السفارة المغاربية: الوثني المتمدن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الهويمل أبو فهد
    مستشار أدبي
    • 22-07-2011
    • 1475

    السفارة المغاربية: الوثني المتمدن

    السفارة المغاربية: الوثني المتمدن
    جون ايفيلين (John Evelyn) اشتهر بتدوين يومياته التي غطّت ستة وستين عاما (1640 الى 1706)

    من هذه التدوينات ما نقله عن السفارة المغاربية قبيل نهاية القرن السابع عشر:


    يوم 11 يناير[1681 أو 1682*] شهَدتُ استقبال السفير المغربي، ولم تكن حاشيته كبيرة. وقد استُقبِل في بيت الضيافة، بحضور صاحبيّ الجلالة. سار السفير إلى العرش دون أن يؤدي أياً من إشارات التبجيل، لم يحن رأسا أو جسدا. وتحدث من خلال [مترجم] انجليزي مرتد،** كانت سلامته قد ضُمنت مسبقا. كانوا جميعهم يرتدون الزي المغربي: ثيابا كاسية من الخام أو الحرير الملون، لها أزرار وطيات، وفوقها (الحقا Alhaga/) أو رداء صوفي كاسٍ أبيض، واسع جدا يغطي الرأس والبدن، و غطاء رأس أو عمامة صغيرة، سيقانهم عارية ما عدا جوارب جلدية كما هي حال الترك، وقمصان ذات أردان فضفاضة ومسلحون بسيوف ثمينة. واعتمر السفير عمامة نُظِمت عليها سلسلة جواهر بطريقة غريبة. أظن أن الزي الروماني القديم يختلف قليلا فيما يخص الرداء والأطراف العارية. كان السفير شخصا وسيما، حسن الملامح، ذا هيئة حكيم، حاد الذهن، مهذبا إلى أبعد الحدود. كانت هداياهم أسود ونعام.*** أما مهمتهم فكانت بشأن "سلام" يتعلق بطنجة. لكن احتشاد الناس وجمهرتهم تجاوزت الحدود، حتى أن المسئولين لم يستطيعوا حفظ النظام مما أثار دهشة الغرباء في البداية، إذ لم يبق شيء مما هو معتاد في مثل هذا الوضع، لا من حيث دقة التنظيم ولا من حيث هدوء المكان والأداء كما هي الحال في كل المناسبات العامة في بلادهم وكما هي الحال حقيقة في الممالك التركية.

    يوم 24 من [الشهر: يناير] في هذا المساء كنت في الأجنحة العظمى لدوقة بورتس ماوث [في قاعة] وايت هول أحضرُ احتفاءَها بالسفير المغربي وحاشيته، وكانت وليمة عظيمة من المعجنات (sweetmeats) والموسيقى وقد تصرف أثناءها كل من السفير وأفراد حاشيته باعتدال هائل واحتشام مع أنهم جلسوا حول مائدة طويلة بحيث تكون سيدة بين كل مغربيين (اثنين) ومن بين هؤلاء كان أبناء الملك الطبيعيين مثل السيدة (الأميرة) ليشفيلد والأمير سوسكس، والدوقة بورتس ماوث، نيللي، وغيرهن من محظيات القصر وحشمه، كأنهن لؤلؤ على جمال أخّاذ، لكن المغاربة لم يبدوا إعجابا ولا أبدوا اهتماما جادا بشيء، حتى بالأثاث وما شابهه، بل فقط تذوقوا من المائدة شيئا بأدب جم. وشربوا قليلا من الحليب والماء، لكنهم لم يقربوا نقطة من نبيذ. بل شربوا بعض "الشربيت والشكولا" (عصير محلى). كما لم ينظروا حولهم أو يحدقوا مليا بالسيدات، ولم يبدوا لو القليل من الدهشة بل تصرفوا كليا بكياسة "لامبالاة محسوبة" سواء في المشاركة أو الهيئة، مجيبين فقط عما يُسألون عنه ويجيبون بكثير من الذكاء والشهامة، وهكذا استأذنوا بوقار مودعين مضيفتهم بهذا الدعاء: "حفظ الرب دوقة بورتس ماوث، وحفظ الأمير ابنها" وهم يعنون الصغير دوق ريتشموند.


