دارت الايام ، وانشغلتُ عنها ببعض من الواجبات و المهام على كثرتها ، و ذات صباح خطر ببالي الاتّصال بأحد المعارف ، وكان ، هذا الشّخص القريب من عائلة ( نينا ) ، قد ذكّرني ذات مرّة باسمها واسم والدها . و أفشى لي ببعض من أسرار العائلة .وكذلك الخلافات التي بين الأب ، الإطار الكبير ، و زوجته " الخائنة " ، حسب قوله ...وكُلّ الذي قاله لي وسمعته منه يوافق تماما ما كانت تُسِرُّه لي ( نينا ) ؛ أمّها " الكريمة" تزوجت أباها " اللّئيم " ، لكثرة جاههِ ومالهِ ، وتعني به زواج مصلحة .لذلك لم تستقم حياة البنت ولم تعرف عيشة هنيّة في ظلّ الخلافات الكبيرة التي غذّاها الفرق الواضح في المستوى والأخلاق .
حين تَفْسُدَ العلاقة بين الزّوحين " لا تبكي ع اللّي راح ولكن ابكي ع اللي جاي " كما ورد في المثل .للّذين يرون في الزّواج مجرّد نزوة عابرة ، أُحدّثكم عن نفسي وعن ( نينا ) وعن مأساة العشرات بل الالاف من أمثالي وأمثال البنت ، ممّن فسُدتْ معيشتهم بسبب فساد العلاقة التي بين أبويهم .وقد كانت تُباع المرأة فيما مضى، كما تُباع الشاة . فلا يعرف العريس ماذا اشترى ولا تعرف الأنثى ماذا جرى . وترتّب عن هذه " المقايضة " بالآمال والأماني ، سوء التقدير ، ونشبت خلافات بين الآباء والأمّهات ولأتفه الأسباب ، والضّحيّة دائما هي الأنثى ، لضعفها . وعصفتْ رياح المواسم العصيبة ببيت الزّوجيّة فخرّ بمن فيه ، من أبناء أبرياء تحمّلوا عبء المشاكل وقسوة الحياة . وكما يقول المثل الشّهير عندنا :" الصُّلاّح تتصارع والسّخط يسقط على البرواق ". والمقصود بالصُلاّح هنا الثّيران المتصارعة ، وبنبات البرواق الهش الأبناء الأبرياء وهم في حالة ضعف . وانظروا إلى تلكم الثّيران حين تتصارع ، ماذا تخلّف وراءها اا؟. فهل عرفتم الآن أيّها السّادة الكرام معنى الارتباط الفاسد بين الأبوين ، ومدى خطورته على مستقبل الأبناء؟. لكن كثير منا - سامحهم الله - لا يرون في هذا الارتباط سوى الجانب الغريزي المحض .ونريد أن نتكلّم بعد ذلك عن " قوام الأمّة واستقامة الأجيال " في ظلّ مفاهيم خاطئة عن طبيعة القِران ااا؟.
فتحتُ الأجندة ، كل الأرقام فيها متشابهة عدا الذي أشرتُ إليه بالحرف اللاّتيني " آن "، وأعني به ( نينا ) باختصار . وضعت اصبعي بشكل أفقي على أوّل رقم ثم أدرته إلى اليمين ، ورحت أكرّر نفس العملية مع بقيّة الأرقام . رفعت السمّاعة ، وهتفتُ بلا تردّد : " آلو .. نينا ؟ " . لكن دون جدوى . لترُدَّ عليّ الكاسيت :
" آسف .الرّقم الذي طلبتموه لم يعد في الخدمة " .
وفي أحد الأيّام التقيت بذات الشخص الذي حدّثتكم عنه آنفا ، وكان يستغلّ درجة القرابة التي بينه وبين أسرة ( نينا) المشتّتة ، ليفشي لي ببعض من أسرارها .سألته عنها ، بلهفة المتشوّق المحتار : " ما أخبار البنت ؟ " ، ليخبرني بأنّها انحرفت عن جادّة الصّواب وسقطت في الرّذيلة .
لم أعرف عنكِ أيّتها الحسناء الجميلة سوى أنّكِ صاحبة مشاعر ، وروحكِ الطّاهرة التي ظلّت ترفرف في واجدانكِ المكسور، وحبّكِ للآخرين رغم خبثهم الشّنيع ، وشغفكِ الكبير بالحياة رغم كل المآسي والصّعاب . كم من " نينا " وكم من فتاة بريئة في هذه الدّنيا اللّعينة ، سقطت فريسة سهلة في شباك الذّئاب البشريّة ، تغرز مخالبها في لحومها الهشّة و تنهشها بأنيابها المقزّزة وتهرق شرفها وكرامتها ، ولا ترحم ؟
كم يلزم من الوقت لكي نعيد الاعتبار للأنثى ، الإنسانة المسكينة ، بأنها ليست فقط مجرّد نزوة عابرة ؟
قتلوا ( نينا ) ، وجرّدوها من مشاعرها النّبيلة ، وحوّلوها إلى دمية جنسيّة .
