كنتُ مُجرمًا...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سامي الشريم
    أديب وكاتب
    • 11-12-2015
    • 107

    كنتُ مُجرمًا...


    لن أضيّع وقتي بالكلام الفارغ، سأخبركم عن حكايتي بالمختصر، سأتكلّم عن جرائمي، سأعترف بها علنًا، ولن أخجل من ذكرها أبدًا. ربّما ستظنّون أنّي ذو أطوار غريبة، وذو أخلاق فاسدة، حين أرفع لكم الستار عن جرائري التي اجترحتها قبل سنوات، والتي من جرائها زُجّ بي بغياهب السجن لثلاث مرات، ولكن كلّ ما أرجوه منكم يا سادة أن تتحلّوا بالصبر، وأن تقرؤوا ما سأكتبه إلى آخر السطر، ثمّ بعد ذلك، يمكنكم أن تحكموا عليّ بثقة وجسارة كما يفعل القاضي عندما يقرأ أولاً الأوراق التي تُدين المتهم، ثمّ يستمع إلى كلمات المدعي العام، ثمّ يصغي إلى الشهود، وحين يفرغ من كلّ هؤلاء يُصدِر ضد الجاني الحكم النهائي.

    لم أكن من أصحاب التصنّع والاحتيال، ولم أكن أيضًا شريرًا أو كاذبًا، ولكنّي كنتُ مُتمردًا كالثائر، أستحق بتمردي أن أُنفى في مكانٍ قصيّ، في البريّة، بمنأىً عن النّاس، خشية أن أُلحق بنفسي الضرر. لم أكن أخشى شيئًا قطّ، كنتُ أفعل ما أحبّ فحسب، ولم أكن أضرب حسابًا لما يقوله النّاس وراء ظهري، لأنّهم في الخفاء أسوأ مني، ولم أكن أستمع إلى ما يقوله الوعّاظ والمرشدون، لأنّهم لصوص الله الّذين يملؤون جيوبهم بالأموال بعد أن يعبثوا بعقول النّاس، المؤمنون الحقيقيون يسيرون جهة اليمين، وهؤلاء المزيفون في جهة الشمال، يمشون نحو جهنم الحمراء التي ستلتهم أجسادهم لا محالة.

    أوّل جريرة ارتكبتها كانت قبل عشر سنوات، عندما جئت بفتاة شابة لا تتخطّى الخامسة والعشرين من عمرها إلى بيتي، وطلبت منها أن أرسمها عارية كما خلقها ربها، وهي وافقت فورًا آنذاك كما لو أنّي سألتها عن شيءٍ تافه لا يستحق منها التفكير –ولو للحظة بشأنه. كان كل شيء يحدث بمحض إرادتها، لم أغصبها على شيء وربّ الأرض والسماء، كانت مغتبطة وراضية بما كان يجري بيننا، لا يغب ذهنك عمّا قلته قبل قليل "راضية" سنحتاج إليها فيما بعد. فخيّرتها بين أن أرسمها واقفة كالوردة القرمزية أم متكئة على الأريكة، فهي اختارت أن تجلس عارية على المقعد المنجّد كما لو أنّها من نساء الحضارة الرومية. وما إن شرعت في وضع ريشتي على اللوحة حتّى ضرب أحدهم جرس الباب.
    بعد أن سمعت صوت الجرس، أشرت إلى الفتاة بأن تختبئ وهي عارية – لدقائق – في خزانة الملابس، ريثما أعود بعد أن أرى من وراء الباب. حين فتحت الباب، رأيت إزائي وجهًا غير مألوف، أسمر كقلبٍ محروق، مملوء بالخشونة والندوب. رجل ذو جسمٍ ضخم كواحدٍ من جنود النبي سليمان. قال لي: "أأنت صاحب المنزل؟" لم أجِب، فلم أزل مصعوقًا من مرأى هذا الكائن الّذي بان لي من العدم كما لو أنّه شبح تائه. سألني مرّة ثانية، فأفقت من غيبوبتي اللحظية، وأجبته بصوتٍ يملأه التعجب: "نعم، ما الأمر؟" أدخل يده في جيبه، وأخرج بطاقة صغيرة للمباحث العامة، وصوّبها نحو أنفي، فقال لي: "اسمح لنا بالدخول، لدينا أمر بتفتيش المكان" انفجرت ملامحي حيرة واستغراب، فقلت بصوتٍ يقطعه الوجل: "أنتم! ولكني لا أرى سوى شخص واحد يقف أمامي الآن، ثمّ بأي حق تريد أن تدخل؟! "، فنادى بصوت عالٍ لسيارتين كبيرتين، سوداوين، كانتا رابضتين بالقرب من بيت الجيران: " شباب، شباب تعالوا"، فُفتحت أبواب هاتين المركبتين الضخمتين، فخرج من السيارة الأولى أربعة أشخاص، أشباه هذا الرجل، لا فرق بينهم وبينه البتّة كما لو كانوا توائم، وأمّا الأخرى، فظهرت منها امرأة متوشحة بالظلام، فقال لي: "يمكنك أن ترفع ضدنا شكوى فيما بعد أمّا الآن فدعنا نقوم بواجبنا فحسب". اقتحموا البيت، وأنا في حالة يُرثى لها من الهلع والخوف، خشية أن يعثروا على الفتاة.