    جاء الملك عند النهاية وكان لحظة مغادرة السفير. بهذا الشكل كان الاحتفاء بهذا العبد (فهو في بلاده ليس أكثر فروسية منه عبدا) من لدن أكثر نبلاء المدينة. وغالبا ما كان يذهب إلى الهايد بارك رفقة حاشيته على صهوة جواد حيث يظهرون مهارتهم العالية في الفروسية. فهم يقذفون حرابهم في الهواء ويلتقطونها وهم في أقصى سرعتهم، وينطلقون مسافات قصيرة ويقفون قامتهم كاملة على صهوة الجواد في أقصى سرعته وهم أثناء ذلك يتحكمون بحرابهم بكل رشاقة. وكان أحيانا يذهب إلى المسارح وحين يشاهد بعض المشاهد الغبية أو الخيالية لا يتمالك إلا أن يضحك لكنه يحاول جهده أن يكتم ضحكه بتواضع جم ووقار. باختصار، السفير الروسي، وهو ما زال في البلاط الملكي، تصرف مثل المهرجين مقارنة مع هذا الوثني المتمدن.

    *
    التاريخ الصحيح هو 1681م وهو التاريخ الغريغوري الذي نعرفه اليوم. أما سابقا قبل القرن الثامن عشر فكانت السنة تبدأ في 25 مارس (تاريخ يولياني)


    **مرتد: يعني: مسيحي اعتنق الإسلام (renegado)

    ***هامش في الأصل (اسمه أحمد ووصل لندن في الخامس من هذا الشهر [يناير]، وفي الثلاثين من شهر مايو التالي استضافته أكسفورد، وفي الوقت نفسه تناول العشاء مع الياس أشمول الذي صنع له هدية وهي عدسة مكبرة. وفي 14 يوليو طلب السفير الأذن بالسفر من الملك وغادر إلى بلاده في 23 من الشهر. له عدة صور [رسم] مختلفة أحدها صورة كبيرة وجميلة رسمها روبرت وايت. و"يخبرنا السير جون ريسبي في مذكراته أن هدية السفير للملك كانت أسدين وتسع وثلاثين نعامة، وكانت ردة فعل جلالته أن ضحك وقال: لا أعلم شيئا أكثر ملاءمة أهديه غير سرب من الأوز")

    Diary and Correspondence of John Evelyn, Edited from the Original Mss. at Wotton, Vol. II, by William Bray 1850, pp.161-2, 163.
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #2
    استمتعت بقراءة ما جاء في النص من أخبار طريفة و أخرى حكيمة خاصة المفارقة المذكورة بين سلوك المغاربة و الروس ههه

    دمت محباً للرقوق و الطروس.

    تعليق

    • الهويمل أبو فهد
      مستشار أدبي
      • 22-07-2011
      • 1475

      #3
      أهلا استاذ محمد
      كان بودي لو أنك علقت على (الحقا Alhaga) وعلى تصرفهم على المائدة بين جميلات لندن. لماذا هذا الصمت وهل له علاقة بصالون الحلاقة؟
      عامك الجديد عام خير وإنجاز بإذنه تعالى

      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
        أهلا استاذ محمد
        كان بودي لو أنك علقت على (الحقا Alhaga) وعلى تصرفهم على المائدة بين جميلات لندن. لماذا هذا الصمت وهل له علاقة بصالون الحلاقة؟
        عامك الجديد عام خير وإنجاز بإذنه تعالى
        الصمت سيميائي، عزيزي أبو فهد، أي له دلالات "ناطقة" كما تعلم. لكنني سأخرج من صمتي وأعود لحسناوات مغاربتك في لندن ريثما أفرغ من تصفية حساباتي مع حسناوات العرب في شمال أمريكا. عطلة رأس السنة توشك على الانتهاء و ستجدني بالقرب من طروسك - على أمل أن أجدك عند بعض رقوقي كتلك التي نلتقي عندها داخل صالون الحلاقة المعلوم.


