كنت أحسب أنني سأبقى مثل هذه الأشجار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالحليم الطيطي
    أديب وكاتب
    • 07-07-2015
    • 357

    كنت أحسب أنني سأبقى مثل هذه الأشجار

    **319**كنت أحسب أنني سأبقى مثل هذه الأشجار





    **،،دخل بين الناس ، - يحملون نعشا ويمشون معه -،،وهو صغير لا يعرف لماذا يمشون وما هذا الذي في الصندوق ،،! وظلّ معهم حتى وصلوا تلك القبور ،،ووضعوا الصندوق جانبا وصاروا يحفرون في الأرض ،،وحين صارت الحفرة عميقة ،،كشفوا وجهها ،،ووضعوها في الحفرة ،،وهالوا عليها التراب ،،!
    .،،ينظر وهو ذاهل ،،إنّها بنت جيراننا ، وها هم يضعونها في التراب ،،!،واجتاحته الحيرة وعاصفة من الأسئلة ،،قال - ولم يكن بجانبه أحد - :لماذا يضعونها في التراب ،،وأجابه شخص - لا يعرف من أين جاء ولا يعرفه -: قال: ألم تسمع بالموت،،! قال: لا ،،ما الموت ! ،،قال: بعد سنوات تعيشها على الأرض تموت ،،! قال: فلماذا أعيش وأنا سأموت ! ،،قال: هو هكذا ،،أنت تعيش سنوات فقط ،،جسمك يموت كما تموت الأشجار ،،،قال: أنا لاأريد حياة تموت ! ،،قال : إنّك ستعيشها رغما عنك ،،!.
    ،،قال: حتى هذه الساعة كنت أحسب أنني سأبقى مثل هذه الأشجار والسماء والنجوم والقمر الذي يمرّ علينا كلّ ليلة ،،!،وعرفتُ اليوم ،،أنني غريب عن هذه الحياة وكلّها ستبقى إلاّ أنا ،،وأنّني أمُرُّ عن كلّ منظر فيها مَرَّة واحدة فقط ،،ولا أعود ،،وعرفتُ أنّ الأحياء نصيبهم واحد ،،فقراء وأغنياء ،،هو ما يأكلون ويشربون ،،ماداموا يموتون ....!! ،،وإذا قال أحدهم : أنا مجيد ،،! ،،،قل له :،،من أيّ يوم يبدأ مجدك ،،وفي أيّ يوم ينتهي ،،،! فهذه الحياة ،،كلّ من فيها يموت ،،!.ذهب ذلك الشخص ،،! ومشى هو في الطريق التي تملؤها الرياح وهو يفكّر بالموت ،،رأى قِطّا ميّتا ،،! نزَل عليه ينظر إليه بدقّة ،، وإذا بالديدان تملأ تجويف رأسه ،،! قام ونظَرَ إلى السماء يريد أن يصرخ من شدّة الألم ،،،! وهو يقول لنفسه : كلّ هذا سيحدث لي ،،! فهؤلاء الذين يسكنون في بيوتهم الجميلة ويركبون السيارات ،،سيملأ وجوههم الدود،،! كيف يفرحون بأيّ شيء عندهم وهم سيصيرون هكذا ،،!.،،ومشى وقال: ولكن لماذا كلّ هذا ،، أعطيك شيئا ثم آخذه منك ! ،،فأجابه ذلك الشخص ،ولا يعرف من أين جاء : أنت هنا لتعمل لا لتحيا ،،،وتذهب يوم الموت مثل فاطمة لتحيا ولا تعمل ،،،...وكيف أعيش وأنا قلِقٌ سأذهب إلى تلك الحفرة في أيَة لحظة قادمة ،،يجب أن أسأل عن الموت ،،أكثر من سؤالي عن الحياة ،،وأعرف ماهو كما نعرف ماهي الحياة ،،.ومشى ذلك الطفل وقد عرَفَ كلّ الحكمة ،،بأسئلة نفسه الصادقة ،،وهو يتعجّب من كلّ ذلك العِلْم الذي جمعه من تلك الأسئلة ،،ويتعجّب من إنسان يعيش بلا أسئلة ،،والأعجب من ذلك : أن لا تعرف اجابة الأسئلة ...... عندها يعمّ الظلام هذا العالَم !،،لأنّ العالَم هذا موجود في عقل الإنسان ،، يفتح غرَفَه الكثيرة كلّ يوم بسؤال وإجابة ،،،،!.ومضى وهو يقول في نفسه : فمتى يوم الموت ! قال ذلك الشخص :،، - ولا يدري كيف حضر - : لو نعرف يوم موتنا نستقلّ العمر ،، ومهما كان طويلا سيبدو لنا يوما ،،،ولن تقبل أن تعيش يوما ،،لأنّه لا يستحقّ ان تعمل فيه بشيء ،،،!.ولا يعينُنا على العمل في الدنيا إلاّ الوهم ...والموت يستحقّ عملك مثل الحياة ،، لأنّه بوابة خلودك....





