عيشة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    عيشة

    عندما عرض عمار على عيشة أن يوصلها من بيتها إلى الحقل القريب الذي تعمل فيه، لم يكن في عرضه ما يدعو للريبة.
    ثم أنه كيف لعيشة، الفتاة الجميلة جداً، البليدة عقلاً، أن تفكر في نوايا خبيثة لعمار، ابن صديق والدها، وهي ابنة الحاج أبوصدقي، حلاق الحارة العجوز الذي لا يهابه أحد.
    تكررت عروض عمار وتحرشاته بها، كان يمسك يدها ويتعمد لمس أجزاء من جسدها وخصوصاً مؤخرتها، بحيث يجعل هذه اللمسات تبدو عفوية، ثم –في احدى المرات- قام بالانحراف عن الطريق المعتاد، وأخبرها أن تدخل معه إلى الخرابة، ليحضر شيئاً ما.
    ملامحه الجادة، ووقاره المعتاد، واتزانه المعقول، كلها اختفت بمجرد أن تواريا خلف كوبة "الزبل" التي تستعمل كسماد طبيعي للحقول المجاورة.
    هناك، صار يتحسس صدر عيشة بلهفة وشوق، ثم يتحسس وجهها، وهو يزيل عنها حجاب رأسها، مقبلاً كل نقطة فيه، والحقيقة أن عيشة لم تكن بلهاء، لكنها كانت تتمتع بعقلٍ محدود، ما منعها من اكمال دراستها، خصوصاً أن أبو صدقي لم يكن يملك الكثير من المال والصبر، ليجازف بتعليم فتاة كعيشة.
    غير أنها كانت جميلة إلى درجة تثير غيظ فتيات الحارة جميعهن، سمراء قليلاً لكن بملامح وجه صافية حد الدهشة، وعينين جميلتين واسعتين، وفمٍ دقيقٍ ناعمٍ شهي، وخدودٍ مكتنزة ببعض الاحمرار والفتنة، جسدها ملفوف بإتقان، ونهداها بارزان بشكلٍ تعجز الملابس عن احتوائه وان كانت فضفاضة، ومؤخرة مكتنزة تتمايل بشكلٍ ملحوظٍ وان حاولت ألا يظهر ذلك أثناء مشيتها.
    ما ذنب الفتاة ان كانت شهية طرية، ليست قطعة فواكه وحتماً ليست للبيع أو عرضة للتذوق المجاني، فلماذا كانت لاءات والدها كثيرة: "ما تطلعي من الدار كتير، ما تمشي لحالك، ما توثقي بحد، ما تسلمي نفسك لحد، اذا حد لمسك اصرخي، اذا تحرش فيكي اضربيه بحجر، أنا يابا مليش غير سمعتي، لا عندي مال ولا جاه، هي هالسمعة اللي ماشيين فيها بين الناس".
    لم تكن عيشة ذكية، لكنها كانت تعرف أن والدها لا يخشى عليها بقدر خشيته على سمعته، وقد كانت حريصة ألا تلطخ له سمعته هذه، لكن ما ذنبها، إن كان عمار قد أكل جسدها أكلاً، وهو يتمتم كالملهوف: "أنا تعبان، بدي تريحيني، انتي حلوة كتير، مش قادر أتحمل، بدي اياكي يا بنت، بدي آكلك أكل".
