ترتيل الأحزان في معجم الأوطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جهاد بدران
    رئيس ملتقى فرعي
    • 04-04-2014
    • 624

    شعر عمودي ترتيل الأحزان في معجم الأوطان

    ترتيل الأحزان في معجم الأوطان
    .
    .
    يا نبضَ قيثارتي، محبوبتي قمرٌ
    معزوفةٌ ثغرها، في قلبها وترُ

    في الحبّ أنغامها، في البدر مسكنها
    كالنور في مهبط الأحلام تنهمرُ

    من خدّها غارتِ النجماتُ قاطبةً
    والبدرُ من نورها، في وجهه دُررُ

    حتى عيون المها لمّا بها نظرت
    باتَ السوادُ بياضاً، وهو منبهرُ

    حتى الكنار جميل الصوت غرّدها
    قد أيقظ الشرق فيها، صوتهُ عُمرُ

    حتى النجوم التي تذوي تراقصها
    في كفّها تنحني الجوزاء والقمرُ

    ما أوحشتني دروبٌ في مرابعها
    تمحو الشظايا ونورُ الشوق ينفطرُ

    كم كنتُ في صدرها قنديل أمنيةٍ
    في ظلّها البدرُ، في أنوارهِ أثرُ

    كم كنتِ أيقونةً في البوح تعزفني
    حلماً، يناغي الهوى إن مسّهُ الوترُ

    أنت الضياء الذي من نورهِ كُسرت
    عينُ الظلام وحين الليلُ يستترُ

    أخشى دبيب الدّجى ينبوع مظلمةٍ
    يُفضي عليك سواداً، رقصهُ البشرُ

    في خُفيةٍ قد رنَت عتماتُهُ رهباً
    في صمتهِ الفجر يصحو، لحنهُ السّحرُ

    أسرجتُ قلبي على خدّ الزّمان جوًى
    أستعطفُ الليل أحلاماً بها المطرُ

    يُخفي ظلام البرايا تحت مخلبهِ
    من خصرهِ الرّيحُ تعوي والدّجى قدرُ

    ما عاد قلبي يُطيقُ البعدَ مرتَحلاً
    في هِجرةٍ كلّ أوطاني بها سَفَرُ

    قد كانت الأرضُ والأطيارُ راقصةً
    حبّاً وأمناً ( علام الخوفُ والحذرُ)

    قد كانت الريح نسمات تداعبنا
    ما هاج سيفٌ علينا أو نما الشّررُ

    حتى أتى الحزنُ موشوماً يُذكّرنا
    سِفرَ الحدودِ دمٌ، مفتاحُهُ الحجَرُ

    يا غافلاً، بين أفواه الكرى غرقاً
    لا تترك الحزنَ في أجفانهٍ نظَرُ

    أنظر إلى الطّيرِ في أنفاسها بللٌ
    تدعو لربٍّ خطاها والرؤى عبَرُ

    تغدو خِماصاً بلا همٍّ ولا حزَنٍ
    بالحبّ ألحانها والشدوُ مختمِرُ

    تستنشقُ العطرَ فجراً كي تُرَتّلهُ
    أهزوجةً للجوى، يلهو بها البشرُ

    لا تحزن اليوم، إنّ الفجرَ منبلجٌ
    ما زال في حضنهِ نورٌ بهِ بصرُ

    ما الحزن إلا تراتيلٌ لها وجعٌ
    يبقى بحضن الورى إن جاسهُ خدَرُ

    قم واطوِ عن أرضكَ الثكلى خُطى يبَسٍ
    إنّ البكاءَ عليها نَولُهُ بَتَرُ

    هل تنحني تحت أقدام الدجى رهباً
    والنورُ مصباحُهُ فوق الثرى قمرُ ؟؟!!

    لا عاصم اليوم من طوفان محرقةٍ
    كلّ الورى في الأنا أرواحهم صُوَرُ

    ما عاد في أرضنا وحيٌ ولا رسلٌ
    قد نام عنها ملوكٌ عرشُهم خَوَرُ

    بحر البسيط

    جهاد بدران
    فلسطينية
  • عبد الاله اغتامي
    نسيم غربي
    • 12-05-2013
    • 1191

    #2
    قصيدة نزفت الحزن شعرا وبيانا حروفه بليغة المعاني . مازال الرجاء في النفوس قويا وما زال الأمل في الله كبيرا حتى تنكشف الغمة وتصفو الحياة من جديد . بورك البنان والبيان أستاذتي الشاعرة جهاد بدران . مودتي وتقديري...تحياتي...
    sigpic
    طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
    متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
    عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
    سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل

