La Rencontre-اللقاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاتم سعيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 02-10-2013
    • 1180

    La Rencontre-اللقاء

    هي ترجمة لعمل جديد لأستاذي العزيز محمد بشير قلوز بعد تجاربه السابقة في مجال الادارة.
    « La vie de tout individu ne pourrait-elle pas être une œuvre d’art ».
    Michel Foucault.1983-
    "ألا يمكن أن تكون حياة كل فرد عملاً فنياً؟"
    ميشال فوكو1983

    La Rencontre
    اللّقاء
    Mohamed Bechir GUELLOUZ
    محمد بشير قلوز


    « La véritable rencontre de l’autre n’est-elle pas l’occasion de prendre la mesure de sa propre multiplicité de se découvrir AUTRE»
    واقعا ، ألا يمكن أن يكون الالتقاء بالآخر فرصة لأخذ الحيطة من اكتشاف جوانب خافية لم نعهدها فينا.


    C’est la troisième fois qu’il se rend au commissariat pour son dossier de permis de chasse.
    A l’entrée, un agent-nonchalant-lui demande qui veut-il voir?
    • La dame au bureau d’en face.
    • Ah Madame SONIA.OK. Allez-y, elle doit être là.

    Il frappe à la porte pour se faire annoncer et être autorisé à y pénétrer. C’est un collègue à l’allure d’un vrai flic qui d’un regard indifférent lui fit signe d’entrer puis:
    • C’est pourquoi monsieur?
    • Je voudrais voir madame SONIA.

    Un paravent séparait les deux collègues. Ah ! Là voilà! Assise derrière son bureau, un vieux meuble usé et mal entretenu qui témoigne avoir connu et servi une multitude d’agents avant elle.
    L’accueillant plutôt avec un sourire et une lueur d’amabilité dans les yeux, elle s’empressa de se lever et lui lança :
    - Bonjour Monsieur, désolée, je n’ai pas de réponse à votre demande. Nous devons peut être attendre encore un peu.
    La réponse lui importait peu. Il scrutait ce visage, l’expression de ce regard et de cette voix, il fixait ses lèvres légèrement fardées qui bougeaient pour dégager des sons mélodieux, en contraste avec ce milieu peu accueillant.
    • Bon! Bon ! Alors je reviendrai. Au revoir Merci Madame.

    Il fit demi-tour, croise le regard du coéquipier, toujours indifférent, à qui par courtoisie il lui murmure un « Au revoir Monsieur » et quitte le bureau sans savoir s’il a reçu une réponse à son salut.
    Il passa toute la journée à penser à cette dame de flic sans trop comprendre d’ailleurs. Cette sensation l’accompagnera plusieurs jours. Sa mémoire ne retint que l’expression de ce visage aux traits harmonieux et accueillants. Son attitude contrastant avec l’environnement et les lieux traduit une exception. Cette différence cache un mystère, et ce mystère le trouble un peu. Tout au début il pensait à elle et trouve un plaisir à se souvenir de ce moment bref, mais chargé, « chargé de quoi » ? se demandait-il. Aucune explication ne lui vient à l’esprit.
    Il se marra un peu quand lui vient l’idée «est-ce un coup de foudre»?
    -Non quelle blague ! A son âge ! S’intéresser à une autre femme que son épouse ça relève de l’impossible.
    Alors pourquoi insister? Pourquoi son image persiste à occuper son esprit et lui procurer un réel plaisir en se remémorant presque quotidiennement cette brève rencontre et le peu de mots échangés. «NON, se disait-il, ses yeux m’ont raconté plein d’histoires, son regard était chargé.. .de quoi ? Arrête se dit-il à lui-même, serait ce une réminiscence juvénile. A ton âge ? Qu’en sais-tu d’elle, de sa situation et puis que peux-tu espérer d’elle ? Quelles projections peux-tu avoir?...


