سادتي النّقاد الكرام هل تليق هذه أن تكون قصّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    سادتي النّقاد الكرام هل تليق هذه أن تكون قصّة

    قبل أن يغتصب الدّخلاء الأرض العذراء وتغزو الخرسانة الطّبيعة الغنّاء ، كانت هناك حقول مفتوحة للاستجمام ومناظر خلاّبة بالمجّان ، وحدود عمراننا مزركشة بأنواع الأعشاب والنّبات والزهور من بنفسج و بوقرعون وأقحوان .

    لم نكن نعاني يومها من قلق أو علّة مثلما هو الآن ، و لم يكن لدينا طبيب ولا صيدلية ولم نكن بحاجة إلى دواء ، وكل من يشتكي من ضرسه يجد شيخا عند رأسه أو عجوزا تسعفه ببعض الأعشاب فيتعافى و ينهض ، إن لم يسبقه أجل . وإذا جاء الأجل . فلا يغني عنده طبيب ولا يسمن دواء .
    لكن الأمور لم تفلح معي ، وصدقت أُمّي حين قالت " أن عينا أصابتني " ، فلم تنفع معي أعشاب ولا دواء من الأدوية ، وبقيت أراقب ساقي اليسرى وهي تتعرّض للتعفّن .
    لم تكن الحياة مركّبة ومعقّدة مثلما نراه وما نعيشه في هذه الأيام ، حياتنا كانت بسيطة " لاصخب فيها ولا نصب " ، و رغم الحاجة وقلّة ذات اليد .
    كنا نحب ونعشق الحياة ، وإيماننا بها كان كبيرا ، فهي بالنسبة إلينا مثابة " سداد من عوز " .
    لم أكن كثير الأكتراث بالنّقود ، ولم تكن لي فيها رغبة جامحة .
    ما حاجة لي بالنّقود وحانوت العم ( أحمد ) موجود أقترض منه كل ما أشتهي وأحب .
    فرقبة أبي سدّادة ، وأمّي الحصن الحصين ، وجدّتي المريضة ملجأي الأمين .
    وأنا عند حسن ظن أمّي " المغيّبة " بي ، وأخلاّئي الفاسدين ، أحمل إليهم كل ما لذّ وطاب .
    كم تراني متلهفّا للتملّص من البيت ، والفرار إلى اللّهو والعبث لا أبالي حينها إن متّ من جوع أوعطش .
    في موسم الدّرس و الحصاد وبعد جني المحاصيل تكثر النّقود ؛
    "مُخطئ من كان لا يظن أن للنّقود رائحة زكيّة ولا تثير الشهوة في قلوب الرّجال" .
    في هذا الموسم البهيج تكثر الأعراس وتعمّ الأفراح ، فتُنصب الخيّم .
    لم يكن لدينا مرافق ترفيهية ولا منتزهات ، وكل ما كان متوفرا لدينا ، عدد محدود من المقاهي وبعض المحلاّت .
    كانت " الڨانيا " أحلى هديّة ، وأكبر حدث بالنسبة إلينا بعد السّوق الأسبوعيّة ؛
    تلكم " الجنّة " الدنيوية المتنقّلة عبر الحدود .
    " الڨانيا " كلمة إفرنجية تعني الرّبح ، وهي شبه مؤسّسة تبيع الأواني المنزلية وبعض الأجهزة والمعدّات ، و في المقابل تروّج للقمار تحت شعار " الـ يانصيب " ، ولم تر عيني واحدا من هؤلاء " القمارجيّة " ، الذين يقفون اللّيالي ينتظرون نصيبهم من هذا " اليانصيب " ، قد نالوا سوى الشقا و التّعب .
    عندما حل موسم السّهرات واللّيالي الملاح ، زارتنا " الڨانيا " الغالية من أرض المدينة المجاورة . وعلى رأسها مالكها الشّرعي " مول الڨانيا " ؛ شيخ الشيوخ اسمه ( علي ) باختصار . لكن زملاؤه " القامارجية " ينادونه أحيانا " سي علي " ، وأحيانا " عمّي علي " ، وأحيانا أخرى " سيدي الشّيخ "، تملّقا وتزلّفا .
    أتحيّن الفرصة كي أراه وأتعرّف إليه ، و لم أره سوى في إحدى المناسبتين ؛
    في السّهرة حين يجلس بعيدا يتابع المشهد من إحدى زوايا المنصّة ، أو في النّهار وهو يتوضّأ للصّلاة .
    وفي أحد الأيّام ، حين دبّ اليأس في نفوس " القامارجية " و" السكارجية " ، وعلم بأمرهم " سي علي " أو" عمّي سيدي الشيخ " ، قام بجلب حسناوات، مائلات مميلات ، من قلب تلك المدينة الفاخرة . لتنشيط السّهرة تحت وهج أضواء " الڨانيا" الكاشفة .
    لست أدري كيف غبت عن السّهرة في تلك اللّيلة المبهرجة ؟
    لعلّي كنت في أحد المقاهي المجاورة كعادتي ، أفتّش بين الصّفوف وتحت الطّاولات عن بعض بقايا السّجائر .
    ( وفّقكم الله وشكر سعيكم وسدّد خطاكم )
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    السلام عليكم الأديب مصباح
    قرأتها سريعا وأظنها تأرجحت بين السيرة الذاتية والقصة. وكما تعلم تتميز السيرة بالتقريرية ويقابلها في القصة الخيال
    وتتميز بالواقعية والنقل بينما تتميز القصة بالتشويق وربط الأحداث أو التصوير الأدبي
    البداية أقرب للسيرة الذاتية وبالطبع تخللتها الحكائية لكن غابت النهاية عن القصة
    لعلني لولا الخبر الحزين كنت كتبت أكثر.. ولكن يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
    تحياتي وتقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة أميمة محمد; الساعة 17-06-2019, 16:22.

