الثقب الأوسع ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعد الأوراسي
    عضو الملتقى
    • 17-08-2014
    • 1753

    الثقب الأوسع ..

    أرتبك البيتُ بما فيه وأصابه الحزن ، وعمّ الذهول ..
    لم نصدق ، ولم نستوعب ..
    لقد اكتست الجدران برداء الحيرة ، وأدمعت ثقوبا ، وسكنت الكآبة الجامد والمتحرك
    كآبة قاتلة ..
    لقد فقدتُ الزّاد والراحلة ورفيقة الدرب الطويل ، وكما افتقدتِ الحوالكُ طِيب المواساة
    افتقدتِ الروحُ القُربَ ، واضطربت النفسُ بعد أن كانت تُفضي بالشدائد
    لما يشبه الشطرَ في سلامة وطن ..
    وفقدت الأگباد منبع الحب والعطف ، والحانية التي كانت تربتُ
    على الخطأ والصواب ، وفي كل الأحوال تسكن شغاف قلوبهم ..
    لقد تركوا مع الحرفين كل المعاني السّامية ، وتلك المدرسة التي
    تُعِدُّ وتوجه وتستدرك ..
    بقي الغريب في بيته يشهدُ توديع الفرحة الفرحةَ ، والألم يتسلل
    للأثاث والأروقة والحجرات ، والثقوب تلدغ النسيان ، وتدفعه
    راسيات على صدره المثقل بالهموم ، يحاول التخفيف بالشواهد
    والسيرة حينا ، والدفع بالقضاء والقدر حينا أخرى ..
    والصدمة تنخر الصبر وتحول ليله نهارا ، گما يسرق النهار من عمره
    وزهو باله ..
    لقد فكرَ وفكر ، كما تنكر واستنكر وابتكر ..
    والثقوب وُصدت حجراتها من غير أبواب ، والنوافذ على مصارعها
    دون حيلة أو حجرات ..
    معادلة هاربة تنتهي لعاملها المعدوم في ارتباك البيت
    اشتدت وضاقت والأمل في فرجت ، كنتُ في حاجة لمناقشتهم
    لأن بعض الثقوب استحالت تغطيتها والقضاء عليها ..
    حاولتُ إعادة تأهيل الجسور ، والتمهيد لموضوع صعوبة هذه الحياة
    لكنني لم أفلح ، ولم أتمكن من محو ذاك القبح ، وتلك الصورة السيئة
    من تفكيرهم ..
    استخرتُ وتوكلت واستعنت بالأهل والأصدقاء ، وكل أملي أن أجد
    الجامعةَ التي تجمع رؤوسهم وتقوم عليهم ..
    لقد استعد الكل وما يملك من أدوات التأثير والاقناع ، لإزالة الرسم
    من الأذهان واحتواء العوائق ، بما يضمن الدوام مستقرا وفي سلام ..
    وكان ذلك وكنتُ حلقة الوصل التي تذلل وتُقَربُ ، وتحثُ الحقوق
    على الواجبات ، وتدفع الواجب ليحتفل بالحق ..
    ربما تمكنتُ من تقليص دوائر الثقوب ، وفي كل عقبة أدفع بالواقع
    في وجه الأحداث بتعقيداتها ..
    لكن الثقب الأكبر على حاله ، لم يُنْقِص من البداية بتمام نهايتِه ..
    ربما كان اجتهادي يُخطئ أكثر مما يُصيب ..
    والأكيد أنني بين الأجر والأجرين ، أبحثُ في جنس المصائب ، فلم أجد
    مصيبة تشبه هذه ..
    لقد بقي الثقب الأوسع على حاله
    فمن تفردتْ ، ونثرت ، وتركت الفرائد
    من تُهدي للحديقة أزهارها ، وللبيت نوره والطاقة لمن فيه ، بتلك الابتسامة
    التي ما فارقت صلاتي ..
    وقد استوطنت صحوي ومنامي ..
    تلك التي ماتت الحروف معها ، وأحاول لملمة مفاصلها بعد السنة والنصف
    لكنني لا أستطيع ..
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد الأوراسي; الساعة 30-12-2018, 14:00.
  • حنان عبد الله
    طالبة علم
    • 28-02-2014
    • 685

    #2
    كان الله في عون المبتلى؛
    رغم كل المحاولاته لسد الثقوب وما تركته الأم ....أحس بالفراغ!
    أتساءل هل يوجد رجل بهذا الوفاء!؟
    أحزنني هذا النص وأحسست بوجع الراوي ،بوركتم

    تعليق

    • سعد الأوراسي
      عضو الملتقى
      • 17-08-2014
      • 1753

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حنان عبد الله مشاهدة المشاركة
      كان الله في عون المبتلى؛
      رغم كل المحاولاته لسد الثقوب وما تركته الأم ....أحس بالفراغ!
      أتساءل هل يوجد رجل بهذا الوفاء!؟
      أحزنني هذا النص وأحسست بوجع الراوي ،بوركتم
      أهلا بأستاذتنا حنان ..
      نعم يوجد رجل أوجعه الوفاء ، واستوطن تفاصيل حياته ..
      ومصيبة أم الأولاد ، لا تعادلها مصيبة ..
      اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين كافة يارب
      أنعم الله عليك بالصحة ومتعك بالسعادة
      تحيتي الخالصة لك

      تعليق

      • حنان عبد الله
        طالبة علم
        • 28-02-2014
        • 685

        #4
        الزمن وحده كفيل بتضميد الجرح والجروح ونسيان الألم والثقب سيتقلص
        شيئا فشيئا ويلتئم الجرح .هذه سنة الحياة
        تبقى بعض ذكريات منقوشة في مخيلتنا لمن فقدناهم ولكن لا راد لأمر الله
        بالصبر نتجاوز كل المصائب والصبر عند الصدمة الأولى كما قال عليه الصلاة والسلام
        تحيتي استاذ سعد
        التعديل الأخير تم بواسطة حنان عبد الله; الساعة 18-05-2019, 22:36.

        تعليق

        يعمل...
        X