    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 10-08-2019, 12:07.
  • سامي الشريم
    أديب وكاتب
    • 11-12-2015
    • 107

    #2

    قلبوا البيت رأسًا على عقب حتّى أمسكوا بالشابة المسكينة وهي مجرّدة من الثياب، فطلبوا منها أن تستر نفسها قبل أن تفارق البيت بلا رجعة، وبعد أن فعلت ما أمرت به، قيدوها وقيدوني بالحديد، وأخرجونا معًا إلى قسم الشرطة. بعد ذلك، علمت أن رجال المباحث كانوا يراقبون تلك الفتاة مُذ فترة طويلة، فسجلها كان مغمورًا بالقضايا الجنائية، ولم أكن أدري عن ذلك من قبل.
    لن أزيد عليكم في الكلام، لقد حكم عليّ القاضي حينها بالسجن لستة أشهر، ستة أشهر من أجلِ أني قلت لفتاة غريبة تعالي إلى بيتي، وكوني ضيفة خالدة في لوحتي. أيُّ جريرة في هذه؟ أيّ عيب؟ أليس كلانا يخدم الفن، ويستحق أن يتوّج بختم النبالة؟! قلي بربك، ما الفرق بين تلك الفتاة المسكينة التي كرّست نفسها وعرّت جسدها من أجلِ الفن، وبين تلك الراهبة التي تخدم الكنيسة؟! لا فرق، كلتا الفتاتين تقوم بدورها في مجال معيّن، ولصالح شيء ما. من الأجدى لي أن أبلع الرمل الجاف على أن أنبس بكلمة زائدة في هذا الشأن.