    الكاتب /


    عبدالحليم الطيطي ،،
    عضواتحادالكتاب والأدباءالأردنيين والتجمع العربي للأدب./الأردن
    ..مدونتي https://www.blogger.com/blog/posts/6277957284888514056
  • أحمد على
    السهم المصري
    • 07-10-2011
    • 2980

    #2
    السلام عليكم
    اعجبتني فلسفة النص كثيرا ..
    الموت يفتح الطريق لحياة أخرى بأبعاد أخرى ..
    تحياتي لك أ. عبد الحليم

    تعليق

    • عبدالحليم الطيطي
      أديب وكاتب
      • 07-07-2015
      • 357

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم
      اعجبتني فلسفة النص كثيرا ..
      الموت يفتح الطريق لحياة أخرى بأبعاد أخرى ..
      تحياتي لك أ. عبد الحليم
      ولك الف تحية والف سلام ،،،،
      عضواتحادالكتاب والأدباءالأردنيين والتجمع العربي للأدب./الأردن
      ..مدونتي https://www.blogger.com/blog/posts/6277957284888514056

      تعليق

      • سامي جميل
        أديب وفنان
        • 11-09-2010
        • 424

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        ^^*^^*^^

        خالجني، بل تملكني شعور خلال قراءتي لسرد هذا النص ...
        شعور الخوف ...
        ـ وأظن القاص قد رمى بسهم خاطرته هذه المنصة ـ

        فبرغم أنني قد اعتدت أن أحاول في نفسي رسم ملامح على وجه مخاوفي
        ألا أنه قد برزت لي أنياب فاه المجهول
        تزبد بلعاب الجهل في عمق ظلام الخوف هنا
        تبتلعني في جوفها كعصاة موسى
        وتسجد الحيلة

        كيف قُذِفت في ظلام من ظلام
        مذ أن إلتقم حاملي لقيمة جسدي من قوت هذه الأرض
        حتى تلتقمني في جوفها هي الأخرى
        كرّةً أخرى

        يالحسرة قبض البقاء
        يا لأسطورة الخلود الناخرة في وسادة روحي
        عيناي تبتهل الضياء في غمرة الجهل
        والموت يم عبور لا يحمل قوارب منخورة
        وأنا
        قد كنت اعتدت أن أحاول رسم ملامح لمخاوفي
        هلا تبرز لوحة مِشكاة فيها مصباح
        يضيء بزيت تلك الشجرة
        فينير الكوكب الدري لوحة الخلود هذه المرة

        ^^*^^*^^

        أخي الكريم الأستاذ/ عبدالحليم الطيطي الموقر،،،

        السلام عليك ورحمته وبركاته
        طبت وطابت جميع أوقاتك بكل خير

        الصدر مشكاة
        والقلب زجاجة مصباحه مضغة
        ومسرى الدم زيت شجرة
        سقياها عمل
        فمن حيث تستقي تدنو أو ترتقي
        وللخلود موعداً لن نُخلَفه

        ^^*^^*^^

        أشكر لك هذه المغامرة الفكرية
        التي واجهت فيها تلك التساؤلات القابعة في كل نبض
        وكل انتباهة لصليل الساعة بأسلوب قصصي مرعب وجميل