    تعليق

    • جهاد بدران
      رئيس ملتقى فرعي
      • 04-04-2014
      • 624

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الاله اغتامي مشاهدة المشاركة
      قصيدة نزفت الحزن شعرا وبيانا حروفه بليغة المعاني . مازال الرجاء في النفوس قويا وما زال الأمل في الله كبيرا حتى تنكشف الغمة وتصفو الحياة من جديد . بورك البنان والبيان أستاذتي الشاعرة جهاد بدران . مودتي وتقديري...تحياتي...
      أستاذنا الراقي الشاعر الكبير
      أ.عبد الإله اغتامي
      يسعدني وبكل فخر مروركم العبق بين السطور، ونثر ضوئكم في زوايا الحروف..

      للأوطان معجم خاص لا يعرف محتواه وفهرسه إلا من ربط قدسية الأرض المباركة بقلبه وعمله وأدرك حجم الحفاظ عليها وعرف حجم التفريط فيها..لن يدرك مفعول وأهمية معجم الأوطان إلا بعد أن يجنّد قلبه وعمله وجوارحه ويحمل دمه سلاحاً يدافع به عن كل ذرة تراب في أرضٍ قدّسها رب العزة..وهي أرض تختلف عن أي أرض في الكون..لها مكانتها في كل قلب عربي ومسلم ونقطة الالتقاء ما بينها وبين السماء للعروج للسماوات العلا...
      هي أرض المحشر والخير والبركة والتي خصها الله تعالى في كتابه العظيم..
      وترتيل الأحزان إنما ليكون عملية استجماع للقوة والإرادة حتى لا ننسى عدونا وما ارتكبه من مجازر وما سلبه من مدخرات الوطن والأرض..نرتل الأحزان حتى لا ننسى الجائع ولا اليتيم ولا الثكالى ولا العجائز ولا الذين يعانون لليوم أثر الإصابات ولا دموع الأطفال والمحتاحين..للحزن بصيرة تقوي فينا روح الدفاع ونرى عبْره ظلم المحتل وحقدهم على العرب والمسلمين..معجم الوطن مرجع لكل حر ومخلص وثائر على الظلم ولكل مؤمن يقينه أن الجهاد في سبيل الله ثمنه الشهادة وجنات عرضها السموات والأرض..

      شاعرنا الراقي:

      بارككم المولى وحفظكم وعافاكم من كل شر
      وتبقى شهادتكم في حرفي محل اعتزاز وفخر، وثناؤكم تاجاً
      ..
      وفقكم الله لنوره ورضاه وعافاكم من كل علة وأطال الله بعمركم في حوض طاعته ..

      تعليق

      • عبدالهادي القادود
        نائب رئيس ملتقى الديوان
        • 11-11-2014
        • 939

        #4

        أمام مرايا الحروف
        وما أصطف على الضفاف من أفكار
        رفضت الذل وحاصرت الليل بالنهار
        تجلى البيان نهرًا من الضوء لمن أراد الوضوء
        والصلاة في محراب الإياب المشروع
        دون الدندنة الجوفاء
        وما يحمله المساء من أصداء
        لا تفي بالمأمول أو تسعف الفضول..
        هكذا يأتي القصيد مقاتلًا
        دون أن يتخلى عن مقومات الإبداع
        أو يسقط الشراع في وحل الحلول
        وما تحمله الفصول من الفوضى المشاع

        الشاعرة الناقدة جهاد بدران
        دام بيانكم مرشدًا وسوطًا على جهل الواقع
        وما تخفيه براقع النفاق من أبواق
        لا عدمناك رفيقة الجرح

        تعليق

        • جهاد بدران
          رئيس ملتقى فرعي
          • 04-04-2014
          • 624

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالهادي القادود مشاهدة المشاركة

          أمام مرايا الحروف
          وما أصطف على الضفاف من أفكار
          رفضت الذل وحاصرت الليل بالنهار
          تجلى البيان نهرًا من الضوء لمن أراد الوضوء
          والصلاة في محراب الإياب المشروع
          دون الدندنة الجوفاء
          وما يحمله المساء من أصداء
          لا تفي بالمأمول أو تسعف الفضول..
          هكذا يأتي القصيد مقاتلًا
          دون أن يتخلى عن مقومات الإبداع
          أو يسقط الشراع في وحل الحلول
          وما تحمله الفصول من الفوضى المشاع

