[align=center]أحبتي الكرام في إبداع
بمناسبة تشرفنا بانضمام الأستاذ المبدع خشان خشان , عالم العروض ومهندس الحروف الى منتدانا أنقل لكم إحدى أجمل روائعه قصيدة بعنوان مشروع ابتسامة آملا أن تنال إعجابكم :ــ
[/align]
[align=center]مشروع ابتسامة[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,7,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/6.gif" border="double,6,royalblue" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
لولا انتظارُ حبيبٍ بالهوى ثَـمِلِ =ما كان في الوقتِ من معنىً ولا أمَلِ
يا سائلاً عن مدى إبداعِ مُقتَدِرٍ = في الـخَلْقِ والـخُلْقِ أُنظُرْها ولا تسَلِ
ترَ اللواتي رمينَ العاشقينَ بـما = روتْهُ عنهم حكايا الأعصُرِ الأُوَلِ
ليلى وسُعدى وسلْمى والتي رحلتْ = من بعْدِ أن نكأتْ قلبي من الختَلِ
لها عليهِنّ فضلٌ أنـها قبلتْ = بأن يكُنَّ لها من جملة الخوَلِ
تر الدّجى والضحى فيها قد اجتمعا = والطلّ عند انحدار الشمس في الأُصُلِ
تأتِ الصَّبا بنسيم العطرِ مثقلّةً = من الخُـزامى بروضٍ حُفَّ بالأثَلِ
تر الضبابَ يغطي في الربى أَكَماً = يأتيك منها صُداح الطائرِ الجَذِلِ
كأنّهُ طيرُ مجدي في سعادتهِ = إذْ عهدُهُ منه إخلاصٌ فـلمْ يَحُلِ
وإن سقتكَ الحُمَـيّا من لمى شفَةٍ = أو بعضِ ألفاظِ بيتٍ غيرِ مُكْتَمِلِ
طَعِمْتَ حِكْمَةَ سُقراطٍ ومنطِقَهُ = صيغا بفصحى تناهت من بني ذُهَلِ
ما أبحُرُ الشّعْرِ إلا بعضَ مِشْيـَتِها = ما بينَ مُقْتَضَبٍ منها إلى رَمَلِ
فاقت قصائدَ شوقي في بلاغتها = قصيدةٌ والرويُّ العينُ بالكَحَلِ (1)
إذا أطلّت ترُدّ الرّوحَ طلعتُها = ببسمةٍ فـي ثنايا الغيبِ لم تزَلِ
فإن دنت في هَيولى الوصل حافلةً = كروضةٍ بزهورٍ غايةِ الرّتَلِ (2)
منها تهبّ الصَّبا بالعطر مثقلةً = من الخزامى بنجدٍ حُفَّ بالأثَلِ
ومالَ لَصٌّ بوجْنتها على شفةٍ = فخِلْتَها ومضتْ والشكُّ لم تَخَلِ (3)
ماجت بحارٌ ومادتْ في الذّرى قُلَلٌ = يا ريحُ إعصفْ ويا أمطارُ فَلْتَبِلي (4)
فالكونُ فيما أراه اليومَ محتفلٌ = كأنه راقصٌ من روعة الغزلِ
وأنتَ من أنتَ ؟ يا مسكينُ مؤتزراً = تمالُكَ النفسِ في شيءٍ من الوجلِ (5)
هلْ صخرةٌ أنتَ لا حِسٌّ ولا خبَرٌ = أكادُ أسألُ قل لي، لستَ بالرّجلِ؟"
رُحماكَ يا صاحبي فالقلبُ مُصْطَخِبٌ = يكادُ يخترقُ الأضلاع في رَمَلِ
بل إنه لاختراقِ الأفْقِ في شغَفٍ = يسري إليها على ألْفٍ من الكِيَلِ(6)
وإنّـما بـيَ جُرْحٌ قد تعمّدني = تصابُ من طعْنهِ الأعضاءُ بالشّلل "
أكلُّ هذا وجرحُ الأمسِ ذو وَخَضٍ ؟" = قل لي إذن، أغرامٌ فيك بالعِلَلِ ؟" (7)
"ما بـي غرامٌ بـها إنـي لأكرهها = لعلّ فـي ما ترى بشرى بـها بَلَلي"
" لكن بربّكَ هل تهواكَ فـي شَغفٍ = حتى تزُفَّ لـها الأشعارَ فـي تَبَلِ."