        كن جميلاً

        تعليق

        • محمد شهيد
          أديب وكاتب
          • 24-01-2015
          • 4295

          #5
          و إليك المشهد مباشرة من "جسد" المكان نشرته اللحظة على موقعي

          تعليق

          • حاتم سعيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 02-10-2013
            • 1180

            #6
            أعجبني هذا النص (المترجم) أستاذي العزيز فهو يقدّم فكرة ولو بسيطة عن سفارات الماضي وأردت أن أنبّه إلى بعض الأخطاء في الكتابة بكلّ ودّ، كل التحيّة سيدي الهويمل وأخي محمّد شهيد .
            إذ لم يبق شياءا
            لكن المغاربة لم يبدو إعجابا ولا أبدوا
            وحفظ الأمير
            أ
            بنها
            وشر
            ي
            وا قليلا من الحليب والماء
            ولم يبدوا ...لو القليل من الدهشة



            من أقوال الامام علي عليه السلام

            (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
            حملت طيباً)

            محمد نجيب بلحاج حسين
            أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
            نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

            تعليق

            • الهويمل أبو فهد
              مستشار أدبي
              • 22-07-2011
              • 1475

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد ( أبو هادي) مشاهدة المشاركة
              أعجبني هذا النص (المترجم) أستاذي العزيز فهو يقدّم فكرة ولو بسيطة عن سفارات الماضي وأردت أن أنبّه إلى بعض الأخطاء في الكتابة بكلّ ودّ، كل التحيّة سيدي الهويمل وأخي محمّد شهيد .
              إذ لم يبق شياءا
              لكن المغاربة لم يبدو إعجابا ولا أبدوا
              وحفظ الأمير
              أ
              بنها
              وشر
              ي
              وا قليلا من الحليب والماء
              ولم يبدوا ...لو القليل من الدهشة


              أهلا ومرحبا بالأستاذ الكريم أبو هادي
              لك كل الشكر والامتنان على ملاحظاتك (النحوية والاملائية). أظنني صوبتها ما عدا (ولم يبدوا ...لو القليل من الدهشة)، فقد استعصى عليّ إدراك الخطأ. التعبير تشوبه العجمة لا شك.
              حبذا لو أدرجت بديلا. (الفعل بالنسبة لي كان: "يبدون" بمعنى يظهرون).
              تحياتي وخالص الود

              تعليق

              • حاتم سعيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 02-10-2013
                • 1180

                #8
                تقبل مني سيدي هذا الاقتراح مع ألف تحيّة..
                وكان غالبا ما يذهب إلى الهايد بارك على صهوة جواد حيث
                أظهر
                (يظهر) (مع حاشيته)
                وحاشته
                مهاراتهم الخارقة في الفروسية..
                وغالبا ما كان يذهب إلى الهايد بارك
                رفقة حاشيته على صهوة جواد حيث يظهرون مهارتهم العالية في الفروسية..

                من أقوال الامام علي عليه السلام

                (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                حملت طيباً)

                محمد نجيب بلحاج حسين
                أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                تعليق

                • محمد شهيد
                  أديب وكاتب
                  • 24-01-2015
                  • 4295

                  #9
                  أرد لك التحية العطرة، الصديق حاتم،

                  أعود إلى اللباس المغربي الذي ذكر النص بعض مظاهره. لم أعثر على شيء يفيد القاريء حول (Alhaga) لولا أن رسمها يهمس إلي بأصل الكلمة ربما يكون إسباني/ أندلسي في حالة ما إذا قسته بالكلمات الاسبانية العديدة التي تبتديء ب Al و التي يزخر بها القاموس الإسباني كامتداد للفترة العربية في تاريخ الأندلس.
                  إلا أن كلمة Alhagaلاتوجدفي القاموس الإسباني، و ربما المورخ البريطاني صاحب النص قصد بها تدوين اللهجة المصرية لكلمة (الحاجّة) كما ينطقها المصريون Alhagga أو (الحايك) و هو لباس تقليدي قديم ذو أصول (مغاربية) و لا يقتصر على المغاربة دون غيرهم من التونسيين و الجزايريين...وهو في شكله يقترب من الوصف الذي ورد في النص.

                  و بما أن معنا الأستاذ حاتم و هو يهتم بالتاريخ زيادة على كونه تونسياً - و حبذا لو تعطينا رأيها الفنانة سليمى بكونها تهتم بالألبسة التقليدية التونسية - فهما أكثر مني درايةً بتاريخ اللباس التقليدي للوجهاء و الفقهاء و الأعيان كما هو مفصل في إحدى مقالات الموسوعة التونسية :
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 07-01-2019, 12:41.