    كانت أضعف من أن تمسك حجراً وتضرب به رأس عمار، ثم أنه كان أطول منها وأضخم، ويمتلك عضلات قوية، ضربة واحدة منه كانت ستشج رأسها شجاً، لهذا صدر صوتها ضعيفاً، وهي تقول:
    "عمار.. أنا بدي أريحك"
    رفع رأسه الذي كان مدفوناً في صدرها إلى وجهها بلهفة فأردفت: " بس بدي إنت كمان تريحني"
    أخذها عمار بين ذراعيه القويتين، احتضنها بشكلٍ لافت حتى كاد يعتصرها، وقال: " اطلبي شو ما بدك، بدك مصاري؟ اطلبي واتمني يا أحلى عيشة بالدنيا"
    رقص قلبها طرباً لهذه الكلمات، وهي وإن سلمت جزءها العلوي لعمار، فقد كانت على يقينٍ أن شرف والدها وسمعته التي يخاف عليها ليست في الجزء العلوي على أية حال، وإنما في ذلك الشيء الغامض الذي يقبع بين ساقيها، والذي –اتباعاً لنصائح والدتها- لم تجرب أن تلمسه لمساً، حتى أنها كانت تخشى أن تنظف نفسها بعد تبولها، أو تفكر في حلاقة ذلك الشعر الذي بدأ ينمو أعلاه، مخافة أن تفقد شيئاً منه، لذا ضمت ساقيها بقوة رهيبة، مانعة تسلل يده إلى ما بينهما، قائلة وهي تمسك يده برفق:
    " بتعرف نائل؟ هداك الجحش اللي أبوه رئيس قسم الشرطة، بترضى انه كل يوم يتعدى على أبوي العجوز وبيبهدله قدام الناس، بدي منك تربيه، اضربه وتعال لحضني عشان أريحك، مش قادر أسلمك حالي من غير ما أتشفى فيه"
    كان عمار كالحصان الجامح، على استعداد لتمزيقها لنيل غرضه، ولو كانت رفضته مقاومة اغتصابه لها لَقَتَلَهَا ومارس رغبته ولو فوق جثتها، لكنها لم ترفض، هي فقط وضعت شرطاً صغيراً لتسلم نفسها له طواعية، هذا الجسد المدهش سيكون له وحده، وبكامل ارادتها ورغبتها، وهو ليس جباناً ليخشى نائل، حتى لو كان ابن رئيس قسم الشرطة.
    قامت بربط أزرار جلبابها بعدما أعادت حشر نهديها داخله، ومالت عليه همساً: "اضرب نائل وتعال خد اللي بدك اياه، رح أريحك عالآخر"
    سرق عمار بعض القُبَل منها قبيل انصرافه، قُبَل ساخنة لاهثة سريعة متعاقبة كأنها طلقات، ثم انصرف على عقبيه مسرعاً، في المساء، وعندما كان نائل يمشي في الشارع الترابي متمايلاً، سكراناً أو منتشياً بفعل إحدى حبات السعادة المنتشرة بالحارة، كان عمار بانتظاره، في الجهة المقابلة من الشارع، مشى مسرعاً حتى صار بمحاذاته، ثم بدون سابق إنذار، انهال عليه ضرباً بكامل قوته، كان كالحصان الجامح، كأنه أودع كل شهوته ورغبته في قبضتيه، حتى أن نائل كاد أن يموت بين يديه، ثم صار يتوسل له كالمذعور: "شو بدك مني، حرام عليك، سيبني، خلاص بكفي"