" شيءٌ من البوحِ في قلبي لذاذتُهُ = قالتْهُ لـي نظرةٌ منها بلا أبَلِ (8)
حديثُ قلبيَ إنـي لا أكذّبه = فلم يكن في دروبِ العشقِ ذا خطَلِ
لولايَ أثْـمَلْـتُها حبّاً بـمطلعها = لظلَّ جُـلُّ قصيدي غيرَ مكتَمِلِ "
"تقولُ هذا لإرهاصاتِ بسمتها = فكيفَ حالكَ يا مسكينُ إن تصِلِ"
" حالُ الذي ملكَ الدنيا فأعتقَها، = وصْلُ الأحبّةِ عندي غايةُ الأمَلِ"
"أبعد كل الذي قد راحَ من عمُرٍ = هناكَ متّسَعٌ يا صاحِ للغزَلِ؟"
" إلّـا يكنْ لِـهَواها فيّ مُـتَّسَعٌ = فليسَ لي فـي حياتـي غيرُما أجلي
عِشْرينَ من عُـمُري تَعْني هُـنَـيْـهَـتُـها = فربَّ ثانيِةٍ شدّتْكَ للأزَلِ "
قصيدتي لَقْطَـةٌ من فَيْضِ جَنَّتِهـا = أنعمْ بـها لجنان الخُلْدِ من مَثَلِ (9)
وظلّ شطرٌ أَأُخفيهِ ؟ أَاُظْهِرهُ ؟ = ما أقْـرَبَ الـحُبَّ من أُرجوحةِ الخبَلِ !!
وليسَ فيه سوى الإيـجازِ يُحرِجُني = مطِـيَّـةً ذاك ما ينفَكُّ للخَطَلِ
أَصُونُـهُ إنّما يُـبْدي بِهِ طرَبـي = " إنّـي أُحِبّكِ يا دُرِّيَّـةَ القُبَلِ "
وقبلةُ الشّعر من حوريّةٍ هبطتْ = من الجنانِ تعالت عن مدى الزّللِ
_____________________________[/poem]
(1)في البيت تورية، كأنما هي قصيدة، رويها العين، وحركة إعرابها الكَحَلُ وهو السوادُ الذي يعلو منابت الأشفار خِلْقةً
(2) رتل : تنسيق
(3) اللَّصُّ: فِعْلُ الشيء في ستر، والمراد الحركة الضئيلة من الوجنة لا تكادُ تُرى.
(4) فَلْتَبِلي: أي فلتمطري شديدا، من الوبْل، وترددت بينه وبين القول يا أمطارُ إنهمري، وفي تتابع همزات القطع في كل من (إعصف) و(أمطار) و(إنهملي) ما يمثل جو الهياج، ولكن الهملان المطر بصمت، والوبل المطر الشديد فآثرت ما يناسب المعنى على ما مقتضى الإيحاء الصوتي.
(5) مؤْتَزِرا: حال وهي ذات دلالة أبلغ منها مرفوعةً، وفي هذا نظر إلى قوله تعالى :" وهذا بعلي شيخا"
(6) الكِيَل: الكيلومترات.
