات قرائية مكبوتة أو متراكمة مما يجعلنا نخمن جذورا قرائية أو فكرية للنص
        "هنا أنا لا أنام مطلقًا،"... تعبير مجازي ولكن.. سبحان الذي لا تأخذه سنة ولا نوم
        وإذا قسمت النص إلى عدة عناصر ورأيي فيها
        البناء: لم يشدد النص على الخاطرة بل كان في لجة الشتات الذي أخفى بعض معالمه
        الأسلوب: لا يعوز الكاتب الأسلوب السهل الممتنع.. للكاتب خيال مقدر وخصب سيما عند الفكرة مناسبة
        الفكرة: لم أشعر بنضج البذرة رغم عرضها بطريقة مباشرة ولا بمنطقيتها اعتناقا من صاحبتها وفي حين اقتربت من الخيال كان الدين بعيدا.. من هنا بالذات كانت نقطة تساؤلاتي لأنني ولو في الخيال أشعر بما هو مسموح وما هو لا وما هو ممنطق وماهو متكلف أوغريب عن مشاعر الإنسان معتقداته وكينونته
        النهاية: بددت النهاية بعض الشتات للبيئة المستوحاة منها النص وجعلني أصنف النص كخاطرة فكرية فلسفية فالنص ليس مجرد خاطرة بل انسكاب فكري له بقية ولو في نص آخر

        لديك أسلوب جميل... لكن لدي تحفظات على الأفكار
        والرد لك
        تحيتي أ. سامي الشريم
        التعديل الأخير تم بواسطة أميمة محمد; الساعة 23-12-2018, 12:58.

        تعليق

        • سامي الشريم
          أديب وكاتب
          • 11-12-2015
          • 107

          #5
          شُكرًا لكِ أختي أميمة على نقدك الرائع.
          النص طويل جِدًا، ولم أعرض هنا سوى الأجزاء الأولى منه فقط.

          تعليق

          • سلام الكردي
            رئيس ملتقى نادي الأصالة
            • 30-09-2010
            • 1471

            #6
            السلام عليكم
            انت تحمل مشروع اديب جيد لو انك تابعت على اختلاق افكار ليست عادية اخي الكريم
            فمن حسن الكتابة الادبية ان تحتوي على افكار لم يعتد القارئ على قراءتها في نصوص ادبية كثيرة لكتاب مختلفين في طريقة عرض تلك الافكار ، منهم من يبتكر طرق ادبية ذات لغة ساحرة ومدهشة من خيث التصوير والتشبيه والبلاغة في التعبير ما يشعرك بانها فكرة جديدة رغم انها مستهلكة وبكثرة، ومنهم من يستخدم اسلوبا ركيكا يجعلك تنفر من الاستمرار في القراءة غير متناس استهلاك فكرته.
            تحتاج اخي الكريم الى لغة اكثر سبكا وادهاشا لينسجم ذلك مع فكرتك الجديدة فتخرج بنص ادبي جميل
            المشملة في هذا النص انه تقريري وخطابي الى حد كبير، فالصورة موجودة وللتشبيه الجميل موجود إلا ان التعبير عنهما كان بطريقة خطابية من شأنها ان تبتعد بالنص عن اطار الادهاش والبلاغة
            ارجو لك التوفيق.
            [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
            [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
            [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
            [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [COLOR=#0000ff][/COLOR]

            تعليق

            يعمل...
            X