قفز النوم من عينيه هاربا وتركه يقظان، عيناه مفتوحتان يراقب الليل وينتظر الصبح وما زال الوقت باكرا
لم يتجاوز منتصف الليل إلا بقليل.
تقلب على جنبيه قبل أن يلفظه الفراش الذي بدا يقض جنبيه فراح يتجول في الغرفة.
في الجانب الآخر أو الجهة الأخرى من الأرض بنّاء يحمل حجراً، صعد به، تتعامد الشمس على رأسه، يقطر العرق من جبينه.. اللحظة التي يجن فيها الليل أملا غير قريب المنال.
الليل سيزحف ببطء كحلزون يحمل بيته على ظهره، دون أن يمل طول الطريق.
لو يطل الصباح! يقض جدران العزلة عن العالم. ويتكلم الصمت فينطق كل شيء فيقول له صباح الخير.. تحدثه أبواق السيارات تقول له: نهار جميل يا سيدي، وجاره العجوز يومئ محييا ، أما بواب العمارة لم يعد يقول له: صباح الخير هلت الأنوار. غادر المكان والزمان بعد وعكة مفاجئة.. صار مكانه خاليا بلا أثر حتى إن سكان العمارة لم يجلبوا بوابا آخر.
صمت يقطعه تراشقه مع عقله بالكلمات والأفكار
كحجارة تؤلمه أصابته الأفكار حجرا حجرا. تحول الوقت لدبيب نمل يمشي أسرع ويركن في جحر صغير.
الحجر ثقيل.. ضغط بقوة على ركبتيه، يشد أعصابه، يشعر بانقباض في معدته يستنفد المزيد من قوته في طريقه للأعلى، أعلى، أعلى.. يصل الطابق الأخير فيهبط بالحجر
ينزل خفيفا متخلصا من حمله كطائر أفلت حالا من معركة مع نسر كاد أن ينقض عليه
تسارعت ضربات قلبه فكاد أن يسمعها بوم بوم
تحولت دقات قلبه لدوي مريب
طرد القلق من أفكاره
مضي يلتقط حجرا يصعد به فيهبط متخففا من أحماله
الليل لا يتحرك مشلول، تماما كتفكيره الذي تنامت سرعة القلق والأرق فيه لتنبت شتائل شائكة من أشواك عجزت عن الحراك قيد أنملة عن الأفكار المتشائمة التي زادت من حلكة الليل
كيس الأسمنت متصلب مستعد ليكون أكثر صلابة في أقرب وقت ليتحجر ويقف يعاند الأيام والريح والزلزال والمعول
وظهره يتقوس يعاود الكره وينحني طوعا
الشمس تضحك من مكابدته، ترسل سياطا من لهب يشعر بلسعتها مرة بعد أخرى. متى تغربين عن وجهي؟ كان يعرف أن الأفق سيلتهمها في جزء النهار الأخير
..أجل سيلتهمك الليل في المطاف الأخير.. قالها حانقا
النجوم تتلألأ في سقف السماء كجواهر نادرة في جيد أميرة حسناء، تشكر الشمس لأنها تركت لها فرصة للظهور!
لكن الرجل الذي يقطع الغرفة ذهابا وإيابا ظل متأففا يسأل: ما فائدة أن يعدّ النجوم؟
الليل، الليل طويل. سيطلع النهار فيتنفس الضجيج قريبا، ويخترق الضوء النافذة. أخذ يلمع حذائه ويكوي ملابسه باهتمام
كأن الصبح قريب
يضغط الرجل على الدرج خطوة خطوة، يثقل كيس الأسمنت ظهرة فيتقوس ظهره يعاند تعبه فلن يستسلم ويسقط
وحدها قطرات العرق تساقطت لتلسع بملوحتها خرسانة الدرج الساخن
أخيرا.. تثاءبت الشمس فقد احترقت بما يكفي وتريد الآن النوم قريرة العين
سقط الرجل في زاوية الظل وقد اتكأت الشمس غصبا وابتسم وهو ينظر إليها تنحدر وتقترب من مخدعها
استمر عمله إلى أول الليل تلقف الأوراق النقدية التي قذفها الرجل له وشعر بأنه حصل على كنز كبير.. بددالإنهاك الذي كان يبدو عليه.. قد يجمع ثروة قبل انتهاء بناء العمارة! طار نحو عشه يغتسل ويسهر مع أصدقائه ويسقط أخيرا من فرط الأعياء والتعب في نوم عميق
نهض بعينين حمراوين لم يقترب النوم من جفنيهما ورقصت عصافير السهاد قربهما في كل مكان . ارتدى قميصه وبنطلونه وسترته لم يقابل بواب العمارة ولم يقل له صباح الخير
مسرور بضوء الصباح ونسماته الدافئة.. سيارات مارة تتوهج مصابيحها تقول صباح الخير.. كان سعيدا بالضجيج الذي بدأ يدب في الشارع كاف ليسكت كل أزيز في رأسه.. حياه عامل النظافة: صباح الخير سيادة المدير..مبكر كعادتك سيدي.
ابتسم الجميع.. تذكر الليل الذي تجهم له دون أن ينبس بكلمة
فرح وهو يقرأ الكلمات على الورق وجدها كعروس حسناء تغازل أفكاره. ترك الورق جانبا ودون أن يدري استسلم للنعاس الشديد ووضع رأسه على المكتب ونام.
