من أين تبدأ المعركة الحقيقية ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    من أين تبدأ المعركة الحقيقية ؟

    **
    كلما تذكّرت مقولة ( موشي ديان ) الشهيرة : " إطمئنّوا فإن العرب لا يقرأون ، وإذا قرأوا لا يفهمون ، وإذا فهموا لايطبّقون " ، ازددت يقينا اننا لم نتجاوز محنتنا الأولى بعد ، وأن هناك طريقا لايزال طويلا.
    يقول المثل الفرنسي الشهير (( On est pas sorti de l’auberge )).
    في نهاية الثمانينيّات خرج الشعب الجزائري إلى الشارع يطالب بالتغيير ، فتم قمعه من طرف نظام تلقّى الإشارة من جهات معروفة تمارس الوصاية ليس على الجزائر وحسب ، بل وعلى بقية الشعوب العربية ، والتي تطمح في إرساء نظام ديمقراطي ، بقي حكرا على أمم دون غيرها .
    لا تزال هذه الشعوب العربية تحلم ، فلتحلم إذن . كما قال أحد القياديين في حزب جبهة التحرير الوطني ، الحزب الحاكم في الجزائر . ويا ليته كان بالفعل حاكما ، ففي الدول العربية والمتخلّفة عموما والتي تخضع لحكم الجنرالات تعتبر مثل هذه الأحزاب واجهة لا غير .
    الديمقراطية في العالم العربي تعني وصول الإسلاميين إلى سدّة الحكم ، وهذا ما لا يرضاه المرابون في العالم الذي يحلُّ لنفسه ما لا يحلُّ لغيره .
    الديمقراطية في العالم العربي تعني تحرّر الشعوب العربية من التبعيّة ومن قيود الجهل والتّخلف ، وهذا ما يخشاه النّظام العالمي ، القائم على استنزاف ثروات هذه الشّعوب .
    لا يزال النّظام العالمي ، هذا الذي ينادي به المرابون ، في طريقه لإعادة النّظر في معاهدة " سايكس بيكو " ، والحدود " الوهميّة " التي أُنشئت على ظهر الرّجل العثماني " المريض " ، ومرضه كان بسب العسكر ، أو الجيش الانكشاري كما كان يسمّى .
    إذ أن العسكر الذي لا تجربة لديه في السياسة ، ولا يليق بها أساسا ؛ لأن مهامه الأساسية التي يخوّلها له الدّستور تتمثّل في الدّفاع عن الوطن من أي اعتداء خارجي محتمل ، وهو في ذلك شبيه بجهاز المناعة لدى الإنسان ، والذي إذا طغى تسبّب له في معاناة كبيرة ، وللسياسة أيضا رجال متمكّنون. وإذا ما أنجرّ العسكر وراء الحكم استبدّ به ، فالعسكري لا يرضى بالتداول على الحكم.
    ونرى اليوم كيف يراهن النّظام العالمي الذي يقوده صهاينة المرابين في العالم على الأنظمة المستبدّة ، حياته من حياتها ، فهي معركة وجود . لذلك لا نطمح كثيرا في رؤية بزوغ الفجر ونحن نعيش في ظلام الجهل ونعاني من التخلّف .
    ولن تكفي هذه المسيرات التي بدأ بها الجزائريون في مطلع التسعينيّات و على أثرهم بقية الشعوب العربية التي خرجت تنادي بالديمقراطية لكنها عادت من حيث أتت ، ولم تنل مرادها رغم إصرارها الكبير .
    لن نال كرامة ولا حرية مادامت هناك تبعية لهؤلاء المرابين الأشرار الذين يحكمون العالم من خلال العملة الصّعبة واحتكارهم للبنوك. يستوجب علينا من الآن فصاعدا الأخذ باسباب العلوم والمعرفة، ومحاربة الجهل بأنواعه ، " المقدّس " مثلا ، واستغلال طاقاتنا البشرية ، وتحرير ثرواتنا التي في باطن الأرض ، والاكتفاء بما لدينا . من هنا تبدأ معركة الحريّة والكرامة الحقيقية .
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الكاتب الرصين مصباح فوزي رشيد، وهنيئا للملتقى بمواضيعك الهادفة
    استمتعت بالقراءة. في المقال قراءة فاحصة في الواقع ومتغيراته
    وهذه المواضيع تدفع القارئ للتأمل ومراجعة الصور في الذاكرة.. العشرية السوداء في الجزائر مثالا
    نقاط عديدة مهمة اخترت منها:
    "أن مهامه الأساسية التي يخوّلها له الدّستور تتمثّل في الدّفاع عن الوطن من أي اعتداء خارجي محتمل ، "
    نبهتني لفارق جوهري بين جيوش اليوم والأمس جيوش الماضي تحارب من أجل الدين وجيوش اليوم تحارب من أجل الوطن (حدود سايكس بيكو الوهمية)

    "محاربة الجهل بأنواعه"
    لا يتم إلا بعدم الإكتفاء بمناهجنا الممنهجة والبحث عن الحقيقة الحرة

    جزاك الله الخير.. مجددا استمتعت بالقراءة لك.

