... مالي لا تحركني هاذي البنايات الناطحة للسحب، تكاد تحجب عن نظري روعة السحب وهي تمر بهدوء في موكب رهيب وسكون مهيب !؟
... مالي لا تحركني هاذي المصانع الضخمة، يكاد صداها يعزف في أذني ضجيجا مدويا يصدع، وتنفث على أنفي غبارا خانقا ينقع ؟
أصخرةٌ أنا؟
... مالي يوم الهالويين لا أجد حلاوة الصبا وبهجة الطفولة حين كان والدي عشرة أيام قبل يوم عاشوراء يفتح دكانا خاصا للألعاب، لا ليبيعها فقط، بل لألعب بها وأكسرها و أعطي منها للأطفال من فقراء الحي؟
... مالي لا تحركني شلالات نياجارا على سعتها وبحيرات كندا على كثرتها وعذوبة مياهها كما حركتني -وأنا الطفل العابث- سيول الأمطار على جنبات الأرصفة الضيقة بحي درب السلطان العتيق؟
أصخرةٌ أنا؟
... مالي لا أجد حلاوة ولا أنتشي طراوة في كل ما أجد من مأكولات تصطف زاهية على مائدتي لتنتهي بالية خلف بيتي، ومالي لا أشم رائحة الخبز الطري وهي تشق طريقها بأمن وأمان من فرن خباز الحي المجاور كي تتسلل إلى مخي عبر أنفي قبل أن تصل إلى معدتي فتملأ بطني بكل سلم وسلام؟
... مالي ومالي ومالي؟
الأستاذ الكريم حسن لشهب،
نكاد نلتقي معاً على عتبات ما وصفته حالتك الوجدانية أمام تقلبات الزمن الحتمية. كل شيء لم يعد كما كان! فمن تغير حقيقة: نحن أم الزمن؟ لستُ أدري.
تعليق