    هي المرة الثالثة التي يزور فيها مركز الشرطة لتجديد رخصة الصّيد .
    عند المدخل ، سأله الوكيل بكل برود عن الذي يريد مقابلته؟
    - تلك السيدة في المكتب المقابل.
    - آه ، السيدة سنية، طبعا، تفضل ، أعتقد أنّها في المكتب.
    حين طرق الباب مستأذنا. تفاجأ بزميل لها تبدو عليه علامات شرطي حقيقي، يرمقه بنظرة باردة ، ويشير له بالدخول:
    - ما طلبك سيدي؟
    - أود أن أرى السيدة سنية.
    يتواجد بين الزميلين حاجز فاصل.
    - آه! هاهي ذي!
    كانت تجلس خلف مكتب ، هو قطعة أثاث قديمة بالية مستهلكة لم تلق العناية اللازمة ، عرفت أخبار السابقين واستعملت من العديد من الوكلاء قبلها.
    استقبلته بابتسامة تحمل بريق لطف في عينيها ، وهي تسارع بالنهوض:
    - مرحبا سيدي، آسفة، ليس لدي بعد إجابة على طلبك. قد نضطر إلى الانتظار فترة أطول.
    الاجابة لم تكن تهمه. أخذ يتمحّص وجهها، عبارات نضرتها وذلك الصوت، حدّق مليا في تلك الشفاه المطليّة بخفّة وهي تتحرّك باعثة ألحانا مميّزة، لا شكّ أنّها منفردة في هذا الوسط الذي لا يعرف الكثير من الترحاب.
    - حسنا ! جيّد جدّا! سأعود مرّة أخرى، شكرا سيدتي، وداعا.
    عند استدارته، لمح نظرة زميلها، لم يكن مباليا كعادته، » إلى اللقاء أيّها السيّد « همهم له مجاملة قبل مغادرته دون أن يعرف ما إذا كان قد تلقى ردا على سلامه.
    شغله التفكير بسيّدة الشرطة طوال اليوم دون أن يحاول كثيرا في كلّ الأحوال فهم السبب. لازمه هذا الاحساس عدّة أيام. توقفت ذاكرته عند تعبيرات وجهها ذي الخطوط المتناغمة والمرحبة.
    موقفها يتناقض مع البيئة والأمكنة تشير إلى استثناء. هذا الاختلاف يخفي لغزا ، وهذا اللغز يربكه بعض الشيء. في البداية كان يفكر بها ويجد متعة في تذكر تلك اللحظة الموجزة، ولكنها ممتلئة، "ممتلئة بماذا"؟ أخذ يتساءل. لم يتبادر إلى ذهنه أي تفسير.
    ضحك قليلا عندما خامرته فكرة "هل هو الحب من النظرة الأولى"؟
    -لا ما هذه المزحة! في هذا العمر! اهتمام بامرأة أخرى غير زوجته هذا يبدو مستحيلا.
    إذا لماذا هذا الاصرار؟ لماذا لا تكاد تغادر صورتها عقله، تذكر ذلك اللقاء القصير وتبادل تلك الكلمات القليلة كان يمنحه دوريّا شغفا حقيقيا.
    لا « أخذ يقول، عيناها كانت تحكي قصصا كثيرة، نظرتها كانت ممتلئة... بماذا يا ترى؟ توقّف، قال في نفسه، هل تكون ذكريات طفوليّة، في مثل سنّك؟ ماذا تعلم عنها، عن وضعها ، وماذا يمكنك أن تنتظر منها؟ ماهي توقعاتك لما قد يحصل؟...

    حاتم سعيد













    من أقوال الامام علي عليه السلام

    (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
    حملت طيباً)

    محمد نجيب بلحاج حسين
    أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
    نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    #2
    شدّني هذا النص جداااا كما شدّني هذا اللقاء الذي لا تفسير للسعادة فيه...
    ترجمة رااائعة يا حاتم...برافوووو...
    تحية اكبار للأديب محمد بشير قلوز

    تعليق

    • حاتم سعيد
      رئيس ملتقى فرعي
      • 02-10-2013
      • 1180

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
      شدّني هذا النص جداااا كما شدّني هذا اللقاء الذي لا تفسير للسعادة فيه...
      ترجمة رااائعة يا حاتم...برافوووو...
      تحية اكبار للأديب محمد بشير قلوز
      شكرا أستاذتي الرائعة ..تشجيع ولا أروع..دمت بهيّة سيّدتي.

      من أقوال الامام علي عليه السلام

      (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
      حملت طيباً)

      محمد نجيب بلحاج حسين
      أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
      نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

      تعليق

      • حاتم سعيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 02-10-2013
        • 1180

        #4
        متابعة:
        مرّ أسبوعان، لم يستطع خلالهما أن يمنع تفكيره من الانشغال بها ولا القضاء على شغفه بتجديد رؤيتها.
        وهكذا، قرّر أن يحاول مقابلتها، بذريعة السؤال عن تطورات ملفّه.
        -صباح الخير سيّدتي، آسف على الازعاج، أردت فقط أن أسأل إذا وصلتك إجابة تتعلّق بمطلبي.
        - "أوه ! كم أنا سعيدة بلقائك من جديد". صوتها كان أكثر وضوحا، وعيناها أشدّ لمعانا. تسريحة شعرها التي زادتها نعومة وجمالا، تفرض في نفس الآن كل الاعجاب والاحترام.
        -متأسفة، مرّة أخرى "لا وجود لإجابة "، ولكن أجدني ممتنة بلقائك والتعبير عن "تقديري" لحضرتك.
        - صحيح!
        -أجل، أرجوك هلا تفضلت بالجلوس .
        لم يكن ينتظر رجاء ليجلس على ذلك الكرسي الوحيد المتواجد أمام مكتبها.
        -هل تعلم، عندما راجعت ملفك ، أدركت أنك شخصية ... أعتذر عن الاستقبال في المرات السابقة! تناقشت أيضا مع زميلي بشأنك. هل تريد أن أقدمكم إلى السيّد المفوض؟
        -لا ، لماذا الازعاج ، واضح أنكِم جميعا مستغرقون في العمل ...
        -هذا هو خبزنا اليومي. هل تريد قهوة؟
        في هكذا إدارات هم في الحقيقة لا يملكون مقهى أمّا إذا اقتضت الضرورة، سيطلبون من صالون الشاي المجاور اعداد القهوة وايصالها.
        أجاب بكل لطف: "شكرا سيدتي. أنا لا أشرب القهوة ، في الواقع لي قصة معها."
        -هكذا إذا! هلا تقصها علي .
        - في بيتنا ، لم يكن والداي يشربانها ، وبالتالي لا يوجد أي نوع من القهوة في المنزل. اعتدنا أن نقدّم لكلّ الزائرين، مهما كانوا، وفي أي وقت من اليوم ما يأكلونه ولا شيء آخر. في بلدتنا أيضا، وخلال تلك الفترة، ، لا تقوم إلا المقاهي بتقديم الشاي، القهوة والمشروبات ، وهذه الأماكن العامة هي مخصصة عادة للرجال.
        ذات مرّة، توجّب على والدي أن يقوم بزيارة ابن عمه المريض -كان يحتضر- فقدّم لي براد القهوة وبعض المال، وطلب مني ملأه من المقهى المقابل لمكتب العدل خاصته. انطلقت بسرعة إلى عمّ خميّس القهواجي فقدّم لي الخدمة على الفور، وهو يمدحني كما عادته مع الأطفال: "تفضل أيها الشاب ، وقل لوالدك صباح الخير نيابة عني. "
        اصطحبني والدي إلى منزل القريب الذي يعيش أيامه الأخيرة وقدمنا له تلك القهوة. هذه القصّة جعلتني احتفظ بمعنى عبثيّ "نحن لا نقدم القهوة إلاّ إلى المرضى ، عند سكرات الموت" ومنذ تلك اللحظة ، لم يعد ذلك الشراب يستهويني.
        حاتم سعيد-اللقاء-ترجمة لعمل الأستاذ محمد بشير قلوز

