
على المراسي لم يُحدِّثْني البحر
أدلى بليلهِ وجزاني بِصمتْ
نِلتُ من مائهِ حتى ارتوى فِكري
باللاشيء !
صدّقوني أنا لا أفهم كيف
ذاكَ الحوضُ المُمتَلئُ بالسِّحر
يسكُبُ الفراغَ في أعماقي
فأغدو بلا فِكر
هناكَ رأيتُ جماله
حيثُ يُحرّرُني من عَتمتي إلى زُرقته ورحابته
التي تمتدُّ أمامي غير مُتناهية
كأنّها بلا حدود
هُنا لي وجود
وغُرفةُ تجديد
أنظرُ إليهِ كمملكتي التي أخشاها
وألمس أطرافها وأتحاشاها
يُصيّرُني تمثالاً لا أريدُ الحراك
وما إن أمضي عنهُ أشتاق
أتُراهُ يمسكُ بطرفِ ثوبي
في قمّةِ جزره
فأنحسرُ إلى شُطآنه !؟
وبعدَها يُرعِبُني الغرق
فتختلطُ مشاعري بين الحبّ والكُره
حتى أسمعهُ بصمتهِ يُعلِّمُني
" إذا أردتِ أن تحفظي المحبّة
لا تزيدي الاقتراب
دعيْ مسافة أمان
كي لا يحلّ الفراق "
..
تعليق