    جريمتي الثانية لم تكن في بلادي، بل كانت في ديار الخواجات، في فرنسا، بالتحديد في إحدى القُرى هناك حين كنت ضيفًا لأسبوعين في منزلِ صديقة لي.
    في ذلك العيد المشؤوم، بعد أن غابت الشمس، خرج جميع أفراد القرية من رجال ونساء وأطفال إلى الشوارع، وإلى الحقول الواسعة وفي أيديهم قناديل مضيئة ليحتفلوا بالعيد على طريقة أجدادهم وآبائهم الأولين. وكنت أنا بجانب صديقتي الفرنسية، حيثما كانت تذهب كنت أذهب معها كما لو أنّي حارسها الشخصي، إلى أن وصلنا نحن الاثنين بين حشد غفير من النّاس، فرأيت أحد الشباب قد قام بالتحرش بها إزائي، حيث لمس فخذيها عدة مرات بقصد، فلم أتمالك أعصابي ساعتئذٍ، لقد أثار فيّ ذلك الفعل المشين الغيرة والحمية العربية الأصيلة، فضربته ضربًا شديدًا كما لو أنّي كنت أنتقم من ألدّ أعدائي، حتّى غاب عن الوعي، ثمّ نقلوه إلى المشفى.
    جاءت الشرطة وألقت القبض عليّ، وأخذوني معهم إلى القسم القريب، وهناك قالوا لي أنت زائر غريب، وتصنع المشاكل في بلادنا، إنّك الآن عن ألف سجين. وللأسف رموني في زنزانة انفرادية لأسابيع. وبعدها نقلوني إلى سجنٍ عام، وهناك تعرضت للمذلة والمهانة دون حدّ.
    قبل أن أروي لكم زُبدة جريرتي الثالثة، اسمحوا لي أن أوضح لكم أمرًا مهمًا حدث لي في سجن "لاسانتي". إنّها خزية ما بعدها من خزية، إنّها فضيحة كُبرى، وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء أن يحصل مثل هذا في بلدٍ يدّعي الديمقراطية، ويحتضن في شرقهِ أهمّ المؤسسات في العالم بما فيها المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. أولاً، لم يسمحوا لأحد من أصدقائي وعائلتي أن يكلمني، ومنعوا كلّ رسائلهم أن تصل إلى عيني، وبسبب ذلك، تركوني أتعفّن في غياهب ذلك المكان طيلة الأشهر العشرة التي قضيتها هناك. كنتُ أنزف نفسيًا ومعنويًا كلّ يوم حتّى أضحى جسدي هزيلاً كعودِ الثقاب. ثانيًا، معاملة السجناء والسجّانين لي كانت قذرة جدًا، بشعة إلى أبعد حدود البشاعة، تتعالى الحيوانات أن تفعلها مع بعضها بعضًا. لا أخفيكم، كنتُ في كلّ ليلة أجثو على ركبتي في زنزانتي، كالرّاهب العازب في صومعته، وأرفع يدي إلى السماء، والدموع تترقرق في عيني، وأناشد الرب بأن يبدّد سحائب الظُلم مع طلعة النور في اليوم التالي، ولكن الرب لم يجب ندائي، على الرغم من أنه يسمع صراخي ويرى حالي، لقد هجرتني الرحمة كما تهجر الأم وليدها عند زلزلة الأرض تحت قدميها. كم وددتُ كثيرًا لو أنّه وضع يده الحانية على كتفي، أو طبطب على قلبي الجريح، أو حتّى همس في أذني، أنا معك يا عبدي، هذه الجملة الرقيقة كانت قد تحوّل خوفي إلى طمأنينة، وترحي إلى فرح، ولكنّ الجملة لم تأتِ!.


    يتبع ..
    التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 10-08-2019, 12:13.

    تعليق

    • سامي الشريم
      أديب وكاتب
      • 11-12-2015
      • 107

      #3

      تحمّلتُ وحدي آلام السِهام والحِراب المغروسة في قلبي، وتجرّعت كلّ أصناف السموم إلى أن خرجت ورجعتُ قافلاً إلى وطني. وهناك حدثت لي الطامة العظمى، جريمتي الثالثة التي لعنني عليها الكُلّ، وطردتُ من جرائها خارج البلاد.
      عندما عدتُ إلى الديار، رآني بعض إخوتي بدهشةٍ عظيمة لحظة وصولي إلى المطار، كادوا ألاّ يتعرفوا عليّ، لأنّ السجن الفرنسي، الّذي أدعوه "مأساة الحياة" والّذي لاقيت فيه الأذى، والاضطهاد حتّى الموت، قد غيّر ملامحي، وشوّه شكلي، وامتص لحمي كلّه، فصرت نحيلاً كالإبرة.

      جريمتي الثالثة –إن كنتم تسمّون ما فعلته في شريعتكم جرائم- كانت هي الأخطر على الإطلاق، وأظنّ السبب وراء ذلك يرجع إلى ما أعارني إيّاه الحبس من القوة والبسالة، ومن عدم الاحتفال بكلام النّاس الّذي أصبحتُ دائمًا أضرب به عرض الحائط، لأنّي لا ولن أُحِبّ أن يُسيّرني حديث البشر كيف شاء، أو يكون سببًا في مسرّتي أو تعاستي، أو يضع رأسي في الرمل.