        من أقوال الامام علي عليه السلام

        (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
        حملت طيباً)

        محمد نجيب بلحاج حسين
        أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
        نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

        تعليق

        • حاتم سعيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 02-10-2013
          • 1180

          #5
          كانت تستمع إلى روايتي باهتمام بالغ ، فحاولت أن أكتشف العنصر الذي كان يجذبها، هل هي القصة أو من كان يرويها. قلت في نفسي، ربما الاثنان، لقد مكنتني من التواصل معها أكثر وربما ستبوح لي أيضا بما في داخلها، هي قدمت لي متعة الفوز بعقلها .. وربّما قلبها.
          -هل نلتقى بعد الدوام، ما رأيك؟
          - طبعا ، بكل سرور، أشعرني بذلك.
          - يمكننا أن نتفق الآن، أدعوك للغداء غدًا.
          - لا أستطيع في الغد ، إنّها نوبتي كامل اليوم ، بعد غد إذا لم يكن لديك مانع.
          - لأجلك سأتحرر، عندما تشائين، سأحضر لأرافقك عند منتصف النهار؟
          - لا ، إياك أن تأتي وتبحث عنّي هنا. سأوافيك إلى المكان الذي تخبرني عنه.
          - أترك لك اختيار المكان.
          - دعنا نقول في مكان لا يقصده عامة الناس.
          - موافق ، أكلّمك في الغدّ.
          - لا تزعج نفسك. لدي رقمك ، سأتصل بك.
          رافقته للخروج من المركز، عند الباب، شدته من يده، قامت بعناقه على نحو فاجأه وكاد أن يفقده عقله.
          لم يكن يتوقع في البداية هذا الوداع الحارّ ولكنّه انتهى إلى قناعة أنه لا يمكن أن يقدّم إلا إلى أحد الوالدين أو الذين نكنّ لهم حبا خاصا.
          ثم لماذا تطلب منه أن يلتقيا في مكان هادئ، وكيف تسمح لنفسها بعناقه في مكان عامّ؟
          مثل حصان فك عقاله، ركب سيارته ليتوقف على بعد خطوتين من الديار، محاولا أن يفهم، يريد أن يرتب أفكاره: الأحداث تتسارع بشكل لا يمكنه توقعه.
          هل كبلته النظرة الأولى ،قبل وصوله إليها، أم أنها كانت مجرّد تعامل مهذب لم يستطع عقله تفسيره على الوجه الأمثل.
          "لا"، حدّث نفسه، إنها شرطية، وهي تدرك ما تفعل، و كيف تتصرف في محيطها، "انه تمويه" كما يقولون في مصطلحاتهم الخاصة.
          حاتم سعيد-اللقاء-ترجمة لعمل الأستاذ محمد بشير قلوز

          من أقوال الامام علي عليه السلام

          (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
          حملت طيباً)

          محمد نجيب بلحاج حسين
          أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
          نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

          تعليق

          • حاتم سعيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 02-10-2013
            • 1180

