Tell me about your choices I will tell you who you are
قل لي ما كانت خياراتك أقول لك من أنت...
....
قد يكون هذا صحيحا إذا اعتبرنا الظروف التي مرت بالمرء وقت اتخاذ القرار و الضغوطات التي يمكن أن يكون قد تعرض اليها.
Tell me about your choices I will tell you who you are
قل لي ما كانت خياراتك أقول لك من أنت...
....
قد يكون هذا صحيحا إذا اعتبرنا الظروف التي مرت بالمرء وقت اتخاذ القرار و الضغوطات التي يمكن أن يكون قد تعرض اليها.
ما رأيكم؟
أهلا منيرة،
فعلاً إنه تساؤل معقول: الظروف القاهرة في بعض الأحيان كذا الاضطرار المرغم على الفرد في العديد من المواقف الحاسمة تعد بمثابة معطيات حقيقية لا يمكن تجاهلها عندما يتعلق الأمر بمسألة الاختيار. والأمثلة على ذلك تكاد لا تعد و لا تحصى سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات. على سبيل الذكر لا الحصر، أتذكر ما قاله الأكاديمي و الناقد الأمريكي من أصول فلسطينية الراحل إيدوارد سعيد حينما سأله بعض الزملاء عن سر تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط و تحديدا في فلسطين. فأجاب إيدوارد سعيد بما يمكن اختصاره بالمعنى: لو كنت مواطنا مسالما تعيش في بلدك آمنا ثم استيقظت ذات صباح لتفاجأ بدبابات أجنبية تحاصر قريتك من كل مكان، فإنني لستُ أدري أي اختيار سيبقى أمامك سوى أن تدافع عن نفسك بكل قواك.
و في نفس السياق، أتذكر ما كتبه الأديب الفرنسي ذي الأصول اللبنانية أمين معلوف في انتقاده اللاذع لمقولة الرئيس الأمريكي كنيدي الشهيرة: لا تقل ماذا صنع لي وطني بل قل ماذا صنعتُ أنا لوطني. فرد عليها معلوف بما يمكن اختصاره: من السهل أن يتشدق بهذا الخطاب المنمق من فتح عينيه على الدنيا فوجد نفسه دون اختيار ميليونيراً و رئيس أقوى دولة في العالم و هو ابن الأربعين! لكن الذي ترعرع في بلد يحرمه كل الحقوق المشروعة و يتجرع شتى أنواع الإهانات داخل وطنه فإنني لستُ أومن بمثلها خطابات قومية أو شعارات وطنية...
إذن، لا شك أن هنالك "ظروفا" خارجة عن إرادة الفرد والجماعة تحول دون اكتمال القدرة على الاختيار الشخصي في تقرير المصير.
لكن
أليست الظروف هي نفسها على الجميع؟ فلولا اختيار الفرد الشخصي أي تعامل يرضاه لنفسه لمقاومة الظروف لما ميز الناس بين قوي العزيمة و ضعيف الشخصية و لولا الاختيار الشخصي لما كان عقاب ولا حساب و لما ذكر التاريخ عظيماً واحداً و لما سجلت دواوين الأحداث حالة واحدة للمتخاذلين و المتواطئين مع العدو الذي يحاصر بدبابته أسوار المدينة المحتلة. فلأن هنالك فرقاً بين الخمول و الجد و بين العمل و الكسل، وجب القول بأن الذي يحدد الشخصية هو الاختيار الفردي كذلك. و تحضرني اللحظة مقولة طالما تمعنت في سحر محتواها و دقة معناها قرأتها ذات مرة عند المفكر الكبير محمد إقبال عليه الرحمة : المؤمن الضعيف يعتل بالقضاء و القدر؛ أما المؤمن القوي فهو قضاء الله و قدره في الأرض.
كان هذا باقتضاب رأيي الشخصي في قضيتنا هاته. يسعدني أن أستقبل آراء الحاضرين معنا كذلك.
تعليق