(7) وخض : طعن
(8) أبَلٌ : إثم
(9) ترددت في عجز هذا البيت ثم تذكرت قول الشاعر ( لعله أبو تمام )
ردا على من كاد به عند الخليفة منتقدا قوله في البيت الأول:
إقدامُ عَمْرٍ فـي سماحةِ خالدٍ --- فـي حلـم أحنفَ فـي ذكاءِ إياسِ
لا تنكروا ضربي له من دونه --- مثلا (حصورا ؟) فـي الندّى والباسِ
فالله قد ضرب الأقل لنوره --- مثـــلا مـن الـمشكاة والنبراسِ
[color=#8B0000]تنويه :ــ حدث خطأ في النقل فقصيدة النعناع لشاعر آخر . فأرجو المعذرة color]
بمناسبة تشرفنا بانضمام الأستاذ المبدع خشان خشان , عالم العروض ومهندس الحروف الى منتدانا أنقل لكم إحدى أجمل روائعه قصيدة بعنوان مشروع ابتسامة آملا أن تنال إعجابكم :ــ
[/align]
[align=center]مشروع ابتسامة[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,7,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/6.gif" border="double,6,royalblue" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
لولا انتظارُ حبيبٍ بالهوى ثَـمِلِ =ما كان في الوقتِ من معنىً ولا أمَلِ
يا سائلاً عن مدى إبداعِ مُقتَدِرٍ = في الـخَلْقِ والـخُلْقِ أُنظُرْها ولا تسَلِ
ترَ اللواتي رمينَ العاشقينَ بـما = روتْهُ عنهم حكايا الأعصُرِ الأُوَلِ
ليلى وسُعدى وسلْمى والتي رحلتْ = من بعْدِ أن نكأتْ قلبي من الختَلِ
لها عليهِنّ فضلٌ أنـها قبلتْ = بأن يكُنَّ لها من جملة الخوَلِ
تر الدّجى والضحى فيها قد اجتمعا = والطلّ عند انحدار الشمس في الأُصُلِ
تأتِ الصَّبا بنسيم العطرِ مثقلّةً = من الخُـزامى بروضٍ حُفَّ بالأثَلِ
تر الضبابَ يغطي في الربى أَكَماً = يأتيك منها صُداح الطائرِ الجَذِلِ
كأنّهُ طيرُ مجدي في سعادتهِ = إذْ عهدُهُ منه إخلاصٌ فـلمْ يَحُلِ
وإن سقتكَ الحُمَـيّا من لمى شفَةٍ = أو بعضِ ألفاظِ بيتٍ غيرِ مُكْتَمِلِ
طَعِمْتَ حِكْمَةَ سُقراطٍ ومنطِقَهُ = صيغا بفصحى تناهت من بني ذُهَلِ
ما أبحُرُ الشّعْرِ إلا بعضَ مِشْيـَتِها = ما بينَ مُقْتَضَبٍ منها إلى رَمَلِ
فاقت قصائدَ شوقي في بلاغتها = قصيدةٌ والرويُّ العينُ بالكَحَلِ (1)
إذا أطلّت ترُدّ الرّوحَ طلعتُها = ببسمةٍ فـي ثنايا الغيبِ لم تزَلِ
فإن دنت في هَيولى الوصل حافلةً = كروضةٍ بزهورٍ غايةِ الرّتَلِ (2)
منها تهبّ الصَّبا بالعطر مثقلةً = من الخزامى بنجدٍ حُفَّ بالأثَلِ
ومالَ لَصٌّ بوجْنتها على شفةٍ = فخِلْتَها ومضتْ والشكُّ لم تَخَلِ (3)
ماجت بحارٌ ومادتْ في الذّرى قُلَلٌ = يا ريحُ إعصفْ ويا أمطارُ فَلْتَبِلي (4)
فالكونُ فيما أراه اليومَ محتفلٌ = كأنه راقصٌ من روعة الغزلِ
وأنتَ من أنتَ ؟ يا مسكينُ مؤتزراً = تمالُكَ النفسِ في شيءٍ من الوجلِ (5)
هلْ صخرةٌ أنتَ لا حِسٌّ ولا خبَرٌ = أكادُ أسألُ قل لي، لستَ بالرّجلِ؟"
رُحماكَ يا صاحبي فالقلبُ مُصْطَخِبٌ = يكادُ يخترقُ الأضلاع في رَمَلِ
بل إنه لاختراقِ الأفْقِ في شغَفٍ = يسري إليها على ألْفٍ من الكِيَلِ(6)
وإنّـما بـيَ جُرْحٌ قد تعمّدني = تصابُ من طعْنهِ الأعضاءُ بالشّلل "
أكلُّ هذا وجرحُ الأمسِ ذو وَخَضٍ ؟" = قل لي إذن، أغرامٌ فيك بالعِلَلِ ؟" (7)
"ما بـي غرامٌ بـها إنـي لأكرهها = لعلّ فـي ما ترى بشرى بـها بَلَلي"
" لكن بربّكَ هل تهواكَ فـي شَغفٍ = حتى تزُفَّ لـها الأشعارَ فـي تَبَلِ."
