عندما تسير الأمور بشكل عادي فليس هناك مشكلة لدى الغرب ، وليس لديه ما يقوله سوى اللّهم بعض التصريحات هنا أو هناك تخصّ التعاون الاقتصادي أو مسائل تتعلّق بضرورة الحفاظ على الأمن والسّلام العالميين ، ومجرّد كلمات يذرّها في العيون ، كما هو الحال بالنسبة لمحاربة الإرهاب وهو الذي بمقدوره قطع الكهرباء و شل الحياة بوسائله المتطوّرة .
ثم إذا ما حدث هناك اضراب أو تنديد أو مسيرات ومظاهرات تطالب بالتغيير ، فإنّنا لا نحتاج إلى تعليقات أو صور تـؤكّد لنا انزعاج الأنظمة الغربية وقلقها حول ما يدور في السّاحة العربيّة .
هذا الشعور بالقلق لا يترجمه الإعلام الغربي ولا يسمح له بالنّقاش حوله ، لأن بنود المواثيق التي تربطه بضرورة التحفّظ عندما يتعلّق الأمر بالأمن القومي ، جدّ صارمة ، وعلى رأسها الأقتصاد طبعا . هذه من الأبجديات المقدّسة لديهم ، ولا يجب على الإعلام الخوض فيها بكل حرّية وشفافيّة .
المصالح الغربية لم تعد سرا ، خاصة إذا ما نحن عرفنا مكانتنا و حجمنا الطبيعي في هذا الكوكب الأزرق ؛
نحن نشكّل الجانب “ المتعفّن “ منه ، نحن نمثّل بالنسبة إليهم الجانب المظلم الذي يعجّ بالقمامة والآفات ، ومظاهر التسكّع والانحطاط ، والتشرذم والنّهب والسّرقة ، والذي يكثر فيه القتل لأتفه الأسباب ، " ديستوبيا " حقيقيّة ، كما يتم تصوّيرنا في أفلامهم الهوليووديّة .
أليس هذا هو بالفعل واقعنا الذي نعيشه اليوم نحن العرب مقارنة بمظاهر الحياة الجميلة لديهم؟
نحن بالنسبة إليهم لا نرقى لمستوى الحيوانات التي لديهم ، لأنّها أنضف ، حتّى لا أقول أشرف ، من أن تقبل بنفس شروط الحياة التي يعيشها الفرد العربي البسيط داخل محيطه " المتعفّن " .
هذا واقع لا يجب أن ننكره . وكذلك ، فإن الحيوان لديهم يحظى بالرّعاية اللاّزمة ، بل بقوانين تحميه وتجرّم كل من يُحاول الإعتداء عليه ، وليس من باب العطف عليه فقط مثلما هو الحال عندنا .
منذ أجيال ونحن نحلم بهذه الحياة ، حياتهم ، وهذه الأخلاق ، أخلاقهم ، والتي كتب عنها مفكّرونا ، وصوّرها لنا أدباؤنا ، وتغنى بها شعراؤنا ، وأطربنا بها فنّانونا وفنّاناتنا ... من أمثال ( محمّد عبده ) الذي كتب ذات يوم يقول : "ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين ولما عدت إلى الشرق وجدت مسلمين ولكن لم أجد إسلاما " ، ومن أمثال الفنّانة الرّاحلة ( أسمهان ) التي اطربتنا بإغنيّتها المتميّزة : " ليالي الأنس في فيينا " ، وكذلك كلمات الأغنية التونسية : " ما أحلى ليالي اشبيلية " وموسيقاها الرّائعة ، وهي للأسف ذات أصول عربية لكنّها ضاعت منّا.
ثم إذا ما حدث هناك اضراب أو تنديد أو مسيرات ومظاهرات تطالب بالتغيير ، فإنّنا لا نحتاج إلى تعليقات أو صور تـؤكّد لنا انزعاج الأنظمة الغربية وقلقها حول ما يدور في السّاحة العربيّة .
هذا الشعور بالقلق لا يترجمه الإعلام الغربي ولا يسمح له بالنّقاش حوله ، لأن بنود المواثيق التي تربطه بضرورة التحفّظ عندما يتعلّق الأمر بالأمن القومي ، جدّ صارمة ، وعلى رأسها الأقتصاد طبعا . هذه من الأبجديات المقدّسة لديهم ، ولا يجب على الإعلام الخوض فيها بكل حرّية وشفافيّة .