    وعمار يضربه ويركله بحماسٍ غريب، ولأن الدافع كان جسد عيشة، فقد كان عمار يفكر فيها، وفي القبلات المحمومة التي سرقها منها صباحاً، حتى أن جسده ارتعش رغبة وهو يمارس انتقامه اللذيذ ممن لم يؤذه يوماً.
    ثم انصرف مسرعاً تاركاً وراءه كومة من اللحم المفروم، تمثل جسد نائل بعدما تم طحنه بفعل قوتي عمار الجسدية والجنسية معاً.
    نام عمار ليلته يفكر في عيشة، في استدارة نهديها، رعشة جسدها الغض أمام أنامله، تغنجها وهي تدفعه بيدها اليمنى وتجذبه إليها باليسرى، حرارة شفتيها، يقولون في الحارة أنها بلهاء باردة غبية لا تصلح لزواج كما لا تصلح لعلم، هذه الحارة الغبية لا تعلم شيئاً، وذلك حديث النسوة اللاتي يغرن من جمالها، وبالتبعية هن على استعداد لوصم عيشة بكل صفة تمسح عنها أنوثتها، لإرضاء أنوثتهن هن.
    في الصباح لبس عمار جلابيته وتعطر، ومضى في طريقه إلى حيث اعتاد أن يعترض طريق عيشة.
    حيث يفترض أن يلقاها شعر عمار أن خطباً ما سيحدث، نظر للخلف فشاهد ما أثار هلعه، عبد الحميد حارس البنك الشاب مفتول العضلات، يقف متحفزاً ينظر لعمار بغضب حصان جامح، كأنه يود أن يمارس الجنس معه لا أن يضربه فحسب، شعور بالنشوة والقوة جربه بنفسه صباح أمس مع نائل.
    من أنفاسه المتسارعة ورغباته المتلاحقة وعينيه الزائغتين شعر عمار بما يشعر به عبدالحميد تحديداً.
    ورغم أنه حاول المقاومة قليلاً وهو يتلقى العلقة كاملةً، الا أنه استكان في النهاية تاركاً خصمه يضربه ويركله بعنفٍ وهو يتمتم بصوتٍ خفيض بكلمات تخللها ذكر اسم عيشة، وعم أبو صدقي، والكثير من اللهاث الغير مفهوم.
    عندما اختلطت دماء عمار بابتسامته، تخيل عيشة البلهاء الباردة-كما يصفون- وهي تقف في الخرابة خلف كومة الزبل ذاتها، تسمح لعبدالحميد بتحسس صدرها، وتقول له همساً بصوتها المتغنج الحنون: "بدي أريحك بس بالمقابل انت كمان تريحني، ماشي، بدك تضرب عمار لأنه بيزعل أبوي وبيبهدله".
    ساعتها سيرد عبدالحميد بصوتٍ لاهث وهو يقتطف سيلاً من القبلات الحارة: "حقطعلك اياه، عشان بعد هيك ما يزعل عم أبوصدقي".
    بدورها ستبتسم عيشة، وهي تضم ساقيها قسراً لتمنع أي دخولٍ محتمل: "شايف يابا، ما خليت حد يدنس سمعتك".

