وأنا السّجين وأنا السّجان؟!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جهاد بدران
    رئيس ملتقى فرعي
    • 04-04-2014
    • 624

    وأنا السّجين وأنا السّجان؟!!

    وأنا السّجين في قفص السّلطان..
    وأنا السّجان في سجون الأوطان..
    أنا كلّ الشعب النّازح خلف القضبان..
    أنا جذور الزّيتون الذي لا يساوم على قطع الليمون والبرتقال..
    أنا جدّ هذه الأرض الصّامد الذي يروي من دمه كلّ التّراب..
    أنا الخمسون والستّون والسّبعون عاماً، أوتار لآلة العزف على الجراح..
    يتراقص على قيثارة أجسادنا التّتار..
    وأنا أتسلّل من ذاتي متعباً...
    أبحث عن منازل الأقحوان..
    أصحو تارةً من إغفاءة الشّتات..
    من زوايا المرايا..
    من صوت الضّباع ونباح الكلاب..
    كي أزيح عن المسافات خناجر اللئام..
    وأقلّم عن الطّريق أشواك السّياسة..
    بما تبقّّى بي من رماد الإنسان..
    .
    كل عصافير بلادي ترتجف..
    وسراج الشّمس لا يمنحها الدّفء ولا الأمان..
    وإن يعلوها قمرٌ مضيءّ تحته عينان نضّاختان..
    كلٌ التآمر تسلّل من عيون الصّمت..
    فجّ رؤوس الطّين واحتلّ رقصات الموت على استقلال الأرض..
    وأنا ما زلت أحتسي الجوع من كأس وطني المتبقي..
    وإنّني في انكساري السّكران تجديد انتصار..
    إنّني في عشق الضّياع الولهان بي،
    أبحث
    عن
    البقاء..
    إنني حيران في ميزان كفّيها المتجعدتين..
    مرتعشٌ جسدي في جسدها..
    وقد اشتعل فيه الّليل كالضّرام..
    يذوب لبّي دماً..
    ترتخي أوصاله في الرّيح مع صفيرها المزمجر..
    كلّ لحنٍ فيه يتضوّر كالنخل صبراً..
    كأنني كلّ يومٍ في شأنٍ..
    كأنني أتوزّع تمزيقاً في كلّ مكان..
    فيا ذاكرة وطني الحيّة..
    أعيدي ليَ ولو نصف الكيان..
    كي تستيقظ الحجارة وعياً..
    عبر كل خطوة من عصب الزّمان..
    مللنا النّكبات..
    وصمت الأتربة..
    وصفر الأمس في جوارير الغد..
    أتعبتنا الفوانيس الخافتة..
    وتذكرة الأحزان تأشيرة الدخول خمراً..
    كي ننسى الهويّة في حالةٍ من الهذيان..
    على جدار الغربة ما بين الضفة وأختها التي في الحصار...
    فأين القضيّة وبطاقتها العربيّة..؟؟!!
    هل مازالت في علبة ثقابٍ محكمة الإغلاق؟؟!!
    أم تنتظر عصا موسى لتحيي بها الأموات..
    وتعيد نبض الضّمير والوجدان ؟؟؟!!
    وأين أنا ؟!!
    هل أعصرني مراراً في حلوق النسيان؟؟
    .
    .
    جهاد بدران
    فلسطينية
  • سوسن مطر
    عضو الملتقى
    • 03-12-2013
    • 827

    #2

    ..

    دعيني وهذي الكلمات تفتِكُ بي
    دعيني وكلماتكِ تُصيبني بهذيان الموت
    وكأنّ رأسي يحترق بآلاف الأفكار
    يعود بي الزمان فيجتازُني جرياً، سابقاً لولادتي
    يُشعرني بأضعاف التمزّق والقهر القديم المُقيم
    دعي صدى الحرف يُقطّعني أشلاءا
    فقد هان علينا جُرحٌ نازفٌ في جسدنا، نسينا أن نداويه
    فدعي حروفك على عُمقها
    كجُرعةِ دواء
    كم نحتاج منها بَعدُ كي نقتلعَ الهوان اللعين !؟
    كم يحتاج ذاك الجسد السقيم !؟


    .....


    تثبيت

    وأعذب التحايا .. أديبتنا "الشاعرة" بكل ما للكلمة من معنى

    أما عن إحساسك الذي وصلنا هنا فكيف تفيهِ حقّه الكلمات !؟



    لكِ المحبة الصافية كزُرقة السّماء..