          الشاعرة الناقدة جهاد بدران
          دام بيانكم مرشدًا وسوطًا على جهل الواقع
          وما تخفيه براقع النفاق من أبواق
          لا عدمناك رفيقة الجرح

          وأنا أرقب هذه الكلمات البديعة المذهلة في ربيعها المزهر، من منظار الذائقةالأدبية، أدركت أن من ينسجها لابد وأنه فوق الشعر والشاعرية وفوق كل الكلام ، لقوة ما يخط أنامل قلمه من رقي وإبداع، قد فاق حدود الجمال، لمثل هذه اللغة ترفع كل القبعات وتبصم بسحره كل الحروف وشماً نقياً بألوان قزح الزاهية، إعجاباً لهذه القدرة في الردود على النصوص..
          هذا القلم جديرّ بالمدح والثناء، ومنح وسام التميز في نثر الكلام على خدود النصوص، لما يرسم من لوحات حرفه ما يثير الذائقة ويجدد البهاء لضفائر النصوص..

          شاعرنا الكبير البارع شعراً ونثراً أستاذنا الراقي
          أ.عبد الهادي القادود
          ما أرقى هذا الرد وهذا الضياء الذي شقّ جوانب القصيدة بشرف المرور وشروق اليراع، حتى أدرك موسم الحصاد بوفرة العطر من جيوب النور الذي تكدست رائحته بأسراب الكلمات المزهرة..

          باقات شكر وامتنان وتقدير لكم على ما منحتم النص من البهاء..
          دمتم برعاية الله وحفظه
          ووفقكم ورضي عنكم

          تعليق

          • حاتم سعيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 02-10-2013
            • 1180

            #6
            أحسنت وأبدعت..أبيات سحر حار الناس في وصفها فسميت شعر.. ملكت الاحساس فكأنما فاح أريج الحرف من كل زهر.
            اخترت..
            يا غافلاً، بين أفواه الكرى غرقاً
            لا تترك الحزنَ في أجفانهٍ نظَرُ

            أنظر إلى الطّيرِ في أنفاسها بللٌ
            تدعو لربٍّ خطاها والرؤى عبَرُ

            تغدو خِماصاً بلا همٍّ ولا حزَنٍ
            بالحبّ ألحانها والشدوُ مختمِرُ

            تستنشقُ العطرَ فجراً كي تُرَتّلهُ
            أهزوجةً للجوى، يلهو بها البشرُ

            لا تحزن اليوم، إنّ الفجرَ منبلجٌ
            ما زال في حضنهِ نورٌ بهِ بصرُ

            من أقوال الامام علي عليه السلام

            (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
            حملت طيباً)

            محمد نجيب بلحاج حسين
            أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
            نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

            تعليق

            • منيره الفهري
              مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
              • 21-12-2010
              • 9870

              #7
              جميل حد الوجع
              لا فض فوك شاعرتنا الكبيرة المناضلة
              جهاد بدران
              أجد متعة لا تضاهيها متعة في قراءة قصائدك
              شكرااا لهذا الألق و التميز سيدتي الغالية

              تعليق

              • باسل محمد البزراوي
                مستشار أدبي
                • 10-08-2010
                • 698

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
                ترتيل الأحزان في معجم الأوطان
                .
                .
                يا نبضَ قيثارتي، محبوبتي قمرٌ
                معزوفةٌ ثغرها، في قلبها وترُ

                في الحبّ أنغامها، في البدر مسكنها
                كالنور في مهبط الأحلام تنهمرُ

                من خدّها غارتِ النجماتُ قاطبةً
                والبدرُ من نورها، في وجهه دُررُ

                حتى عيون المها لمّا بها نظرت
                باتَ السوادُ بياضاً، وهو منبهرُ

                حتى الكنار جميل الصوت غرّدها
                قد أيقظ الشرق فيها، صوتهُ عُمرُ

                حتى النجوم التي تذوي تراقصها
                في كفّها تنحني الجوزاء والقمرُ

                ما أوحشتني دروبٌ في مرابعها
                تمحو الشظايا ونورُ الشوق ينفطرُ

                كم كنتُ في صدرها قنديل أمنيةٍ
                في ظلّها البدرُ، في أنوارهِ أثرُ

                كم كنتِ أيقونةً في البوح تعزفني
                حلماً، يناغي الهوى إن مسّهُ الوترُ