            #6
            تشتت عقله طوال اليوم بين تكهنات بعضها أكثر سخافة من بعض. وفي زمن متأخر من الليل قرر أن يخلد إلى النوم : "غدا، بل الأصحّ هو اليوم، الساعة تشير إلى الثانية صباحا، إذا لم يتبق غير ساعات معدودة لأعرف بماذا يمكن أن أعتبر."
            على الساعة العاشرة كانت هي المتصلة. أخبرته أنها تود أن تراه بعد انتهاء الدوام في الساعة الواحدة ظهرا . فابتهج فرحا. "إنها مهتمة ، لا هي صادقة ، تريد أن تراني ، وإلا، لماذا تراها تكلّمني؟" "
            بدت له ساعات الانتظار الثلاث الباقية كأنها دهر. وهو وحيد في سيارته الحمراء القديمة من نوع البيجو 205 الشديدة الصلابة ، التي وصلت المكان دون صعوبة كبيرة. بالتأكيد ، لا يمكن المخاطرة بالضياع في هذه الحملة.
            دعاها إلى الدخول عنده.
            - ياله من مقر؟ لديك ذوق ممتاز في ترتيب كل هذه القطع من الأثاث ، هذه اللوحات ...
            - هكذا تجدينه؟
            - بكلّ تأكيد ، محتوياته ثرية بشكل يثبت أن حياتك المهنية قد قادتك إلى العديد من البلدان.
            - نعم هذا صحيح، قضيت اثنان وأربعون عامًا من الخدمة في خمس قارات تقريبًا. عدت بخبرة أكثر ثراءً مما تعلمته خلال دراستي.
            كل هذه الشواهد هي عينات تذكرني بكامل تلك الفترة في حياتي المهنية، طبعا ليس بحياتي الخاصّة. كانت خدمتي لبلادي شرفاً ومتعة لا حدود لها ، دافعت عن مصالحه وأيضا مصالح مواطنيه.
            من الجانب الثقافي أيضا، كنت مستفيدا، تعرّفت على الحضارات والتقاليد والمجموعات العرقية وغيرها...
            - كنت أرغب في الخدمة في الخارج ، ولكن ليس من السهل ...
            قالت الجملة الأخيرة بشيء من المرارة مع نبرة تشير إلى الحزن.
            عند الانتهاء من زيارة الأماكن، طلبت منه مرافقتها في إطلالة صغيرة على شاطئ البحر الذي لا يبعد أكثر من خمسين مترا ، في هذه الفترة من العام يكون الشاطئ مهجورا ويقدّم لوحة بديعة المنظر.
            تعود إلى البحر ألوان زرقة السماء بعد زرقة الليل ، يصاحبها بياض رغوة الموج عند انتهاء عدوها بلا تذمر من فصل الشتاء.
            "هذا الهدوء يشعرني بالارتياح. هل ترى هذا الشاطئ الواسع والرملي، إنّه يدعوني للمجئ عارية، ليهب نفسه إليّ. كأنني بتلك الأمواج تسير نحوي، إنّها تشعرني برغبة في الانغماس بهدوء وابتهاج.
            اللازوردي الواسع يوحي إلي امتداده بالثقة ، يقدّم لي، أملا ويجعلني انسانة.
            - يبدو لي أنك مغرمة بالبحر.
            - التجوّل في فضاء هذه الأماكن يعيدني إلى طبيعتي ، يجعلني أتخلّى مثل بقية زملائي عن كلّ تلك السّمات المهنية التي يتوجّب علينا أن نظهر بها وهي بالضرورة تشوّه طبيعتنا.
            - أشعر أنك تريدين التحرّر من وضعك ك شـ .... أقصد حياتك المهنية. تشعرين بحمل ثقيل.
            - أوه! نعم.
            - لا أريد أن أعرف أي شيء عن ذلك. عرفت في مسيرتي المهنية ، العديد من زملائك وأعلم أنك تقومين بمهنة شديدة الدقّة. ولكن ما فاجأني هو الجانب الرومانسي في شخصيتك وهذا يعجبني.
            - أنت أيضا تبدو لي فائق الرومانسية! أليس كذلك؟
            - نعم تماما، هكذا أنا.


            حاتم سعيد-اللقاء-ترجمة لعمل الأستاذ محمد بشير قلوز

            من أقوال الامام علي عليه السلام

            (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
            حملت طيباً)

            محمد نجيب بلحاج حسين
            أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
            نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

            تعليق

            • حاتم سعيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 02-10-2013
              • 1180

              #7
              - أخبريني قليلا عن حياتك.
              - ماذا تريد أن تعرف ، الماضي ، الحاضر أم آمالي؟

              - حياتك بأبعادها الثلاثية: ماضي ، حاضر ، ارهاصات. كلها تهمني ، أريد أن أعرف. لاحظت أن فيها تناقضات احترافية. في عملك كل شيء مهم بما في ذلك المعطيات التافهة والتفاصيل التي تعتبر غير مهمة.
              - لا ، نعم أصبت في بعض الجوانب ولكن لدي شعور غريب نوعا ما. أنت تجذبني، تعارفنا منذ فترة قصيرة ولكن لدي انطباع بأننا نعرف بعضنا منذ زمن. والمدهش أكثر ، أنّني أشعر بالأمان معك. في الغالب أنا أحتاط كثيرا.
              - كما تقولين ؛ هذا غريب! لدي نفس الاحساس. عند الحديث معك ، أشعر أنني مع شخصية مقرّبة ، التقيت بها من قبل. حسنا ، حتى جسدك يبدو لي مألوفا. أطلعك على أمر ، ولكن لا تجزعي، إذا كان ما سأقوله صحيحًا. لديك شامة سوداء كبيرة تحت الثدي الأيمن ولديك واحدة مماثلة على لوحة الكتف الأيسر.
              - الأولى ، هذا صحيح ، لدي واحدة ، والثانية لا أعلم سأتحقق من وجودها عند العودة إلى المنزل. لكن ما هذا؟ انت تدهشني.
              - أجيبي أولا على سؤال:
              "لماذا قبلت دعوتي بدون تردّد؟ هل يوجد رجل في حياتك؟ لا أتمنى أن أزعجك أو أسبب لك أية مشاكل على الصعيد المهني أو الشخصي كما العائلي. أنا أقدّر حقًا اختيارك لهذا المكان الخفيّ للقائنا الأول. "
              - انا مطلقة. لدي طفل ، هو الآن شاب يبلغ من العمر ست عشرة عامًا. تيقّن أنني إذا كنت قد استجبت إلى دعوتك بسرعة ، فإن ذلك لم يكن وليد حسابات، ولا طمع. هناك شيء غير مفهوم دفعني ... أما بخصوص السرّيّة ، فهي من قواعد عملي. أنا أيضا لا أريد أن أسبب لك أي ازعاج.