    ..



    تعليق

    • جلال داود
      نائب ملتقى فنون النثر
      • 06-02-2011
      • 3893

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
      وأنا السّجين في قفص السّلطان..
      وأنا السّجان في سجون الأوطان..
      أنا كلّ الشعب النّازح خلف القضبان..
      أنا جذور الزّيتون الذي لا يساوم على قطع الليمون والبرتقال..
      أنا جدّ هذه الأرض الصّامد الذي يروي من دمه كلّ التّراب..
      أنا الخمسون والستّون والسّبعون عاماً، أوتار لآلة العزف على الجراح..
      يتراقص على قيثارة أجسادنا التّتار..
      وأنا أتسلّل من ذاتي متعباً...
      أبحث عن منازل الأقحوان..
      أصحو تارةً من إغفاءة الشّتات..
      من زوايا المرايا..
      من صوت الضّباع ونباح الكلاب..
      كي أزيح عن المسافات خناجر اللئام..
      وأقلّم عن الطّريق أشواك السّياسة..
      بما تبقّّى بي من رماد الإنسان..
      .
      كل عصافير بلادي ترتجف..
      وسراج الشّمس لا يمنحها الدّفء ولا الأمان..
      وإن يعلوها قمرٌ مضيءّ تحته عينان نضّاختان..
      كلٌ التآمر تسلّل من عيون الصّمت..
      فجّ رؤوس الطّين واحتلّ رقصات الموت على استقلال الأرض..
      وأنا ما زلت أحتسي الجوع من كأس وطني المتبقي..
      وإنّني في انكساري السّكران تجديد انتصار..
      إنّني في عشق الضّياع الولهان بي،
      أبحث
      عن
      البقاء..
      إنني حيران في ميزان كفّيها المتجعدتين..
      مرتعشٌ جسدي في جسدها..
      وقد اشتعل فيه الّليل كالضّرام..
      يذوب لبّي دماً..
      ترتخي أوصاله في الرّيح مع صفيرها المزمجر..
      كلّ لحنٍ فيه يتضوّر كالنخل صبراً..
      كأنني كلّ يومٍ في شأنٍ..
      كأنني أتوزّع تمزيقاً في كلّ مكان..
      فيا ذاكرة وطني الحيّة..
      أعيدي ليَ ولو نصف الكيان..
      كي تستيقظ الحجارة وعياً..
      عبر كل خطوة من عصب الزّمان..
      مللنا النّكبات..
      وصمت الأتربة..
      وصفر الأمس في جوارير الغد..
      أتعبتنا الفوانيس الخافتة..
      وتذكرة الأحزان تأشيرة الدخول خمراً..
      كي ننسى الهويّة في حالةٍ من الهذيان..
      على جدار الغربة ما بين الضفة وأختها التي في الحصار...
      فأين القضيّة وبطاقتها العربيّة..؟؟!!
      هل مازالت في علبة ثقابٍ محكمة الإغلاق؟؟!!
      أم تنتظر عصا موسى لتحيي بها الأموات..
      وتعيد نبض الضّمير والوجدان ؟؟؟!!
      وأين أنا ؟!!
      هل أعصرني مراراً في حلوق النسيان؟؟
      .
      .
      جهاد بدران
      فلسطينية
      أتعبتنا الفوانيس الخافتة

      لله درك استاذة جهاد

      تعليق

      • جهاد بدران
        رئيس ملتقى فرعي
        • 04-04-2014
        • 624

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة

        ..

        دعيني وهذي الكلمات تفتِكُ بي
        دعيني وكلماتكِ تُصيبني بهذيان الموت
        وكأنّ رأسي يحترق بآلاف الأفكار
        يعود بي الزمان فيجتازُني جرياً، سابقاً لولادتي
        يُشعرني بأضعاف التمزّق والقهر القديم المُقيم
        دعي صدى الحرف يُقطّعني أشلاءا
        فقد هان علينا جُرحٌ نازفٌ في جسدنا، نسينا أن نداويه
        فدعي حروفك على عُمقها
        كجُرعةِ دواء
        كم نحتاج منها بَعدُ كي نقتلعَ الهوان اللعين !؟
        كم يحتاج ذاك الجسد السقيم !؟


        .....