                أنت الضياء الذي من نورهِ كُسرت
                عينُ الظلام وحين الليلُ يستترُ

                أخشى دبيب الدّجى ينبوع مظلمةٍ
                يُفضي عليك سواداً، رقصهُ البشرُ

                في خُفيةٍ قد رنَت عتماتُهُ رهباً
                في صمتهِ الفجر يصحو، لحنهُ السّحرُ

                أسرجتُ قلبي على خدّ الزّمان جوًى
                أستعطفُ الليل أحلاماً بها المطرُ

                يُخفي ظلام البرايا تحت مخلبهِ
                من خصرهِ الرّيحُ تعوي والدّجى قدرُ

                ما عاد قلبي يُطيقُ البعدَ مرتَحلاً
                في هِجرةٍ كلّ أوطاني بها سَفَرُ

                قد كانت الأرضُ والأطيارُ راقصةً
                حبّاً وأمناً ( علام الخوفُ والحذرُ)

                قد كانت الريح نسمات تداعبنا
                ما هاج سيفٌ علينا أو نما الشّررُ

                حتى أتى الحزنُ موشوماً يُذكّرنا
                سِفرَ الحدودِ دمٌ، مفتاحُهُ الحجَرُ

                يا غافلاً، بين أفواه الكرى غرقاً
                لا تترك الحزنَ في أجفانهٍ نظَرُ

                أنظر إلى الطّيرِ في أنفاسها بللٌ
                تدعو لربٍّ خطاها والرؤى عبَرُ

                تغدو خِماصاً بلا همٍّ ولا حزَنٍ
                بالحبّ ألحانها والشدوُ مختمِرُ

                تستنشقُ العطرَ فجراً كي تُرَتّلهُ
                أهزوجةً للجوى، يلهو بها البشرُ

                لا تحزن اليوم، إنّ الفجرَ منبلجٌ
                ما زال في حضنهِ نورٌ بهِ بصرُ

                ما الحزن إلا تراتيلٌ لها وجعٌ
                يبقى بحضن الورى إن جاسهُ خدَرُ

                قم واطوِ عن أرضكَ الثكلى خُطى يبَسٍ
                إنّ البكاءَ عليها نَولُهُ بَتَرُ

                هل تنحني تحت أقدام الدجى رهباً
                والنورُ مصباحُهُ فوق الثرى قمرُ ؟؟!!

                لا عاصم اليوم من طوفان محرقةٍ
                كلّ الورى في الأنا أرواحهم صُوَرُ

                ما عاد في أرضنا وحيٌ ولا رسلٌ
                قد نام عنها ملوكٌ عرشُهم خَوَرُ

                بحر البسيط

                جهاد بدران
                فلسطينية
                الله الله
                شاعرتنا الراقية الأستاذة جهاد بدران
                تحياتي واحترامي أيتها السنديانة الفلسطينيّة
                التي تعانق الفضاء الرحبَ وتحلّق عالياً
                في سماء الشاعريّة...
                قصيدةٌ بل معلّقةٌ في قمّة الجمال والروعة
                وحقّ لها أن تكتب بمداد القلوب لتعلّق هناك في الشغاف
                نفَسٌ شعريّ طويلٌ ومعانٍ وصور وقوّة لا كلل ولا ملل يتعاورُها
                هذا هو الشعر الذي يثلج الصدر حقاً
                وتطرب له الأذن العربية
                لأنه يدخل القلب دون استئذان
                ويستقرّ هناك بجدارة...
                أستاذة جهاد
                مهما قلت فلن أفيك حقك في القصيدة
                لك تحياتي واحترامي شاعرتنا الرائعة

                تعليق

                • المختار محمد الدرعي
                  مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
                  • 15-04-2011
                  • 4257

                  #9
                  الأستاذة جهاد بدران
                  قصيدة الأحزان هذه من أجمل القصائد التي قرأت
                  لله درك و لا عدمنا حرفك الشجي
                  [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
                  الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



                  تعليق

                  • سلمى الجابر
                    عضو الملتقى
                    • 28-09-2013
                    • 859

                    #10
                    ما أجمل هذا اليراع
                    الشاعرة الكبيرة جهاد بدران
                    ننحني إجلالا لهذا الحرف الجميل
                    احترامي و تقديري

                    تعليق

                    يعمل...
                    X