              من أقوال الامام علي عليه السلام

              (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
              حملت طيباً)

              محمد نجيب بلحاج حسين
              أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
              نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

              تعليق

              • حاتم سعيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 02-10-2013
                • 1180

                #8
                - إذا فقد كان لدينا نفس ... جذبنا نفس المغناطيس. على أي حال أجدني مجنونا... أنا أعتبرك بالفعل... شخصية مألوفة ، أقصد مقرّبة ... أنا معك ، وهذا ما يسعدني.
                - كل السعادة لي .أنا ممتنة لتواجدي مع شخص يبادلني نفس المشاعر ، على الرغم من أنها لا تبدو منطقية ولا معقولة.
                - في مثل هذه المرحلة لا يمكننا أن ننظر إلى المسألة بعقلانية. يكفي أن نتشارك نشوتها. لنترك الزّمن يحدّد...
                ماذا سيحدّد؟
                - سندعه يحدّد طبيعة علاقتنا.
                - هذا ما تظنّه. تعتقد أن الزمن هو من سيساعد في تطور علاقتنا أو العكس.. ، لازلت في حيرة من ما يجري ... نحن لا نكاد نعرف بعضنا إلا منذ فترة قصيرة ولكن يبدو أنني متعلّقة بك ... شعور غريب .. لا ،لا.. يجب أن نتعرف على بعضنا قليلاً.
                - هذا ما كنت سأحدّثك عنه ، هل تعلمين لماذا ، أليس يقال إن فترة الخطوبة هي الأكثر لذة ، الأجمل في العلاقة بين حبيبين؟ سنية ، ما بك؟
                - لا شيء ...
                - أنا امرأة استثنائية. إذا كنت تريد أن أحدّثك عن حياتي فستشعر بالدوار. فهي عبارة عن مجموعة من الأحداث المتتالية التي تشبه إلى حدّ بعيد أفلام الخيال. تنطلق من الفقر والبؤس والإهمال والحرمان من أبسط المشاعر الأسرية الأخرى، مع خروج مبكر للعمل ومواجهة الإذلال في كامل الجسد، وزواج وطلاق وما إلى ذلك. ... عرفت في حياتي كلّ شيء. كان طموحي الوحيد أن أحسن تربية ولدي، أن أؤمّن له مستقبلاً واعدا ... ، الحقيقة ، أنا أشعر معك ، أشعر بالأمان ... إنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالحاجة إلى حماية بوجود شخص ما ... أنت تشعرني بالطمأنينة والأمان ...
                - هكذا إذا!
                - على عكس ما يمكن أن تظن، أشعر أنّني مهدّدة، في عملي ، في عائلتي ، من ابني خاصة، في منزلي...
                - إلى هذه الدرجة؟
                - اييه نعم وأكثر من ذلك..
                - حدثيني ، لا تكتمي أي شيء ، أنظري في عيني ، أريد أن أعرف. أعدك أنني سأكون دائما معك، وإلى جانبك، سأحميك. ولكن أخبريني كل شيء ، أريد أن أعرف ، ما نوع هذه التهديدات؟ هل هي جدّيّة؟ هل اتخذت الاحتياطات الضرورية لمواجهتها؟
                ساد صمت رهيب بينهما. لم تنطق بحرف. كان متلهّفا ليعرف .. ، ثم همس لها بهدوء.
                - شحنة عاطفية تشدّني إليك ، وتغذيّ شريانا من الحميمية نحوك مذ رأيتك للوهلة الأولى. أريد أن أقبلك ... نعم ، لم أكن مخطئًا ، أنت استثنائية.
                - تقبلني!
                - نعم باشتياق.
                - أشكرك ، هذا يسعدني فقد طال العهد منذ سمعت آخر مرّة مثل هذه التعبيرات والكلمات الطيبة. الأناس الصادقون أصبحوا عملة نادرة. في مركز الشرطة مثلا، لا نستمع مطلقا إلى مثل هذه الكلمات ، تسود الخشونة والألفاظ الفضة ، أما الحالة في الشارع فهي أسوأ بكثير ، ليس لدي أصدقاء ، وهكذا أتعايش مع "روتينية" المنزل. آه ، أيها المنزل، ذلك نثريّة أخرى.
                - ما نوع تلك المشاكل في المنزل؟
                - كبيرة! مشاكل مادية ضخمة ... حشرت نفسي فيها ولا أعلم كيف يمكنني الخروج منها. بالمناسبة ، هل تعرف أي شخص في بنك الإسكان؟ أود إعادة جدولة ديني. يأخذون نصف راتبي تقريبا. حسنا ، لنغير الموضوع. سأحاول أن أجد طريقة للتفاهم معهم.
                - حديثيني عن قصتك منذ البداية ، أنا مصرّ، إنّها تهمّني، وهذا ما سيجعلني أحبك أكثر.
                - تحبّني أكثر ؟ أصبحت تحبّني ؟
                ------------
                حاتم سعيد-اللقاء-ترجمة لعمل الأستاذ محمد بشير قلوز

                من أقوال الامام علي عليه السلام

                (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                حملت طيباً)

                محمد نجيب بلحاج حسين
                أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                تعليق

                • محمد شهيد
                  أديب وكاتب
                  • 24-01-2015
                  • 4295

                  #9
                  أتابع حلقات الترجمة، أستاذ حاتم. من خلال قراءتي الأولى للنص الفرنسي، يبدو لي أن النص العربي يمكنه أن يتفوق على الأصلي من حيث التعبير و أسلوب الحكي و الدراما (الحوار). فقد بدا في النص الفرنسي بعض الهفوات في اللغة و التعبير يمكن أن يستدركها الكاتب بسهولة. لكن بما أننا لا نتوفر على النص الفرنسي بأكمله، لذا سأبقى حذراً في حكمي عليه. لكن هذا لا ينقص من قيمة القصة التي تشدنا لمعرفة أي مسار ستأخذه العلاقة بين البطلين.