      الإنسان الّذي يُطلق سراحه من السجن، يسهل الالتفاف عليه من بعض رفاق السوء، لأنّه في نظرتهم القاصرة، رجل صنديد بمعنى الكلمة، قد جرّب أسوأ الآلام في العالم وهي أن يعيش تحت سلطة أناس جُبناء، يجترحون في الخفاء أكبر القذارات، ولم يقبض عليهم أحد بعد. ما علينا ! تعرّفت على واحدٍ من هؤلاء السيئين في سهرة موسيقية في منزلِ أحد الأصدقاء. كانت سحنته توحي لي بالسمو والعظمة على الرغم من صغرِ سنه. كان هادئًا ومستقرًا كالجبل الثابت، يصلح أن يعوّل عليه، وأن يكون محلّ ثقة. أصبحنا أنا وهو بعد برهة من الزمن، أكثر من صديقين حميمين، أقرب إلى أخوين، لأنّ هناك أشياء كثيرة تجمعني به، أذكر منها؛ موهبة الرسم والعزف، والارتجال بمعنى أن يكون الكلام حاضرًا على شفتي في كلِّ وقت، هذا الصاحب، أشار إليّ ذات يوم بأنّ أُقيم حفلة بمناسبة اليوم الوطني في إحدى الاستراحات النائية عن المدينة. ولا أخفيكم، تردّدت في أوّل الأمر، ثمّ بعد إلحاحٍ منه وافقت.
      أقمنا الاحتفال، وحضر الكثير من المدعوين رجالاً ونساء، وأصبحنا في ذلك المكان القصيّ، كأنّنا في بلادٍ غير بلادنا، في عالمٍ غير ذلك العالم الّذي عهدته من قبل، ولكن لسوء الحظّ، لم تكتمل البهجة، في منتصف الحفلة، داهمتنا شبكات الشرطة والهيئة، وقبضوا علينا جميعًا، ورموني في السجن لسنتين بسبب أنّ الاستراحة كانت مسجلة باسمي. وحين أُفرِج عنّي، تبرأ أهلي مني، لأنّي وضعت سمعتهم في الحضيض، وطلبوا منّي أن أرحل عن الوطن اليوم قبل غدٍ بأيّ وسيلة كانت؛ سفينة، طائرة، حتّى لو مشيًا على الأقدام، الأهم ألّا أبقى أمام أعينهم، وأعين المجتمع، متباهيًا فخورًا بفضيحتي.

      هاجرت على مضض، وقلبي يقول: الكلّ خطَّاؤون.

      - النهاية -
      .
      التعديل الأخير تم بواسطة سامي الشريم; الساعة 10-08-2019, 12:16.

      تعليق

      • مها راجح
        حرف عميق من فم الصمت
        • 22-10-2008
        • 10970

        #4
        لربما أجمل الأشياء يمكن أن يولد من الفوضى
        رحمك الله يا أمي الغالية

        تعليق

        • البكري المصطفى
          المصطفى البكري
          • 30-10-2008
          • 859

          #5
          القاضي المسلم لا يجد صعوبة في تقويم هذه الوقائع والأحداث، لكن غيره ترتج الأرض تحت قدميه لحيرته.
          مودتي.

          تعليق

          • محمد مزكتلي
            عضو الملتقى
            • 04-11-2010
            • 1618

            #6
            كان مجرماً ولا زال...
            مسكينة هذه الشخصية ، لا تتوقع أن يقف أحد إلى جانبها.
            تستحق كل ما نزل عليها من عقاب
            لا بسبب جرائمها الموصوفة.
            لو أنها فعلت في المكان الثاني ما فعلت في الأول
            وفعلت في الأول ما فعلت في الثاني، ما رماها أحد بحجر.