    ***
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    استمتعنا حقا ونحن نتابع تطوّرات القصّة بحب وشغف . لو فقط ماكان اسمها " عائشة " .
    أخلص االعبارات .
    استاذنا صاحب القلم الأحاثي المميّز
    (
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 13-06-2019, 05:15.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • حسن لشهب
      أديب وكاتب
      • 10-08-2014
      • 654

      #3
      أستاذ عيسى
      تمتلك حقا قدرة على الحكي تجذب المتلقي.
      تحيتي لإبداعك الجميل.

      تعليق

      • أحمد عيسى
        أديب وكاتب
        • 30-05-2008
        • 1359

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
        استمتعنا حقا ونحن نتابع تطوّرات القصّة بحب وشغف . لو فقط ماكان اسمها " عائشة " .
        أخلص االعبارات .
        استاذنا صاحب القلم الأحاثي المميّز
        (
        الأستاذ الكريم: مصباح
        لم يكن للاسم أي دلالة أخرى أو سوء قصد.. مجرد صدفة فقط، لأن الاسم عيشة شائع في القرى

        حييت وكل التقدير.. ومرحبا بي بعد غياب في بيتي الثاني الذي افتقدته كثيراً.

        تقديري
        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          لا أحد يمكنه أن ينكر قدرة الكاتب على الحكي الممتع والكتابة بلغة صافية رقراقة حتى السرف؛ ألا يقال "إذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده"؟ بلى، وما أعيبه على النص أنه بالغ في الوصف حتى الوقاحة والابتذال ولنا في التلميح ما يغني عن التصريح وعن تلك الفجاجة في الوصف، وإن في المعاريض مندوحة عن الفجاجة التي أفسدت النص الأدبي الجميل، وانظروا إلى أسلوب القرآن الكريم في التعريض بما قد يصدم {فراودته التي هو في بيتها عن نفسه} (يوسف:#23)، وفي حديث القرآن عن المضاجعة نفسها: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}(الأعراف:#189) أما التصريح الفج فهو ليس من الأدب في شيء ولذا أتوقع ألا امرأة حقيقية في الملتقى ستعلق على النص حتى وإن أعجبها من حيث الشّكل (السّرد) وكأنه كُتِب للرجال عموما ومن +18 منهم خصوصا. هذا رأيي أبديته بصراحة. تحياتي إلى الكاتب الجريء.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • مصباح فوزي رشيد
            يكتب
            • 08-06-2015
            • 1272

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
            لا أحد يمكنه أن ينكر قدرة الكاتب على الحكي الممتع والكتابة بلغة صافية رقراقة حتى السرف؛ ألا يقال "إذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده"؟ بلى، وما أعيبه على النص أنه بالغ في الوصف حتى الوقاحة والابتذال ولنا في التلميح ما يغني عن التصريح وعن تلك الفجاجة في الوصف، وإن في المعاريض مندوحة عن الفجاجة التي أفسدت النص الأدبي الجميل، وانظروا إلى أسلوب القرآن الكريم في التعريض بما قد يصدم {فراودته التي هو في بيتها عن نفسه} (يوسف:#23)، وفي حديث القرآن عن المضاجعة نفسها: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}(الأعراف:#189) أما التصريح الفج فهو ليس من الأدب في شيء ولذا أتوقع ألا امرأة حقيقية في الملتقى ستعلق على النص حتى وإن أعجبها وكأنه كُتِب للرجال عموما ومن +18 منهم خصوصا.
            هذا رأيي أبديته بصراحة.
            تحياتي إلى الكاتب الجريء.

            غفر الله لنا ولكم شيخنا الكبير
            لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مصباح فوزي رشيد مشاهدة المشاركة
              غفر الله لنا ولكم شيخنا الكبير.
              اللهم آمين أديبَنا القدير.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • محمد مزكتلي
                عضو الملتقى
                • 04-11-2010
                • 1618

                #8
                كتب محمد مزكتلي:

                عشرة على عشرة...معَ مَرتبةِ الشرف.
                القاص الأستاذ أحمد عيسى أتحفنا برائعة أدبية وفنية راقية.
                ذات مغزى اجتماعي وإنساني وهدف تربوي فيه من العظة والتحذير.
                نسيج القصة عالي الأداء وفي غاية المرونة في معالجة الفكرة والموضوع.
                حين بدأت القصة من منتصف الأحداث وفي خضم المعمعة والصراع.
                جاءت النهاية لتكشف عن البداية.
                وأن هناك ما قبل عمار وسيكون ما بعد عبد الرحمن.

                هذه الفتاة التي وصفها الكاتب بالبلهاء وكان أي وصف آخر سيدمر القصة ويزيح الهدف.
                عيشة هي جوهر الصراع بين الأفراد والمجتمعات.
                عيشة بحلاوتها وفتنتها وغبائها، تلهو بالجميع.
                عيشة لا تريح المتعبين، وتضحك عليهم بلذة مؤجلة، ولن ينالها أحد.
                عيشة يتمناها الجميع، ويزهدوها أمام الآخرين.
                عيشة هي الدنيا، كانت وما زالت وستكون.