                  شكرا جزيلا على ما تقوم به من مثابرة في تعريفنا بكتاب لم نكن لنصادف أعمالهم لولا ترجماتك الجميلة.

                  تحياتي للكاتب و المترجم.


                  م.ش.
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 07-03-2019, 16:59.

                  تعليق

                  • حاتم سعيد
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 02-10-2013
                    • 1180

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                    أتابع حلقات الترجمة، أستاذ حاتم. من خلال قراءتي الأولى للنص الفرنسي، يبدو لي أن النص العربي يمكنه أن يتفوق على الأصلي من حيث التعبير و أسلوب الحكي و الدراما (الحوار). فقد بدا في النص الفرنسي بعض الهفوات في اللغة و التعبير يمكن أن يستدركها الكاتب بسهولة. لكن بما أننا لا نتوفر على النص الفرنسي بأكمله، لذا سأبقى حذراً في حكمي عليه. لكن هذا لا ينقص من قيمة القصة التي تشدنا لمعرفة أي مسار ستأخذه العلاقة بين البطلين.

                    شكرا جزيلا على ما تقوم به من مثابرة في تعريفنا بكتاب لم نكن لنصادف أعمالهم لولا ترجماتك الجميلة.

                    تحياتي للكاتب و المترجم.


                    م.ش.
                    أهلا بحضورك أستاذي العزيز محمد شهيد وشكرا على تواصلك مع هذه الترجمة، لقد تمكنت بخبرتك من معرفة أن العمل الذي أقوم بترجمته ليس مكتملا فهو حسب علمي لم ينشر بعد، بكل تأكيد لا يمكننا أن نطلق حكما قاطعا على الحوار بلغته الأصلية ما دام في مراحله الأولى، وهذا ما دعاني إلى عدم المجازفة بعرضه كليّة، فاكتفيت بالصفحات الأولى، على كل حال أتمنى أن تنبهني إلى الهنات الموجودة بكلّ ودّ فقد تساعدني وتساعد صاحب العمل على تداركها في المستقبل.
                    دمت صديقا رائعا

                    من أقوال الامام علي عليه السلام

                    (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                    حملت طيباً)

                    محمد نجيب بلحاج حسين
                    أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                    نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                    تعليق

                    • محمد شهيد
                      أديب وكاتب
                      • 24-01-2015
                      • 4295

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد ( أبو هادي) مشاهدة المشاركة
                      أهلا بحضورك أستاذي العزيز محمد شهيد وشكرا على تواصلك مع هذه الترجمة، لقد تمكنت بخبرتك من معرفة أن العمل الذي أقوم بترجمته ليس مكتملا فهو حسب علمي لم ينشر بعد، بكل تأكيد لا يمكننا أن نطلق حكما قاطعا على الحوار بلغته الأصلية ما دام في مراحله الأولى، وهذا ما دعاني إلى عدم المجازفة بعرضه كليّة، فاكتفيت بالصفحات الأولى، على كل حال أتمنى أن تنبهني إلى الهنات الموجودة بكلّ ودّ فقد تساعدني وتساعد صاحب العمل على تداركها في المستقبل.
                      دمت صديقا رائعا
                      بكل سرور، صديقي
                      إن شاء الله سأعود عما قريب ببعض الاقتراحات.

                      أمسية سعيدة

                      تعليق

                      • محمد شهيد
                        أديب وكاتب
                        • 24-01-2015
                        • 4295

                        #12
                        عودة إلى النص:

                        أول ملاحظة و ربما هي الأهم و يسري مفعولها على مقطع النص الفرنسي من أوله إلى آخره:

                        لاحظ معي استعمال الكاتب لأفعال مضارعة Présent de l’indicatif و هو يعتبر في لغة السرد ب Présent de narration حين يريد الكاتب تقريب المشهد من القاريء و كأن الأحداث - و إن كانت في الماضي - توحي للقاريء (المشاهد) على أنها تدور أمامه لحظة بلحظة. و هو ايضا أسلوب الكتابة التاريخية و يسمى المضارع في هاته الحالة: Le présent historique. و هنالك - دائما من حيث الأسلوب السردي - استعمال ثالث للمضارع حين يتعلق الأمر بفكرة عامة أو مستقرة : فلسفة أو حكمة لا تتغير بتغير الزمان والمكان كقولهم مثلا: Il est de ces gens qui ne respectent pas nécessairement ce qu’ils aiment.
                        انطلاقا من هذه التعريفات المبسطة لاستعمال الفعل المضارع في لغة السرد، يأتي التعقيب على النص الفرنسي:

                        يبدأ بالمضارع : C’est la troisième fois qu’il se rend... هنا الفعلان معاً من الصنف الأول: le présent de l’indicatif أي تعمد الكاتب تقريب المشهد من القاريء مع العلم أنه لا شيء داخل السياق يعلل اختياره للمضارع عوض الماضي: c’etait la troisième fois qu’il se rendait...

