ضجيج الأفكار
دحرجت أحلامها في اتجاه المستقبل فاصطدمت بزوبعة أفكار تجثم على مخيلتها طوال الليل ؛ تقيس العمر بمحطاته وأطواره المسطرة يقينا في درب الحياة عندما يتقهقر الشباب . عندما تنظر في المرآة كيف تبدو لها قسمات الوجه وحروف الزين ؟ إنها الآن في عقدها الرابع ؛ الأحلام البهية التي كانت تطفو على السطح ولت هاربة تلوح لها بمنديل الوداع . هذه المرة لن تعض على أناملها من الغيظ رغم أنها خمنت كل التفاصيل بدقة ؛ عرفت كيف كانت تصغي لحديث النفس بجنون فتهمس لها بطي صفحة " القسمة والنصيب " ظلت طوال الوقت تسطر قائمة الأوصاف والنعوت التي كانت مفتاح الرفض ؛ منتشية بدرايتها أن الخطيب الأول تختلج صوته بحة ؛ والثاني لم يهتد إلى نوع خاص من حلاقة الشعر كانت تعشقها ؛ والثالث يبدو ميالا إلى التحليق في سماء الأماني المادية التي تقتل المشاعر في المهد.
حملت قطتها الوديعة بين ذراعيها واحتضنتها وضمتها إلى صدرها كالطفل الرضيع ؛ ثم مسحت على رأسها لتطفئ لهيب النار الذي يغلي بين أحشائها . لكن هيهات طال الأمد على ترسيخ الشعور بعدم الانفلات من قبضة الزمن . ألقت بنفسها على الأريكة وملأ المكان تردد الزفرات .... ما جدوى التأوه في مثل هذه الحالة اليد الواحدة لا تصفق .
انتبهت من غفوتها وصاحت بأعلى صوتها آآآه يا إلهي ....لعل ضجيج الأفكار يتوقف عن ضرباته بلا هوادة في عمقها النفسي ؛ تمنت لو تعطل منظار الفحوصات الشكلية الذي كانت تقيس به الأشخاص ...ما جدوى ذلك في الزمن الصعب لكن ما ذنبها عندما تلتقط أذناها شرارات الألقاب التي تتقاطر عليها باسم العنوسة كزخات مطر دائم . يكفيها طوق الحرمان من ضياء الأمومة الذي بات يقض مضجعها كما لو تفكر في نجم ابتلعه ضوء النهار. لم تقو على النهوض؛ فغفت ثم أبحرت في نوم عميق ، وأحلام دامسة حتى أيقظها مواء القطة التي لفحتها حرارة الشمس المنبعثة من النافذة .
دحرجت أحلامها في اتجاه المستقبل فاصطدمت بزوبعة أفكار تجثم على مخيلتها طوال الليل ؛ تقيس العمر بمحطاته وأطواره المسطرة يقينا في درب الحياة عندما يتقهقر الشباب . عندما تنظر في المرآة كيف تبدو لها قسمات الوجه وحروف الزين ؟ إنها الآن في عقدها الرابع ؛ الأحلام البهية التي كانت تطفو على السطح ولت هاربة تلوح لها بمنديل الوداع . هذه المرة لن تعض على أناملها من الغيظ رغم أنها خمنت كل التفاصيل بدقة ؛ عرفت كيف كانت تصغي لحديث النفس بجنون فتهمس لها بطي صفحة " القسمة والنصيب " ظلت طوال الوقت تسطر قائمة الأوصاف والنعوت التي كانت مفتاح الرفض ؛ منتشية بدرايتها أن الخطيب الأول تختلج صوته بحة ؛ والثاني لم يهتد إلى نوع خاص من حلاقة الشعر كانت تعشقها ؛ والثالث يبدو ميالا إلى التحليق في سماء الأماني المادية التي تقتل المشاعر في المهد.
حملت قطتها الوديعة بين ذراعيها واحتضنتها وضمتها إلى صدرها كالطفل الرضيع ؛ ثم مسحت على رأسها لتطفئ لهيب النار الذي يغلي بين أحشائها . لكن هيهات طال الأمد على ترسيخ الشعور بعدم الانفلات من قبضة الزمن . ألقت بنفسها على الأريكة وملأ المكان تردد الزفرات .... ما جدوى التأوه في مثل هذه الحالة اليد الواحدة لا تصفق .
انتبهت من غفوتها وصاحت بأعلى صوتها آآآه يا إلهي ....لعل ضجيج الأفكار يتوقف عن ضرباته بلا هوادة في عمقها النفسي ؛ تمنت لو تعطل منظار الفحوصات الشكلية الذي كانت تقيس به الأشخاص ...ما جدوى ذلك في الزمن الصعب لكن ما ذنبها عندما تلتقط أذناها شرارات الألقاب التي تتقاطر عليها باسم العنوسة كزخات مطر دائم . يكفيها طوق الحرمان من ضياء الأمومة الذي بات يقض مضجعها كما لو تفكر في نجم ابتلعه ضوء النهار. لم تقو على النهوض؛ فغفت ثم أبحرت في نوم عميق ، وأحلام دامسة حتى أيقظها مواء القطة التي لفحتها حرارة الشمس المنبعثة من النافذة .
تعليق