المرأة فاكهة منعشة لأى مطبوعة
بقلم /أحمد محمود عدوان
لم تعد صورة المرأة المثقفة التى تملك الكثير من العلم والمعرفة والخبرة الإنسانية محط إهتمام فى جميع النواحى, ولم يعد الاهتمام بقضية المرأة من قبل المختصين والباحثين هى أهم الأولويات ,بل تبدل الحال وصارت المرأة الساذجة التى لا يشغل حيز عقلها سوى الموضة وأخر التقليعات وقصات الشعر والمكياجات هى محط الأنظار والاهتمام فما زالت البرامج التلفزيونية بكفى صورها لا تزال تخاطب العقلية النسائية باعتبارها عقلية ساذجة مسطحة ,فكم هى صور تلك النساء الساذجات التى طفت على السطح بفعل عوامل الالحاح الإعلامى لنشر ثقافات السفاهة بين الوسط النسائى العربى وبالفعل فمجال الإعلام هو المرتع الخصب للحديث عما يشغل النساء .
فلم تعد تنقل الصورة بوضوح كما كانت قبل أن يدخل الألوان الى أجهزة التلفاز . فلقد كانت فى تلك الفترة التى كنا نرى فيها الصورة بالأبيض والأسود تدور برامجها حول تمكين المرأة ، من الوصول الى أماكن صنع القرار وكانت البرامج الموجهة تخاطب النساء على أنهن طليعة مثقفة من طلائع المجتمع ,ولكن الصورة الأن أصبحت بالألوان ألوان يشوبها الإباحية ومزيد من النساء العاريات الساذجات التى تبحث بالوصول الى المرأة الى أماكن السقطات ومتى بقيت المرأة بهذا الوصف فما أسهل التخلف وما أصعب التقدم.
عذرا معشر النساء وهنا اعتذر من المثقفات المتعلمات وليس من تلكم الساذجات فالعاقلة العالمة المثقفة تشغل حيزا كبيرا من ذلك القرص الموجود فى قلبى ألا وهو حيز الاحترام.
ولكن ما زالت المرأة وصورة المرأة تشوهها، صور وسائل الإعلام العربى حتى صارت ألعوبة لجذب الأنظار أملا فى الشهرة . وتحقيقا لأعلى السهوم الربحية فى يد الإعلام يتاجر بها وتعرض لإغراء اللاهثين الذين في قلوبهم مرض . أشياء كثيرة تحدث ورغم ذلك لا شئ يتغير , فلم نجد مسيرتات نسوية للمثقفات ،والمتعلمات تشجب تلك الظاهرة التى تفشت من تبرج ،وسفور فى المعاملات والأخلاق إذا هو سؤال هل المتعلمات المثقفات ينمن كنوم حكامنا العرب عن نصرة القضايا الجسام ؟
ومتى ستظل المرأة وصورة المرأة بهذا الشكل السافر ؟
لكن الحديث عن مفاتن المرأة فاكهة منعشة لأى مطبوعة , ولم تسلم أى صحيفة أو مجلة من هذه السقطة مما فيها تلك المجلة والجريدة العزيزة التى أنشر فيها المقال, حتى أختفت صورة المرأة المثقفة التى تمتلك الكثير من العلم , فصارت الثقافة الدارجة فى الوسط العربى النسوى هى ثقافة الراقصات والعوالم والمذيعات وأختفى دور المرأة الأكاديمية الذكية ولكن إنها لعبة القوة والمناصب لعبة الدبلوماسيات التى لا ترحم ولا تحترم المرأة إطلاقا.
ربما تكون تلك كلمات قاسية لا تتماشى مع بداية جديدة لعام جديد، ولكن هى تلخيص إيجابى تلخص دور المرأة التى تطحن تحت نعال المطربات ويبهت لون تعلمها وثقافتها ،في نظر البعض ، بجانب برفان الممثلات ،وصيحات الموضة للمذيعات الجدد ،هو بالفعل واقع مرير لصورة المرأة العربية المثقفة التى يحاول العابثين طمث صورتها وهويتها ومع كل ذلك إلا أن هذا الواقع لا يدعونى إلى التشاؤم أو الإحباط، فعلى أن أقر أن هناك نساء رائعات متعلمات مثقفات قليلات جداً, ولكنهن بحاجة إلي أخذ مواقعهن في الطابور الأول والصف الأول من طليعة المجتمع وما زلنا بحاجة ماسة إلى مصالحة مع النفس ليطغى وجودهن فيزول بعامل حضورهن تأثير كل الشوائب.
تعليق