                        بقية السرد تأتي بصيغة الماضي : مرة باستعمال l’imparfait : un paravent séparait, la réponse lui importait peu الخ...وهو الاسلوب الغالب و الأنسب و لكن يتخلله بحسب الموقف استعمال ماضي وجيز كوصف للحظة عابرة خاطفة كما في قوله: il fit demi tour: و هو ما يعرف ب Le passé simple. و إلى هنا لابأس.

                        الخلل يكمن في الانتقال من le présent de l’indicatif/ de narration إلى l’imparfait تارة و القفز من le passé simple إلى le présent de l’indicatif/de narration دون أدنى علة سردية تستوجب ذلك. فمثلا حين يكتب: il fit demi tour il regarde مع أن المشهد يستوجب اتمام الحركتين معاً باستعمال le passé simple فيكون الأصح: il fit
                        demi tour et regarda

                        وهكذا بالنسبة للنص في مجمله. و لاحظ معي أن التحول من ماضي إلى مضارع/حاضر ومنه إلى ماضي وجيز ثم عودة إلى مضارع ...ينعكس على ترجمتك العربية كذلك و قد يؤثر سلباً على المتابع للمشاهد. لذا أقترح إعادة كتابة النص الفرنسي مع الحرص على الاستعمال الدقيق للزمن الذي يحدد طبيعة المشهد و الالتزام به من البداية حتى النهاية. ففي ذلك سلامة وحدة النص السردية.


                        تحياتي للاستاذين.

                        م.ش.

                        تعليق

                        • حاتم سعيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 02-10-2013
                          • 1180

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                          عودة إلى النص:

                          أول ملاحظة و ربما هي الأهم و يسري مفعولها على مقطع النص الفرنسي من أوله إلى آخره:

                          لاحظ معي استعمال الكاتب لأفعال مضارعة Présent de l’indicatif و هو يعتبر في لغة السرد ب Présent de narration حين يريد الكاتب تقريب المشهد من القاريء و كأن الأحداث - و إن كانت في الماضي - توحي للقاريء (المشاهد) على أنها تدور أمامه لحظة بلحظة. و هو ايضا أسلوب الكتابة التاريخية و يسمى المضارع في هاته الحالة: Le présent historique. و هنالك - دائما من حيث الأسلوب السردي - استعمال ثالث للمضارع حين يتعلق الأمر بفكرة عامة أو مستقرة : فلسفة أو حكمة لا تتغير بتغير الزمان والمكان كقولهم مثلا: Il est de ces gens qui ne respectent pas nécessairement ce qu’ils aiment.
                          انطلاقا من هذه التعريفات المبسطة لاستعمال الفعل المضارع في لغة السرد، يأتي التعقيب على النص الفرنسي:

                          يبدأ بالمضارع : C’est la troisième fois qu’il se rend... هنا الفعلان معاً من الصنف الأول: le présent de l’indicatif أي تعمد الكاتب تقريب المشهد من القاريء مع العلم أنه لا شيء داخل السياق يعلل اختياره للمضارع عوض الماضي: c’etait la troisième fois qu’il se rendait...

                          بقية السرد تأتي بصيغة الماضي : مرة باستعمال l’imparfait : un paravent séparait, la réponse lui importait peu الخ...وهو الاسلوب الغالب و الأنسب و لكن يتخلله بحسب الموقف استعمال ماضي وجيز كوصف للحظة عابرة خاطفة كما في قوله: il fit demi tour: و هو ما يعرف ب Le passé simple. و إلى هنا لابأس.

                          الخلل يكمن في الانتقال من le présent de l’indicatif/ de narration إلى l’imparfait تارة و القفز من le passé simple إلى le présent de l’indicatif/de narration دون أدنى علة سردية تستوجب ذلك. فمثلا حين يكتب: il fit demi tour il regarde مع أن المشهد يستوجب اتمام الحركتين معاً باستعمال le passé simple فيكون الأصح: il fit
                          demi tour et regarda

                          وهكذا بالنسبة للنص في مجمله. و لاحظ معي أن التحول من ماضي إلى مضارع/حاضر ومنه إلى ماضي وجيز ثم عودة إلى مضارع ...ينعكس على ترجمتك العربية كذلك و قد يؤثر سلباً على المتابع للمشاهد. لذا أقترح إعادة كتابة النص الفرنسي مع الحرص على الاستعمال الدقيق للزمن الذي يحدد طبيعة المشهد و الالتزام به من البداية حتى النهاية. ففي ذلك سلامة وحدة النص السردية.


                          تحياتي للاستاذين.

                          م.ش.
                          صباح الخير-حسب توقيتنا المحلي
                          ألف شكر صديقي الاستاذ محمد شهيد
                          الزمن
                          هو ذلك النفق الطويل
                          من واقع وخيال
                          يفنينا ولا نفنيه
                          يسبقنا ويسير خلفنا
                          يمازحنا باستمرار
                          --
                          دمت رائعا وتقبل احترامي

                          من أقوال الامام علي عليه السلام

                          (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                          حملت طيباً)

                          محمد نجيب بلحاج حسين
                          أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                          نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                          تعليق

                          • محمد شهيد
                            أديب وكاتب
                            • 24-01-2015
                            • 4295

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد ( أبو هادي) مشاهدة المشاركة
                            صباح الخير-حسب توقيتنا المحلي
                            ألف شكر صديقي الاستاذ محمد شهيد
                            الزمن
                            هو ذلك النفق الطويل
                            من واقع وخيال
                            يفنينا ولا نفنيه
                            يسبقنا ويسير خلفنا
                            يمازحنا باستمرار
                            --
                            دمت رائعا وتقبل احترامي
                            ومضة معبرة عن حالة الزمن معنا: ما رأيك، صديقي، لو تخرجها في موضوع ومضة مستقلة أو في قسم الخاطرة، أراها ستجد من يستمتع بمحتواها..