لم يتجاوز منتصف الليل إلا بقليل.
تقلب على جنبيه قبل أن يلفظه الفراش الذي بدا يقض جنبيه فراح يتجول في الغرفة.
في الجانب الآخر أو الجهة الأخرى من الأرض بنّاء يحمل حجراً، صعد به، تتعامد الشمس على رأسه، يقطر العرق من جبينه.. اللحظة التي يجن فيها الليل أملا غير قريب المنال.
الليل سيزحف ببطء كحلزون يحمل بيته على ظهره، دون أن يمل طول الطريق.
لو يطل الصباح! يقض جدران العزلة عن العالم. ويتكلم الصمت فينطق كل شيء فيقول له صباح الخير.. تحدثه أبواق السيارات تقول له: نهار جميل يا سيدي، وجاره العجوز يومئ محييا ، أما بواب العمارة لم يعد يقول له: صباح الخير هلت الأنوار. غادر المكان والزمان بعد وعكة مفاجئة.. صار مكانه خاليا بلا أثر حتى إن سكان العمارة لم يجلبوا بوابا آخر.
صمت يقطعه تراشقه مع عقله بالكلمات والأفكار
كحجارة تؤلمه أصابته الأفكار حجرا حجرا. تحول الوقت لدبيب نمل يمشي أسرع ويركن في جحر صغير.
الحجر ثقيل.. ضغط بقوة على ركبتيه، يشد أعصابه، يشعر بانقباض في معدته يستنفد المزيد من قوته في طريقه للأعلى، أعلى، أعلى.. يصل الطابق الأخير فيهبط بالحجر
ينزل خفيفا متخلصا من حمله كطائر أفلت حالا من معركة مع نسر كاد أن ينقض عليه
تسارعت ضربات قلبه فكاد أن يسمعها بوم بوم
تحولت دقات قلبه لدوي مريب
طرد القلق من أفكاره
مضي يلتقط حجرا يصعد به فيهبط متخففا من أحماله
الليل لا يتحرك مشلول، تماما كتفكيره الذي تنامت سرعة القلق والأرق فيه لتنبت شتائل شائكة من أشواك عجزت عن الحراك قيد أنملة عن الأفكار المتشائمة التي زادت من حلكة الليل
كيس الأسمنت متصلب مستعد ليكون أكثر صلابة في أقرب وقت ليتحجر ويقف يعاند الأيام والريح والزلزال والمعول
وظهره يتقوس يعاود الكره وينحني طوعا
الشمس تضحك من مكابدته، ترسل سياطا من لهب يشعر بلسعتها مرة بعد أخرى. متى تغربين عن وجهي؟ كان يعرف أن الأفق سيلتهمها في جزء النهار الأخير
..أجل سيلتهمك الليل في المطاف الأخير.. قالها حانقا
النجوم تتلألأ في سقف السماء كجواهر نادرة في جيد أميرة حسناء، تشكر الشمس لأنها تركت لها فرصة للظهور!
لكن الرجل الذي يقطع الغرفة ذهابا وإيابا ظل متأففا يسأل: ما فائدة أن يعدّ النجوم؟
الليل، الليل طويل. سيطلع النهار فيتنفس الضجيج قريبا، ويخترق الضوء النافذة. أخذ يلمع حذائه ويكوي ملابسه باهتمام
كأن الصبح قريب
يضغط الرجل على الدرج خطوة خطوة، يثقل كيس الأسمنت ظهرة فيتقوس ظهره يعاند تعبه فلن يستسلم ويسقط
وحدها قطرات العرق تساقطت لتلسع بملوحتها خرسانة الدرج الساخن
أخيرا.. تثاءبت الشمس فقد احترقت بما يكفي وتريد الآن النوم قريرة العين
سقط الرجل في زاوية الظل وقد اتكأت الشمس غصبا وابتسم وهو ينظر إليها تنحدر وتقترب من مخدعها
استمر عمله إلى أول الليل تلقف الأوراق النقدية التي قذفها الرجل له وشعر بأنه حصل على كنز كبير.. بددالإنهاك الذي كان يبدو عليه.. قد يجمع ثروة قبل انتهاء بناء العمارة! طار نحو عشه يغتسل ويسهر مع أصدقائه ويسقط أخيرا من فرط الأعياء والتعب في نوم عميق
نهض بعينين حمراوين لم يقترب النوم من جفنيهما ورقصت عصافير السهاد قربهما في كل مكان . ارتدى قميصه وبنطلونه وسترته لم يقابل بواب العمارة ولم يقل له صباح الخير
مسرور بضوء الصباح ونسماته الدافئة.. سيارات مارة تتوهج مصابيحها تقول صباح الخير.. كان سعيدا بالضجيج الذي بدأ يدب في الشارع كاف ليسكت كل أزيز في رأسه.. حياه عامل النظافة: صباح الخير سيادة المدير..مبكر كعادتك سيدي.
ابتسم الجميع.. تذكر الليل الذي تجهم له دون أن ينبس بكلمة
فرح وهو يقرأ الكلمات على الورق وجدها كعروس حسناء تغازل أفكاره. ترك الورق جانبا ودون أن يدري استسلم للنعاس الشديد ووضع رأسه على المكتب ونام.
تعليق