                  تعليق

                  • محمد شهيد
                    أديب وكاتب
                    • 24-01-2015
                    • 4295

                    #10
                    أما بالنسبة لتاريخ الزي المغربي، فإليك اقتباس من كتاب عبد الله العروي، بعنوان: المغرب و الحسن الثاني:


                    تعليق

                    • محمد شهيد
                      أديب وكاتب
                      • 24-01-2015
                      • 4295

                      #11
                      و في هذا الرابط صورة لباس قد تشبه إلى حد ما وصف الزي السفراء المذكور - و المقال بالمناسبة يشير إلى قضية مدينة طنجة التي وردت في نص (أبو فهد) كسبب لزيارة لندن)

                      تعليق

                      • الهويمل أبو فهد
                        مستشار أدبي
                        • 22-07-2011
                        • 1475

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد ( أبو هادي) مشاهدة المشاركة
                        تقبل مني سيدي هذا الاقتراح مع ألف تحيّة..
                        وكان غالبا ما يذهب إلى الهايد بارك على صهوة جواد حيث
                        أظهر
                        (يظهر) (مع حاشيته)
                        وحاشته
                        مهاراتهم الخارقة في الفروسية..
                        وغالبا ما كان يذهب إلى الهايد بارك
                        رفقة حاشيته على صهوة جواد حيث يظهرون مهارتهم العالية في الفروسية..
                        اقتراحك مناسب وجاءت العبارة سلسة
                        ولك جزيل الشكر والتقدير

                        تعليق

                        • الهويمل أبو فهد
                          مستشار أدبي
                          • 22-07-2011
                          • 1475

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                          أما بالنسبة لتاريخ الزي المغربي، فإليك اقتباس من كتاب عبد الله العروي، بعنوان: المغرب و الحسن الثاني:


                          http://www.mawsouaa.tn/wiki/لباس_أعي...B1.D8.A7.D8.A1
                          استمتعت وتعلمت. من المحزن أن لا وجود لمعاجم متخصصة تحفظ مدونة الثقافة الشعبية (pop culture).
                          دمت بخير

                          تعليق

                          • الهويمل أبو فهد
                            مستشار أدبي
                            • 22-07-2011
                            • 1475

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                            و في هذا الرابط صورة لباس قد تشبه إلى حد ما وصف الزي السفراء المذكور - و المقال بالمناسبة يشير إلى قضية مدينة طنجة التي وردت في نص (أبو فهد) كسبب لزيارة لندن)
                            الظاهر أن الرابط خافي. بالنسبة إلى (طنجة) تشفّ اليوميات (دون تصريح واضح) عن هزيمة منكرة للحامية العسكرية، ربما هلكت بقائدها. فالمدون يذكر أن أحد اللوردات قابله بعد صلاة الصباح وكان ممتعضا من أمر ويريد المدون أن يتناول معه الغداء ليحدثة عن أمر مزعج. ويتضح من لقائهما أن الأمر هو اختيار هذا اللورد قائدا جديدا لحامية طنجة. ويرى في هذا الخيار مؤامرة من وزير العسكر وأن القوة التي سيرأسها إلى طنجة قليلة العدد وسيئة التأهيل ويالتالي فهي مكتوب لها الهلاك. لكنه سلم من المهمة لأنه توفي بعد ستة أيام.

                            تحياتي

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                              الظاهر أن الرابط خافي. بالنسبة إلى (طنجة) تشفّ اليوميات (دون تصريح واضح) عن هزيمة منكرة للحامية العسكرية، ربما هلكت بقائدها. فالمدون يذكر أن أحد اللوردات قابله بعد صلاة الصباح وكان ممتعضا من أمر ويريد المدون أن يتناول معه الغداء ليحدثة عن أمر مزعج. ويتضح من لقائهما أن الأمر هو اختيار هذا اللورد قائدا جديدا لحامية طنجة. ويرى في هذا الخيار مؤامرة من وزير العسكر وأن عدد القوة التي سيرأسها إلى طنجة قليلة العدد وسيئة التأهيل ويالتالي فهي مكتوب لها الهلاك. لكنه سلم من المهمة لأنه توفي بعد ستة أيام.

                              تحياتي
                              خبر معقول خاصة و نحن نعلم على أن منطقة (جبل طارق - نسبة إلى طارق بن زياد-) ما يطلق عليه مغاربة طنجة و الشمال (جبل الطر)، هو لا يزال إلى اليوم منطقة تحت الانتداب البريطاني. و المنطقة موقعها جد استراتيجي لمن يلاحظ مكان وجودها في الخارطة الجيوسياسية؛ مما قد يساعد على فك بعض رموز "الأخوة" التاريخية بين البلدين المطلين على ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

                              مساء الخير
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 08-01-2019, 20:13.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X