                            دم بخير وعافية


                            م.ش.

                            تعليق

                            • حاتم سعيد
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 02-10-2013
                              • 1180

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                              عودة إلى النص:
                              وهكذا بالنسبة للنص في مجمله. و لاحظ معي أن التحول من ماضي إلى مضارع/حاضر ومنه إلى ماضي وجيز ثم عودة إلى مضارع ...ينعكس على ترجمتك العربية كذلك و قد يؤثر سلباً على المتابع للمشاهد. لذا أقترح إعادة كتابة النص الفرنسي مع الحرص على الاستعمال الدقيق للزمن الذي يحدد طبيعة المشهد و الالتزام به من البداية حتى النهاية. ففي ذلك سلامة وحدة النص السردية.
                              تحياتي للاستاذين.
                              م.ش.
                              أستاذي العزيز محمد شهيد
                              هذا هو النص المترجم في صيغته الجديدة-أودّ أن تقدّم ملاحظاتك حوله- ذلك أن النص الأول كان مجرّد بداية- بالنسبة للنص الفرنسي سأعمل على تبليغ مقترحاتك المفيدة بكلّ تأكيد.
                              هاهو يعود للمرة الثالثة إلى مركز الشرطة للحصول على رخصة للصّيد .
                              في بهو المركز ، سأله عون الاستقبال بكل برود عن حاجته.
                              - السّيدة في المكتب المقابل، هل هي موجودة؟
                              - آه ، السّيدة سنية، طبعا، أعتقد أنّها في المكتب، تفضل.
                              حين طرق الباب مستأذنا. تفاجأ بوجود زميل تبدو عليه علامات الشرطة المعروفة، رمقه بنظرة باردة ، وأشار له بالدخول:
                              - ما طلبك سيدي؟
                              - أود أن أرى السيدة سنية.
                              بين الزميلين، يوجد حاجز يفصل بين المكتبين. آه! ها هي! تجلس خلف مكتبها ، أثاثه من الطراز القديم المستهلك لا تبدو عليه علامات الترتيب، خبر أسرار الأعوان السابقين الذين استعملوه قبلها.
                              سارعت إلى النهوض لاستقباله بابتسامة مع بريق من اللطف في عينيها:
                              - مرحبا سيّدي، آسفة، لم تصلني إلى اليوم إجابة على مطلبك. قد نضطر إلى الانتظار فترة أطول.
                              لم تكن الاجابة تهمّه بقدر ما كان مشغوفا بتفرّس وجهها، واكتشاف ملامح نضرتها وصوتها، أخذ يحدّق مليّا في تلك الشفاه المطليّة بخفّة وهي تتحرّك لتبعث تلك الأصوات الموسقيّة.حدّث نفسه، إنّها بلا شكّ متفرّدة في هكذا وسط لا يعرف الكثير من الترحاب.
                              - حسنا ! جيّد جدّا! سأعود مرّة أخرى، شكرا سيدتي، وداعا.
                              عند استدارته، لمح نظرة زميلها الذي لم يكن مباليا كعادته، " إلى اللقاء أيّها السيّد " همهم له مجاملة قبل مغادرته دون أن يعرف ما إذا كان قد تلقى منه ردا على سلامه.
                              انشغل تفكيره طول اليوم بسيّدة الشرطة وهو لا يفهم الأسباب في كلّ الأحوال. لازمه هذا الاحساس عدّة أيام. توقفت ذاكرته عند تعبيرات وجهها ذي الخطوط المتناغمة والمرحبة.
                              طريقة تعاملها معه كانت مختلفة عن السائد في تلك المهنة وذلك المكان، وهذا يمثل بنظره استثناء. هذا الاختلاف يخفي لغزا ، وذلك اللغز يجعله في حيرة بعض الشيء. كانت البداية مجرّد استذكار بسيط للقائهما القصير وشعوره بالمتعة من كيفية ملاطفتها له ، ثم أصبح يفكّر أن ما حصل يدلّ على أشياء كثيرة، ما تلك الأشياء"؟ أخذ يتساءل. لم يستطع أن يصل إلى حلّ.
                              ضحك قليلا عندما خامرته فكرة "هل هو الحب من النظرة الأولى"؟
                              -لا ما هذه المزحة! في هذا العمر! يهتمّ بامرأة أخرى غير زوجته، هذا يبدو مستحيلا.
                              إذا لماذا هذا الاصرار؟ لماذا لا تكاد تغادر صورتها عقله، لماذا في كل مرّة يتذكر ذلك اللقاء القصير وتلك الكلمات القليلة المتبادلة يشعر بسعادة حقيقيّة.
                              لا « أخذ يقول، عيناها كانت تحكي قصصا كثيرة، نظرتها كانت ممتلئة... بماذا يا ترى؟ توقّف، قال في نفسه، هل تكون ذكريات طفوليّة، في مثل سنّك؟ ماذا تعلم عنها، وعن وضعها ، وماذا يمكنك أن تنتظر منها؟ ماهي توقعاتك لما قد يحصل؟...
                              --
                              تحياتي

                              من أقوال الامام علي عليه السلام

                              (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                              حملت طيباً)

                              محمد نجيب بلحاج حسين
                              أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                              نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X