                القصة جاءت لتقول كفى للتزييف والتلميع والحذلقة.
                الإنسان مهما ارتقى تبقى غرائزه تشده إلى الأرض...إلى التراب.
                هذا هو أمامكم بحقيقته التي ما انفك يخفيها.
                لا فرق بين الأصاغر والأكابر.
                العظيم لا يشعر بأي قيمة لانتصاراته وإنجازاته.
                إلا حين تجلس امرأة جميلة أمام قدميه، تدلك له ساقيه وفخذيه.
                وتغني له أغنية القوة والبطولة والشجاعة.
                كل ما يجمعه الرجال يرمونه صاغرين في أحضان النساء.
                ما أتعس الرجال يذهبون للموت من أجل لذة نقضيها لهم في ثوان...هذا ما تقوله كل امرأة.

                مفردات القصة مناسبة جدا لمعالجة ومناقشة الفكرة.
                لا فحش فيها ولا إسفاف، دعمت الموضوع وأبرزت الغاية.
                لم تخرج عن الحد المسموح في زمان يسمع فيه ويقرأ ويشاهد ما هو أكثر من هذا بكثير.
                لكن القارئ العربي لم يتعود بعد على هذا النوع من السرد.
                الإثارة مطلوبة هنا بالضرورة
                الإثارة تحفز المشاعر والمشاعر تولد الإحساس
                والإحساس يبلور الفكرة والغاية ويدفعهما عميقا في نفس القارئ ووجدانه.
                وكل من قرأ القصة لن ينسى عيشة ووجهها الجميل ونهديها البارزين أبداً.
                الجميل والرائع في هذه القصة إنها لم تكن نعامة كبقية النعامات التي تملأ المتصفحات.
                تحدت واحدة من اللاآت الثلاث، من العصي التي تعرقل مسيرة التربية والإرشاد والوعي.
                ولم تكن قصة أدبية لأجل الأدب، وترفه وأناقته.


                الشكر كل الشكر للأستاذ أحمد عيسى على هذه الشجاعة وهذا الإبداع.
                أرفع القصة للتثبيت لتكون نبراساً وعلماً يستنهض الجميع.

                صباح الخير.
                أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
                لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

                تعليق

                • احمد نور
                  أديب وكاتب
                  • 23-04-2012
                  • 641

                  #9
                  الاستاذ القدير احمد عيسى
                  السلام عليكم
                  لقد استمتعت انا شخصيا بقراءة هذه التحفه الادبيه
                  فهي تشدك من البدايه الى نهايتها رغم انني اشعر ان لانهاية لها الا بموت عيشه
                  لقد كانت تعالج واقعا هو كثيرا ما يحصل عند العرب
                  رغم تكرار بعض الكلمات الا انها لم تفسد من الموضوع في شيء
                  تحياتي
                  احمد عيسى نور
                  العراق

                  تعليق

                  • أحمد عيسى
                    أديب وكاتب
                    • 30-05-2008
                    • 1359

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
                    أستاذ عيسى
                    تمتلك حقا قدرة على الحكي تجذب المتلقي.
                    تحيتي لإبداعك الجميل.
                    استاذي الكريم..
                    سعدت برأيك الذي أقدر.. شكراً لك بحجم لطفك
                    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                    تعليق

                    • أحمد عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 30-05-2008
                      • 1359