            إنها تخفي نفسها وراء الكلمات.
            نفساً متمردة الطبع، متطرفة السلوك، شاذة الأفعال.
            تخرق القانون وتبصق على القوانين والأعراف والأنظمة.
            تخرج عن المألوف, وتتجاهل ما هو معروف, وتفعل ما تريد وما تشاء, دون أن يعتريها أي خجل أو حياء.
            تقول نعم حين يقول الجميع لا، وتقول لا حين يقول الجميع نعم.

            هي تحكي عن نفسها تبرر أفعالها وتزكي دوافعها.
            ونحن لا نزداد إلا قناعة وثقة بأن التمرد والتطرف هما ما تنشدهما هذه الشخصية.

            نجح الكاتب في تقمص هذه الشخصية الصعبة.
            ونجح أكثر في صياغة حوار مناسب لغرائز وروائز هذه الشخصية.
            ولو أنه أسهب وغالى في بعض المواقع في النص.
            كاد أن ينتزع من القارئ قراراً ببراءة الشخصية وأن ظلماً كبيراً وقع عليها.

            أشكر الأستاذ سامي الشريم على حنكته الأدبية ومهارته السردية
            وأدعو له بالخير والسعادة وراحة البال.

            مساء الخير.
            أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
            لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

            تعليق

            • سامي الشريم
              أديب وكاتب
              • 11-12-2015
              • 107

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
              لربما أجمل الأشياء يمكن أن يولد من الفوضى
              ربما، كما حدث بعد الثورة الفرنسية.
              شُكرًا أختي مها.

              تعليق

              • سامي الشريم
                أديب وكاتب
                • 11-12-2015
                • 107

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة البكري المصطفى مشاهدة المشاركة
                القاضي المسلم لا يجد صعوبة في تقويم هذه الوقائع والأحداث، لكن غيره ترتج الأرض تحت قدميه لحيرته.
                مودتي.
                صدقت أخي البكري.

                تعليق

                • سامي الشريم
                  أديب وكاتب
                  • 11-12-2015
                  • 107

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد مزكتلي مشاهدة المشاركة
                  كان مجرماً ولا زال...
                  مسكينة هذه الشخصية ، لا تتوقع أن يقف أحد إلى جانبها.
                  تستحق كل ما نزل عليها من عقاب
                  لا بسبب جرائمها الموصوفة.
                  لو أنها فعلت في المكان الثاني ما فعلت في الأول
                  وفعلت في الأول ما فعلت في الثاني، ما رماها أحد بحجر.

                  إنها تخفي نفسها وراء الكلمات.
                  نفساً متمردة الطبع، متطرفة السلوك، شاذة الأفعال.
                  تخرق القانون وتبصق على القوانين والأعراف والأنظمة.
                  تخرج عن المألوف, وتتجاهل ما هو معروف, وتفعل ما تريد وما تشاء, دون أن يعتريها أي خجل أو حياء.
                  تقول نعم حين يقول الجميع لا، وتقول لا حين يقول الجميع نعم.

                  هي تحكي عن نفسها تبرر أفعالها وتزكي دوافعها.
                  ونحن لا نزداد إلا قناعة وثقة بأن التمرد والتطرف هما ما تنشدهما هذه الشخصية.

                  نجح الكاتب في تقمص هذه الشخصية الصعبة.
                  ونجح أكثر في صياغة حوار مناسب لغرائز وروائز هذه الشخصية.
                  ولو أنه أسهب وغالى في بعض المواقع في النص.
                  كاد أن ينتزع من القارئ قراراً ببراءة الشخصية وأن ظلماً كبيراً وقع عليها.

                  أشكر الأستاذ سامي الشريم على حنكته الأدبية ومهارته السردية
                  وأدعو له بالخير والسعادة وراحة البال.

                  مساء الخير.
                  أهلاً أديبنا العزيز محمد.
                  أشكرك جِدًا على تحليلك الأكثر من الرائع للشخصية.
                  دمت بخير وسعادة أخي الكريم

                  تعليق

                  يعمل...
                  X