        تثبيت

        وأعذب التحايا .. أديبتنا "الشاعرة" بكل ما للكلمة من معنى

        أما عن إحساسك الذي وصلنا هنا فكيف تفيهِ حقّه الكلمات !؟



        لكِ المحبة الصافية كزُرقة السّماء..

        ..



        الله الله الله
        على ردك العظيم الذي يعكس ذائقتك وذوقك الرفيع وعمق مشاعرك التي تفيض عذوبة ورقة.
        يا لك من أديبة فذة استقبلت النص بنص أعظم منه..إذ حركت بنا دفة المواجع وأسقيتنا الكوثر من عذوبة كلماتك..

        وقفت بانحناءة جلال وتقدير لكلماتك ولقلمك الرشيق غاليتي الحبيبة الأستاذة سوسن مطر...
        أيتها المشرفة الرائعة الغالية لك ودي وتقديري وامتناني لحضورك الملائكي وردك الفاخر وهطولك العذب..
        فقد غرست كل الجمال بين أروقة النص ..وأنا سأضع ردك تاجاً على جبين النص..
        بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير
        ووفقك لنوره ورضاه

        تعليق

        • جهاد بدران
          رئيس ملتقى فرعي
          • 04-04-2014
          • 624

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
          أتعبتنا الفوانيس الخافتة

          لله درك استاذة جهاد
          لن يطول خفوتها، ولن يطول الظلام بين أروقة الأمة، سيشتد الضوء وهو يمارس عقوق العتمة على سفوح الشمس المتوهجة بالحق واليقين بأن النور سيفج كبرياء الليل عند أقدام الفجر...

          أستاذنا الكبير الراقي صاحب القلم الرشيق
          أ.جلال داود
          حياكم الله وزادكم علما ونورا
          يسرني مثولكم أمام النص تأملاً وقراءة
          توقيعكم الفاخر أضفى ألوان قزح على جبين النص..
          شكرا لهذا المرور الألق والوشم المخضب من عيون
          قلمكم على وجه النص..
          جزاكم الله خيرا وزادكم علما ونورا

          تعليق

          • منيره الفهري
            مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
            • 21-12-2010
            • 9870

            #6
            فأين القضيّة وبطاقتها العربيّة..؟؟!!
            هل مازالت في علبة ثقابٍ محكمة الإغلاق؟؟!!
            أم تنتظر عصا موسى لتحيي بها الأموات..
            وتعيد نبض الضّمير والوجدان ؟؟؟!!
            وأين أنا ؟!!
            هل أعصرني مراراً في حلوق النسيان؟؟
            .
            .
            آااااااه يا لوجعنا المرير...
            و آاااااه يا قضايانا العربية...
            كم من ألم يكفينا ليستفيق النيام...
            خاطرة أدمعت عيناي و أحييت الوجع فيّ..
            جهاد بدران الرائعة تحية من الأعماق

            تعليق

            • جهاد بدران
              رئيس ملتقى فرعي
              • 04-04-2014
              • 624

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
              فأين القضيّة وبطاقتها العربيّة..؟؟!!
              هل مازالت في علبة ثقابٍ محكمة الإغلاق؟؟!!
              أم تنتظر عصا موسى لتحيي بها الأموات..
              وتعيد نبض الضّمير والوجدان ؟؟؟!!
              وأين أنا ؟!!
              هل أعصرني مراراً في حلوق النسيان؟؟
              .
              .
              آااااااه يا لوجعنا المرير...
              و آاااااه يا قضايانا العربية...
              كم من ألم يكفينا ليستفيق النيام...
              خاطرة أدمعت عيناي و أحييت الوجع فيّ..
              جهاد بدران الرائعة تحية من الأعماق
              يا لهذا البلسم الشافي الذي نثرت عطره بين السطور..
              ويل لروحك الرقيقة التي ألهبت نواة القلب من دفقها الندي..
              وما أجمل هذا الحضور الذي أثمنه كثيييراً من كبيرة أدب وما تملكين من سحر اللغات..
              أستاذتنا الراقية الرائعة
              أ. منيرة الفهري
              يسعدني ويشرفني بصمة حضورك وأنفاسك العطرة وتوقيعك الفاخر من قامة أدبية عالية المقام..
              بوركت وبورك قلمك البديع
              وأسعدك الله سعادة لا تبلى أبدا
              وتقبل الله منا ومنكم الطاعات

              تعليق

              يعمل...
              X