    تعليق

    • مصباح فوزي رشيد
      يكتب
      • 08-06-2015
      • 1272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم الأديب مصباح
      قرأتها سريعا وأظنها تأرجحت بين السيرة الذاتية والقصة. وكما تعلم تتميز السيرة بالتقريرية ويقابلها في القصة الخيال
      وتتميز بالواقعية والنقل بينما تتميز القصة بالتشويق وربط الأحداث أو التصوير الأدبي
      البداية أقرب للسيرة الذاتية وبالطبع تخللتها الحكائية لكن غابت النهاية عن القصة
      لعلني لولا الخبر الحزين كنت كتبت أكثر.. ولكن يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
      تحياتي وتقديري
      أعظم الله أجرنا وأجركم
      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

      تعليق

      • سعد الأوراسي
        عضو الملتقى
        • 17-08-2014
        • 1753

        #4
        هي قصة تسجيلية تناسلت أحداثها من بيئة الكاتب
        وهذا النوع من القصص لا يهتم بالتقليد ، بقدر ما يرسم طريقته
        من الواقع وفكر الكاتب ..
        بالنسبة لسؤال الأخت تليق أم لا تليق ..
        هي تليق أن تكون نموذجا للنوع الذي ذكرت
        تحيتي للأحرار
        التعديل الأخير تم بواسطة سعد الأوراسي; الساعة 17-06-2019, 17:01.

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
          هي قصة تسجيلية تناسلت أحداثها من بيئة الكاتب
          وهذا النوع من القصص لا يهتم بالتقليد ، بقدر ما يرسم طريقته
          من الواقع وفكر الكاتب ..
          بالنسبة لسؤال الأخت تليق أم لا تليق ..
          هي تليق أن تكون نموذجا للنوع الذي ذكرت
          تحيتي للأحرار
          بوركت أستاذنا الأريب وشكر الله سعيكم
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          يعمل...
          X