و تكسّرت فيها أشياء
منيرة الفهري
خرجت من غرفتها و دمعها مدرار... استقلت المصعد النازل إلى بهو الاستقبال في النزل... نظرت حولها أين هي الآن؟ لم تجدجوابا و لكنها اتبعت خطى أناس كثيرين...و دخلت المسجد ...أين تتجه؟ لم تر لها اتجاها...و هي التي تعرف جيدا هذا المكان المقدس...بقيت حائرة ...سألت : أين هو مُصلّى النساء؟ قيل لها إنها بعيدة جدا...و قيل لها إنه هناك...و قيل لها إنها فيه...نظرت في كل الاتجاهات...لم تفقه شيئا...عجبا؟ أليست هي من كانت تدل السيدات أي الأبواب يتخذن؟ إذا كيف غاب عنها كل هذا...بكت بصوت عال..دعت الله و رجته أن يجِرها في مصيبتها التي لم تكن تتوقعها أبدا.. حين أعلن لها زوجها الخبر منذ قليل تكدست في الأرض و غابت عن الوعي. ..كيف حصل هذا؟ و هي التي كانت تتصور أن هذا لا يحدث إلا للآخرين ...أستغفرت الله حين أستعادت وعيها...توضأت للصلاة و نزلت ....و هاهي الان تبكي بحرقة و الناس حولها يحاولون التخفيف عنها دون أن يعرف أحد ما بها....
مالك سيدتي؟ ماذا حصل لك؟
قالت سيدة في مقتبل العمر و هي تربت على كتفيها و تحاول أن تستجلي منها الخبر....
قالت أخرى: مسكينة يبدو أنها تائهة مريضة بالزهايمر و هي تبكي من غير سبب...
زاد نحيب فاطمة ...كيف تقول لمن حولها انها لا تشكو فقدان ذاكرة و لكنها تشكو مصابا جللا حل بها....و هي فقط تريد أن تعرف أين هي الان بالضبط..فقد اختلطت عليها الاتجاهات.. و غابت عنها العناوين التي ألِفتها من سنين ...
كانت تتمتم بين دمعة و أخرى : يا رب أجرني في مصيبتي و ابدلني خيرا منها...يااا رب. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه...
أُقيمَت صلاة العشاء.. بقيت في مكانها تصلي و تتذرع لله أن يخفف مصابها....
بقيت على هذه الحال و في نفس المكان ساعات و ساعات...لم تدر بعدها كيف و لا من أعادها للنزل...
و عادت من سفرها ذات يوم...كان كل شيء كما تركته...الأولاد..الجيران..البيت .. الحديقة ...
لكن أشياء كثيرة تكسرت فيها و لم تعد هي...لا نبرة صوتها و لا ابتسامتها التي حاولت جاهدة أن تبحث عنها لتستقبل بها أهل البيت...لكنها غابت كما غابت آمال فيها و اندثرت.....
منيرة الفهري
خرجت من غرفتها و دمعها مدرار... استقلت المصعد النازل إلى بهو الاستقبال في النزل... نظرت حولها أين هي الآن؟ لم تجدجوابا و لكنها اتبعت خطى أناس كثيرين...و دخلت المسجد ...أين تتجه؟ لم تر لها اتجاها...و هي التي تعرف جيدا هذا المكان المقدس...بقيت حائرة ...سألت : أين هو مُصلّى النساء؟ قيل لها إنها بعيدة جدا...و قيل لها إنه هناك...و قيل لها إنها فيه...نظرت في كل الاتجاهات...لم تفقه شيئا...عجبا؟ أليست هي من كانت تدل السيدات أي الأبواب يتخذن؟ إذا كيف غاب عنها كل هذا...بكت بصوت عال..دعت الله و رجته أن يجِرها في مصيبتها التي لم تكن تتوقعها أبدا.. حين أعلن لها زوجها الخبر منذ قليل تكدست في الأرض و غابت عن الوعي. ..كيف حصل هذا؟ و هي التي كانت تتصور أن هذا لا يحدث إلا للآخرين ...أستغفرت الله حين أستعادت وعيها...توضأت للصلاة و نزلت ....و هاهي الان تبكي بحرقة و الناس حولها يحاولون التخفيف عنها دون أن يعرف أحد ما بها....
مالك سيدتي؟ ماذا حصل لك؟
قالت سيدة في مقتبل العمر و هي تربت على كتفيها و تحاول أن تستجلي منها الخبر....
قالت أخرى: مسكينة يبدو أنها تائهة مريضة بالزهايمر و هي تبكي من غير سبب...
زاد نحيب فاطمة ...كيف تقول لمن حولها انها لا تشكو فقدان ذاكرة و لكنها تشكو مصابا جللا حل بها....و هي فقط تريد أن تعرف أين هي الان بالضبط..فقد اختلطت عليها الاتجاهات.. و غابت عنها العناوين التي ألِفتها من سنين ...
كانت تتمتم بين دمعة و أخرى : يا رب أجرني في مصيبتي و ابدلني خيرا منها...يااا رب. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه...
أُقيمَت صلاة العشاء.. بقيت في مكانها تصلي و تتذرع لله أن يخفف مصابها....
بقيت على هذه الحال و في نفس المكان ساعات و ساعات...لم تدر بعدها كيف و لا من أعادها للنزل...
و عادت من سفرها ذات يوم...كان كل شيء كما تركته...الأولاد..الجيران..البيت .. الحديقة ...
لكن أشياء كثيرة تكسرت فيها و لم تعد هي...لا نبرة صوتها و لا ابتسامتها التي حاولت جاهدة أن تبحث عنها لتستقبل بها أهل البيت...لكنها غابت كما غابت آمال فيها و اندثرت.....
تعليق