نينا والذّئاب البشريّة ( 5 )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    نينا والذّئاب البشريّة ( 5 )

    أنا الآن بين أمرين أحلاهما مر ؛ إمّا أن أتشجّع وانسحب من المشهد الأخير قبل فوات الأوان ، وأنجو بنفسي ، وتتحمّل هي كل الآثار النفسيّة المترتّبة عن هذا الانسحاب . أو أكمل مشواري معها وما تبقّى لي منه . قصّة غريبة ؛ بطلتها بنت ضائعة ترتجي قلبا يحضُنَها . و ما من قلبين في جوف واحد - أو كما جاء في الحديث - . عندها يتحتّم عليّ تقبّل كل الآثار الوخيمة التي قد تنجم عن الانجرار وراء لعبة العاشقين " المشبوهة " ، هذه التي ستفقدني ثقة الزوجة والأبناء وتبعدني عنهم . وما ذنب الزّوجة المغبونة والأبناء الأبرياء في كل ما يحصل و يتعرّض له الآباء ؟.أصبحت أرى نفسي عبارة عن مهرّج أو دمية " قرقوز " ، تعبث بمصيرها ( نينا ) ومن معها خلف السِّتار . لست مغفّلا إلى هذا الحد ، ولن أقبل بالدّور الذي يريدونه لي . خرجنا نتفسّح ، عروسان في شوارع المدينة ، لا يخصّنا سوى فرقة موسيقيّة تتبعنا ، ونحن نرقص على إيقاع إحدى أجمل أغانيها ، وجلسنا جنب نافورة ، " نافورة العشّاق ( تريفي ) في روما " ، فقامت تردّد بعض ما تحفظه من أغاني بكل اللّغات ، الشرقية والغربية وحـتّى الهندية ، ممّا كانت تردّده كل ليلة حين تحلم بفارس أحلامها قد جاءها ليخلّصها من عذاب كانت فيه ، " نينا يا نينا .. حبّيناكِ حبّينا " ، ثم فجأة في الطريق ، توقّف شخص غريب بعربيّة نظيفة ، فتمسّكتْ بي : " أرجوك لا تنظر إليه " . لكن صاحب العربية ألحّ في طلبها ولم يغادر مكانه . لم تجد ( نينا ) بدّا من الذهاب إليه ، ودار حوار طويل بينهما وبقيتُ أنا " ملاكها الحارس " أراقب المشهد من بعيد وأردّد الصلاة تلو الصّلاة خشية أن يصيبها مكروه . اِطْمَأَنْتُ أن ليس هناك ما يبعث على الخوف والقلق ، حين رأيت الشّخص الغريب كالطفل الوديع يسلّمها قصاصة أخرجها من جيبه ، فدسّتها البنت في حقيبة يدها محاولة إخفائها عنّي . عادت متفائلة من بعد خوف استفزّها ، كأن لم يكن هناك شيء يحملها على الفزع ؛ " ما قصّتكِ مع كل هذه القصاصات يا بنت الحلال ( نينا ) ؟اا " - قلتها في نفسي ولم أبدها لها . لم تعد ( نينا ) بتلك البراءة كما كنت أتصوّرها ، بعدما حاولت إيهامي بقصص اختلقتها لتبعد عن نفسها كل التّهم .يبدو أن البنت تعمل على استدراجي إلى مربّع النّهاية الخطير لتحقّق ماتصبو إليه وتفوز في الأخير ، ولا يهمّها إن وقعتُ ، أنا السّاذج والفريسة السّهلة ، في شباك ألاعيبها، وهذا ما كنت أخافه وأحذر منه . راحت تغريني بجملة من الوعود ؛ أنّها خيّاطة ماهرة وتتقن فن التطريز والحياكة وتعدني بفتح صالون بيع مربح لأنواع " قنادر " القفطان والقطيفة الغاليّة ... قاطعتها " متهكّما " : " متى هذا يا نينا ؟ " . ردّت بسرعة بديهة خارقة :" بعد عودتنا من شهر عسل نكون قد قضيناه في تونس ". إذن هذا هو مرادُكِ منذ البداية يا " لَلاَّ " ؛ لا يعنيكِ سوى البحث عن سعادتِكِ وفرحتِكِ ، حتى ولو كان ذلك على حساب بؤس وشقاوة أسرة بكاملها . " ربِحْتَ وترِبتْ يداك يا سي رشيد " - هههه - وماذا بعدها ؟ وما رأيكم أنتم أيّها السّادة ؛ أستمرُّ في لعب دور الكومبارس . أو أكتفي بنفسي ، فلا يهمّني قربها ولا يؤلمني بعدها ؟ شخصيّا لم أعد أعرف شيئا . غير أن الدنيا ممتلئة بالكذب والنّفاق - كما قال أحدهم -

    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 05-08-2019, 11:40.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    لديك نفس روائية رائع
    اتمنى أن نقرأ لكم روايات مستقبلا
    اسعدتم صباحا
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • مصباح فوزي رشيد
      يكتب
      • 08-06-2015
      • 1272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
      لديك نفس روائية رائع
      اتمنى أن نقرأ لكم روايات مستقبلا
      اسعدتم صباحا
      بُورِكَ فيكِ كما بُورِكَ في الزَّيْتِ. أَكْلٌ. و دَهْنٌ. و ضِيَّاءٌ في الْبَيْتِ.
      تسلمي يا غالية يابنت بلاد الحرمين الشّريفين .
      التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 06-08-2019, 10:02.
      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

      تعليق

      يعمل...
      X