    تعليق

    • مصباح فوزي رشيد
      يكتب
      • 08-06-2015
      • 1272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الكاتب الرصين مصباح فوزي رشيد، وهنيئا للملتقى بمواضيعك الهادفة
      استمتعت بالقراءة. في المقال قراءة فاحصة في الواقع ومتغيراته
      وهذه المواضيع تدفع القارئ للتأمل ومراجعة الصور في الذاكرة.. العشرية السوداء في الجزائر مثالا
      نقاط عديدة مهمة اخترت منها:
      "أن مهامه الأساسية التي يخوّلها له الدّستور تتمثّل في الدّفاع عن الوطن من أي اعتداء خارجي محتمل ، "
      نبهتني لفارق جوهري بين جيوش اليوم والأمس جيوش الماضي تحارب من أجل الدين وجيوش اليوم تحارب من أجل الوطن (حدود سايكس بيكو الوهمية)

      "محاربة الجهل بأنواعه"
      لا يتم إلا بعدم الإكتفاء بمناهجنا الممنهجة والبحث عن الحقيقة الحرة

      جزاك الله الخير.. مجددا استمتعت بالقراءة لك.
      شكرا لك على هذا التفاعل . أسعدني مرورك الكريم أستاذتي المحترمة .
      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام، محمد عليه الصلاة والسلام، ثم أما بعد:

        يبدو لي، والله أعلم، أن القضية أكبر من مقال وإن كان مفصِّلا محلِّلا موضوعيا إلى أقصى درجة، وإن أول ما نبدأ به من التحليل والتعليل والتفسير لما حدث ويحدث للأمة إنما يكون مما بدأ الله به تماما كما قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، عند السعي بين الصفا والمروة: "نبدأ بما بدأ الله به"، وكذلك نحن، وليس لنا قدوة غير النبي، صلى الله عليه وسلم، نبدأ في التحليل والتعليل والتفسير مما بدأ الله تعالى به وهو:{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وإن مصيبة المسلمين في أنفسهم قبل أن تكون في غيرهم وإن كان لا يجوز لنا إغفال هذا الجانب في التحليل والتعليل؛ كما أن في الآية 115 من سورة التوبة:{
        وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ، إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فقد فعلت الأمة الخائبة كل ما نهاها الله تعالى أن فعله وتركت كل ما أمرها به لفعله، فكيف تنتصر وهي ظالمة ضالة مكذبة ومعاندة ومنافقة؟

        لا يجوز لا عقلا ولا نقلا ولا عملا ولا سياسة أن نلوم غيرنا على مَكْره بنا ونحن نمكر بأنفسنا ونغتالها؛ وما ينسب إلى العدو من أقوال إنما هو ما توصل إليه من معرفته بنا مع جهلنا بأنفسنا بل مع تجهيلنا لأنفسنا، فوالله الذي لا إله إلا هو لن نرفع بالإسلام رأسا حتى نتوب إلى الله تعالى من غينا وفسادنا وضلالنا وجهلنا ومن كل عوامل السوء الذي نتمرغ فيه تمرغ الحمير في التراب، والله المستعان.

        أما أحداث أكتوبر 1988 فلم تكن "ثورة شعبية" وإنما كانت تثويرا مخططا له ولا يكون التثوير إلى للشعوب "البقرية" التي تحب العلف وترضى بالتلف ما لم يكن في العلف فعندها تثور لما فيها من غريزة الثورة من أجل العلف، والعلف فقط؛ نسأل الله السلامة والعافية، والحديث قبل ذلك ذو جشون ولا أريد الاسترسال فيه لأسباب كثيرة منها المرارة الدفينة المزمنة الحاضرة على الدوام.
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
          الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام، محمد عليه الصلاة والسلام، ثم أما بعد:

          يبدو لي، والله أعلم، أن القضية أكبر من مقال وإن كان مفصِّلا محلِّلا موضوعيا إلى أقصى درجة، وإن أول ما نبدأ به من التحليل والتعليل والتفسير لما حدث ويحدث للأمة إنما يكون مما بدأ الله به تماما كما قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، عند السعي بين الصفا والمروة: "نبدأ بما بدأ الله به"، وكذلك نحن، وليس لنا قدوة غير النبي، صلى الله عليه وسلم، نبدأ في التحليل والتعليل والتفسير مما بدأ الله تعالى به وهو:{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وإن مصيبة المسلمين في أنفسهم قبل أن تكون في غيرهم وإن كان لا يجوز لنا إغفال هذا الجانب في التحليل والتعليل؛ كما أن في الآية 115 من سورة التوبة:{
          وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ، إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فقد فعلت الأمة الخائبة كل ما نهاها الله تعالى أن فعله وتركت كل ما أمرها به لفعله، فكيف تنتصر وهي ظالمة ضالة مكذبة ومعاندة ومنافقة؟

          لا يجوز لا عقلا ولا نقلا ولا عملا ولا سياسة أن نلوم غيرنا على مَكْره بنا ونحن نمكر بأنفسنا ونغتالها؛ وما ينسب إلى العدو من أقوال إنما هو ما توصل إليه من معرفته بنا مع جهلنا بأنفسنا بل مع تجهيلنا لأنفسنا، فوالله الذي لا إله إلا هو لن نرفع بالإسلام رأسا حتى نتوب إلى الله تعالى من غينا وفسادنا وضلالنا وجهلنا ومن كل عوامل السوء الذي نتمرغ فيه تمرغ الحمير في التراب، والله المستعان.

          أما أحداث أكتوبر 1988 فلم تكن "ثورة شعبية" وإنما كانت تثويرا مخططا له ولا يكون التثوير إلى للشعوب "البقرية" التي تحب العلف وترضى بالتلف ما لم يكن في العلف فعندها تثور لما فيها من غريزة الثورة من أجل العلف، والعلف فقط؛ نسأل الله السلامة والعافية، والحديث قبل ذلك ذو جشون ولا أريد الاسترسال فيه لأسباب كثيرة منها المرارة الدفينة المزمنة الحاضرة على الدوام.
          أشدّ على يديك ، وأثمّن فيك صلابة الرّأي والموقف والحجّة الجليّة الواضحة .
          جمعتكم طيّبة ومباركة شيخنا الفاضل وأبانا الكبير (حسين ليشوري
          ) .
          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 05-07-2019, 09:29.
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          يعمل...
          X