" شيءٌ من البوحِ في قلبي لذاذتُهُ = قالتْهُ لـي نظرةٌ منها بلا أبَلِ (8)
حديثُ قلبيَ إنـي لا أكذّبه = فلم يكن في دروبِ العشقِ ذا خطَلِ
لولايَ أثْـمَلْـتُها حبّاً بـمطلعها = لظلَّ جُـلُّ قصيدي غيرَ مكتَمِلِ "
"تقولُ هذا لإرهاصاتِ بسمتها = فكيفَ حالكَ يا مسكينُ إن تصِلِ"
" حالُ الذي ملكَ الدنيا فأعتقَها، = وصْلُ الأحبّةِ عندي غايةُ الأمَلِ"
"أبعد كل الذي قد راحَ من عمُرٍ = هناكَ متّسَعٌ يا صاحِ للغزَلِ؟"
" إلّـا يكنْ لِـهَواها فيّ مُـتَّسَعٌ = فليسَ لي فـي حياتـي غيرُما أجلي
عِشْرينَ من عُـمُري تَعْني هُـنَـيْـهَـتُـها = فربَّ ثانيِةٍ شدّتْكَ للأزَلِ "
قصيدتي لَقْطَـةٌ من فَيْضِ جَنَّتِهـا = أنعمْ بـها لجنان الخُلْدِ من مَثَلِ (9)
وظلّ شطرٌ أَأُخفيهِ ؟ أَاُظْهِرهُ ؟ = ما أقْـرَبَ الـحُبَّ من أُرجوحةِ الخبَلِ !!
وليسَ فيه سوى الإيـجازِ يُحرِجُني = مطِـيَّـةً ذاك ما ينفَكُّ للخَطَلِ
أَصُونُـهُ إنّما يُـبْدي بِهِ طرَبـي = " إنّـي أُحِبّكِ يا دُرِّيَّـةَ القُبَلِ "
وقبلةُ الشّعر من حوريّةٍ هبطتْ = من الجنانِ تعالت عن مدى الزّللِ
_____________________________[/poem]
(1)في البيت تورية، كأنما هي قصيدة، رويها العين، وحركة إعرابها الكَحَلُ وهو السوادُ الذي يعلو منابت الأشفار خِلْقةً
(2) رتل : تنسيق
(3) اللَّصُّ: فِعْلُ الشيء في ستر، والمراد الحركة الضئيلة من الوجنة لا تكادُ تُرى.
(4) فَلْتَبِلي: أي فلتمطري شديدا، من الوبْل، وترددت بينه وبين القول يا أمطارُ إنهمري، وفي تتابع همزات القطع في كل من (إعصف) و(أمطار) و(إنهملي) ما يمثل جو الهياج، ولكن الهملان المطر بصمت، والوبل المطر الشديد فآثرت ما يناسب المعنى على ما مقتضى الإيحاء الصوتي.
(5) مؤْتَزِرا: حال وهي ذات دلالة أبلغ منها مرفوعةً، وفي هذا نظر إلى قوله تعالى :" وهذا بعلي شيخا"
(6) الكِيَل: الكيلومترات.
(7) وخض : طعن
(8) أبَلٌ : إثم
(9) ترددت في عجز هذا البيت ثم تذكرت قول الشاعر ( لعله أبو تمام )
ردا على من كاد به عند الخليفة منتقدا قوله في البيت الأول:
إقدامُ عَمْرٍ فـي سماحةِ خالدٍ --- فـي حلـم أحنفَ فـي ذكاءِ إياسِ
لا تنكروا ضربي له من دونه --- مثلا (حصورا ؟) فـي الندّى والباسِ
فالله قد ضرب الأقل لنوره --- مثـــلا مـن الـمشكاة والنبراسِ
[color=#8B0000]تنويه :ــ حدث خطأ في النقل فقصيدة النعناع لشاعر آخر . فأرجو المعذرة color]
تعليق