لهف نفسي على ( نينا ) .
كيف حتّى أسقطوكِ في مستنقع الرّذيلة ؟اا
حين تَفْسُدَ العلاقة بين الزّوحين " لا تبكي ع اللّي راح ولكن ابكي ع اللي جاي " كما ورد في المثل .للّذين يرون في الزّواج مجرّد نزوة عابرة ، أُحدّثكم عن نفسي وعن ( نينا ) وعن مأساة العشرات بل الالاف من أمثالي وأمثال البنت ، ممّن فسُدتْ معيشتهم بسبب فساد العلاقة التي بين أبويهم .وقد كانت تُباع المرأة فيما مضى، كما تُباع الشاة . فلا يعرف العريس ماذا اشترى ولا تعرف الأنثى ماذا جرى . وترتّب عن هذه " المقايضة " بالآمال والأماني ، سوء التقدير ، ونشبت خلافات بين الآباء والأمّهات ولأتفه الأسباب ، والضّحيّة دائما هي الأنثى ، لضعفها . وعصفتْ رياح المواسم العصيبة ببيت الزّوجيّة فخرّ بمن فيه ، من أبناء أبرياء تحمّلوا عبء المشاكل وقسوة الحياة . وكما يقول المثل الشّهير عندنا :" الصُّلاّح تتصارع والسّخط يسقط على البرواق ". والمقصود بالصُلاّح هنا الثّيران المتصارعة ، وبنبات البرواق الهش الأبناء الأبرياء وهم في حالة ضعف . وانظروا إلى تلكم الثّيران حين تتصارع ، ماذا تخلّف وراءها اا؟. فهل عرفتم الآن أيّها السّادة الكرام معنى الارتباط الفاسد بين الأبوين ، ومدى خطورته على مستقبل الأبناء؟. لكن كثير منا - سامحهم الله - لا يرون في هذا الارتباط سوى الجانب الغريزي المحض .ونريد أن نتكلّم بعد ذلك عن " قوام الأمّة واستقامة الأجيال " في ظلّ مفاهيم خاطئة عن طبيعة القِران ااا؟.
فتحتُ الأجندة ، كل الأرقام فيها متشابهة عدا الذي أشرتُ إليه بالحرف اللاّتيني " آن "، وأعني به ( نينا ) باختصار . وضعت اصبعي بشكل أفقي على أوّل رقم ثم أدرته إلى اليمين ، ورحت أكرّر نفس العملية مع بقيّة الأرقام . رفعت السمّاعة ، وهتفتُ بلا تردّد : " آلو .. نينا ؟ " . لكن دون جدوى . لترُدَّ عليّ الكاسيت :
" آسف .الرّقم الذي طلبتموه لم يعد في الخدمة " .
وفي أحد الأيّام التقيت بذات الشخص الذي حدّثتكم عنه آنفا ، وكان يستغلّ درجة القرابة التي بينه وبين أسرة ( نينا) المشتّتة ، ليفشي لي ببعض من أسرارها .سألته عنها ، بلهفة المتشوّق المحتار : " ما أخبار البنت ؟ " ، ليخبرني بأنّها انحرفت عن جادّة الصّواب وسقطت في الرّذيلة .
لم أعرف عنكِ أيّتها الحسناء الجميلة سوى أنّكِ صاحبة مشاعر ، وروحكِ الطّاهرة التي ظلّت ترفرف في واجدانكِ المكسور، وحبّكِ للآخرين رغم خبثهم الشّنيع ، وشغفكِ الكبير بالحياة رغم كل المآسي والصّعاب . كم من " نينا " وكم من فتاة بريئة في هذه الدّنيا اللّعينة ، سقطت فريسة سهلة في شباك الذّئاب البشريّة ، تغرز مخالبها في لحومها الهشّة و تنهشها بأنيابها المقزّزة وتهرق شرفها وكرامتها ، ولا ترحم ؟
كم يلزم من الوقت لكي نعيد الاعتبار للأنثى ، الإنسانة المسكينة ، بأنها ليست فقط مجرّد نزوة عابرة ؟
قتلوا ( نينا ) ، وجرّدوها من مشاعرها النّبيلة ، وحوّلوها إلى دمية جنسيّة .
لهف نفسي على ( نينا ) .
كيف حتّى أسقطوكِ في مستنقع الرّذيلة ؟اا
تعليق