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                      لا أحد يمكنه أن ينكر قدرة الكاتب على الحكي الممتع والكتابة بلغة صافية رقراقة حتى السرف؛ ألا يقال "إذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده"؟ بلى، وما أعيبه على النص أنه بالغ في الوصف حتى الوقاحة والابتذال ولنا في التلميح ما يغني عن التصريح وعن تلك الفجاجة في الوصف، وإن في المعاريض مندوحة عن الفجاجة التي أفسدت النص الأدبي الجميل، وانظروا إلى أسلوب القرآن الكريم في التعريض بما قد يصدم {فراودته التي هو في بيتها عن نفسه} (يوسف:#23)، وفي حديث القرآن عن المضاجعة نفسها: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}(الأعراف:#189) أما التصريح الفج فهو ليس من الأدب في شيء ولذا أتوقع ألا امرأة حقيقية في الملتقى ستعلق على النص حتى وإن أعجبها من حيث الشّكل (السّرد) وكأنه كُتِب للرجال عموما ومن +18 منهم خصوصا. هذا رأيي أبديته بصراحة. تحياتي إلى الكاتب الجريء.
                      أستاذي الكريم حسين ليشوري.
                      لن أجادلك يا شيخنا فأنا أحترمك وأقدرك منذ بدايات عهدي بالملتقى قبل سنوات طويلة، ولستَ كذلك بحاجة لأن أخبرك عن صراحة ديننا ورسولنا الكريم في مواضع أخرى غير القرآن، فأنت بذلك مني أعلم.
                      لكني أؤكد لك أن القصة قرأها الكثير من الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجلهم فتيات ولم يتحرجن، هي وجهة نظرك أستاذي، وأنا من قبل وفي هذا الملتقى تحديداً خضت حرباً ضد كاتبة رأيت أنها جريئة أكثر من اللازم، ولم أتوقع أن أكون أنا في موقعها، فقد كنت ولا زلت أراني متحفظاً في التناول الا عند الضرورة..
                      خالص الود أستاذي القدير
                      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                      تعليق

                      • أحمد عيسى
                        أديب وكاتب
                        • 30-05-2008
                        • 1359

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد مزكتلي مشاهدة المشاركة
                        كتب محمد مزكتلي:
                        عشرة على عشرة...معَ مَرتبةِ الشرف.
                        القاص الأستاذ أحمد عيسى أتحفنا برائعة أدبية وفنية راقية.
                        صباح الخير.
                        الأستاذ القدير: محمد مزكتلي..
                        أغدقت علي بكرمك بهذه القراءة الأنيقة الدقيقة الراقية الشافية الوافية التي جردت النص وشرحته وسبرت أغواره واستشفت رؤاه وكانت تقول كل ما كان في بالي ولو طلبت مني أن أشرح مقصدي لما استطعت التعبير كما فعلت أنت ببراعتك.
                        سررت بك ورغم أنها المرة الأولى التي نلتقي فأنا عضو قديم غائب للأسف، الا أنني أثق أنها لن تكون الأخيرة ..
                        كل الحب
                        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                          أستاذي الكريم حسين ليشوري.
                          لن أجادلك يا شيخنا فأنا أحترمك وأقدرك منذ بدايات عهدي بالملتقى قبل سنوات طويلة، ولستَ كذلك بحاجة لأن أخبرك عن صراحة ديننا ورسولنا الكريم في مواضع أخرى غير القرآن، فأنت بذلك مني أعلم.
                          لكني أؤكد لك أن القصة قرأها الكثير من الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجلهم فتيات ولم يتحرجن، هي وجهة نظرك أستاذي، وأنا من قبل وفي هذا الملتقى تحديداً خضت حرباً ضد كاتبة رأيت أنها جريئة أكثر من اللازم، ولم أتوقع أن أكون أنا في موقعها، فقد كنت ولا زلت أراني متحفظاً في التناول الا عند الضرورة..
                          خالص الود أستاذي القدير
                          ولك أخي الكريم أحمد عيسى مثل ما أبديت لي من الاحترام بل أكثر.
                          كان رأيا أبديتُه لك بصراحة ولستَ ملزما به {
                          وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا؛ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ؛ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا؛ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(البقرة:#148).
                          خالص تحياتي إليك أخي الكريم.

                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • مها راجح
                            حرف عميق من فم الصمت
                            • 22-10-2008
                            • 10970

                            #14
                            جذبتني القصة لسلاسة اللغة والمعنى وذكاء الكاتب في تسلسل الاحداث
                            عائشة كانت الاقوى ببلاهتها وحسبما نشأت من أفكار والدها
                            قصة جديرة بالتصفيق
                            تحية وتقدير لقلم الكاتب الاستاذ أحمد عيسى
                            رحمك الله يا أمي الغالية

                            تعليق

                            يعمل...
                            X