هذا هو الإندماج الكامل " ويكون الإثنان جسدا واحدا "
طبعا لا أقصد هنا حالة الزواج ، لكن الأنا التي تنجذب للأنا الأخرى فيصيران أنا واحدة .
لا أدري إن أصبت أم خاب ظنك بي .
تحياتي م ش

صباح الخيرات و البركات عزيزي ف.س.ب،

سبق أن خاب ظني بك في قراءة سابقة (ولو أنك تعلم أننا من تلاميذ المدرسة التأويلية التي لا تعترف بخيبة الظن في القراءة و القراءة المضادة)، لكنك في هذه كنت مصيباً و جداً.

عبارتك الجميلة "الأنا التي تنجذب للأنا فيصيران واحدة" ذكرتني بكتاب جميل كذلك كنت قد اقتنيته حين تحضيري لبحث اكاديمي جذبني عنوانه الفرنسي / Je suis ce que nous sommes ألفه رجل الكنيسة المعروف (أظنه من جنوب إفريقيا) والحاصل على جائزة نوبل سنة 1984، أقصد Desmond Tutu. فيما بعد، تبين لي أن المقولة اقتبسها من فلسفة إفريقية ضاربة في القدم تتوارثها الأجيال و أثرت بجمالها في العديد من الشخصيات البارزة داخل القارة السمراء و خارجها في أنحاء المعمور. هنالك يطلقون عليها عبارة Ubuntu في إشارة إلى فلسفة إنسانية إفريقية شعارها I am what I am because of who we all are
و هي بذلك تنشر روح التضامن و التعاون بين أفراد المجتمع الواحد - دون إلغاء الفرد تماماً (الأنا) كما روجت لذلك فلسفة الشيوعية المتغطرسة.

و المخزون الثقافي الشفاهي الإفريقي حافل بالأساطير و الحكايا التي تروج لروح Ubuntu التفاعلية بين الأنا و الآخر داخل الجماعة؛ لعل أبرزها و أوسعها انتشاراً تلك الحماية التي تروي عن تجربة عالم الاجتماع الأجنبي حين وضع أطفالاً أفارقة في تسابق نحو سلة الفواكه يظفر بها أول من وصل إليها. فكم كانت دهشته عظيمة حين لاحظ أن الأطفال كلهم وضعوا يدهم في أيدي بعض فانطلقوا جميعاً نحو السلة ليصلوا إليها جميعا في نفس الوقت فكانت من نصيبهم جميعاً!


لذلك وجدت في كتاب رجل الكنيسة Desmond Tutu شرحاً مفصلا للفلسفة الافريقية الجميلة انطلاقا من اعتباره على أن (الاجتماعية) لا تعني بالضرورة إلغاء (الأنانية) بل ممكن جداً أن تجتمع الأنا و الأنا الأخرى ليشكلا ما تجرأت على تسميته "أناجتماعية" (راجياً من القاريء أن يعتبرها اجتهادا و قد يحتمل الاجتهاد الخطأ).

تحياتي لك صديقي

م.ش.