تويت
كباتشينو بالقرفة
عبر رجل وامرأة المقهى المكشوف المطل على السوق المقابل . جلسا لفترة وجيزة
ثم غادرت المرأة قائلة لرفيقها :
ــ سوف أتجوّل لدقائق في هذا السوق ، انتظرني هنا ، لا تغادر مكانك حتى أعود .
المقعد مريح وتنبعث من المكان روائح القهوة والدخان والمعسل وأصوات قرقرة الأراجيل .
طال انتظاره لها فأخذ يتململ ويتأمل روّاد المقهى حتى بات يميز كل واحد منهم من خلال رائحة العطر
أو الصابون الذي يستعملونه ، ومن خلال نوع السجائر التي يدخنونها وأيضا من خلال أصوات أحاديثهم
قذاك عجوز أو شاب وتلك صبية أو امرأة مسنّة .
انحدر بصره من البحلقة في خلق الله إلى ساقية وقد وضع إحداهما فوق الأخرى .
وظلت حركة رأسه تدور كبندول الساعة بين يسار ويمين إلى أن وقف النادل أمامه قائلا :
ــ منذ ساعة " وحضرتك حاط رجل على رجل وتقيس طول الزبائن وعرضهم بعينيك " وحضرتك لم تطلب
لا شاي ولاقهوة ولا حتى شيشة . يا أستاذ هذا باب رزق فإما أن تطلب شيئا أو تغادر في الحال .
التفت نحو مصدر الصوت فبدا من خلال تردد ذبذبات حباله الصوتية وكأنه قد لمح كمّا
فائضا من علامات الضيق والتذمر الناتجة من إغراق النادل في أقوال مبهمة وسخرية
في غير محلّها .
همَّ الجالس بالنهوض قائلا :
ــ كنت بانتظار أحدهم ، وسيحضر حالا ... أمهلني بضع دقائق من فضلك .
ــ نحن لسنا في محطة قطارات ولا في طابور خبز . أتوسل إليك ، لا تتسبب في قطع عيشي .
أمامك اختياران فإما أن تغادرنا وترحل ، أو تطلب شيئا ، شاي قهوة يانسون .. !
ــ حسناً ، فليكن كوب كباتشينو بالقرفة . لكن اعلم أنني لا أملك نقودا ، عندما تحضر زوجتي
سوف تدفع لك .
ــ وإذا لم تحضر ؟
ــ أكون قد شربت الكاباتشينو على حسابك .
وضرب النادل بيده فوق جبينه وصرخ غاضبا :
ــ يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم . " بِبُوز مين اصطبحت اليوم ؟ّ! أنا اللي فيِّ مكفيني . ربنا يسهلّك
طريقك خضرا يا عم ، تفضل من غير مطرود " .
ــ حسنا ، لكن خذ بيدي إلى الباب ، يبدو أن زوجتي سوف تتأخر وأنا لم أحضر عصاتي البيضاء معي .
عبر رجل وامرأة المقهى المكشوف المطل على السوق المقابل . جلسا لفترة وجيزة
ثم غادرت المرأة قائلة لرفيقها :
ــ سوف أتجوّل لدقائق في هذا السوق ، انتظرني هنا ، لا تغادر مكانك حتى أعود .
المقعد مريح وتنبعث من المكان روائح القهوة والدخان والمعسل وأصوات قرقرة الأراجيل .
طال انتظاره لها فأخذ يتململ ويتأمل روّاد المقهى حتى بات يميز كل واحد منهم من خلال رائحة العطر
أو الصابون الذي يستعملونه ، ومن خلال نوع السجائر التي يدخنونها وأيضا من خلال أصوات أحاديثهم
قذاك عجوز أو شاب وتلك صبية أو امرأة مسنّة .
انحدر بصره من البحلقة في خلق الله إلى ساقية وقد وضع إحداهما فوق الأخرى .
وظلت حركة رأسه تدور كبندول الساعة بين يسار ويمين إلى أن وقف النادل أمامه قائلا :
ــ منذ ساعة " وحضرتك حاط رجل على رجل وتقيس طول الزبائن وعرضهم بعينيك " وحضرتك لم تطلب
لا شاي ولاقهوة ولا حتى شيشة . يا أستاذ هذا باب رزق فإما أن تطلب شيئا أو تغادر في الحال .
التفت نحو مصدر الصوت فبدا من خلال تردد ذبذبات حباله الصوتية وكأنه قد لمح كمّا
فائضا من علامات الضيق والتذمر الناتجة من إغراق النادل في أقوال مبهمة وسخرية
في غير محلّها .
همَّ الجالس بالنهوض قائلا :
ــ كنت بانتظار أحدهم ، وسيحضر حالا ... أمهلني بضع دقائق من فضلك .
ــ نحن لسنا في محطة قطارات ولا في طابور خبز . أتوسل إليك ، لا تتسبب في قطع عيشي .
أمامك اختياران فإما أن تغادرنا وترحل ، أو تطلب شيئا ، شاي قهوة يانسون .. !
ــ حسناً ، فليكن كوب كباتشينو بالقرفة . لكن اعلم أنني لا أملك نقودا ، عندما تحضر زوجتي
سوف تدفع لك .
ــ وإذا لم تحضر ؟
ــ أكون قد شربت الكاباتشينو على حسابك .
وضرب النادل بيده فوق جبينه وصرخ غاضبا :
ــ يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم . " بِبُوز مين اصطبحت اليوم ؟ّ! أنا اللي فيِّ مكفيني . ربنا يسهلّك
طريقك خضرا يا عم ، تفضل من غير مطرود " .
ــ حسنا ، لكن خذ بيدي إلى الباب ، يبدو أن زوجتي سوف تتأخر وأنا لم أحضر عصاتي البيضاء معي .
تعليق