كعادتها في التعامل مع المنهجية التعليمية والأفكار المكتسبة بطريقة بيداغوجية ترفيهية، تتداول الأوساط الأنجلوساكسونية مثالاً طريفا حول بعض المفارقات اللغوية الشائعة: Can I borrow a pencil? أحاول إعادة تدويرها إلى العربية (أقصد بالتدوير: meme/من اللاتنيني mimesis) و ذلك لأنها واحدة من الأساليب التعليمية التي لقيت رواجا ثقافيا شاسعاً بسبب انتشار وتعميم آليات التواصل الحديثة في العالم الغربي).
التدوير العربي مهما حاولت أن أتحرى به الوفاء لروح المثال الانجليزي، فربما لن يصل بي الاجتهاد إلى نفس المغزى المتوخى من النص الأصلي؛ والسبب كما يعرف العارفون بسيط: لكل ثقافة لغة ولكل لغة عبقرية.
لنحاول:
التلميذ: هل أستطيع اقتناء قلم رصاص؟
المعلم: لست أدري، هل أنت تستطيع ذلك؟
التلميذ: فعلاً. حقٌّ عليّ أن أضيف أن مثل هذا الأسلوب العامي أمر طبيعي يتكرر في جميع اللغات. لكن بسبب الأسلوب العامي، بالإضافة إلى ما يقتضيه السياق فأنت ومن معك تدركون جيداً قصدي من السؤال و ما أوده تحديدا من جراء الطلب؛ مما يجعل الوقوف على عتبات الفارق بين "هل أستطيع" و "هل بإمكاني" بمثابة حذلقة لغوية بل تنطع في الجزئيات بشكل مثير للجدل.
المعلم: صدقتَ.
اللغة العامية مع السياق اللفظي هما
أداتان تساعدان على فهم الآخر قصد التواصل معه بشكل دقيق و فعال مع مراعاة الفارق الطفيف بين العبارات المستعملة.
ثم إنني بحكم وظيفتي كمعلم، دوري يتمثل بالأساس في تلقينك الكيفية الناجعة في استعمال اللغة بدقة أكبر و إتقان. فبمعرفتك الفوارق الطفيفة بين كلمة و أخرى، ستكتسب القوة العالية و الكفاءة اللازمة لتعبر عما يلوج في خاطرك سواء بالقول أو بالكتابة.
التلميذ: استوعبت الدرس. من فضلك، هل بإمكاني اقتناء قلم الرصاص؟
المعلم: لا، لن يمكنك ذلك؛ للعام الثاني على التوالي، لم تزودنا الإدارة بالأقلام بسبب نقص في الميزانية المخصصة للتعليم.
م.ش.
التدوير العربي مهما حاولت أن أتحرى به الوفاء لروح المثال الانجليزي، فربما لن يصل بي الاجتهاد إلى نفس المغزى المتوخى من النص الأصلي؛ والسبب كما يعرف العارفون بسيط: لكل ثقافة لغة ولكل لغة عبقرية.
لنحاول:
Student: Can I borrow a pencil?
Teacher: I don’t know. Can you?
Student: Yes. I might add that colloquial irregularities occur frequently in any language. Since you and the rest of our present company understood perfectly my intended meaning, being particular about the distinctions between “can” and “may” is purely pedantic and arguably pretentious.
Teacher: True, colloquialism and the judicious interpretation of context help us communicate with nuance, range, and efficiency. And yet, as your teacher, my job is to teach you to think about language with care and rigour. Understanding the shades of difference between one word and another, and to think carefully about what you want to say, will give you greater power and versatility in your speech and writing.
Student: Point taken. May I have a pencil?
Teacher: No, you may not. We do not have pencils since the department cut funding for education again last year.
Teacher: I don’t know. Can you?
Student: Yes. I might add that colloquial irregularities occur frequently in any language. Since you and the rest of our present company understood perfectly my intended meaning, being particular about the distinctions between “can” and “may” is purely pedantic and arguably pretentious.
Teacher: True, colloquialism and the judicious interpretation of context help us communicate with nuance, range, and efficiency. And yet, as your teacher, my job is to teach you to think about language with care and rigour. Understanding the shades of difference between one word and another, and to think carefully about what you want to say, will give you greater power and versatility in your speech and writing.
Student: Point taken. May I have a pencil?
Teacher: No, you may not. We do not have pencils since the department cut funding for education again last year.
التلميذ: هل أستطيع اقتناء قلم رصاص؟
المعلم: لست أدري، هل أنت تستطيع ذلك؟
التلميذ: فعلاً. حقٌّ عليّ أن أضيف أن مثل هذا الأسلوب العامي أمر طبيعي يتكرر في جميع اللغات. لكن بسبب الأسلوب العامي، بالإضافة إلى ما يقتضيه السياق فأنت ومن معك تدركون جيداً قصدي من السؤال و ما أوده تحديدا من جراء الطلب؛ مما يجعل الوقوف على عتبات الفارق بين "هل أستطيع" و "هل بإمكاني" بمثابة حذلقة لغوية بل تنطع في الجزئيات بشكل مثير للجدل.
المعلم: صدقتَ.
اللغة العامية مع السياق اللفظي هما
أداتان تساعدان على فهم الآخر قصد التواصل معه بشكل دقيق و فعال مع مراعاة الفارق الطفيف بين العبارات المستعملة.
ثم إنني بحكم وظيفتي كمعلم، دوري يتمثل بالأساس في تلقينك الكيفية الناجعة في استعمال اللغة بدقة أكبر و إتقان. فبمعرفتك الفوارق الطفيفة بين كلمة و أخرى، ستكتسب القوة العالية و الكفاءة اللازمة لتعبر عما يلوج في خاطرك سواء بالقول أو بالكتابة.
التلميذ: استوعبت الدرس. من فضلك، هل بإمكاني اقتناء قلم الرصاص؟
المعلم: لا، لن يمكنك ذلك؛ للعام الثاني على التوالي، لم تزودنا الإدارة بالأقلام بسبب نقص في الميزانية المخصصة للتعليم.
م.ش.
تعليق