        تقبل مروري المتطفل أخي الكريم

        كما وتقبل خالص التحية،،،


        بداخلي متناقضين
        أحدهما دوماً يكسب
        والآخر
        أبداً لا يخسر …

        تعليق

        • عبدالحليم الطيطي
          أديب وكاتب
          • 07-07-2015
          • 357

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سامي جميل مشاهدة المشاركة
          بسم الله الرحمن الرحيم

          ^^*^^*^^

          خالجني، بل تملكني شعور خلال قراءتي لسرد هذا النص ...
          شعور الخوف ...
          ـ وأظن القاص قد رمى بسهم خاطرته هذه المنصة ـ

          فبرغم أنني قد اعتدت أن أحاول في نفسي رسم ملامح على وجه مخاوفي
          ألا أنه قد برزت لي أنياب فاه المجهول
          تزبد بلعاب الجهل في عمق ظلام الخوف هنا
          تبتلعني في جوفها كعصاة موسى
          وتسجد الحيلة

          كيف قُذِفت في ظلام من ظلام
          مذ أن إلتقم حاملي لقيمة جسدي من قوت هذه الأرض
          حتى تلتقمني في جوفها هي الأخرى
          كرّةً أخرى

          يالحسرة قبض البقاء
          يا لأسطورة الخلود الناخرة في وسادة روحي
          عيناي تبتهل الضياء في غمرة الجهل
          والموت يم عبور لا يحمل قوارب منخورة
          وأنا
          قد كنت اعتدت أن أحاول رسم ملامح لمخاوفي
          هلا تبرز لوحة مِشكاة فيها مصباح
          يضيء بزيت تلك الشجرة
          فينير الكوكب الدري لوحة الخلود هذه المرة

          ^^*^^*^^

          أخي الكريم الأستاذ/ عبدالحليم الطيطي الموقر،،،

          السلام عليك ورحمته وبركاته
          طبت وطابت جميع أوقاتك بكل خير

          الصدر مشكاة
          والقلب زجاجة مصباحه مضغة
          ومسرى الدم زيت شجرة
          سقياها عمل
          فمن حيث تستقي تدنو أو ترتقي
          وللخلود موعداً لن نُخلَفه

          ^^*^^*^^

          أشكر لك هذه المغامرة الفكرية
          التي واجهت فيها تلك التساؤلات القابعة في كل نبض
          وكل انتباهة لصليل الساعة بأسلوب قصصي مرعب وجميل

          تقبل مروري المتطفل أخي الكريم

          كما وتقبل خالص التحية،،،






          هلا تبرز لوحة مِشكاة فيها مصباح
          يضيء بزيت تلك الشجرة
          فينير الكوكب الدري لوحة الخلود هذه المرة".........................سيكون الخلود ،،- من يعرف الله ،،يتَصل بالخلود ،،،وأشكر لقاءك وكتابتك الجميلة كلّها وثناءك وشرحك العميق المضيء وألف سلام اليك
          عضواتحادالكتاب والأدباءالأردنيين والتجمع العربي للأدب./الأردن
          ..مدونتي https://www.blogger.com/blog/posts/6277957284888514056

          تعليق

          • عبدالحليم الطيطي
            أديب وكاتب
            • 07-07-2015
            • 357

            #6

            ،،وعقل السوق ضالٌّ ،،لأنّه صوت شهواتنا وصخب تنافسنا ،،،وفي زحام الناس لا نُحسن التفكير ،،!!…
            .
            فقلتُ لأهل المعرفة : انتم السادة ، بكم عَرَف الناس الحقّ ،،وأحبّوا العدل كما أحببتموه ،،!،،لولاكم ما قلّم الإنسان مخالبه،،!!،، أحبّكم الله ورحمكم
            .
            .
            .
            .
            .
            .



            عضواتحادالكتاب والأدباءالأردنيين والتجمع العربي للأدب./الأردن
            ..مدونتي https://www.blogger.com/blog/posts/6277957284888514056

            تعليق

            يعمل...
            X