المصالح الغربية لم تعد سرا ، خاصة إذا ما نحن عرفنا مكانتنا و حجمنا الطبيعي في هذا الكوكب الأزرق ؛
نحن نشكّل الجانب “ المتعفّن “ منه ، نحن نمثّل بالنسبة إليهم الجانب المظلم الذي يعجّ بالقمامة والآفات ، ومظاهر التسكّع والانحطاط ، والتشرذم والنّهب والسّرقة ، والذي يكثر فيه القتل لأتفه الأسباب ، " ديستوبيا " حقيقيّة ، كما يتم تصوّيرنا في أفلامهم الهوليووديّة .
أليس هذا هو بالفعل واقعنا الذي نعيشه اليوم نحن العرب مقارنة بمظاهر الحياة الجميلة لديهم؟
نحن بالنسبة إليهم لا نرقى لمستوى الحيوانات التي لديهم ، لأنّها أنضف ، حتّى لا أقول أشرف ، من أن تقبل بنفس شروط الحياة التي يعيشها الفرد العربي البسيط داخل محيطه " المتعفّن " .
هذا واقع لا يجب أن ننكره . وكذلك ، فإن الحيوان لديهم يحظى بالرّعاية اللاّزمة ، بل بقوانين تحميه وتجرّم كل من يُحاول الإعتداء عليه ، وليس من باب العطف عليه فقط مثلما هو الحال عندنا .
منذ أجيال ونحن نحلم بهذه الحياة ، حياتهم ، وهذه الأخلاق ، أخلاقهم ، والتي كتب عنها مفكّرونا ، وصوّرها لنا أدباؤنا ، وتغنى بها شعراؤنا ، وأطربنا بها فنّانونا وفنّاناتنا ... من أمثال ( محمّد عبده ) الذي كتب ذات يوم يقول : "ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين ولما عدت إلى الشرق وجدت مسلمين ولكن لم أجد إسلاما " ، ومن أمثال الفنّانة الرّاحلة ( أسمهان ) التي اطربتنا بإغنيّتها المتميّزة : " ليالي الأنس في فيينا " ، وكذلك كلمات الأغنية التونسية : " ما أحلى ليالي اشبيلية " وموسيقاها الرّائعة ، وهي للأسف ذات أصول عربية لكنّها ضاعت منّا.
فكيف ومتى نرقى إلى هذا المستوى من الحياة الجميلة التي لديهم ؟
منذ سقوطنا في الجانب المظلم ، الحزين الكئيب ، من هذا الكوكب الأزرق ، ونحن نعيش في ظُلمة وظلام دامس، بين المطرقة والسندان ، نعاني من الجهل والتخلّف وغياب الوعي والأخلاق .
نعاني من الاستبداد والحكم الجبري ، نعاني من شيوخ السّلطان الذين أهدروا حقّنا في العيش بحريّة وكرامة ، نعاني من التدخّل الأجنبي ، الغرب الإمبريالي والخليج القوّاد وعلى رأسه دويلة الإمارات " بائعة دينها للغرب “ ، نعاني من اتّهامات النّظام " المكارثي " وعلى رأسه الجنرالات الدمويّون ، ومن الذباب الإلكتروني ، نعاني من كلمة " احنا شعب وانتم شعب " والفُرقة ، ومن التشرذم .
تألّمنا كثيرا ، وطال حلمنا ، ولم نفعل شيئا كي نُغيّر واقعنا ، ونلقي اللّوم على غيرنا ولسان حالنا يقول :
نَعيبُ زمانَنا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزّمان بغير ذنب
ولو نطق الزّمان لنا هجانا
وليس الذّئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عٍيّانا
منذ سقوطنا في الجانب المظلم ، الحزين الكئيب ، من هذا الكوكب الأزرق ، ونحن نعيش في ظُلمة وظلام دامس، بين المطرقة والسندان ، نعاني من الجهل والتخلّف وغياب الوعي والأخلاق .
نعاني من الاستبداد والحكم الجبري ، نعاني من شيوخ السّلطان الذين أهدروا حقّنا في العيش بحريّة وكرامة ، نعاني من التدخّل الأجنبي ، الغرب الإمبريالي والخليج القوّاد وعلى رأسه دويلة الإمارات " بائعة دينها للغرب “ ، نعاني من اتّهامات النّظام " المكارثي " وعلى رأسه الجنرالات الدمويّون ، ومن الذباب الإلكتروني ، نعاني من كلمة " احنا شعب وانتم شعب " والفُرقة ، ومن التشرذم .
تألّمنا كثيرا ، وطال حلمنا ، ولم نفعل شيئا كي نُغيّر واقعنا ، ونلقي اللّوم على غيرنا ولسان حالنا يقول :
نَعيبُ زمانَنا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزّمان بغير ذنب
ولو نطق الزّمان لنا هجانا
وليس الذّئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عٍيّانا